الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جلباب الجُوع

عامر الساعدي

2017 / 11 / 25
الادب والفن


جلباب الجُوع
:::::::::::::::
أوضِّبُ بَعْضَ أمْتِعَةِ الأسى مُنتَظِراً الصُّبْحَ يَهزِمُ اللّيلَ والخَوفَ تَهزِمُهُ أنبَاءُ النّصْرِ,الطِّفلُ الّذِي ظَلَّ يَبحَثُ عن أمَّهِ عشرونَ عَامًا لَمْ يَجِدْ غيرَ وجهَاً مسِّناً يَسِيرُ بِاتجاهِ الحَقلِ الأسودِ ،التي قَبَّضتْ رُوحَهُ الرِّيحُ بَعدَما حَولَ السنابلَ إلى قَشٍّ, كَمْ هِيَ قاسِيةُ أنيَابُ المِنجَلِ تقتَلُ رُوحَ اللهِ في خُضرَتِهَا, الحَسرَةُ قَدرٌ مِثلَ جَرادِ العَامِ غريباً ضَائِعاً بِخطواتِ الفَلاحِينَ, وذلِكَ النّجمُ يَفضَحُ عَتمَةَ الدُّمُوعِ بِإشراقَةِ لَيلٍ موبوءٍ بِالرَّعبِ مُتَقَرِّحِ العَينَينِ حِينَمَا تمَوِتُ الشَمسُ بِقَريَتِنَا الكَئِيبَةِ عندَ أوَّلِ الغُرُوبِ الأحمَر, الحرباءُ تَلعَبُ معَ السنابلِ الخَضراءِ قَبلَ أنْ تَرتَدِيَ زيَّهَا الأصفَر كانتْ تَشهَقُ أنفَاسَ الرَّبِيعِ وتَمضَغُ لُعَابَهَا في جَوفِ حَقلِ الزَّهرِ, أقتَاتُ على عَظمِي حِينَمَا يَشتَدُّ الجُوعُ بِبطنِي وتَخرُجُ العَصافِيرُ صَارِخَةً, أُرَمِّمُ أصَابعي لِحصَّادِ سنابلَ خرساء الصُّراخِ أجمَعُ بَيَادِرَ الرَّبيعِ دونَ اخضِرارٍ, أمَسَّدُ النّضُوجَ بأهزوجةٍ وانحَنَي كلِي فَوقَ رقِيقِ طِعمها اللاذِعِ ، أهذي بِكُلِّ اللكناتِ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما


.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا




.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما


.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في




.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة