الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراسة ذرائعية للناقدة الذرائعية المغربية مجيدة السباعي

عبير خالد يحيي

2017 / 11 / 22
الادب والفن



حركة التصحيح و التجديد و الإبتكار في الأدب العربي


قراءة نقدية تحليلية
باعتماد المنهجية الذرائعية لنقد النصوص الادبية

لقصيد:
ذاك الهوس الراكد في عين الماء
للشاعرة نبيلة حماني

من إعداد مجيدة السباعي

▪ مقدمة:
لا غَرو أن للماء حضورا فاعلا في التجربة الشعرية منذ القديم ،مؤثرا مفجرا للخيال راسما للصور مجددا للإحساس، كيف لا وهو رمز الخصب والخلق؟ قوة جبارة خلاقة مطهرة لكل أدران الجسد والروح ،أداة تصل بعمق متين بين الماضي والحاضر عبر صور كامنة في اللاشعور، أفق قصي متحرك ،يُغري بالسفر إلى المجهول والبعيد بحثا عن الخلود والطهر والحقيقة والخلاص.
لا يكف ينحت أحلام الإنسان بحركيته السريعة، وتموجاته الدالة وتلون مرآة انعكاسه الساحر...
ذلك حتما يؤكد تناغما قويا بين الطبيعة والشاعر، حيث ينعكس أديمه المضيء على ذاته، تجدها تغتسل برذاذه المنعش تغادرها كل الجروح، تأخذها سِنة المخيلة الحالمة، فتغفو على حافة الضفة لتشتم عبق السَّوسن...
هذه نبيلة ترفل بقصيدها المائي عند لحظات اعتراف، تقف عند ضفاف الكلمات تؤكد عشقها، لذلك الأديم الساحر تستعذب سحر المكان، فتهدي بوحا مضمخا بهوس مجنون ، قصيدا بعنوان: ذاك الهوس الراكد في عين الماء.
▪ التعريف بالشاعرة:
إنها الشاعرة نبيلة حماني حاصلة على الإجازة تعمل:
- أستاذة للغة العربية
- رئيسة المكتب الجهوي لمركز حقوق الإنسان
- عضو سكرتارية التدبير الوطنية بمركز حقوق الناس
- عضو فدرالية مراكز حقوق الإنسان بالعالم العربي
- عضو رابطة كاتبات المغرب
- مديرة وكالة عرار الإخبارية الدولية
- الناطق الرسمي باسم وكالة عرار الإخبارية
و فائزة في مسابقة الشعر التي نظمتها مؤسسة قلم حر بجمهورية مصر العربية سنة 6201
أصدرت ثلاثة دواوين شعرية
" تيه بين عرصات زمن مغتال"
"احتراق في وريد الصمت"
"مرايا من ماء."
▪ البؤرة الثابتة:
إنه قصيد مائي ساحر، يحتفي بالماء والأرض والوطن، كل ماله صلة بالذاكرة والذات والمكان، المكان حاضر بقوة حضورا متميزا، متعمق في الزمان والتراث والحضارة، فيفتح آفاقا وجدانية عميقة وإيحاءات آسرة، تؤكد عبق الإنتماء والفخر بالهوية المغربية .
▪ الاحتمالات المتحركة :
استثمرت الشاعرة لذكائها التاقب شعرية الماء منذ عتبة النص أي العنوان، جعلته دالا فاعلا مثيرا بل مرآة مائية .
اعتمدته في إنتاج الدلالة داخل النص فعنونته ب..
ذاك الهوس الراكد في عين الماء
إنه جد منفتح على وعي الذات بكل مقاصدها لخلق تصور أدبي حديث، يخدم ولوج القصيد بقوة.
الماء لغويا مذكر، وفلسفيا إنه المفجر للخصوبة الكامنة في الكون والأرض، والقصيد هذا تطهر بدوره بالماء العذب الزلال، فتفجرت منه معان تكشف عن رموز وانزياحات مذهلة، فكان الحضور السيميائي قويا .
العنوان عميق جموح ، يطفح بالشعرية، يحمل الكثير من الإيحاءات الطبيعية...
فالهوس جنون وتعطش، و ثوق لآمال عدة، مع الإحساس المفرط بالفرح...والهوس ما يسكننا ولا نستطيع له خلاصا، لكنه هوس راكد في عين الماء.
هذه المادة الطاهرة الشفافة التي تبدي ما بالأعماق، فهل يخفى ما في عمق الماء الشفاف؟ أبدا كذلك روح الإنسان الطاهر، تبوح بمكنوناتها رغما عنها،كما نرى تماما أعماق العين تبوح بأسرارها مهما حاولنا الإخفاء ،هو ذاك الحنين والأنين .
راكد...ما ركد من الماء وبقي ثابتا بالبركة لايجري...والعين ينبوع الماء تتدفق وتجري رقراقة لماعة تلين بها الأرض ،كل مفردة تعد نسقا فاعلا، يعج بلغة حية بالتشبيه و الإستعارة، فضاء رحب تتنفس فيه الكلمات وترتوي على امتداد...
كل هذه المعاني وأكثر نلاحقها من خلال المداخل العلمية التالية :
1-المدخل البصري:
العنوان هامس رومانسي، جاء على شكل جملة إسمية، قد تبدو طويلة لكنها ثرية بحمولة دلالية ، بما يلح لولوج القصيد الحالم، تكشف عن هوس الشاعرة باحتضان المنظر الجميل، ومناغاة الماء الخصيب رمز العطاء والحياة.
القصيد وجداني إنساني رصين، من شكله الهندسي يبدو شعر تفعيلة ونثر موزون مقفى، قوافيه تتعدد بين القاف والسين والنون وقوافي أخرى، تصل سطوره أربعين سطرا متناغما، تجمعها الوحدة الموضوعية، لكنها تتباين من حيث الطول والقصر حسب الدفقة الشعرية وطول النفس، و الانتشاء ببهاء المكان.
تبتدئ ب .... ذاك الحنين والأنين
وتنتهي ب.... والمساء يغفو نورا بالأحداق
الموضوع يتأرجح بين المنحى الفكري والاجتماعي والصوفي والذاتي خاصة، وظف له مجموعة صور شعرية، و انزياحات مذهلة، كما يغتني بإشارات للأسطورة والثرات....
2-المدخل اللساني:
"وجعلنا من الماء كل شيء حي"
الماء في كل الديانات والثقافات لم يكن إلا رمزا للخلق والطهر والحياة والجمال ،كيان حيوي خلاق يثري الخيال الأدبي، ينعشه بفضاءات روحية غارقة في الصفاء ، يغديه بجميل الرموز وبليغ الدلالات، فيمكن من التوليد و التشكيل، ويلهم بإيحاءات عميقة تتدفق بنبع الحياة.
الشاعرة نبيلة اسم شهير في دنيا عالم الأدب ومعسول الحرف الجميل، بنت فاس العتيق العاصمة العلمية الحاضنة لجامعة القرويين مرتع الماء والظلال والخضرة، لا عجب أن تكون عاشقة حد الهوس لذلك الأديم الساحر، أن تعب من جرار البهاء، وتغترف من مرفأ الذات، لذا لا تكف تنهل من الطبيعة الفاتنة، تستقي من معينها ، وتتفنن في نسج الصورة المذهلة ، كنورس عاشق لرذاذ المحيط تتحد روحها مع بيئتها بتناغم كبير، فتحط بكل مكان خصب ارتوى وتبلل بسر الحياة، تعكس صورها الشعرية على صفحة مرايا الماء، تلمح وجه روحها بالأعماق، وتداعب الأمل العريض....
تجد ذاتها تنعكس على اديم الماء فتقويها في رحلة الروح المرهقة.
أنا التي قلت للروح ا سكني مداه
إنه برزخ ضياء في يسري
وتلك سماوات لا تفنى بعمقي
وهنا خصب لا ينهيه نضوب ماء
الماء في أبهى تجلياته يؤثث المشهد الشعري في قصيدها بجلاء وسخاء، ينعكس بقوة على الصورة الشعرية، ينهمر ويتدفق مدرارا على امتداد جسم القصيد، يثريها يعمقها كقوة مجددة، ويذكي المخيا ل الإيقاع الموسيقى الداخلية، ويصعد كثافة المعنى فيزيد اللغة شفافية، نفس الشاعرة كانت بحاجة ماسة للصفاء والإشراق وطرح كل شجن...
أنا التي وضعتك بعين المد
لتلج هامات الرذاذ ومنحتك من دمي عهدا
هو فيض طهر
سيل شهد الجنان
فهل إلى جلال فلكي أنت تمضي؟
لامحالة تواجد الماء بقوة في كل الأساطير، فشكل خزانا طبيعيا لعدة معتقدات، تمزج بين المعقول والخرافي بين المرئي و اللامرئي ،فعد رمزا شعريا هاما طور العلاقة بين الشاعر ومحيطه، فأسهم في تطوير شعرية القصيد باستثمار الأسطورة والتراث حيث أدمج الموروث بما هو متخيل كلغة للتلميح بأشكال الرمز والإيحاء، لأنها توسع المعنى وتعمق الدلالة، وتشرك المتلقي بقراءة تأويلية وازنة...
" وهذا يؤدي إلى استنهاض ما ضمر من أحلام الطفولة والتشكل...فأرخت للشخصية ورسمت حياتها وشهدت انكساراتها وانتصاراتها"
فالماء حتما غائر في عمق شخصية الشاعرة ابتداء من الطفولة ، لذا لم يفتها أن تقيم علاقة جديدة مع اللغة، استهدفت بها تبيان حقيقة الوجود، فاعتمدت الرمز الأسطوري لتحقيق التوهج الشعري المذهل الذي ييسر الانفتاح على ذاتها ،والإفصاح عن طموحا تها الفنية، عبر تجليات وجدانية رومانسية، وهذا مأتاه عمق معايشة التجربة الشعورية مع الماء.
تقول الشاعرة..". للماء دلالته المتمثلة في عشق الوجود والحياة ،التي ما كان لها أن تكون وتستمر دون هذا المقدس عبر الأزمنة والأمكنة ... لاعتباراته الواقعية والرمزية الإيحائية بل والميتافيزيقية..."
الماء هنا الأرض الوطن التاريخ عشق المكان الذي لا يعلل بسبب...
ترسمني فوق هامات المدى
نورا في مشكاة
أسطورة يونانية الخلد
عبقة بشدى بلقيس وارفة بخصب عشتار
يهفو لها ابن الملوح
الأنا جد حاضرة بقوة على ناصية القصيد، كذات عاشقة يبصمها تمرد هادئ وثورة فنية ونكران الذات، لكنها بعيدة عن كل نرجسية سلبية، والأنا هذه تترجم الأنت أيضا، لكل من استطاب حروفها ووجد فيها نفسه.....
" أنت الذي كما كنت أنا"
..أوجزت الشاعرة الأنا بقولها:
"أنا...هذا الضمير الذي قد أعني به كل من تقع عينه على النصوص، ويجد فيها نفسه...أنا الإنسان، أنا الذات الشاعرة أنا المتلقي، وأنا من يكون النص لامس أعماقه، فكان بعض دنياه."
أنت الذي كنت الأنا
أنا الذي قلت للروح اسكني مداه
أنا التي وضعتك بعين المد
لتلج هامات الرذاذ ومنحتك من دمي عهدا...
لاغرو أن الشاعرة احتفت بسيمياء الماء المؤثرة في الشعور الإنساني عن طريق رومانسية حالمة هامسة، ألبست كلمها مسحة حزن مندس تحت الذاكرة، لتصفو الروح وتشرق، وترفرف يمامة فوق مرآة الماء بخيال ممتد، تسترق السمع لأصداء الذات ومكامن الوجع، به سجلت معاناتها وأبحرت في شجن عشقها، ببوح إنساني مضمخ بأشجان اليومي المعاش...إذن هو الحنين والأنين والذهول فهل يشعر به الآخر رغم معرفته به هذا ما ترمي إليه من لا تدركه الدوالي ولا الطيور الهائمة
كلنا نعلق آمالا لكن نصطدم بالواقع الآسن ..الخيبة تعصف من كل مكان فنقابلها بالصمت والشجن.
روح تغرف عبق الخلود تغسل همومها بالضياء وتستحم بالظلال، فيغادرها كل الكدر...الإبداع هكذا، لا يتشكل إلا في رحم المعاناة.
ذاك الحنين والأنين
لاتبصره الدوالي ولا الطيور الهائمة
ذاك الذهول المترامي في
لايدركه غير شجرة كساه شعت
مناجاتها للطبيعة أثارت مكامن الشجن وحركت أغوار دفين نفسها فكانت ملاذها المشارك لها والمتنفس ،لعل لوعتها وشوقها يخف ويسكن.
3-البيئة الشعرية:
الثقافة أسلوب حياة تنبع مع أيام المرء، يغترفها من البيئة، فيتكيف مع ما تهذبه من ذوق، وماتمده من معارف ومهارات فكرية، فيبدع بها أصدق الإنتاجات الفنية.
ولا يمكن أن يأتي الشاعر من فراغ، قال محمد الطوبي:
"بل يتكئ على ثرات شعري إنساني،لابد لأي شاعر حقيقي من مرجعية ثراتية، يوظفها في مشروعه الشعري"
حقا إن الشاعر ابن بيئته ،و هذه الشاعرة ارتبطت وجدانيا بالمكان بمدينتها فاس، ونهلت من معين طبيعتها المائية الغناء، ففاس تتوسط ضفتي واد خصيب، وتتفرع عنها ينابيع عدة، وتحتها أكبر شبكة مائية، منها تمتلئ نافورات وصهاريج الدور التقليدية ذات الطراز الأندلسية ،فكانت للبيئة أكبر الأثر في تكوين معالم شخصية المبدعة، ونحت تفكيرها الأدبي.

4-التيمة:
الشاعرة نبيلة تنحت حروفا من إبداع، لتترجم عشقها لبيئة مائية فياضة،لا تتواجد إلا بمدينتها فاس الغراء، برزت شاعرة مهووسة بمناغاة الماء ومناجاة الظلال، ففاضت قريحتها بقصيد مائي يتقاطر حلاوة...
ذاك الهوس الراكد بعين الماء

5-مقياس الجدة والابتكار:
الجديد يبدو من العنوان، جملة اسمية طويلة دالة تفتح القصيد على مصراعيه، وفي ذلك لامحالة إدهاش وشد للمتلقي ،ولعشق المبدعة للماء وهوسها به أبرزت من الماء معاني عميقة، موغلة في الرمزية والإيحائية، فكان الماء ممثلا لمواقفها الفكرية والشعورية والوجدانية، فلهذا السائل السحري قوة لاتقدر بحجم ،لأنه عصب الحياة وغيابه يعني العطش والموت.
6-مقياس العمق والسطحية:
امتطت المبدعة الرمز وكانت جد محنكة قديرة متميزة، وظفت دلالات قيمة بها أدلت عن رؤاها الفكرية بطريقة مضمرة
مقياس القوة والضعف:
رؤاها سديدة وقيمها شامخة أبية عتيدة.
الموسيقى الشعرية:
كل متلق قرأ هذا القصيد سيتملى وينتشي ويطرب بإيقاع ساحر وينعم بموسيقى تتناثر عذوبة ونوتات متفردة الجمال عشقا للأرض البهية ذات الطبيعة الآسرة
7-الإنزياح نحو الرمز والخيال:
توسلت المبدعة تقنية الإنزياح ،ذاك الأسلوب الذي يجنح للصور المتخيلة وللكثافة والرمزية والرسم بالكلمات، والبعد عن مطابقة الكلام للواقع، بتوظيف الرمز والإستعارة، تغيرات لغوية فنية تضفي سحر الإبداع.
هنا تتمرد اللغة على اللغة، وتنزاح عنها وتستهدف لغة داخل لغة، للتوصل لصور شعرية مذهلة، تتسم بالتوهج والإيحاء والخصوصية،وهو ما يمكن وصفه بشرارة إبداع.
وما الإنزياح في الشعر إلا ضخ دماء جديدة مدهشة تخرق نظام اللغة المألوفة، بطاقات جمالية وصور شعرية تنبتق من الذات، هي وسيلة التجريب والتجديد، وقصيد المبدعة انبتق في لحظة صدق مع الذات، في لحظة إطلالة على الأعماق وعلى المكنون المشترك بين الإنسان.

8-المدخل الإستنباطي:
في هذا المدخل أجدني مضطرة لتسجيل إرهاصات المبدعة الشخصية بعمق كبير، لأن الأدب نتاج تقمص فني ومواقف وجدانية وترجمة لدفين النفس...
على مدى امتداد قصيدها أسالت الحكمة والموعظة بسخاء على لسان الماء الجاري، وعناصر البيئة من ظلال وشجر وسماء وطيور هائمة... بغية انسيابها عند المتلقي ويسر إدراكها.
مواعظها كانت وفيرة :
اشتكت من تجهم اليومي ،ودعت لدفع ذاك التجهم بهوسها بعالم الصفاء والشفافية، الذي لا يشوبه شائب أو ثلوت، بدعوتها للسلوك الإيجابي والعمل الجدي، فكان اختيارها لعنصر الماء الجاري ذكيا يرمي لإعطاء العبرة منه، فلا يظل راكدا عكرا ثابتا، بل في تجدد وجريان وتطهر، ودفع كل الأدران بعيدا.
على المتلقي ألا يرى الحياة بنظرة سوداوية ،بل كالماء بجريانه يصفو يتطهر ويشرق وتنعكس عليه زرقة السماء، لتتوحد معه في لوحة فوق تحت تذكر بالصفاء لاغير.
9-المدخل العقلاني:
بجلاء نتبين أن ثقافة الشاعرة جد عميقة وغنية المصادر من القديم والحديث ،بها اختمرت تجربتها، وتحنكت مهاراتها الأسلوبية، فلابد من أن نلم بتجربتها هذه ونستدل عليها.
عند قراءتنا نرصد مجموعة كلمات مستقاة من القرآن الكريم:
مشكاة ،برزخ، جنات الخلد ،ناصية، نورا، وأيضا بلقيس ورمزية الماء عند قصتها مع النبي سليمان.
من الشعر العربي القديم متحت قصة ابن الملوح.
من غياهب الأسطورة استعانت بحكاية عشتار وقصته مع الماء.
ولصورها ودلالاتها منحى جلي، يجنح إلى التأمل الصوفي لذا ذكرت: كفيض طهر،تسابيح خمرة ، الإشراق، هيام، ارتشاف ،و..قلت للروح اسكني.
10-المدخل السلوكي:
التساؤلات المثارة بالنص:
تتساءل عن ذاك الحنين والأنين الذي لايبصره الهائم في الحياة.
ذاك الذهول المترامي الذي تتلعثم حوله جداول الأشواق.
فهل إلى جلال فلكي أنت تمضي؟ تتساءل هل ياترى سيتطهر من أدران الجسد والروح، هل سيبحث عن الخلود والطهر والحقيقة

11-الخلفيةالأخلاقية:
على مدى امتداد القصيد يتبين أن الشاعرة التزمت بكل معايير الأخلاق، حيث أبدت تعلقها بالماء والوطن والمكان، برزت عاشقة لبلدها عشقا لايضاهى،وأثرت إيجابا على المتلقي، لقنته قيما خلقية وطنية جد وازنة.

12-التحليل الرقمي:
لابد أن أعتمد جدارا نقديا علميا قويا ،أن أعتمد جمع كل الدلالات الحسية و الأعمدة الرمزية بحسابها رقميا، للتحقق من رجاحتها وتناغمها مع بعضها البعض.

الحقل الدال على الماء:
الماء2 المترامي 1 الجداول1 عين3 المدى2 بلقيس1 خصب2 مرايا1 خمرة1 غمرها ارتشفت1 نبيذ 1 فضاءات1 بعمقي 1 فيض1
نبيذ1 المجموع 20
الدال على الأنوار:
تبصره1 يدركه1 نور2 مشكاة1 الإشراق1 الفجر1 الشمس1 ضياء1 صبح1 الأحداق 1مساء1 جنة1 خلد1 المجموع 14
الدال على المشاعرالإيجابية:
الحنين1 الأشواق1 نبضي1 فيض1 ترسمني1 غمرها1 ارتشفت2 اسكني1 منحتك 1 زهو1 المجموع 11
الدال على المشاعر السلبية:
الأنين1 الذهول1 شعت1 تلعتمت1 تزلزلت1 ترجك 1رعشة1 احتضار1 الدوار1 هائمة 1 حيرة1 المجموع 11
المجموع 56
يبدو جليا أن القصيد رصين،والمبدعة متفائلة عاشقة للطبيعة حد الهوس، تعانق أملا عريضا .
الخاتمة:
تجربة رائدة ماتعة باذخة متألقة كالثريا، عقدت توأمة مع الماء والحروف، شقت قميص اللغة فانتفض جداول وغدرانا، لقدرة المبدعة الإيحائية العالية شد المتلقي، كلما تحرك في حقل اشتاق لما بعده، ليغترف متعة أدبية حقيقية.
باقات تقدير للشاعرة نبيلة حماني، التي غصنا معها في بحر رومانسية وحب وفلسفة وحكم وثراث.


قصيد الشاعرة نبيلة حماني
ذاك الهوس الراكد في عين الماء
ذاك الحنين والأنين
لاتبصره الدوالي
ولا الطيور الهائمة
ذاك الذهول المترامي في
لايدركه غير شجر كساه شعت
تلعثمت حوله جداول الأشواق
أنت الذي كنت الأنا
تزلزلت نايات الأحداق
ترجك عن بعد عين السحر
ترسمني فوق هامات المدى
نورا في مشكاة
أسطورة يونانية الخلد
عبقة بشدى بلقيس
وارفة بخصب عشتار
يهفو لها ابن الملوح
ومن أخذته رعشة احتضار
تحت الظلال على صفحة المرايا
تمسك خيالا
بين السبل تشرئب لخطاه
هي الأنا غدت حيرة
تسابيح خمرة غمرها الإشراق
وأنت الذي ارتشفت نبيذا
تلا تراتيل هيامه
بين شفاه الليل
وجدائل الفجر
وتربع الشمس فضاءات نبضي
أنا التي قلت للروح اسكني مداه
إنه برزخ ضياء في يسري
وتلك سماوات لاتفنى بعمقي
وهنا خصب لاينهيه نضوب ماء
أنا التي وضعتك بعين المد
لتلج هامات الرذاذ ومنحتك من دمي عهدا
هو فيض طهر
سيل شهد الجنات
فهل إلى جلال فلكي أنت تمضي..؟
أم أنه سراب أرتشفه ظمأ العين
والدوار طبع ناصية الزهو
بحلم الخلد زهرا على ضفة واديك
يها مسك صبحا
والمساء يغفو نورا بالأحداق
نبيلة حماني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته


.. بشرى من مهرجان مالمو للسينما العربية بعد تكريم خيري بشارة: ع




.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 22 أبريل 202