الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجامعة العربيّة أداة بؤس

راضي كريني

2017 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



استطاعت حكومة الرياض أن تعقد اجتماعًا طارئًا لوزراء الخارجيّة العرب في الجامعة العربيّة، في القاهرة؛ لبحث كيفيّة التعامل مع الدور الإيرانيّ في الشرق الأوسط.
انشغل الجتمعون بتلطيف مزاعم وطلبات السعوديّة وحلفائها من دول الخليج؛ بشَيطنة إيران ولبنان وحزب الله، وبتبرئة استغلال وحوش الرأسماليّة في الغرب، والاحتلال والاستيطان و... الإسرائيليّ، والدكتاتوريّات الرجعيّة التابعة لها. لم يلاحظ المجتمعون تحرير مدينة البوكمال واستسلام داعش الحاصل أثناء اجتماعهم، ولم ينبسوا ببنت شفة على إقدام الإدارة الأمريكيّة على إقفال مكتب منظّمة التحرير الفلسطينيّة في واشنطن قبيل اجتماعهم، وعلى محاولة ابتزاز السلطة الفلسطينيّة، ومنعها من ملاحقة مسؤولين إسرائيليّين لمقاضاتهم أمام المحكمة الجنائيّة الدوليّة، ودفعها للموافقة على "صفقة القرن" والركوع والاستسلام أمام محاولات/مفاوضات اليمين الرأسماليّ الفاشيّ في أمريكا وإسرائيل والرجعيّة العربيّة؛ المتمتّل بحيتان الاستغلال: بيبي نتنياهو، وجيرالد كوشنر، ومحمّد بن سلمان.
سياسة الجامعة العربيّة غريبة عن تطلّعات وطموحات الشعوب العربيّة وتنميتها وثقافتها و...، وتلتقي وتتقاطع مع دعاة التفوّق والاضطهاد القوميّ اليهوديّ ، وتفضّل الخيانة واحتلال العراق وفلسطين وليبيا و... وتدمير سوريّة، والجيوش العربيّة، وقمع شعوب المنطقة، ونهب ممتلكاتها، وتقسيمها إلى طوائف ومذاهب وملل، و... على أن تقف، ولو افتراضيّا، وراء قرارات قممها المطالبة بتنفيذ القرارات الدوليّة المتعلّقة بالقضيّة الفلسطينيّة.
في مقالها الأخير، في الميادين، دعت الدكتورة بثينة شعبان للقراءة الصريحة والدقيقة للتاريخ، بما يتلاءم مع الحقائق بعيدًا عن المراعاة والمجاملات؛ كي ندرك أبعاد تصريح غادي أيزنكوت، القائد العامّ للجيش الإسرائيليّ، لموقع "إيلاف" السعوديّ، عن التعاون الأمنيّ بين إسرائيل والسعوديّة و...؛ كي نرى التعاون والتنسيق بين آل سعود والقوى الاستعماريّة والصهيونيّة، ضدّ المصلحة الجوهريّة والإستراتيجيّة للعرب وقضاياهم المركزيّة.
لكن، وفي الحقيقة، لقد قرأ مناضلون وثوريّون تقدّميّون عرب ويهود و... في الشرق الأوسط تاريخ التآمر منذ اللحظة الأولى بشكل صحيح وبدون تأتأة ومراعاة ومجاملة و...، ودفعوا ثمنا باهظا جرّاء مواقفهم وطروحاتهم ، وصل إلى حدّ التضحية بحياتهم وعائلاتهم و...، نحن نعرف، ولمسنا ذلك على جلودنا؛ بأنّ دور الرجعيّات العربيّة كان أسوأ بكثير من دور أسيادهم من استعمار وصهيونيّة ... نقول هذا ليس من باب ظلم ذوي القربى.
نحن ذكرنا ونذكر جيّدا مَن وقف ضدّ حقّ تقرير المصير للشعوب العربيّة وتحرّرها مِن سيطرة الاستعمار على مقدّراتها وثرواتها القوميّة، وعلى اقتصادها وسوقها، وعلى تطوّرها في شتّى المجالات؛ لتبقى مضطربة في مستنقعات التخلّف والعنف والتبعيّة و....
لذلك، نستنتج أنّ الوطن العربيّ بحاجة ماسّة إلى تأسيس/تطوير حركة/جامعة شعبيّة سياسيّة اجتماعيّة اقتصاديّة ثوريّةجديدة، تكون تصوّراتها ومفاهيمها متناغمة مع حاجات الواقع المعيش، وبديلة للجامعة العربيّة، تنقل الناس إلى مرتبة أعلى من التحرّر والعدل والرحمة والوحدة والمواجهة والتقدّم والديمقراطيّة يتساوى فيها الناس و ... إلى مجتمع تعتمد مؤسّساته التعليميّة التربية الإنسانيّة والديمقراطيّة التي تستطيع أن تمنح المربّي والمربَّى الاستقلاليّة والثقة والسعادة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جامعة المؤلفة قلوبهم
محمد البدري ( 2017 / 11 / 22 - 14:03 )
من احقر ما قرأت في القرآن مسالة المؤلفة قلوبهم. اشتري محمد الرجال والنساء والضمائر بالاموال تحويلا لهم من افراد في مجتمع آمن الي مرتزقة في مجتمع قتل وارهاب . تلك هي العروبة التي لوثت المنطقة باثرها وذلك هو الاسلام. الجامعة العربية منذ نشاتها لم تتخذ قرارا واحدا لصالح مواطني الشرق الاوسط بل كانت تضلل الشعوب ببيانات تبدو براقة لكنها في باطنها تعمل لصالح الاعداء إذا ماكان هناك اعداء. بالاموال كانت تشتري ذمم الرؤساء في الجامعة وكانت الرشوة من دوله العرب الاولي (السعودية). امين الجامعة كانت تعطي له صرر الاموال بعد كل اجتماع ومكافأة مهولة عند انتهاء دورته ليكون نموذجا للامين الجديد.

اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد