الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات و التغيير ( الجزائر نموذجا)

علجية عيش
(aldjia aiche)

2017 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر الأحزاب السياسية في نظر الدول المتقدمة و التي تمارس الفعل الديمقراطي بشكل صحيح، المسؤول الوحيد عن نزاهة الانتخابات، و أدائها في تحسين مستوى السلوك الديمقراطي و الشعور العميق بالاحترام المتبادل فيما بينها رغم اختلافها في الرؤى و الأفكار و البرامج، و لذا أخذت هذه الدول بعين الاعتبار أهمية العملية الانتخابية و النظام الانتخابي في تحقيق التقدم السياسي، باعتبار الانتخابات سلوكا سياسيا وطنيا، حيث وضعت الدول المتقدمة للانتخابات جملة من الأهداف نذكر منها، أن الانتخابات تعبر عن تلاحم المواطنين بمختلف طبقاتهم و انتماءاتهم السياسية، و تعبر عن الوعي و التطور الذي بلغه الشعب و الأحزاب، و تكفل ممارسة الحرية الديمقراطية ممارسة فعالة و نظيفة، كما تعبر عن حرية التناوب في الحكم، الكفيلة بتلازم الاستقرار و التغيير في الحياة السياسية الديمقراطية، و حق الجيل الجديد في المشاركة في صناعة القرار و صناعة الديمقراطية .
و لذلك لا يجب أن تغفل الأحزاب السياسية عن دورها في الحفاظ على حقها المشروع، و كذلك دور الهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات في متابعة العملية يوم الاقتراع و فرز الأوراق، من أجل تجنب التزوير و الرشوة و التلاعب بأصوات الناخبين، خاصة و أن الهيئة متكونة من قضاة أدوا اليمين المهنية يوم تخرجهم إلى الحياة العملية..، لكن الملاحظ، أنه ما حدث يوم الاقتراع في الجزائر (كعينة) هو أن غالبية المواطنين الناخبين لم يجدوا أسماءهم في سجلات الناخبين، و كانوا حاملين بطاقة الناخب و موثق عليها مشاركتهم في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 04 ماي 2017 ، مما أدى إلى استيائهم، و هم يمنعون من أداء حقهم في الاقتراع، رغم أنهم غير متورطين في جرائم معينة و لم يتابعوا يوما في جناية أو جرم ما، و تتوفر فيهم كل الشروط القانونية للانتخاب، لإعطاء صوتهم لمن يختارونه و يرون فيه روح المسؤولية، و التفاني في خدمة الصالح العام.
هذه السلوكات التي تقوم بها الإدارة سواء كانت مقصودة أو كانت ناتجة عن خلل تقني أثناء قيامها بتطهير القوائم الانتخابية، جعلت المواطنين يشعرون بالاغتراب عن الوطن و هم داخله..، و هي في الحقيقة إجراءات مضرة بالفعل الانتخابي، و قد تفقد ثقة المواطن، و تضرب البناء الوطني في العمق، حسب المحللين السياسيين، فالفارق بين تقدم دولة ما و تأخر دولة أخرى هو الفارق بين نظام سياسي يلتزم بدستوره و نظام سياسي حكامه مستهترون..، دكتاتوريون، غير ملتزمين بالدستور ، و كانوا سببا في خلق "المعارضة"، بل كانوا سببا في وجود تيارات جارفة استخدمتها التكنولوجية الحديثة، و في ظل تدفق الإنترنت، تعددت أساليب التفكير و تغيرت المفاهيم، وازداد فيه الكلام حول الثورة بمفاهيمها المتعددة، حيث أصبح الكل مطالب بتغيير خارطة محيطه، و يعطي للقيم شكلها المستقبلي المتفتح، أي اختيار قيادات جديدة تتصف بعقلانية واعية مخططة و غير قائمة على عبادة الأشخاص.
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران