الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسباب التى اعاقت ظهور الاسلام السياسى خلال القرن الماضى ؟

سليم نزال

2017 / 11 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


!
شهد القرن التاسع مرحلة انفجار القوميات التى بدات ظهر على خلفية تراجع و ضعف الامبراطوريات العابرة للقوميات مثل الحركات القومية فى البلفان و ارمينية و التركية و العربية .و قد تزامن ولادة الحركة القومية العربية ابضا مع ولادة الصهيونية كحركة قومية لليهود فى اوروبا الشرقيه الذين تصادما منذ بدايات التاسيس بسبب مطامح الحركة الصهيونية لاجل استيطان فلسطين. .
لكن فى حقيقة الامر و رغم وهج الحركة القومية العربية فاننا نلاحظ ان الحركة القومية العربية كان دورها الاساسى فى دعم حركات الاستفلال الوطنية فى الجزائر و اليمن الجنوى الخ . و لعل هذا من مفارقات الحركة القومية العربية .اى انها حركة قومية تدعم الدولة الوطنية .
من اهم ملامح الحركة القومية العربية انها ظهرت بالدرجة الاولى مع نخب بلاد الشام و العراق الى حد ما . و الاشارة هنا الى الموقع الجغرافى امر مهم .لانها ولدت فى مجتمج متنوع ثقافيا و دينيا و بلاد الشام هى المنطقة الوحيدة فى الاقليم العربى حيث الوجود المسيحى الفاعل الذى
ساهم فى عصرنة اللغة العربية و علمنة الحركة القومية العربية .

و لما كانت ولادتها على خلفية الصراع مع الاخر التركى المسلم تميزت الحركة القومية بالتشديد على الطابع العلمانى و الفصل ببين الدين و السياسة.بينما نلاحظ مثلا الفرق مع الحركات الوطنية فى المغرب التى لم تواجه نفس الاعداء كما فى المشرق. لم تنشا عندها اشكالبة الثنانية الصراعية بين العروبة و الاسلام كما فى المشرق .و هو واضح فى التعبير المغاربى الذى يقول العرب المسلمون كوحدة واحدة لان المغرب خال من مسيحيين عرب و فى العقل المغاربى كلمة مسيحى مرتبطة بالغرب و خاصة فرنسا و اسبانيا و كانتا الدول التى احتلت اجزاء من المغرب .بينما التعبير المشرقى يتنحدث عن العرب و المسلمون اى انه يضع العرب كقومية واحدة بغض النظر عن الدين و الاسلام كدين له امتدادات عالمية.
و حتى فى ىكتابات المنظرين العرب الاوائل نلاحظ مثلا ندرة استعمال تعابير دينية فى كتابات ساطع الحصرى.و هذا التجاهل الواضح لم يات صدفة بقدر ما كان ضبط واع لكى يفصل بين مرجعتيين . مرجعية العروبة و مرجعية الاسلام .و سنلاحظ انه فى مراحل تاريخية معينة رفضت المرجعية الاسلامية العروبة و ادى الامر الى صراعات دموية لم نزل نشهد بعضا من فصولها .

لقد لعب الصراع مع اسرائيل دور الاسمنت المقوى للفكر القومى حيث شكل زرع اسرائيل تحديا للمنطفة الامر الذى ساهم اولا فى تاسيس الجامعة العربية و ما تلاها من بروتوكات مثل الدفاع المشترك و الحروب اللاحقة الخ .و على الرغم من ضعف اداة الجامعة الا انه جاء فى مرحلة تاسيس الوعى العربى الذى تقوى بفعل الصراع مع اسرائيل و صار تعبير الصراع العربى الاسرائيلى السائد و الذى يعكس واقع الحال .

لقد خلق هذا الصراع ديناميات عدة لعل اهمها اشتداد ساعد الحركات القومية التى ولدت بفعل هذا الصراع مثل حركات القوميين العرب على انواعه من بعث و سواه و التجربة الناصرية . هذا التعاظم للثقافة القومية
ادى الى انكفاء الفكر الدينى الذى ظل محصورا فى المراكز الدينية .و لذا نلاحظ مثلا ان حركة الاخوان المسلمين و هى بدايات الاسلام السياسى ولدت ما قبل مرحلة الصراع مع اسرائيل .
كانت حركة الاخوان المسلمين قد تم تاسيها ردا على انهاء اتاتورك لما اعتبر الخلافة العثمانية .و لما كان الفكر العربى السائد حينها يرى انه لا سبيل للعرب العيش بدون دولة خلافه اولدت هذه ىالحركة ليس صدفة فى مصر لتكون نوع من التعويض عن انهيار الخرفه العثمانية .
و الذى قرا ادبيات حزب التحرير الاسلامى سيجد التركيز الشديد على هذه الفكرة .و التى تعنى فى الجوهر ان الثقافة العربية الشعبية ظلت تنظر الى تحقيق الامجاد من خلال اعادة الحكم الاسلامى و هى فكرة اساسية سادت فى مراحل تدهور الدولة الوطنية القومية تحت شعار الاسلام هو الحل .لكن هذه الثقافة لم يتح لها حتى ذلك الوقت بحكم قوة عامل الفكر القومى و الصراع مع اسرائيل ان تعبر عن نفسها فى احزاب سياسية .

لقد كانت لهزيمة العام 67 دورا مهما فى اعتقادى فى بداية ترعرع الحركات الاسلامية و الفكر الدينى . و على سبيل المثال ازداد بناء المساجد فى مصر بصورة غير مسبوقه و بدات تظهر على السطح ظاهرة تفسير الهزيمة بالبعد عن الدين و سنلاحظ انن هذا الفكر الذى يربط النصر على اسرائيل و القوة بالعودة الى استعادة نموذج الاسلام الاول قد بدا يتنتشر و يقوى فى ظل تراجع الدولة الوطنية على مستويات عديدة .

محاولات الوحدة كلها فشلت و كلما تقدمنا فى الزمن كان الترهل و التراجع و الفشل و التناحرات الدخلية يبدو واضحا فى الدولة الوطنية التى كان ينظر اليها كعدو او كدولة فاقدة للشرعية من قبل الحركات الدينية .الاخوان المسلمين فى مصر و سورية .حزب الدعوة فى العراق الخ .
و لقد شكل خروج مصر من الصراع العربي الاسرائيلى عام 1979 مرحلة مهمة فى تاريخ المنطقة .فبينما خرجت مصر من الصراع جاءت الثورة الاسلامية فى ايران لتخرج ايران من المعسكر الاميركى الصهيونى و لتبدا ايران سياسة جديدة قوامها العداء لاسرائيل و دعم فلسطين.
و بعدها ببضعة اعوام ظهرت حركة حماس ايضا على خلفية ضعف الحركة الوطنية الفلسطينية ذات التوجه العلمانى لتدخل المنطقة مرحلة جديده و دخلت ايضا فى صراع مع الحركة الوطنية الفلسطينية العلمانية .
لقد ساهم الصراع مع اسرائيل فى تاجيل ظهور الاسلام السياسى لفترة طويلة..و اعتقد ان ما نشهده من انفجارات كان من الممكن حصوله او بعضها فى مراحل تاريخية سابقه لولا الصراع العربى الاسرائيلى الذى ما ان تراجع حتى شاهدنا تقدم الاسلام السياسى الذى طرح نفسه كمنقذ لكنه فى الحقيقة و كما شهدنا كان المشكلة و ليس الحل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53