الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الدين

أفنان القاسم

2017 / 11 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"الدين أفيون الشعب"

قالها ماركس في الدين من الناحية الاجتماعية وماذا عن النواحي الأخرى؟ السؤال الأول. هل يغفو وعي المخدر بالدين خدر شارب الأفيون بشكل دائم أم بشكل وقتي يدوم دوام تأثير الجرعة عليه؟ السؤال الثاني. هل تنعدم في الدين كل الخواص الإيجابية كيلا تبقى فيه إلا الخواص السلبية؟ السؤال الثالث.

طرحي للأسئلة الثلاثة السابقة

يزعزع القطع في الحكم على الدين كأفيون، ويدفع إلى تقرير، على شاكلة مذهب النسبوية الذي يقرر أن المعرفة نسبة بين العارف والمعروف، أن العبادة نسبة بين العابد والمعبود. حسب هذه النظرة، نعطي للدين فحوى أكثر ايجابيًا.

فورباخ من جهته

يقدم نقدًا ماديًا للدين عندما يرى ألا وجود للإلهي خارج الإنساني، وما الإلهي سوى إسقاط خيالي للإنسان على صورته. في الله يعيد الإنسان إنتاج نفسه، ويثري خصائص الكمال، لكنه لا يعي أن وعي الله هو وعي الإنسان.

حسبما أرى

فورباخ بموقفه هذا يفسر موقف ماركس بموقفه ذاك. ما يدعوه ماركس بأفيون، عند حديثه عن الدين، يدعوه فورباخ بعدم وعي الله، الذي هو في أساسه وعي للإنسان، فيغدو الله للإنسان وهمًا يؤمن به، وبالتالي يصبح وعيه مستلبًا.

ما معنى ذلك؟

معنى ذلك أن الإنسان يُسلب ككائن لصالح كائن آخر، كائن خيالي. بكلام آخر، يفكر الإنسان أنه هو نفسه، لكنه يفكر ككائن آخر غير نفسه.

المسيحية لفورباخ

أكثر الأديان استلابًا للإنسان وآخر الأديان، حتى ولو جاء الإسلام بعدها، لأن مفهوم الإنسان-الإله يسلب الإنسان تمامًا من وعيه بوضعه الحقيقي كإنسان لصالح تمثيل خيالي عن نفسه.

لماذا المسيحية آخر الأديان

لأنها تعلن عن الطبيعة الحقيقية للدين، باسم الأب والابن والروح القدس، طبيعة إنسانية بحتة، أب، ابن، روح. في سياقنا، هذه الطبيعة الإنسانية لا علاقة لها البتة بالمثل الإنسانية التي تغالي التبشيرية ومن لف لفها في استعمالها محملة على كاهل المسيح ما لا طاقة على حمله، وإنما بالإنسان خالق الإنسان-الإله.

أخيرًا وليس آخرًا

للرد على قول ماركس "الدين أفيون الشعب" أقول كما قال غيري من الذين يحترمون الأديان: إن طبيعة الإنسان ليست سيئة! وبشكل متعارض، لكي يتجسد الله بأسمائه الحسنى تجسيدًا نحن في أشد حاجة إليه، يجب على الإنسان أن يكون سيئًا، سيئًا جدًا، أكثر ما يكون عليه السوء، كما هو عليه اليوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلمة صادقة لصديق
أفنان القاسم ( 2017 / 11 / 21 - 14:41 )
إلى ناصر المنصور في الفيسبوك:

هذا يعني الهرب إلى الوراء، فمن واجبكم البقاء معي حيث أبقى، وخوض المعركة إلى جانبي حيث أخوض، وأنتم لم تتعلموا الدرس مني، فيكون خطابكم خطاب المحاور لا خطاب المعتدي، يلغة الاعتدال والاحترام لا بلغة السب والتجريح، انظر كم هو كلامك ليس في محله! وأنا أريد أن أسألك سؤالاً: لو كنت مكان صاحب الموقع وسمعت هذا الكلام، فماذا سيكون موقفك؟ أنا لا أقصد أنكم غلطانون، أنتم لستم دبلوماسيين، بصلتكم محروقة، وبتنرفزوا بسرعة أسرع من الجن، وبعدين تأتون وترمون باللائمة على غيركم!!! استعملوا نفس أسلوبي في الكتابة وفي المعاملة، أسلوب اكتسبته بعد خبرة طويلة من الممارسة والجد، وأنا أهديكم إياه مجانًا... من ناحية تانية أطلب منكم أن تضعوا أقدامكم على أرض الواقع لا على أرض هادا نصراني وهادا إسلامي، وإلا كنتم لعبة بيد الأعداء... موضوعي عن الدين ليس لأن لكم مشكلة معه، وإنما للتنوير وتوسيع النقاش وإثراء المعارف...


2 - حقيقه
على سالم ( 2017 / 11 / 21 - 21:35 )
استاذ افنان , الحقيقه تقول ان الدين عامه يسبب مشكل التخلف والجهل والادمان بالغيبيات والقبليه والعشائريه والكراهيه والاحقاد والتطاحنات والحروب والقتل والدماء بين قطيع البلهاء


3 - إلى آدم عربي في الفيسبوك: كيف أرى الدين1
أفنان القاسم ( 2017 / 11 / 22 - 07:21 )
الدين يصبح دين ولا يولد دين، أنا أريد الرجوع بالدين إلى قبل أن يصبح دينًا، إلى زمن ولادته حيث معاييره التي لم تكتمل ومفاهيمه التي لم تزل خالية من التشويه، وأبعاده التي كانت كلها بعدًا واحدًا! قورباخ يتكلم عن استلاب، وماركس عن أفيون، إيش يعني؟ الدين باق ما بقي الإنسان. العامل الاقتصادي يخفف من علاقة الإنسان بالدين لكنه لا يلغي الدين أبدًا، المجتمعات في الغرب أحسن مثال! لهذا، ما أرمي إليه، وأنا اللامتدين، أن أتعامل مع واقع متدين، وتعاملي مع هذا الواقع أبنيه على القيم المشتركة التي تجمعني بالدين. أنت لن تقول لي إن مفهوم الرحمة في بسم الله الرحمن الرحيم أو مفهوم المحبة في أقوال المسيح أو المفاهيم الموسوية في الوصايا العشر، كل هذه القيم التي تدور حولها هذه المفاهيم ليست قيمك وقيمي؟ بالطبع الإيمان بالآخرة وكل باقي الميتافيزيقيات أنا أرفضها مثلك، لكن هذا الجانب يوظف أوسخ توظيف ويستغل أفظع استغلال. لهذا، يحقن العقل الديني بجرعات أفيون متواصلة، لإلغاء الإنسان.


4 - إلى آدم عربي في الفيسبوك: كيف أرى الدين2
أفنان القاسم ( 2017 / 11 / 22 - 07:23 )
ومن هذه الناحية، اغترابه، وإن شئت استلابه، استلاب الإنسان، هو كارثته الوجودية، لأننا هنا ننتقل من مستوى استلاب فلسفي -كما حلل فورباخ- إلى مستوى استلاب اجتماعي وسياسي واقتصادي وثقافي وماخوري و و و وليس اجتماعي فقط كما يرى ماركس، استلاب لكليتنا، استلاب لكل إنسانيتنا... من ناحية ثانية، كل فكر يمكن أن يصبح دينًا إذا ما تم توظيفه، كالماركسية مثلاً، كالوجودية، كالبودية أحسن من المثالين الأولين، فهي أفكار تدور حول الأخلاق، الآلهة فيها يولدون ويكبرون ويشيخون ويموتون بعد أن يتزوجوا ويلدوا تمامًا مثلنا لا تُعبد بل تشارِك في الطقوس وكأنها هي التي تتماهى والإنسان، لا كما في المسيحية حيث يتماهي الإنسان وأركانها بعد أن يماهيها وذاته. ومن هذه الناحية، البوذية لا تمثل استلابًا للأنسان، لأن الإنسان لا يعبدها، هي من تعبده -إن أحسنت التعبير- فالإنسان أخلاق، وكماركسي قديم أضيف: مادية، الإنسان أخلاق مادية، بمعنى تُصنع أخلاق الإنسان من خيرها وشرها في آن، لتأثير الواقع فيها، لا لتأثيرها في الواقع كما يرى أرسطو، أو كما يرى هيجل وفكرته المحلقة فوق الكون تمامًا كالله!


5 - علي سالم: أحب كلماتك رغم كل شيء!
أفنان القاسم ( 2017 / 11 / 22 - 08:24 )
أنا أنظر إلى الدين نظرة المفكر الفرنسي جان-فرانسوا ليوتار إلى السرديات الكبرى، والسرديات الكبرى هي النظريات والديانات والخطابات التي تغص بالافتراضات المسبقة، مثل افتراضاتك عن الدين، كما جاء في تعليقك، وهي بذلك تُقصي، وتتسلط، وتهمش، وتقيم جدارًا بينها وبين مئات الملايين من المتدينين مثلك بينك وبينها! لكني أتفق معك على ما تقول عندما يتحول الدين إلى أداة سلطوية واستثمارية وبهدلية لتمرير كل الأهداف المبيتة، فتنقلب الأمور رأسًا على عقب، الخرافي يصبح واقعيًا، والزائفي يصبح حقيقيًا، ومن خبابيص الدين نبني الإنسان وتاريخ الإنسان، إنسان خرافي، وتاريخ غير حقيقي. وليس هذا فقط، بل يتجاوز ذلك إلى خيالنا الذي يصبح بلا خيال، فهل قرأت رواية عربية وأعجبتك؟ أو قصيدة إيرانية وهزت مشاعرك؟ أو قصة يهودية وعبرت عن أحاسيسك؟ حتى أن اللغة تفقد قيمتها، فانظر لغتنا، لغة كل يوم، لغة ركيكة، تعبة، كتعبير عن تعبنا، وزهقنا، وعبثنا الوجودي. وليس فقط اللغة، حتى أن الانتماء يغدو مشكوكًا فيه، فتكون الطائفية، وتكون العرقية، وتتدهور القومية بعد أن تفقد أبعادها الإنسانية، ولا يبقى منها سوى بعدها الشوفيني أو العنصري!


6 - بدي أسوي دين يا آدم عربي!
أفنان القاسم ( 2017 / 11 / 22 - 16:06 )
هلأ دكتوري العزيز الغالي خلينا احنا الاتنين نسوي دين إيش رايك؟ شوف الجفاف البيئي والمَحْل البنيوي والقحط الصحراوي اللي بعيش فيها القراء قديش فظيعين، فهم تلاتآلاف يتصفحون مقالاتي في اليوم ومرات أربعة ومرات يصلون إلى ستآلاف، ولا تعليق صغير، ولا غمزة تقدير، ولا همسة ود أو غيره، لا بنسمع أصواتهم، ولا بنحس بأنفاسهم، مشكل معقد ومبهدِل ما بحلوش حلاَل العقد، اللي بحل عقدهم، وهم نايمين قبل وهم صاحيين!!!! عشان هيك الحل الوحيد قلت لك نسوي دين، شو رايك يا شيخ الشباب دام فضلك، وإيش أفكارك، وبركي الإيرانيين يتحركوا معنا، وبعد الإيرانيين الأمريكيين، وبعد الأمريكيين اولاد عمنا الله يخلينا إلهم؟؟؟ يالله يا آدم، بدنا نسوي دين، بس إيش، دين حلو، أحلى من الملبس...


7 - الدين هو مقامرة باسكالية
نبيـــل عــودة ( 2017 / 11 / 22 - 17:23 )
المشكلة الكبرى في الدين ان الانسان هو الإله الوحيد على الأرض، لكنه نسي ذلك وتبع اله غيره...
الفيلسوف الفرنسي باسكال بليز كاهن وعالم رياضيات عاش في القرن السابع عشر بين 1723 حتى 1662 اشتهر بفلسفته اللاهوتية. قال باسكال أمراً مثيراً، بأن القرار الذي يختاره الإنسان حول إيمانه بالله، يشبه المقامرة. فسر موقفه وهو فيلسوف اللاهوت، بأنه إذا كان قرارنا المراهنة بأن الله موجود ويتبين في النهاية أننا أخطأنا وأن الله غير موجود، عندها خسارتنا لن تكون كبيرة. لكن إذا انعكس الأمر وقامرنا على أن الله غير موجود وتبين في النهاية انه موجود، عندها ستكون خسارتنا فادحة جداً لأننا سنخسر الجائزة الكبرى: السعادة الأبدية في ملكوت الله
بالطبع هذا الموقف الباسكالي ترك أثره على فلسفة باسكال لدرجة أن الإيمان بالله صار يعرف فلسفياً في الدراسات الأكاديمية بإصطلاح: -مقامرة باسكال-.


8 - الدين مقامرة بسكالية حتى قبل باسكال!
أفنان القاسم ( 2017 / 11 / 22 - 17:41 )
انظر إلى كُتاب الإناجيل الثلاثة، كتبوها دون أن يعلموا أن المسيحية ستتحول إلى دين، فقامروا على وجود الله من عدمه... لا فض فوك أبا النبل!


9 - خطب كبير سيقع بالسعودية
مجهول مجهول ( 2017 / 11 / 23 - 08:30 )
إذا قلص الأمريكان تواجدهم العسكري قبل الدبلوماسي قريبا سيقع


10 - ع م م: كي أكتب مقالاً عاجلاً!
أفنان القاسم ( 2017 / 11 / 23 - 09:09 )
وضّح أكتر وأعطيني بعض المفاتيح، وجاوب على سؤالي: ليش الأمريكان يخاطروا واحنا موجودين، تقليص وجودهم يقابله تعميم وجود قوس قزح! ما بدي جوابك الشخصي بدي جواب جوه... بالانتطار!

اخر الافلام

.. 12345


.. لابيد: كل ما بقي هو عنف إرهابيين يهود خرجوا عن السيطرة وضياع




.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #


.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع




.. #shorts yyyuiiooo