الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع الدكتور محمد باسل الطائي في (ملف الشيعة والسنة )

احمد عبدول

2017 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


الدكتور (محمد باسل الطائي ) دكتور عراقي متخصص في نظرية المجال الكمي (الكوانتم) ونظرية النسبية العامة وهو حاليا يشغل منصب استاذ الفيزياء الكونية بجامعة اليرموك في الاردن ولد الطائي في محافظة نينوى من عام (1952) .
ولقد اتيحت لي مؤخرا فرصة متابعة بعض حلقاته على قناة الراي مع الدكتور (محد العوضي) الذي استضاف الطائي عبر حلقات سلط فيها الطائي الاضواء على علم الفيزياء وسير بعض العلماء المختصين
وما يذهبون اليه من اراء بخصوص نشاة الكون وهي حلقات علمية نافعة ومفيدة اتمنى ان يطلع عليها من يريد الاستزادة من المعرفة لا سيما وان تلك الحلقات تتناول موضوع في غاية الاهمية وهو موضوع يشغل البشرية منذ زمن بعيد وقد كثر الاخذ والرد بشانه .الا ان ما لفت انتباهي ان هنالك حلقة خاصة للدكتور الطائي كانت قد حملت العنوان الاتي (من معه الحق : الشيعة ام السنة ؟) فتولد لدي فضول كبير لمتابعة هذه الحلقة التي هي ابعد ما تكون عن تخصص الدكتورالطائي .
لقد بين الطائي في هذه الحلقة التي بثها من خلال قناته الخاصة على اليوتيوب الاسباب التي دعته للخوض بهكذا موضوع وهي اسباب موضوعية لغرض سد الثغرات وتقارب وجهات النظر بين المسلمين وسد ابواب الفرقة في زمن اصبحنا فيه بأمس الحاجة الى التوحد ورص الصفوف .
الحقيقة ان غاية الطائي كانت غاية نبيلة نابعة من حرصه على اعادة اللحمة الوطنية للعراقيين وتجسير الهوة بين مكوناتهم الاجتماعية ( الشيعة ـ السنة ) والطائي بذلك يكون قد اثبت انه عالم ينطلق من دوافع وطنية وانسانية ودينية خالصة وهذا ديدن العلماء العاملين .
يدعو الدكتور الطائي الى عدم الانصياع وراء الروايات التي يطرحها خطباء المنابر وأئمة الحسينيات فالروايات من وجهة نظره تذهب بنا مذاهب شتى وليس من اليسير التاكد من صحة هذه الرواية او تلك فهو يطرح منهجا خاصا به وهو ما اسماه ب(المذهب الاجمالي ) والذي يعالج من خلاله قضية اختلاف الشيعة والسنة في قضية الامامة يقول الطائي.
تقول الشيعة ان النبي اوصى لعلي بن ابي طالب بالخلافة وهم يستشهدون بواقعة غدير خم لقول الرسول (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) كذلك يستدل الشيعة بقوله تعالى (انما وليكم الله ورسوله الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) اما اهل السنة والجماعة فهم يستدلون على ان الرسول لم يوص وان الامر كان شورى بينهم لقوله (وامرهم شورى بينهم) كذلك فانهم يستدلون بان ابا بكر الصديق وبعد وفاة الرسول سمع بان الانصار قد اجتمعوا بسقيفة بني ساعدة وبايعوا (سعد بن عبادة ) فلما سمع بذلك ذهب هو وعمر بن الخطاب لدرء الفتنة ليبايعه سائر المسلمين سوى (سعد بن عبادة) زعيم الانصار كما ان هناك حادثة يستدل بها اهل السنة على صحة خلافة ابي بكر الصديق وذلك عندما بعث الرسول ابا بكر الصديق اميرا على الحج عام ( 9) هجرية مع نفر من المسلمين ثم بعث رسول الله باثره علي بن ابي طالب باربعين اية من سورة التوبة على ان يقرأها على مسامع الحجيج فادرك علي ابا بكر في مكان اسمه الجحفة فقال له ابو بكر (ما جاء بك ااميرا جئت ام مأمورا ) فرد علي ( بل مامور وانت الامير ) وكان بعد ذلك ان سال ابو بكر رسول الله عن سبب بعثة علي بن ابي طالب من ورائه فكان رد الرسول لابي بكر (لن يؤدي هكذا امر الا انا او رجل مني ) يخلص الدكتور الى القول باننا امام حادثتين لا سبيل لتكذيبهما بل ان الحل الوحيد هو تاكيد ما يذهب اليه الشيعة والسنة في آن واحد .
وخلاصة ما يعتمده الدكتور الطائي من مقدمات وفق مذهبه الاجمالي والذي يبتعد عن الخوض بالروايات واسانيدها على الاستفهامات الاتية :
1 ـ هل كان محمد نبيا ؟ الاجابة (نعم)
2 ـ هل كانت دعوته صادقة ؟ الاجابة (نعم)
3 ـ هل كانت دعوته ناجحة ؟ الاجابة (نعم)
وبما ان المسلمين يجمعون على الاجابة بنعم فان احتمال انقلاب وتامر الصحابة على وصية الرسول لعلي بن ابي طالب امر غير وارد وغير منطقي اطلاقا والا فان الاجابة على الاسئلة اعلاه سوف تستبدل ب(كلا) لان الصحابة انذاك سوف يكونون مجرد رجال سياسة انقلبوا على زعيمهم ليس الا.
يذهب الدكتور الطائي الى ان الاطروحة الامثل للخروج من مازق الخلافة وحسم هذا الملف بالقول ان الوصية التي اوصى بها النبي للامام علي لم تكن سوى ولاية دينية تتعلق بامور التشريع اما الولاية السياسية فقد كانت لابي بكر الصديق حصرا .
الحقيقة ان نوايا الدكتور ومساعيه للمحاولة لردم الهوة وتضييق مساحة الاختلاف في ملف الخلافة هي نوايا صادقة ومحترمة لكن ما يؤخذ على منهجه الاجمالي وهو منهج توفيقي كان قد سبقه اليه الكثير من الكتاب والباحثين مع تباين بسيط في الطرح ان هذا المنهج نستطيع ان نثبت عليه عدة نقاط مهمة ورئيسية وهي كالاتي.:

ا ـ انه منهج لا يستطيع الابتعاد عن الروايات على الرغم من انه يدعي ذلك الزعم وهو زعم لا يمكن الاخذ به لا سيما بملف الخلافة ذلك لان ملف الخلافة يعتمد الروايات في جانب كبير منه ولابد للباحث عن الحقيقة ان يعتمد جزءا كبيرا من تلك الروايات .
2 ـ انه منهج انتقائي تجزيئي ياخذ جانبا من الروايات بينما يهمل الجانب الاخر فهذا المنهج لم يوقفنا على اسباب عدم مبايعة بني هاشم وهم عشيرة الرسول واقربائه لابي بكر ولم يشرح لنا اسباب تاخر علي بن ابي طالب عن بيعة ابي بكر ولم يفصل لنا اسباب تحفظ وسخط ابنته فاطمة على هذه البيعة كذلك فان الدكتور الطائي قد نسي او تناسى احتجاجات علي بن ابي طالب باحقيته بالخلافة ابتداءا من سماعه خبر سقيفة بني ساعدة حتى استلامه الخلافة مرغما بعد مقتل الخليفة الثالث (عثمان بن عفان) وهذه خطبته المعروفة بالشقشقية والتي بين فيها تفاصيل ملف الخلافة واحقيته بها والوصية له دون سواه .
3 ـ ان هذا المنهج سوف لن يلقى قبولا بين اوساط الشيعة والسنة على حد سواء فلكل منهم قناعاته فالشيعة قد ثبت عندهم ان الامام علي بن ابي طالب هو الخليفة الرسمي للرسول محمد اما السنة فقد ثبت لديهم ان ابا بكر هو الاولى بالخلافة وما عدا ذلك فسوف لن يكون الا مجرد كلام لا يسمن ولا يغني من جوع .
4 ـ ان المنهج الاجمالي الذي اعتمده الدكتور الطائي انما قام على معيار عدالة الصحابة وهو معيار لا يصمد امام النصوص القرانية والتاريخية والتي دلت بوضوح على اختلاف وتنافر وتضارب وجهات النظر بين الصحابة انفسهم في عهد الرسول اما بعد وفاة الرسول فالتاريخ يحدثنا بان الصحابة قد تقاتلوا فيما بينهم من خلال حروب طاحنة ومن المعلوم ان الصحابة ليسوا بمعصومين عن الخطا لذلك لا يصح ان يشكلوا معيارا يقوم على اعتماد عدالتهم التي معها لا يمكن القول بانهم خالفوا امرا او وصية للرسول كذلك فليس من المنطق في شيء ان نقول ان الصحابة اذا ما ثبت تجاوزهم على وصية من وصايا رسولهم فهذا يعني ان تكذب دعوة الرسول او ان نعتبرها دعوة غير ناجحة او صادقة فلا تلازم بين الامرين كما يقال .
كنت اتمنى على الدكتور الطائي ان يتناول ملف الخلافة من باب اخر غير ذلك الباب الذي يعيدنا مرغمين الى الاخذ والرد بشان الروايات التاريخية التي اراد الخلاص من احابيلها ، ولكن مع ذلك تبقى جهود الدكتور الطائي مشكورة ومحمودة وهو يبتغي وحدة الصف العراقي والاسلامي فالف الف تحية للدكتور الطائي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - توضيح
محمد باسل الطائي ( 2018 / 1 / 6 - 11:14 )
أشكر الأخ أحمد عبدول على موقفه المنصف من حديثي عن السنة والشيعة. لكنني أردت أن اوضح بأن المنهج الإجمالي برغم أنه لايستغني عن الأخذ بالروايات لكنه يتحرى المشتركات بين تلك الروايات وهذه هي الميزة النوعية للمنهج. من جانب آخر فإن المنهج يعتبر بحاصل الحوادث وليس بمفرداتها. أما في جانب التفاصيل فأنا لا أقول بأن الإمام علي لم يجد في نفسه رغبة في تولي الخلافة بل أقول إن النبي لم يوص به خليفة للمسلمين بل ولياً للمؤمنين. بمعنى أنني اميز بين الخلافة الدنيوية التي هي شورى وبيعة والولاية الدينية التي جاءت وصية. أما عدم مبايعة علي سلام الله عليه لأبي بكر فأرى أنها كانت لسببين: عدم رضا فاطمة سلام الله عليها عن تولي أبي بكر الخلافة إذ ترى أن زوجها أحق. وهذا إجتهادها الشخصي. وثانياً ربما كان لرغبتة في الأمر تشريفاً دافعاً آخر لعدم البيعة أول الأمر وهذا ما يكشف عنه الإمام بقوله عن أبي بكر وعمر (وقد وجدنا في أنفسنا أن توليا علينا ونحن آل النبي وعترته) فمضمون هذا أنه كان يرى الخلافة أمراً يورث. لكن الإمام بايع أبي بكر بعد ذلك، وتذكر الروايات ان البيعة تمت عقيب وفاة فاطمة مباشرة.

اخر الافلام

.. كيف تتطور الأعضاء الجنسية؟ | صحتك بين يديك


.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-




.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا


.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف




.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا