الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور انويكة في ثان إصدار له تحت عنوان - تازة الممر والمستقر بين أطماع واحتلال المستعمر 2902-1926 طبعة 2017 -

عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)

2017 / 11 / 25
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


بعد إصداره الأول الموسوم ب " تازة على عهد الحماية ..مقاومة القبائل للاستعمار الفرنسي ..البرانس نموذجا " وهو المؤلف الذي حظي بتقديم متفرد للراحل الدكتور محمد الزرهوني رحمه الله ، وحقق من التجاوب والإقبال ما لم يكن متوقعا ، يعود الباحث والأكاديمي الدكتور عبد السلام انويكة للاجتهاد والبذل في حقل ليس من السهل الخوض فيه خلافا لما يعتقد الكثير . ويقدم منجزا تاريخيا جديرا يحمل عنوان " تازة الممر والمستقر بين أطماع واحتلال المستعمر 2902-1926 . طبعة 2017 .
الكتاب المومأ إليه جاء في 192 صفحة من القطع المتوسط ازدان بصورة على الغلاف من الأرشيف الفرنسي، والتي تعود إلى فترة العقد الثاني من القرن الماضي ، وهي للمكان الذي التقت فيه القوات الفرنسية بين حملتين عسكريتين الأولى لبومكارتن والثانية لكورو في ماي 1914 .
ومع لأول إطلالة يكتشف القارئ إن مسؤولية البحث التاريخي للحاضرة التازية جزء لا يتجزأ م تاريخ المغرب الزاخر بالوقائع والأحداث والتطورات ليس لأنها لم تنل ما ينبغي من البحث والدراسة في مختلف المجالات ، وأن ما تراكم حولها على محدوديته ليس سوى مجرد بدايات أمام ما ينبغي القيام به، بل لأن البحث في تاريخ مدن وقرى ومناطق وجهات البلاد بقدر ما لا ينتهي بإصدار أو بآخر بقدر ما يتجدد مع كل تفكير وإقدام ومعطيات ووثائق وافق منهجي جديد .
بناء على كل ذلك ، و وعيا من الدكتور عبد السلام انويكة بكون التأليف يشكل حلقة وصل بين الأجيال من جهة وعمل بحث وجمع وتنقيب وإضافةٍ وتنويرٍ من جهة أخرى، يندرج مؤلفه الأخير الذي ارتأى أن يتوجه بمحتواه لِما هو معاصر من زمن المغرب، تحديداً منه نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، لا سيما عندما تقوت الأطماع الاستعمارية الأوربية الفرنسية منها تحديداً في البلاد انطلاقاً من الجزائر. وإيماناً منه بأنه كلما صدر كتاب حول تاريخ تازة وجوارها، كلما زاد الأمل بغد معرفي تاريخي مشرق يخص المنطقة وضمن هذا الأفق الرصدي المتعدد الأبعاد جاء منجزه الأكاديمي " تازة الممر والمستقر بين أطماع واحتلال المستعمر 1902-1926 .
وإذا كان اهتمام المؤلف بتاريخ تازة وجوارها قد بدأ منذ أكثر من عقدين من الزمن، بجملة أسئلة ارتبطت أساساً بما هو رمزي مادي ولا مادي. فإن جملة وقائع ومتغيرات شكلت حافزا قويا للاستمرار والمثابرة ومساحة ساشعة للتأمل . ويمكن اعتبار الوقائع ذاتها معبرا محفزا على التقدم والبحث والتنقيب والتحليل وهو ما يشير إليه الكاتب في مقدمة كتابه . منها أولا ، ما حظيت به المنطقة من ذِكْرٍ في جل المصادر التاريخية المغربية والعربية كممر ومستقر، وثانيا ما ورد حولها كوقائع وتفاعلات سياسية وعلمية ودفاعية..، إضافة لِما ارتبط بها من مكون بشري في مجال فاصل شهير في التاريخ بممر تازة. هذا عبر فترات من زمن البلاد بدءًا من العصر الوسيط.

وبقدرما استهدف المؤلف بهذا العمل إبراز بعض أوجه مكانة تازة كممر ومستقر، في خريطة تطورات وأحداث المغرب السياسي والعسكري خلال هذه الفترة الدقيقة. بقدر ما حاول قدر الجهد التفاعل والتجاوب، لا سيما مع واقعٍ يقتضي إغناء وتوسيع وعاء خزانة تاريخية بطابع محلي. اعتبارا لكون البحث في تاريخ المغرب عموماً وتقدم الكتابة فيه ليس أمرا رهينا بما تراكم حول ما هو عام فقط، إنما أيضاً بما هو تأمل وتساؤل يخص القرب فيه والمحلي، لتلمس قيمته المضافة من جهة وتحديد ما هو بحاجة لالتفاتٍ، في أفق تاريخ شامل ومتكامل للبلاد من جهة ثانية.

وفي سياق استنطاق الذاكرة ، يذكر المؤلف أن ممر تازة الذي أحيط بعناية خاصة في أطماع فرنسا ومخطط احتلالها، ما كان ليكتسي كل ذلك ، لولا وضعه الطبيعي كبوابة بين شرق البلاد وغربها، ولولا ما كان له من تأثير على قبائل مستقرة به استمدت قوتها وتفاعلها منه على امتداد فترات هامة. وذلك في إطار تطلع فرنسا من أجل نفوذ أوسع لها بشمال افريقيا بعد احتلال الجزائر عام 1830، حيث سيحظى ما هو فاصل من المجال المغربي باهتمام وأولوية وتخطيط دقيق مسبق بالغ الأهمية. وهو ما كان مسرحاً لتوغلاتها وعملياتها العسكرية مرحلياً، حتى فرض حمايتها على البلاد وإلى غاية إنهائها لِما عُرف عند ليوطي بالتهدئة.

من هنا نفهم خلفية هذه الممرات الاستراتيجية، والحرص الشديد منذ القدم لإحكام المستعمر السيطرة التامة عليها . فعلى مر الزمن ، شكلت الممرات الجبلية الفاصلة من البلاد على امتداد فترات هامة من تاريخها، معطى مادياً موجهاً لمتغيرات تاريخية عدة. مثل ما حصل مع ضغوط وأطماع فرنسا الاستعمارية نهاية ق19م ومطلع ق20م، والتي ما كان لها أن تتوغل وفق ما خططت له وأقدمت عليه، لولا تمكنها من معابر برية بطابع استراتيجي. كما أنه ما كان للمقاومة المسلحة من جهة أخرى أن تظهر بالقوة التي ظهرت بها، لولا ما شكلته من تهديد لمواقع ذات تقاطعات مجالية هامة ومتداخلة

ويستخلص الكاتب حال المدينة الذي لم يرتبط فقط بنشأة كيانات سياسية مغربية منذ العصر الوسيط، بل بما أحيط به من عناية فرنسية بالغة الأهمية انطلاقاً من الجزائر مع مطلع ق20م. عندما اعتبرته قياداتها العسكرية سنداً جغرافيا هاماً، بأولوية للتوغل في البلاد وبأقل تكلفة ممكنة بناء على أهميتها في المجال المغربي. من هنا أهمية واستراتيجية تازة كممر ومستقر ، مما جعل وقائعها وتطوراتها تتأطر بما هو عسكري، خلال فترة ما عُرف بالتهدئة.وبخلِقها لنقاط بداية توسع تدريجي انطلاقاً من أطراف البلاد باتجاه فاس، كانت الأطماع الفرنسية بمخطط دقيق في تضييق الخناق على المخزن والقبائل معاً كمكونين أساسيين. ولم يكن توجه قواتها إلى وجدة شرقاً والدار البيضاء غرباً عام 1907، بغير خلفية استعمارية ولا إعداد سياسي وعسكري. ما تبين جلياً من خلال عدم إلتزامها بما كانت تدعيه حول ظرفية احتلالها لهذين الموقعين الجغرافيين المتقابلين، ومن خلال دقة انتقاءها لمواقع بأهمية مجالية في مشروعها الاستعماري بالمغرب. وبقدر ما ارتبطت أطماعها بحدود برية وبحرية، بقدر ما أولت عناية خاصة لنقاط اتصال حيوية داخل البلاد، عبر ما تم إنجازه من أبحاث هامة ودراسات.
القارئ العاشق لهذا المنجز التاريخي الغني بفصوله هكذا سيتوقف عند مدينة تازة ليس كوسط طبيعي أو مجرد البنية والمورفولوجيا تازة..المناخ.. والهيدرولوجيا بل كوسط بشري أيضا كقبائل تاريخ وثقافة تازة..القبائل والبنية- قبيلة غياتة- قبيلة البرانس قبيلة اتسول وستنكشف له الأطماع الفرنسية في مغرب النصف الثاني من ق19م المغرب ومشروع فرنسا الاستعماري بشمال افريقـيا المغرب وتجليات الأطماع الاستعمارية الفرنسية المسبقة
ويسعى الدكتور عبد السلام انويكة من خلال إصداره لهذا الكتاب إبراز بعض أسس اطماع فرنسا في المغرب عموماً، وفي تازة تحديداً كممر ومستقر مع نهاية ق19م ومطلع ق20م. بقدر ما يستهدف إبراز موقع ومكانة هذا الممر في مصالح قوى أوروبية متنافسة حوله، وإبراز بعض سبل وآليات استراتيجية احتلاله سواء قبل فرض الحماية الفرنسية على البلاد، أو بعدها إلى غاية بداية عشرينيات القرن الماضي. ففي هذا الكتاب تحدثنا عن بعض ما هو فزيائي وبشري يخص تازة الممر والمستقر، وعن موقع وبنية وأهمية مجال بخاصية استراتيجية. جعلته بغير بديل بري في علاقة شرق البلاد بغربها منذ القدم، ونقطة وصل هامة بين مقدمة جبال الريف والأطلس المتوسط. مع تركيز على وادي ايناون كمعطى طبيعي فاصل بين ملوية شرقاً وسبو غرباً من جهة، وعلى ما يطبع المجال من تدرج في الارتفاع ومسالك وعرة وحواجز وفجاج. إضافة لِما كان عليه كبنية بحرية جمعت بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، عبر ما سُمي جيولوجياً بمضيق جنوب الريف. أما مناخياً فقد توقفنا على بعض ما يتميز به هذا المجال، باعتباره نقطة تلاقي كتل هوائية، جعلته
ويعتبر المؤلف بما أن ما حصل من وقائع انتهت بفرض الحماية على البلاد، كان نِتاج تراكم وتأثير لأحوال داخلية وأطماع أجنبية تقوت منذ احتلال فرنسا للجزائر1830 . لذلك ارتأى تتبع ما كان عليه المغرب وتازة من تطور وتفاعل منذ منتصف ق19م حتى 1912. من خلال إبراز خلفيات أطماع فرنسا في البلاد، وما تأسست عليه من مبررٍ وآليات وتجلياتٍ مسبقة. فعلى أساس تماس تازة الممر والمستقر بحوض ملوية، تحولت إلى وجهة باهتمام سياسي ترابي فرنسي مبكر. ضمن ما كان عليه وضع الحدود الشرقية المغربية من أطماع منذ وقعة إسلي 1844، بدعوى أن هذا المجال أرض خلاء إلى حدود وادي ملوية. وكانت أطماع فرنسا من أجل بلوغ تازة، قد ظهرت منذ إقدام ليوطي على احتلال مناطق على الحدود، وإعداده لمخطط استهدف به احتلال المجال ما بين وجدة وفاس قبل فرض الحماية على البلاد. بحيث بدأ الحديث آنذاك عن أهمية تازة كقاعدة لانطلاق العمليات، وهو ما جعلها تتحول إلى مجال تنافس استعماري أروبي خاصة بين فرنسا وإسبانيا منذ مفاوضات 1902. وأمام ما كان يُحاك حول البلاد من مناورات استعمارية منذ ق19م، كان المخزن على وقع أحداث وتفاعلات بتازة وأعاليها، على إثر ما تم تنظيمه من حرْكات مخزنية استهدفت توفير سبل أمن داخلي. وكانت وقائع الفقيه الزرهوني في ارتباطها بالحدود الشرقية، بأثر هام فيما عرفته البلاد من أزمة سياسية وعجز مالي، وهو ما كانت تراهن عليه الأطماع الفرنسية للتوغل فيها. – المؤلف -
ونظراً لِما كان لتازة الممر والمستقر من أولوية في مشروع فرنسا التوسعي بالمغرب، توجه الكتاب لإبراز بعض أسس استراتيجية احتلال هذا المجال. والتي جمعت بين ما هو تَعرُّف واستكشاف أقدم عليه عدد من الرحالة والمبشرين والعسكرين والمخبرين منذ نهاية ق19م، وما أنجزوه من أبحاث وتقارير في هذا الشأن. وبين ما تم اعتماده لإعداد البلاد وتهيئتها منذ مطلع ق20م إلى غاية بداية عقده الثالث، من كارطوغرافيا وجيوديزيا وبنيات تواصل ونقل حديدي وتلغراف، من أجل تدبير العمليات العسكرية بها في إطار ما عُرف بالتهدئة. " من هنا قيمة المؤلف وأهميته التاريخية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة