الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايات رجل معتل الفقرات يطارد أرنباً برياً .. (1)

حمدى عبد العزيز

2017 / 11 / 26
سيرة ذاتية



أركض بلا راحة وبوجدان يلهث وكيان مهلهل لايرى صحة أو اكتمال إلا بالامساك بهذا الصبى المناكف الذى ماأن يظهر حتى يعدو كأرنب سحرى قبل أن امسك به

هذا الصبى هو أنا
وتلك المطاردة هى صميم عمرى الذى تبدد فى محاولات اعرف مقدما أنها كقبض الريح

أنا المطارد والمطارد أنا...
وكلانا واحد يعدو خلف واحده..

والله العظيم هذا يحدث
صدقوني
لاهي فذلكة ولايحزنون

وذلك يحدث للكثيرين
من البسطاء والمثقفين وانصاف المثقفين والبشر العاديين
لكنهم يحشرونه فى جيوب المسكوت عنه التى امتلأت عن آخرها

سأحكى لكم عن إحدى مطاراداتى الفاشلة لذلك الصبى الملعون الذى اتفقنا مقدماً أنه أنا ....

فى باكورة تنفسي لهواء الصيف الماضي كنت أنا أبحث عن مجموعة مناسبة للأغاني التى قررت أن املأ بها فلاشتى الجديدة التى أضعها فى جهاز الإمبثرى (MP3) الخاص بالسيارة بدلاً من الفلاشة التى سرقها أحد صبية تنظيف السيارات وحلف بالله العظيم عندما سألته عن اختفائها بأنه لم يراها فما كان مني إلا أن ابتسمت منصرفاً تماماً عن الموضوع (كما تصرف أحد السياسيين عندما ضربه أحدهم على قفاه فى إحدى مليونيات ميدان التحرير فى بدايات صيف 2013 )

ماعلينا ...
المهم أننى لملئ الفلاشة الجديدة كنت أقلب فى الموقع الالكترونى الشهير (موالى) فوجدت عنوانا يدور حول كنوز الإذاعة المصرية الجديدة، وطبعاً نقرت على العنوان فخرجت لى لينكات لبعض محفوظات الإذاعة المصرية القديمة
تلك التى كان الصبى الذى هو أنا يلصق أذنيه بالراديو يومياً للتجول فى عالمها الواسع الرحيب ومسالكها ودهاليزها الشيقة المثيرة والمبهرة معا

ياااه
إنه الصياح الجهوري الغاضب لصوص المغارة القادمين فى (على بابا والأربعين حرامى) مع وقع أقدام خيولهم
" مين يعادينا... هاها
فى أراضينا ... هاها
… درجن.. درجن... درجن.. درجن..."
ثم صيحة كبيرهم المزلزلة لكيانى أنا الصبى أقصد هو الصبى الذى كأنما كنت أقصد كان مختبأ مع على بابا فى المغارة
" - أفتح ياااا سمسم"
يلى ذلك على الفور صوت الصخرة السحرية الكبيرة التى كانت تغلق المغارة على كنوزها من مسروقات الذهب والياقوت والألماس والزبرجد
-آن آننننن "

( ملحوظة لا أهمية لها : )
ظل هذا الصبى وظللت أنا لسنوات استغرب كلمة "زبرجد" دون أن أفهم معناها ولكننى كنت أحس أن هذه الكلمة تعنى شيئاً ما نفيسا وغاليا وأغلى من الذهب و"الألماز"

( ملحوظة أخرى لا أهمية لها أيضاً) :
لم أسأل أبى عن معني كلمة زبرجد لإنه كان سيبادرنى صائحا
- انت ياابن الكلب سايب مذاكرتك وداير تسمعلى ف حاجات خايبه

طبعاً سيهم أحد المثقفين الذين يأتون بالتائهة قائلاً :
ولماذا لم تسأل أمك
والجواب هنا بسيط
-لو سأل هذا الصبى أمه القروية الأمية الشديدة الطيبة والتى لم تكن تعرف لا الزبرجد ولا الياقوت والتي لم تكن تكذب أبدا ...
كانت ستسأل أبيه مرفقة بسؤالها مناسبة السؤال الذى هو سؤالى أنا ..
وتكون النتيجة فى هذه الحالة هى نفس النتيجة الأولى وربما زادت عليها علقة لهذا الصبى تبدأ بصفعتين مفاجئتين متلاحقتين بوجه وظهر كف يد أبيه الكبيرة ثم مجموعة معتبرة من الركلات إن لم تكن هناك عصاة جاهزة لهذا الاستحقاق المفاجئ

الحق أقول لكم
هذا الرجل معذور
فقد كان هذا الصبى لايرفع له رقبة وسط جيرانه فى نهاية العام الدراسى عندما تظهر نتائج الامتحانات وتنطلق الزغاريد من البلكونات إلا بلكونة بيتنا
لأننى أنا اللعبى لم أكن أنجح إلا بالكاد
وباستخدام المصححين لدرجات الرأفة
بالرغم من تفوق عجيب وغير مبرر-بالنسبة لأبي المسكين - فى الجغرافيا والتاريخ والنصوص الأدبية بمايقترب من نسب الأرقام النهائية لكنه لم يكن يسمن من جوع أو يغنى عن فقر فى النتيجة الكلية

ماعلينا
سأنهض الآن كى اتناول قرص الثيوتيكس المقرر فيماقبل الأكل ...
وربما أكملت الحكاية
أو اكتفيت بها هكذا باعتبار أنها كما هى لاينبغي أن أزيد عليها حرفاً واحداً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية