الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقومي والوطني- Nationalist & patriotic

صلاح الدين عثمان بيره بابي

2017 / 11 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لقومي والوطني- Nationalist & patriotic
نه ته وه برستي و نشتمان خوشه ويستي
د.صلاح الدين بيره بابي*
هاتين الكلمتين تستعمل وتوحي للمرء احينا كمرادفتين ،اوكانما لهما نفس المعنى،ولكن لو نظرنا الى تطبيقاتها كمنهج سياسي واجتماعي لا وبل حتى اقتصادي تختلفان من حيث التجربة التاريخية للشعوب عبر التاريخ الحديث من خلال المنشأ الفكري والتطبيق والاهداف والنتائج.
فالمنشأ الفكري نتاج ظروف والواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي وطبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم والنتائج المترتبة من حيث التطور والتخلف واسلوب ادارة الحكم والموارد في البلد .فاذا كانت النتائج ايجابية لصالح التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين المستوي المعاشي المستدام للسكان وتفضيل المصلحة الوطنية في الاداء الحكومي بمزايا الشفافية والحوكمة والرضا العام النسي ،يطلق على مثل هذه الحكومة بالوطني،ان المصدر الفكري والايدولوجي مستوحات من مصالح البلد واخضاع كافة انشطتها من اجل ذلك،بمعنى اوضح لايكون مثل هذا النظام اسير قوالب ايدولوجية جامدة لايمكن تخطيها او تجاوزها،الثابت في الموضوع مصلحة البلد وتنميته والتحسن المستمر لمؤشرات الاقتصاد الكلي،وهذه المصلحة لايقررها رئيس النظام او الحزب الحاكم ،بل يقرره نظام الحكم القائم على المؤسساتية وفصل السلطات وتداولها والرقابة بانواعه المتعددة،وخططها الاستراتيجية.
لذا فان نظام الحكم الوطني واولوياته الاساسية وطنية محلية ،وامتداداته وعلاقاته الخارجية هي لخدمة التنمية والاستقرار داخل البلد.وهذا مانلاحضة من واقع البلدان المتطورة والسائرة بوتائر متسارعة نحوالتطور،من امثلة المجموعة الاولى الدول الاوربية وامريكا الشمالية واليابان،والمجموعة الثانية تشمل كوريا الجنوبية ونيوزيلندا والنمور الاسيوية والصين والهند وحتى البرازيل.اذ ان العقيدة السياسية والايدولوجية لهذه الدول هي التنمية الاقتصادية والاجتماعية،وتكريس كل مواردها وجهودها من اجل ذلك واتباع الادارة الديموقراطية المناسبة لارادة شعبها،بعيدا عن نهج العسكرتارية والتسلح المفرط.
لهذا عند اسقراء لواقع الفلسفة السياسية والايديولجيةالسائدة لهذه البلدان هو ابتعادها عن التزمت وجمود الشعارات على مر السنين،بل بالعكس المرونة والانفتاح والحداثة واقتران الفكر والطروحات بالتطبق الملموس والظاهر للعيان والمؤيد من عموم السكان،لاسباب بعيدة عن الولاء والتاييد السياسي،بل لادراك المكاسب التنموية والاقتصادية المنعكسة ايجابا وباستمرار في مستوى رفاهية الناس والتحسن المستدام في واقعهم المعاشى المستند على رفع القدرات الانتاجية والابداعية للفرد العامل.
نلاحظ الى جانب هذه البلدان بلدان تتسم ادرتها بالكلاسيكية والتركيز على الايدولوجية والشعارات السياسية،والهاء السكان وبالذات الشرائح المثقفة واقلامهم في التمعن واثارة الجدل المفرط للترويج وكسب العامة للقناعة بهذه الطروحات غير المجدية والمهدرة للجهود والامكانات البشرية والمادية .وهذا ما لوحظ عبر التاريخ الحديث في الانظمة القومية التى تضع الولاء القومي المبهم بديلا عن الولاء الوطني الملموس والمحسوس والقابل للتحديد والقياس والمتابعة والتقيم.فالانظمة القومية ترفع شعارات وتوهم ابناء البلد ببرامج واهداف مستندة على موارد البلد المحدودة لخدمة تحقيقها والواقعة خارج حدود البلد .
لوحظ عبر تاريخ الانظمة القومية كونها انظمة دكتاتورية تفرض هيمنتها في الداخل بالقوة المفرطة والتسلح الخارق رغم محاولة تبرير الانفاق علبها من اجل تحقيق الاهداف القومية،وحجب هذه الاموال عن الاستثمارات المدنية في القطاعات الاقتصلدية وبالذا من البناء التحتي للبلدالتي توفر الخدمات العامة للسكان(الكهرباء،الماء‘الطرق والمواصلات الحديثة،المدارس والجامعات ومراكز التدريب والتاهيل المهني والمستشفيات ومؤسسات الخدمات الصحية والوقائية ).
كما تبرر سياساتها بافتعال المشاكل والحروب الداخلية والخارجية،لهذا ان طبيعة هذه الانظمة هي انظمة بولسية وعسكرتارية وحربية،كبديل عن الاستقرار والتنمية التعاون والسلام.كما ان هذه الانظمة تفتقد الى ابسط قواعد الشفافية والحوكمة،بل انها غارقة بمختلف انواع الفساد المالي والاداري وسرقة موارد البلد لصالح فئة محدودة تحتكر السلطة،وهدر موارد البلد ومنحها كرشوة لحهات محلية او خارجية لحمايتهم من السفوط.
ان منشاء الفكر القومي هو اوربا التي افرزت حربين عالميين ادي الى تدمير غالبية الدول الاوربية،ولهذا فان الافكار القومية منبوذة لديها الان ،وبديل شعوبها هي الوطنية ،والتي تعني حب الوطن وابناءه بغض النظر عن انتماءاتهم القوية والدينية والطائفية،وان راي العام فيها متفقة على واجبات الحكومة قي الاهتمام بالوطن والمواطن وتكريس كل العلاقات القومية والخارجية من اجل خدمتهم وليس العكس.
ان اسباب بقاء الكثير من البلدان في حالة التخلف هو الهاء السكان بالشعارات القومية المبهمة والهروب من الاستحقاقات الوطنية المحددة لصالح الشعب في التنمية الاقتصادية المستدامة والرفاهية والسلم الاجتماعي للسكان.
ان مسقبل هذه البلدان مرهونة بزيادة وعي السكان واصرارهم بايجاد نظام وطني ديمقراطي يحرص على مصالح الشعب بالطرق السلمية،وعدم الانجرار نحو العنف الذي قد يحبذها الانظمة الدكتاتورة بهدف خلط الاوراق وصرف الانظار.
*مستشار اقدم في التخطيط والتنمية الاقتصادية
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلتنا: مقتل شخص في غارة استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأسود ج


.. مشاهد جديدة من مكان الغارة التي استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأ




.. صحفي إسرائيلي يدعو إلى مذبحة في غزة بسبب استمتاع سكانها على


.. هجوم واسع لحزب الله على قاعدة عين زيتيم بالجليل وصفارات الإن




.. شمس الكويتية تسب سياسيي العراق بسبب إشاعة زواجها من أحدهم