الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعترفوا يرحمكم الله أن أخلاقنا بلا أخلاق! 3

ليندا كبرييل

2017 / 11 / 27
المجتمع المدني


هل اليابان حقاً يابانُ بِفضْل أخلاقها ؟1
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=579034

في المقال المُشار إلى رابطه أعلاه، أحسبُ أني اجتهدت في إلقاء ضوء جديد، تعليقاً على فيديو نشره مواطن ياباني كريم عن بلده ، أشادت به الأستاذة المحترمة " فاطمة ناعوت " في مقالها : { لماذا اليابانُ يابانُ؟ }
الرجاء الاطلاع على مقالها :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=572283

ثم في مقالي الثاني ، رفضت فكرة الأستاذة ناعوت أن الأخلاق * { متلازمة الحضارة والمجتمع السوي } ؛ فحضارة اليابان صنَعتْها العقلية البراجماتية الواقعية التي لا علاقة لها بالعوائق الميتافيزيكية والأخلاقية، والقانون هو الضابط للمجتمع السوي وليس الأخلاق ، وقدّمتُ أمثلة على اعتراضي.
وختمتُ مقالي بالسؤال :
إذا لم تكن الأخلاق متلازمة الحضارة، فكيف حقّق الإنسان الياباني هذه القفزة الجبارة ؟
إلى حضراتكم رابط مقالي الثاني :
هل اليابان حقاً يابانُ بِفضْل أخلاقها ؟ 2
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=579608

أعتقد أن مشاريع النهوض الاقتصادي الرائدة، ومنها ما عُرِف بالمعجزة اليابانية، يمكن أن تكون ضوءاً يُستنار به، لِفهْم الآليات التي تحكم عالمنا القائم على الصراع الاجتماعي والاقتصادي ، وليست مرجعية للعمل البِنائي، أو منهج تستدِلّ به الدول النامية على خطوات التطور.
ذلك أن كل عملية تغيير وتحديث ناجحة، لها شروطها الذاتية التي تتعلق بالنظام الاجتماعي في ذلك البلد ، وتتفاعل مع عوامل الحياة التي احتضنتْها، في ظروف ذلك المكان وذلك الزمان.
والنهضة اليابانية ما كان بقدرة روّادها تحقيق الإنجاز الهائل، لو لم تنضج الشروط المادية ــ المحلية والدولية ــ ، التي أسقطتْ علاقات الإنتاج القديمة والنظام الإقطاعي لتحلّ مكانها علاقات متطورة، من خلال بناء اقتصادي واجتماعي حديث.

يابان النهضة الاقتصادية، ليست من مواليد عصر ترانزيستور وسوزوكي وتوشيبا الستّيني من القرن الماضي.
عمرها الصناعي يعود إلى القرن السابع عشر، عندما بدأت تبني نفسها بنفسها في عزلتها الطويلة عن العالم الخارجي . ومع اضطرارها تحت الضغوط إلى فتح أبوابها للغرب المتقدِّم، بدت لها الفجوة التكنولوجية الواسعة ، فقام على كاهل الإصلاحيين في عصر الامبراطور المُستنير " ميجي "، عملية تحديث عظيمة، لإدراكهم أن الأمن القومي لن يتمّ دون أن يكون لهم تفوّق تكنولوجي، ينافسون به سطوة الغرب الطامع . وهذا يتطلّب إرساء قاعدة صلبة لنظام معرفي جديد يحكمه العقل، ينتقل بالإنسان إلى أطوار جديدة تضمن مكانته بين الأمم المتفوّقة ، ولتثوير قوى التنوير التي ستسْند دعائم نهضة المشروع الوطني الذي رفع شعار : ( دولة قوية وغنية ).

أرشدتْهم المقارنة الناجحة، إلى الوقوف على القصور في المناهج التعليمية وشيوع المفاهيم المنغلِقة . وتوصّلوا ببصيرتهم النفّاذة إلى أن أكبر تغيير للعالم يبدأ بتغيير الذات !َ!

ليس من تراث يعجّ بالأساطير والخرافات كالتراث الآسيوي الشرقي.
فكانت أول خطوة ثورية قام بها روّاد النهضة، القطيعة مع القوى التقليدية المُهَيمنة، وإغلاق المدارس الدينية ، تاركين التراث بفكره الأسطوري يبحث عن طريقه داخل المعابد.
هذه هي نقطة الانعطاف الحاسمة التي أقامت العقل، فحَمَى الإنسان الياباني من الغيبوبة !

وبمعونة الغربيين أنفسهم ، الغُزاة المتغطرسين المتعجرِفين بذاتهم ، نعم نعمْ .. هم بالضبط لا سواهم !! اسْتَحْدثَ الشُجعان دستوراً على النمط الغربي ، ونظاماً تعليمياً عصرياً، للاستفادة من حداثتهم ومنجزاتها ، يجمع فيه الإنسان بين انفتاحه على التأثيرات الأجنبية ، وتجديد موروثات ثقافية راكمتْ عاهات، كانت عائقاً لرؤيةٍ رحبة إلى الكون.

هذا هو الدرس البليغ الذي يجب على العالم النامي الطامِح إلى التطور أن يتعلّمه !
لا أن نتعلم كيف نهبط أو نصعد على السلالم الكهربائية بنظام .. أو أن نعيش في رفاهية وأمان ... كما في رأي ناشر الفيديو ، فهذا تحصيل حاصل للقانون القائم . والسلوك الأوتوماتيكي الملتزم، يعود إلى الانضباط التاريخي الذي تأسست عليه الشخصية اليابانية.
القانون الحازم، بمنطقه الصارم يقود للسير بأدبٍ في طريق التحضر، وبدونه .. فإنه ولا كتيبة من الأنبياء وكتبهم المقدسة ستزرع الأخلاق في الإنسان !

شعوب آسيا الشرقية ( الصين وكوريا واليابان )، بتواضع كبير تعاملتْ مع الحداثة الغربية، دون أن تُصاب بعقدة الدونية الحضارية ، ودون التعلل بالخصوصية الثقافية ، ودون أن يثير ضعفها وتخلفها خوفاً من الآخر المتفوِّق.
إنه الوعي إذا استفاق ، وإنها الإرادة إذا تمرَّدتْ.

وإذا نهضت ثورة التنمية ، فإنها لا تغيّرُ طبقة إقطاعية، أو نظاماً دستورياً، أو منهجاً تعليمياً فحسب، بل تغيّر الإنسان أيضاً ؛ فتنتقل بذهنيته من التقاعس إلى آفاق الابتكار، وتخرج بسلوكه من الفوضوية والتهوّر إلى الانتظام العاقل الحرّ ، وتنفح رؤاه للحياة برياح المعرفة، لتعطي بشائر ميلاد إنسان الغد.

المصلحون اليابانيون الأبطال ، قبل مئة وخمسين سنة ! تجرّؤوا على حسْم الصراع الفكري حول فلسفةٍ لم تعدْ تلبّي حاجات الإنسان المعاصر، ولا تساهم في بناء مجتمع التكنولوجيا المتطورة ، فأحالوا الكلاسيكيات الكونفوشية إلى التقاعد، استقبالاً لعصر تَسُوده الخبرات الإنسانية الوضيئة التي تساعد على رفع قواعد بناء جديد.
لكنهم حافظوا على ( الدافع الثقافي الأهمّ ) الذي يحثّ الإنسان على التعليم، ويشترط تحصيل المعرفة إلى أبعد حدّ مُستطاع ، والبحث عن علّة كل ما يُرى وإقامة الدليل عليه بالعقل لا بالهوى ، فنالوا التفوق.
قال المعلم العظيم " كونفوشيوس " قبل ألفين وخمس مئة عام :
" لا بدّ لي في الحياة أن أجد بين كل اثنين معلماً " !
هكذا الكلام ..
وإلا فلا !
وإلى اليوم .. العرب غارقون في الأمية الأبجدية أو الثقافية.

لا يمكن تكرار النماذج الآسيوية المتفوقة، فهي متفرِّدة الصفات، بدءاً من شروط قيامها إلى الإنسان الذي أقامها.

تقول الأستاذة ناعوت في مقالها :
{ “لماذا اليابانُ يابان؟"، إجابته تكمن في كلمة واحدة فقط: “الأخلاق". هذا شعبٌ يتعلم الأخلاق في طفولته قبل تعلّم المشي والكلام والقراءة والكتابة. ..... الأخلاق هي فن مراقبة الآخر.
ليست "مراقبة الآخر" كما نفعل عندنا، أن نقتحم خصوصياته فننتقد ما يلبس وندس أنوفنا في حياته الشخصية لنسأل عمن يُصاحب وكم يتقاضى من راتب، وكم ورث عن أبيه وكم أنفق في السفر، وكم مرة حج وصلى وصام وشرب الخمر! إنما "مراقبة الآخر" تعني في الأدبيات اليابانية ..... } . انتهى.

عبارة : *{ الأخلاق هي فن مراقبة الآخر} ، ناقشتُها في نهاية مقالي الماضي، ولم أوافق الأستاذة على صياغة هذه الجملة، وبالذات على ورود كلمة ( فن ) فيها، وبيّنتُ أسبابي، ووجدتُ أن الأدقّ استخدام عبارة ( مراقبة الذات ) ، التي يمارسها الإنسان المتحضِّر في بيئة ( الانتخاب الحضاري ) الصحية.

أما عن إشارة الأستاذة ناعوت إلى ( مراقبة الآخر على الطريقة العربية)، فهذا حديث خطير.
طبْعٌ منفِّر مُسرِف في اقتحام خصوصيات الآخر، حتى كاد أن يكون هوية العرب الذاتية .. وفضول مرَضيّ نتاج اختلال نفسي واضطراب في الشخصية.
ورغم أن كل علّة مما تفضلتْ الأستاذة بالذكْر، تكفي لأن تجعل منها موضوعاً مستقلاً بذاته، إلا أنها مرَّتْ مروراً عابراً على هذه الظاهرة الحرجة المُستفحلة في مجتمعاتنا العربية.

كان المفترَض وهي في صدد مقارنة أخلاقيات اليابان الرفيعة بأخلاقيات العرب المتدهورة، أن تكون عادلة في تناول مسألة الأخلاق عند الطرفين المتناقِضين ؛ فكما اهتمّتْ بِإيفاء اليابان حقّها من الثناء ، كان عليها الخوض في نفس المقال ولو بالتلميح، في العوامل الشائكة التي أوصلتْ العرب إلى هذا المَنْحى الخطير في علاقاتهم مع الآخر.
لم تقترب للأسف من القضية ، وهي تعلم بلا شك أن هناك عوامل قوية مُنشِّطة لرُعونتنا وطيشنا ، وأسباباً مانعة من الاقتداء بالأمم المتحضرة . وإلقاء المسؤولية على سلوكياتنا فحسْبُ، ظلم كبير لنا.
حرَمتْنا الأستاذة للأسف من النصيحة النافعة التي كان يمكن أن نسترشِد بها، لتصحيح الخلل الأخلاقي الذي أبْعدنا مسافات شاسعة عن العالم المتقدم ، مع العلم أنه لدينا من الأخلاق ما يفْرُش سماء وأرض العالم والكون !

كذلك .. لا تصحّ عملية المقارنة هذه :
فما بين العقلية الكونفوشية ، والعقلية العربية ( الخنفشارية ) بون شاسع، ومن الظلم أن نقارن بين منْ يقوم ابتكاره على كفاءة لغة العقل ؛ أهل الثقافة الصَمْتيّة والعمل .. بِمنْ يرتكِز إبداعه على التكرار والنقل ؛ أهل الثقافة الصَوتية والهزل.
العرب يديرون خطوبهم بالخطابات ، والشعر والشعارات ، والتصفيق الصفيق !!
والمقارنة بين ( الهُلامِيّات والمَرْئيات ) غير عادلة ، ولاحيادية .. وإجْحاف بحق اليابانيين الذين ناضلوا عشرات العقود حتى وصلوا إلى قمة الحياة . ماذا فعلنا نحن إلا الإبداع عشرات القرون في صراعات حتى الموت ؟
" إن السيف ينقص قدره، إذا قيل إن السيف أمضى من العصا " !

وفي الوقت الذي كنتُ أنتظر رصْد ( الأسباب ) المؤدِّية إلى رقيّ أخلاق اليابان، وجدت أني أقرأ إشادة بأخلاقٍ لو اقتدى بها الإنسان العربي كهؤلاء المتحضِّرين، لَعملَ منه الأوباش مسْخرة أو سينما !
كان المأمول وهي تثني على أهل اليابان، أن تتناول بعض أسباب نهضتهم ( الأخلاقية ) لنعرف كيف وصلوا إلى هذه المرتبة العالية، فنتّخذ منها نِبراساً نهتدي به لتحفيز الهمّة على تعمير خرابنا، فلا تكون بلادنا أقلّ من اليابان * ( الأنظف والأرقى والأكثر نظاماً وانضباطاً وإتقاناً للعمل ) حسب ملاحظة الأستاذة.

ما معنى أن يسْتحضر الكاتب نموذجاً مثالياً، ليساهِم في تغيير الأوضاع المنهارة في بلده، دون الإشارة بتحديد واضح إلى العوامل التي أدّتْ إلى هذا النموذج الناجح، وتحقيقه إنجازات فعلية ؟
وماذا يفيد إنْ لم يرصد بدقة الأوضاع المزرية القائمة عندنا، لإسقاط أركان الوهم الذي يعشش في الأذهان ؟
يقول المثل الصيني :
" بدل أن تعطي الفقير سمكة كل يوم، علّمْه كيف يصطاد ".

يبدو لي أن الإنسان لديه شعور غريزيّ باسْتجلاب الرثاء لمصيبته، لِيَنجرف إلى الشكوى بدلاً من الإحاطة بأسباب نكبته، لا سيما عندما يبدأ بالمقارنة بين ما هو عليه وما عليه الآخر.

ما الذي أزعج الأستاذة " ناعوت " ؟
أحْزنَها حشْر الأنوف في ما يلبس الناس ومن يُصاحبون وكم يتقاضون من راتب، وكم ورثوا من مال وكم أنفقوا في السفر، وكم مرة حج وصلى وصام وشرب الخمر.
؟؟ .. بسيطة ، هناك الأخطر ! والناس على دين وأخلاق شيوخهم أستاذة ، والإنسان ابن بيئته وثقافته ، وهذا الشبل من ذاك الأسد.
هل يفعل الناس أكثر مما يتدخّل شيوخ النهضة والصحوة في دقائق حياتنا ؟
غفْرانكِ أستاذة !
شيوخ الأرض والمجرّات يُديرون الله بأهوائهم المخزية، ويتحكّمون بحياتنا حتى وصلوا إلى الفراش والمراحيض والقبور.
أنتِ تعرفين أن وراء هذه السلوكيات، جيش عرمْرم من الموظفين الذين يعيشون على هذه الاقتحامات اللاأخلاقية ، وقد أصبحوا من أصحاب الملايين من تجارة ( كم مرة صلى وكم مرة صام ).
بدلا من أن تقولي للباكي لا تبْكِ، قولي للضارب لا تضربْ !!

ومع ترويج تيار الصحوة لِصيغة الأول والأفضل والأعظم والأصحّ ، فإن أمرنا غريب حقاً ..
خير أمة معها الله القدير الجبار، ومعها فيلق الملائكة الأطهار، والأنبياء المعصومون، والسيدات العفيفات، وكتيبة الخلفاء المؤمنين، والصحابة المنزّهون، والقديسون، والأولياء، والفقهاء الكَتَبة، والرواة الكَذَبة، والمفسِّرون، والعمامات البيضاء والسوداء والمنقوشة أصحاب الشرف والصوْن، وقدرات منكر ونكير والجن الأزرق والأحمر..
ولم ننجز شيئاً يا جماعة !!!
أين المشكلة يا أستاذة .. أين ؟؟
تجاهُل العوامل الحقيقية لا يعيننا على تجاوز سلبياتنا . مجتمعنا تتشابهُ فيه حقوق المالِك مع حقوق الضواري المفترِسة .. وقَسْوتنا في الحكم على أبناء ( غابتنا ) ترمي بنا إلى حافة اللاحيادية .

الأستاذة ناعوت معترِضة على المظاهر والسلوكيات ، لكنها ليست معترضة على ( فعْل التخلف في صميمه ).
هذه هي النقطة الفارِقة في هذا المأزق الحضاري !!
وكان ينبغي أن تشير الكاتبة المثقفة إليها بوضوح كونها المسبِّب الأول لمشاكلنا، فما فعلتْ للأسف . واحتجاجها المسالم الذي صاغته بلغة مهذبة، يساهم في ترسيخ مشكلات اجتماعية قبيحة جعلوها من صلب خصوصيتنا الثقافية، بعدم شجْب أسبابها الحقيقية أو طرْح السؤال حولها.
هناك ما هو أهم بكثير من ذبائح عيد الأضحى.
اعْتنوا أولاً بالإنسان الذبيحة !!!

لماذا اليابان يابان ؟
ببساطة .. لأنه ليس لديها تجارة كم مرة صلى وكم مرة صام.
ولو حصل مثلاً واستخفّ الهزْر أحدهم، وسأل يابانياً على سبيل المزاح كم مرة صلى وكم مرة صام، لأراه الياباني العين الحمراء ثم جرّه إلى المحكمة.
واليابان يابان ، لأنها ترتعش من تشريع ساقط يبرِّئ المجرم من جريمة الشرف ، وتتسع عيناها الناعستان دهشة من قانون يعفو عن المغتصِب فيزوّجه من ضحيته، أو يرجم زانية، أو يقطع يداً سارقة.

بوُدّي أن أستخدم عشر علامات تعجّب أمام الآتي المُفجِع.
اليابان يابان ، لأن شعر رأسها وقف أمام مناقشة قانون فاجر مقرف، يسمح للرجل بالزواج من الطفلة الرضيعة عن طريق تفخيذها !!
وما بها ؟ فئران التجارب الجنسية .. طفلة لا تهش ولا تنشّ، وأرْخص من شراء لعبة بلاستيكية جنسية.
ولأن أخلاق قانونهم لا تسمح إلا بنوع واحد من الزواج المتحضّر، لا بالزنا المشروع ( للصايْعين )، كالمصياع والمصياف والمسياق والمسفار والمسيار ....... وأحْلاهم المحجاج بتاع الحجة المؤمنة ، ربّنا يزيد إيمانها.

فكيف الحال لو ترسّختْ تلك الرذيلة المقززة البذيئة في المجتمع الياباني ؟
ليس هناك جريمة أفظع منها .. تلك التي تفترضُ الفسق والخلاعة في التي لا تحصل على هذا ( الشرف) في بلد أم الدنيا .. ولا يرتكبها إلا كل سفاح دمويّ خائن للحياة : الختان !!
تعتقد المتعلِّمات أن الختان طهارة وعفة . وأنا أعتقد أن براقش على نفسها جنتْ.
مصيبتنا في مجتمعنا العربي، أن قوة نفوذ خطاب التجهيل ليست مستمَدّة من كفاءة أفكاره وصلابة حججه، بل من ضعف المقدرة الذهنية عند المتلقّي على تحليل المعلومة وإنتاج قراءة بصيرة، في مجتمع أغلبيته ترزح تحت نير العقل الغيبي والخرافات.

لو كانت فضيحة الختان المخجِلة في اليابان، لَرأيتم المظاهرات المليونية متواصلة حتى يسقط العرش .. أو يُشرَّع قانون يضرب بمطرقة من حديد على كل يد مجرمة أذتْ نفساً بريئة، لا ذنب لها إلا أن ( الرحمن ) أوْجدها أنثى.
اِعترِفوا يرحمكم الله بداهيتنا.. أن أخلاقنا بلا أخلاق !!

لماذا اليابان يابان ؟
لأن الشعب قارئ ممتاز، ولا وقت لديه لتشتيت جهوده فيما هو معلوم من اللتّ والعجْن ولا طائل فيه.
ولأن الطفل الياباني يتعلم الأخلاق قبل تعلم المشي والكلام، من والِدَين تلقّيا علماً حديثاً في مدارس نظامية، مناهجها لو عرفتْ ما يُسمى ب : ( فقه الولاء والبراء ) لوَقعَ تحت طائلة القانون والعقوبات.
مدارس نموذجية ، تغذّي أخلاق احترام الاختلاف، ولا فرق بين عابد البقرة والشجرة والحجرة، على يد معلمين اجتازوا امتحانات شاقة، وظالمة بالقياس إلى عقليتنا العربية ( اللعوب )، ويخضعون إلى تدريبات دورية صارمة لرفْع مستواهم التدريسي.

لا يمكن مقارنة مدارسهم بما عندنا . مدارسنا مفارخ للتجهيل وتكريس العدائية للعملية التعليمية ، نظراً لما يُلحقونه من عقوبات بدنية بالتلميذ، تؤسس لشخصية طابعها الخوف والخضوع . إضافة إلى عجز مدارسنا عن استيعاب أعداد الطلاب الهائلة.
حيث كل فصل دراسي يحوي أكثر من ثمانين رأساً، تجلس كل أربع طالبات في مقعد واحد : " اتنين سادة " في وسط المقعد ، و " اتنين عالريحة " من الطرفين ، أي بمعدّل ( ثلاث أفخاذ كاملة على المقعد ) وفخذة خارج القوس طايحة في الهواء من اليمين ، ومثلها ثلاث أفخاذ كاملة وفخذة برّا القوس طايحة من اليسار . وتتبادل " أفخاذ بنات السادة " مع " أفخاذ بنات عالريحة الطايحة " الأماكن بشكل دوري لتحقيق العدل.
يضيع بين هذه الرؤوس صوت المعلمة التي لا تستطيع السيطرة عليهن ، فتكفر باليوم الذي أصبحت فيه معلمة.

نستطيع بهذا الشكل أن نفهم لماذا تُساق ( الطايْحة ) إلى الزواج المبكر ولم ترَ بعد شمس صباها المُطوَّح به، وكان يمكن أن يُقدَّر لها أن تكون " ثاتشر " العربية.
ولو كان التعليم الإلزامي مفروضاً على كل طفل ، لظهر " نيوتن " واحد على الأقل من آلاف ( الطايحين ) في الشوارع بائعيْ المناديل واليانصيب.
فأين العجب أن يقتات الناس بالتفاهات، الوجبة الوحيدة المقدَّمة لهم ؟

اليابان يابان : لأنه ليس لديها أئمة وشيوخ يحذّرون من مخاطر ( تنظيم الأسرة ).
تأملْ أيها القارئ الفاضل غير المُطوَّح بعقله : الأخطار التي يتعرض لها الأمن القومي عندما تضعف موارد الدولة عن الإحاطة بمشاكل الزيادة البشرية ، فتضطر لاستيراد غذائنا، وتصبح تحت رحمة الدولة الأجنبية مانحة الحياة . وتأمّلْ ما يستتْبِعه ذلك من انهيار في مستوى التربية في البيت، والتعليم في المدرسة، والكفاءة الإنتاجية في المعمل، وتغير أخلاقيات المجتمع، وهجرة العقول من المَهول.
هل ستتمكّن الدولة بعد كل هذا من الإنفاق على الأبحاث العلمية ؟

قبل أن نتّهم أولاد بلدنا بكم مرة صلى وكم مرة شرب الخمر، اِقطعوا دابِر الدبابير !
تأهيل البشر يحتاج إلى نفوس كبيرة ، وعمل عظيم ، وجهاد مخلص ، وضمير حي أمين .

لم يعشق اليابانيون العروج إلى الذُرى لِطموح فطري حبَتْهم به الطبيعة ، ولم يتعاملوا بدماثة ورُقِيّ مع الآخر لأنهم من بطن متميِّز رفيع المكانة ، فالتاريخ يخبرنا أن الإنسان، ما زال يختزن في أعماقه الباطنية الغرائزَ البدائية الهمجية، مكّنه التحضّر من كبحها فحَسْب.
إنها أخلاق مبادئ حقوق الإنسان العالمية التي اعترفت بها اليابان صراحة . واليابانيون يحترمونها بشدة، حيث يعتبرون هذه الشريعة مُختبراً عامراً بقيمة الحرية ، تتفوّق في بناء الجغرافيا البشرية.

كذلك .. هي أخلاق العمل البراجماتية، التي ترى في البشر نَوازع استهلاكية، فتكون الابتسامة ولباقة التصرف وسيلة لضمان إخلاص المستهلك للعملية الإنتاجية.

لكل هذا وغيره الكثير : اليابان يابان.
العمل . السلوك. طريقة التفكير. الناطق الرسمي باسم الأخلاق.

يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا ونعترف أن أخلاقنا المستقاة من بيئتنا عنيفة المنزع ، تشكّل عامل اضطهاد للإنسان أو وصاية على الآخر . ومع المثبّطات الثقافية لبكتريا التحضّر، يغلب الطبع العربي الغريزي الفضولي على التطبُّع.

هذا حال الناس في المجتمع المالِك طلوع الشمس وظهور القمر ، الذي لا يريد أن يخسر الدارَين ؛ يلقى الله بقلبه ويعمل مع الدنيا بعقله ويضع يد الشيطان في يده ويمشي مع الشيوخ برجله ويعود مع الجن إلى داره.

ألا ليت دابر الدبابير ينقطع !

للسلوك الأخلاقي المهذب ولاحترام الآخر فتنة تخلب الألباب حقاً.
وحتى نحكم على أخلاق إنسان ، نحتاج إلى أن نراه ملتزماً بالسلوك الرفيع ب( إرادته الحرة )، لا بإرادة القانون . فالأخلاق لا تأتي بقرار سماوي إلهي ، أو من جهة فَوقية قانونية ، بل تنبع من داخل حرّ، قرّر أن يكون فاضلاً حتى ولو وُجِد في محيط تتراكم فيه العاهات والفوضى !!

الاعتراض هو الأساس ، وأنا أعترض على نظرية الأستاذة الفاضلة فاطمة ناعوت في الأخلاق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيدتي
د.قاسم الجلبي ( 2017 / 11 / 27 - 11:58 )
احتاج الى مثنى وثلاث لقرأت هذه المقالة القيمة لما فيها من غزارة من مفاهيم وقيم اخلاقية لفهمها, مع التقدير


2 - بين العقلية الكونفوشية والعقلية الخنفشارية
ليندا كبرييل ( 2017 / 11 / 27 - 15:58 )
تحية وسلاماً لأخينا الفاضل الدكتور قاسم الجلبي

أشكرك شكراً عميقاً على تقدير أفكاري. كان بودي أن أجعل عنوان تعليقي عنواناً للمقالة، ثم غلبت العاطفة، وأنا أعيد قراءة ما كتبتُه بنفسي عن أخلاقنا المتردية، فعدلتُ عنه

يسعدني حضورك الكريم، ومشاركاتك الثرية في مقالات الأساتذة الأفاضل
تفضل خالص الاحترام


أعتذر إلى القراء الكرام لغياب اضطراري، وشكراً سلفاً لكل متفضّل بالقراءة مع الاحترام


3 - ثقافه اسلاميه
على سالم ( 2017 / 11 / 27 - 23:04 )
اهلا استاذه ليندا , مقالك رائع ويضع النقاط على الحروف , نعم انها مشكله المثقفين المصريين المرتعشين الخائفين من الاقتراب من عش الدبابير , هذه مشكله غايه فى التعقيد , الاستاذه فاطمه ناعوت مثل الزئبق من الصعب الامساك به ويتلون ويتشكل حسب الظروف والمتطلبات , عقليه الغالبيه الكاسحه من المثقفين المصريين تكاد تتشابه مع عقليه فاطمه ناعوت , انهم جميعا يعلموا سبب الداء ولكنهم لايجرأوا بالاقتراب منه , كل مصائب العالم الاسلامى العروبى الاساس فيها هو عقيده الاسلام المتخلفه البدويه البربريه الهمجيه , هذا منهاج عفن وفاسد وصلاحيته ترجع الى القرن الاول الهجرى لقبائل البدو والذين كانوا يكنون عداء شديد للحضاره , كانوا يحترفوا السطو المسلح والاغاره على بعضهم وقتلهم لبعض , كان السلب والنهب هو السمه الواضحه لهذه القبائل المتوحشه الاجراميه , لازال العرب البؤساء اسرى هذه العادات البدويه العفنه , لايزال الاسلام حى بيننا بالرغم من مرور الف وربعمائه عام , هذه معادله غايه فى الصعوبه , لابد للطبقه المثقفه ان تنحاز الى الطريق السليم , الطريق الاوحد هو الاعتراف ان الاسلام هو سبب شقاءنا وتعاستنا


4 - أين الغرابة
نيسان سمو الهوزي ( 2017 / 11 / 28 - 08:19 )
الغالية الاستاذة ليندا : اعتقد الموضوع لا يحتاج الى كل هذا البحث والتعمق والدراسة !
نحن ورثنا اخلاقنا من الهنا وأنبيائنا وجوامعنا وكنائسنا واليابانيين كذلك فأين الغرابة في الموضوع ؟
الفرق البسيط بيننا وبينهم هو ان اخلاق الشرقي تُبْدا من التحت الى الفوق والياباني العكس !! هاي راحا تكون شوية صعبة عليك لازم نشرحها ! هههه
يعني : الشرقي والعربي والمسلم تبدأ اخلاقه من الانسان الحقير البسيط والصغير وتقل طرديا كلما ارتفعنا للفوق . اي تقل الأخلاق طرديا كلما زاد الانسان مكانة واسم ووظيفة وقدسية الى ان نصل الى قمة الهرم والياباني العكس من ذلك تماما ...هاي الشغلة ببساطة ...
تحية واحترام ومحبة


5 - سيدتي الكريمة
فؤاد النمري ( 2017 / 11 / 28 - 09:07 )
لك قصتك الخاصة عن اليابان التي لا أود التدخل فيها وذلك لأن معلوماتي قليلة فيهذا السياق
لكنني لا حظت أنك لست على دراية بمسألة فياية الأعمية لهادور حاسم في واهر التقدم الصناعي في
شرق آسيا

فيما بعد الحربالعالمية الثانية كانت بلدان شرق آسيا كوريدوراتمفتوحة للثورة الشيوعية وأول هذه البلدان اليابان حيث كادت الطبقة العاملة في اليابان أن تستولي على السلطة في العام 1951 وإذاك كانتالولايات المتحدة بقيادة ترومان قد كرست كل مقدراتها لمقاومة الشيوعية فسارعت لعقد اتفاقية ما يسمى التعاون المتبادل ووظفت أموالا كثيرة في اليابان وصنعتها فنجحت في مقاومة الشيوعية وهو ما أغراها أن تنقل نمط الإنتاج الرأسمالي إلى شرق آسيا، النمور الستة وأخيراً الصين حتى باتت الولاياتىالمتحدة نفسهالا سوقا لبضائع شرق آسيا وبات ليس غريبا أن تبيض /الشيوعية في الولاياتالمتحدة نفسها خاصة وقد غرقت في الدين إلى ما فوق أذنيها
تحياتي للصديقة لينداغابرييل


6 - قالوا عنا ولم نسمع
محمد البدري ( 2017 / 11 / 28 - 10:11 )
بكل الاحترام والتقدير احييك استاذة ليندا لكل ما تمنحيه للقارئ بالعربية من مؤشرات علي ان معظم ان لم يكن كل ما لدينا من ثقافته هو عوار اخلاقي. انا لا اعرف كيف يمكن لمن يعبده ويسجد له العرب المسلمون من رموز دينية لديه مكارم اخلاقية. رؤية الياباني للعربي لخصها كتاب بعنوان -العرب وجهة نظر يابانية-. الكتاب تعرض للسلوك الاجتماعي والسياسي للمسلمين في الشارع واماكن العمل والعلاقات الاجتماعية والمرأة. اهدانا مؤلف الكتاب عواراتنا في كتاب ولم يبق الا بكشف الاصل المعرفي لتلك العورات في عقائد المسلمين. فهل لدي العرب المسلمين شجاعة للقيام بباقي المهمة التي احجم عنها السيد نوبوأكي نوتوهارا، مؤلف الكتاب، تأدبا منه بينما لا تحجم اخلاقانا النابعةة عن دياناتنا من التعريض لباقي الاديان ان لم يكن كلها سبا وتجريحا. تحية واعتزاز مرة أخري


7 - ماذا فعلوا بفرج فودة؟
ليندا كبرييل ( 2017 / 12 / 2 - 07:09 )
تحياتي أستاذ علي سالم المحترم

إن مجرد رأي للأستاذة فريدة الشوباشي أقام الدنيا وأقعدها، وقبلها الأستاذة ناعوت نفسها، وقبلهما كبار الكتاب والأدباء والمفكرين، طعنا أو قتلا أو تشويها
مشاكل المجتمع العربي معقدة، وخيوطها متشابكة، والاتجاهات الفكرية متضاربة، كل اتجاه يزعم أن الحقيقة ملكه

غايتي من المقال أن نضع الأمور في نصابها، ونفسرها بعد معرفة مسبباتها
أشكرك من القلب على المشاركة وأرجو قبول اعتذاري لتأخري بالرد
مع التقدير


8 - شواشي الذرة أم شرش الذرة؟
ليندا كبرييل ( 2017 / 12 / 2 - 07:21 )
تحياتي أستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم

تفضلت بالقول
اخلاق الشرقي تبْدا من التحت الى الفوق والياباني العكس !! هاي راحا تكون شوية صعبة عليك لازم نشرحها

فعلا نبدأ من تحت، ولكل إنسان أن يفهم ال ( تحت ) كما يريد
إلا في أمور التربية
نحن نعتني بالشواشي أي بشعر نبات الذرة، والمفترض أن يكون الشرش أو الجذر هو الهدف
عندما يكون الجذر مريضا فعلينا ألا نتوقع محصولا جيدا وفيرا

تُشكر أخانا العزيز، وأرجو قبول اعتذاري لتأخري في الرد
مع التقدير


9 - أستاذنا القدير فؤاد النمري المحترم
ليندا كبرييل ( 2017 / 12 / 2 - 07:43 )
سلاما على القامة العالية أستاذنا فؤاد النمري

أستاذي
أشكرك من الأعماق على تفضلك بإضافة ثرية ستفيد القارئ حتماً
لا أدعي أبدا معرفة بالشؤون السياسية، وما أكثر ما أخطئ في التقدير، لكني مع كل خطأ أراجع نفسي وأشعر أني كسبت جديدا في ميدان المعرفة

التركيز على وصف الأشياء بحيادية أمانة في رقبة الكاتب، وأنا طرحتُ ما أعرفه من الملاحظة العامة التي هيأها لي اختلاطي بشعوب آسيا الشرقية والجنوبية

أنتهز الفرصة لأعرب لحضرتك عن تقديري الكبير لجهودك المتواصلة في تنشيط الحوار المهذب الراقي
أنا طارئة على مواضيعكم الحساسة أستاذي، وأحاول ولو بشكل غير متواصل أن أستوعب ما تتفضلون به من شروح قيمة، وغالبا ما أخرج من حواراتكم مع الأساتذة الكرام بشعور أني كسبت كثيرا مما يعينني على تقويم النقص الفادح في معلوماتي وتقديري للظواهر

بحضوركم الكريم يصبح الحوار والنقاش متعة للفكر والعقل
أشكرك من الأعماق وأدعو لك بالصحة والعافية لتظل متقدما كتيبة المتنورين الأفاضل
تقديري



10 - الأجنبي يعرف حقيقتنا تماما لكن مصالحه أهمّ
ليندا كبرييل ( 2017 / 12 / 2 - 08:00 )
أستاذنا المحبوب محمد البدري المحترم

تحية وسلاما
شكراً لإشارتك القيمة
توضيح صورتنا للغرب لا معنى له، الغرب يعرف حقيقتنا تماما، لكن تبقى المصالح أهم
يترفّع الأجنبي عن تشريح حالتنا الاجتماعية بعمق ، ذلك أنه يتعامل مع ما تفرضه غاياته الخاصة فحسب
فهو يتعامل مع واقع الأشياء من باب مطابقتها لحقوق الإنسان
ولا قداسة عنده لأي دين
ولا تشابك بين مؤسستي السلطة الدينية والسياسية

عندما تنفك العرى بين هاتين المؤسستين في دنيا العرب نكون قد وضعنا قدمنا على بداية الطريق الصحيح
أرجو قبول اعتذاري لتأخري بالرد
وتفضل بقبول احترامي


11 - عزيزتي ليندا: كل ما قلته تمام وقدوة لقوس قزح
أفنان القاسم ( 2017 / 12 / 2 - 14:47 )
حتى بدأتِ حديثك عن الأخلاق، لأن الأخلاق مكتسبة، الأخلاق ليست يابانية أو عربية أو هندية، حتى أرسطو، أبو الأخلاق، يقول على طريقته الشي نفسه، عندما يرى في الأخلاق استدلالاً على وجه الاحتمال... من ناحية ثانية، لم تجيبي على السؤال أعلاه: ماذا فعلوا بفرج فودة؟؟؟ هل فهمتني؟ هههههههه، معلش أنا بمزح، تحمليني، خلينا نضحك من وأت لوأت هههههه! دام قلمك!


12 - القانون هو السيد لا الأخلاق 1
ليندا كبرييل ( 2017 / 12 / 3 - 14:55 )
أستاذنا القدير أفنان القاسم المحترم

في المقالات الثلاثة تحدثت عن الأخلاق،وأكدت بما لا يتطرق إليه الشك أن الأخلاق مكتسبة،وهي من صنع القوة المسيّرة للمجتمع
ففي أية نقطة بالذات خرجتُ عن رؤيتك الكريمة أستاذي؟

كنت واضحة بقولي
الأخلاق كما أفهمها: متحركة ومرتبطة بالتربية الاجتماعية وتختلف من بيئة إلى أخرى وتتشكل مع تطور المجتمع

الأخلاق متلازمة التحضّر والرقي للإنسان وليس للمجتمع

القانون الضابط للعلاقات بين الأفراد يُضيء على الأخلاق فتزدهر،لا العكس؛ فالقيم الأخلاقية قد تخرج عن مسارها إذا توفرت لها الظروف

الحضارة ليست مُنجَز سجيّة مثالية،بل هي إنجازات خبرة العقل الحرّ،لا يعرف التسامي عن المبتذلات ولا علاقة له بالعوائق الميتافيزيكية والأخلاقية

سلوكيات اليابانيين هي انعكاس للمفاهيم البوذية والشنتوية، ممزوجة بقيم الفلسفة الكونفوشية التي أُحيلت إلى التقاعد، بِوصْفها غير ملائمة لعصر الصناعة لكن قيمها ما زالت عاملِا مُنبِّها في دواخلهم


أوافقك تماما أستاذي القاسم أن الأخلاق لا جنسية لها
ونقطة مهمة اسمح لي بها
ليس هدفي الحديث عن الأخلاق،فهذه مهمة الفلاسفة ولا أحشر نفسي في التأملات الفلسفية أبدا


13 - القانون هو السيد لا الأخلاق 2
ليندا كبرييل ( 2017 / 12 / 3 - 15:00 )
كان هدفي أن أنقض أقوال ناشر الفيديو،لأن هناك نقاطا كان لا بد له أن يلتفت إليها وهي فضل الغرب على التحول الحضاري الياباني،وهذه حقيقة هم أول من يعترف بها

وما يراه الأخ الفاضل من سلوكيات محترَمة في بلده سنرى مثلها تماما في كل بلد القانون فيه هو السيد ثم أصبح الإنسان سيد القانون عندما استوعب مسبِّباته

وما يميّز الياباني ليس الأخلاق
ما يميزه سلوكيات وأعراف وضوابط المجتمع الصارمة
وهذا ما دعاني لنقض فكرة الأستاذة ناعوت

الأخلاق لا يمكن أبدا أن تكون عامل التقدم والحضارة وإلا كان علينا أن نسأل عن أخلاقنا أين ذهبت

هل وضحت موقفي أستاذنا؟
أرجو ذلك

من جهة أخرى
فرج فودة
خافوا من لسانه القاطع،دخل عش الدبابير برجله فقتلوه مع أنه
حاججهم مستندا إلى تراثهم ولم يأت بشيء من عندياته،تمكنوا من غسل الأمخاخ وأقنعوا المسطّحين أنه أهان المقدس فأعدموه

أنا سعيدة أستاذنا أن تلقى مقالاتي الثلاثة الأخيرة اهتمام القامات العالية من الحضور الكريم
وأؤكد لكم أن ما أطرحه ليس إلا من زبدة أفكاركم البراقة
وسأكون ممنونة إذا وجدتم نقصا أو خللا وبادرتم إلى توجيهي

شكراً أستاذنا القدير
وللحضور الفاضل خالص الاحترام




14 - كنت أفكر في عقلنة تصدير الثورة الإيرانية
أفنان القاسم ( 2017 / 12 / 3 - 17:00 )
فإذا بك تعطيني مثالاً عن اليابان إلى جانب باقي أمثلتي... في القراءة إضافة كما يقال!


15 - مقالتك الثلاثية حسنة التأليف يا أستاذة، ولكن
نعيم إيليا ( 2017 / 12 / 3 - 21:25 )
(الأخلاق متلازمة التحضّر والرقي للإنسان وليس للمجتمع)
هذا رأي ضعيف وسبب ضعفه التفريق الجائر بين الأخلاق والقانون العام. إن الأخلاق هي القانون
فلما كانت الأخلاق والقانون شيئاً واحداً، كانت المجتمعات التي توجد فيها قوانين أو أخلاق إيجابية أكثر رقياً وتحضراً من المجتمعات التي لا توجد فيها مثل هذه القوانين والأخلاق
في اليابان كما في ألمانيا كرامة المواطن لا تنتهك في الدستور، ولكن كرامته في بلدان أخرى تنتهك
لقد عولتِ على الأخلاق الفردية، فكان الخلل

(أوافقك تماما أستاذي القاسم أن الأخلاق لا جنسية لها)
بهذه الموافقة تنقضين العمود الذي قام عليه رأيك القائل إن الأخلاق مكتسبة. فإن كانت الأخلاق مكتسبة، فهي مكتسبة من الواقع بشبكة علاقاته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وإن كانت لكل أمة شبكة خاصة بها من العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فماذا تكون النتيجة؟ فقط عندما تكون الأخلاق فطرية جينية، يصح أن نقول لا توجد أخلاق ألمانية، صينية، عربية

( ما يميّز الياباني ليس الأخلاق، ما يميزه سلوكيات وأعراف وضوابط المجتمع الصارمة)
وهذه السلوكيات والأعراف والضوابط، ماهي؟ أليست تجسد قيماً أخلاقية؟


16 - الازدواجية الثقافية والقانون
nasha ( 2017 / 12 / 4 - 04:20 )
الاخلاق والقانون والثقافة ....
القانون يُشرع استنادا على الاخلاق المتداولة في المجتمع... اي قانون يُشرع ولا يستند على الاخلاق المتداولة فاشل...
اما الاخلاق فهي بالطبع مكتسبة من البيئة الثقافية للمجتع .......
الاخلاق = الثقافة
الفشل الذي تعانيه مجتمعاتنا سببه الاساسي هو الثقافة .
النتيجة القانون يجب ان يتناسب مع ثقافة المجتمع .
ما تفعله المجتمعات الاسلامية هو ازدواجية تشريعية وتناقض تشريعي صارخ.... لاحظي كل الدساتير الاسلامية تقوم على اساسين اثنين تشريع اسلامي وتشريع عصري عالمي في نفس الوقت ...ولذلك المجتمع لا يلتزم بالقانون لان القانون مشوش ويمكن تبرير عدم احترامه.
الاخلاق والثقافة الاسلامية لا تتطابق مع الاخلاق والثقافة العالمية المعاصرة.
تحياتي مولفونيثو


17 - الأخلاق والقانون ليسا شيئا واحدا 1
ليندا كبرييل ( 2017 / 12 / 4 - 19:37 )
تحياتي للأستاذين القديرين نعيم إيليا وناشا المحترمين
أرجو التفضل بقبول ردي على تعليقكما

أهلا بنقدكم الذي يحفزني على التفكير فأتدارك أخطائي وأصوب مواقفي على ضوء ما تتفضلون بطرحه

إن الأخلاق والقانون ليسا شيئا واحدا

الأخلاق هي مُنجَز سجية مثالية يميز بين النافع والضار،والأعراف التي اتفقت عليها جماعة بشرية لتنظيم علاقة الإنسان بمحيطه الاجتماعي
وهي القيم الروحية يدركها الإنسان بالبصيرة ، و(توجّهها من الداخل سلطة الضمير).لا معيار مادي لها،لكنها أساسية في فعالية أداء الإنسان
والعقل الواعي هنا هو القادر على اختيار التصرف السليم،بحيث يكون سندا وعونا للآخرين وليس عائقا لهم

في حين أن القانون تشريعات رسمية تنظم العلاقات بين الأفراد(توجهها سلطة خارجية)تحمي الحقوق وترتب إدارة الجماعة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا،ومجرد مخالفتها يعني التسبب في خسائر للمجتمع،وتستوجب العقوبة أو الإنذار

الالتزام بالقانون ليس حالة فردية كماليّة،وإنما حاجة اجتماعية ضرورية،لها آثارها الإيجابية المُنعكسة على الجميع
هذا الشرط الأساسي غير موجود كما ترى في الأخلاق،بل إن الأخلاق كانت عائقا للتقدم في مراحل كثيرة من التاريخ


18 - نحتاج إلى أخلاق تحقق إنسانية الإنسان 2
ليندا كبرييل ( 2017 / 12 / 4 - 19:40 )
يقول الأستاذ ناشا
أي قانون يُشرّع ولا يستند على الأخلاق المتداولة فاشل

المصلِحون اليابانيون لم ينتقلوا بأخلاقهم التاريخية كما هي إلى العصر المدني،بل طوّعوها لتتلاءم مع الظروف الجديدة،رافضين الخبرات المنغلِقة التي لم تعد تلبّي حاجات الإنسان المعاصر،ولا تساهم في بناء مجتمع المعرفة

نعيش اليوم في عالم نحتاج فيه إلى الأخلاق العالمية التي تحقق إنسانية الإنسان، لا المتداولة الخاصة التي نبرع الآن في التقاتل والموت بسببها

من يحدد أستاذي ما هي الأخلاق الإيجابية أو السلبية؟
ما كان إيجابيا فيما مضى أصبح متخلفا اليوم
وهناك أخلاق تناسب شعبا معينا ويرفضها شعب آخر
الأخلاق الآسيوية مثلا لا تتفق على الإطلاق مع طبيعة العرب

شخصيا أراها أعرافا،تقاليد،سلوكيات،تمارسها جماعة معينة
وهي من هذه الزاوية تحمل جنسية أصحابها كونها نبعت من ظروف بيئتهم المحلية

أما الأخلاق والسجايا المثالية التي(لا جنسية لها)فيعرفها كل العالم:كالصدق والأمانة والنزاهة والإخلاص التعاون

ولي سؤال هنا
الأمانة الصدق الإخلاص قيم أخلاقية
أي أن عكسها: السرقة الكذب الخيانة أفعال غير أخلاقية،لكنها تصبح أخلاقية إذا بررتها الحاجة والضرورة


19 - نظرية نفعية الضرورات تبيح المحظورات 3
ليندا كبرييل ( 2017 / 12 / 4 - 19:42 )
كأن أن يسرق الإنسان لسد جوع أولاده،فيرتكب عملا منافيا للأخلاق في سبيل قيمة أسمى،أو يكذب ليخلّص آخر من ورطة

الأخلاق في ثقافتنا في هذه الحالة لا تستوجب العقوبات
ومن أجل تبرير هذا الخرق،اخترعوا نظرية مكيافيلية لا علاقة لها بالأخلاق(الضرورات تبيح المحظورات)،وهي قاعدة تهتم في هذه الحالة بالأخلاق لكنها لاتبالي بالمبادئ

في حين أن ضررها العائد على المجتمع بالسلبيات يستوجب أن يتخذ منها موقفا قانونيا يعاقب ويجازى مرتكبها حتى لو ارتكبها لهدف نبيل

مجتمعنا يبرر أخلاقيا زواج الأربعة
لكن القانون الغربي يمنع ذلك،وإصرار الانعزاليات الثقافية الشرق أوسطية على المراوغات للموافقة على تشريعات خاصة بهم يعني أن أخلاقيات هذه الثقافة ستخسر كثيرا بالصدوع والولاء لقانون مدني تشريعاته لا تنتمي إلى هذه الثقافة المجتمعية وينظر إليها على أنها تخلف وانتهاك للحقوق

ومثلها الختان،وهو شأن(أخلاقي!!)خاص بجماعة من البشر يجرمه القانون
هذه أخلاقيات تنطبق على جماعة ضيقة،ولا تنطبق على كل إنسان في العالم

فهل ترى هذه الأخلاق والقانون شيئا واحدا؟

نحن ندّعي أن أخلاقنا إيجابية، مثلا الختان،الصوم،الصلاة فأين الرقي والتحضر؟


20 - حيث كانت الأخلاق كان التجاوز 4
ليندا كبرييل ( 2017 / 12 / 4 - 19:45 )
لكننا نلمس الرقي والحضارة في كل مجتمع يسير في معية القانون الصارم

حيث كان القانون كانت حضارة،وحيث كانت الأخلاق كان التجاوز
فالإنسان يميل عفوياً إلى الانفلات من الأحكام والرقابة الأخلاقية لتلبية غرائزه إذا أتيحت له الظروف
(الرجاء مراجعة مقالي الثاني)

أخلاق المجتمع هي:القانون العام لا الأخلاقي الخاص،المنطلق من مبادئ حقوق الإنسان دون أية خلفيات دينية أو ميتافيزيكية،وطبيعي أن يلتقي مع أخلاقها في المحتوى

القانون المدني يصنع الإنسان الذي سيبني البلد، ويهذبه ويدعم ما اكتسبه من موروثات ثقافية أخلاقية إيجابية، ويشكم النزوات الفردية المعيقة للتقدم ومردوده على الجميع لا على فئة من البشر

يميز الياباني سلوكيات وأعراف صارمة لا أدعوها بالأخلاق وإن كانت تجسّد قيما أخلاقية
فهي خصائص ذاتية مميزة،تتعلق بالمجتمع الذي ولدت فيه. فقوة الشكيمة،والتجلّد عند المصائب،والطاقة على العمل الشاق وقيمة العمل الجماعي والتعاون جاءت نتاجا منسجِما مع ظروف بيئية قاسية

شكرا لطول بالكم وتفضلوا تقديري


21 - نحن متفقين يا استاذة ليندا
nasha ( 2017 / 12 / 4 - 23:11 )
تقولين :نعيش اليوم في عالم نحتاج فيه إلى الأخلاق العالمية التي تحقق إنسانية الإنسان، لا المتداولة الخاصة التي نبرع الآن في التقاتل والموت بسببه
وفي نفس الوقت وفي الفقرة التالية تسالين :من يحدد ما هي الأخلاق الإيجابية أو السلبية؟
الجواب قبل السؤال انتِ اجبتِ عليه قبل ان تساليه!!!!
وهذا هو مغزى تعليقي يا استاذتي.
واضح جدا ان الاخلاق الاسلامية والثقافة الاسلامية لا تتماشى مع الثقافة العالمية المعاصرة.
بصورة عامة جميع الثقافات العالمية تشترك في اساسيات الاخلاق والتي اشرتِ اليها بقولك:الأمانة الصدق الإخلاص قيم أخلاقية
أي أن عكسها: السرقة الكذب الخيانة أفعال غير أخلاقية
ولكن ومع الاسف الثقافة الاسلامية والاخلاق الاسلامية تشذ عن الثقافات العالمية الاخرى وتبرر وتقدس الافعال الغير اخلاقية ضد المختلف مثل السبي والغزو والقتل والكذب.


22 - الايمان والقانون
nasha ( 2017 / 12 / 4 - 23:42 )
قلب الثقافة وروح الاخلاق في العقل البشري هي المقدسات
عندما يُقدّس السبي والغزو والقتل (والتي تمثل الاخلاق السلبية ) ماذا يبقى من الاخلاق الايجابية؟
كيف يمكن ان يُطبق القانون العالمي الانساني في مجتمعات تقدس الاخلاق السلبية؟
المجتمع يطيع القانون فقط اذا كان القانون لا يتعارض مع مقدساته الاخلاقية اما اذا عارضها فهو حبر على ورق لا معنى له.
لا يمكن تطبيق القانون بالقوة والارهاب والتخويف القانون يجب الايمان به وباهدافه الاخلاقية قبل تشريعه.
وعليه :أي قانون يُشرّع ولا يستند على الأخلاق المتداولة فاشل
تحياتي وشكري الجزيل للتفاعل مع تعليقي


23 - العاطفة والتمني
nasha ( 2017 / 12 / 4 - 23:55 )
انا اؤيدك يا ستذة ليندا بنقدك للاستاذة فاطمة ناعوت مع احترامي وتقديري لشخصيتها الجميلة وروحها المحبة للجميع.
كتابات الاستاذة فاطمة عاطفية رومانسية شاعرية لا تمثل الواقع على الارض ... ربما لانها انسانة رقيقة لا تستطيع ان ترى الاّ كل ما هو ايجابي في تراثها وتتغاضى عن كم القبح الهائل الذي يشكل معظمه.
وربما تتمنى ان يكون تراثها كما هي اخلاقها الشخصية او تحاول بدافع العاطفة ان تدافع عن تراثها كما تدافع ام عن ولدها المجرم امام الناس.
تحياتي


24 - ضد الأستاذة ليندا مع خالص المودة
نعيم إيليا ( 2017 / 12 / 5 - 08:08 )
(إن الأخلاق والقانون ليسا شيئا واحدا)
إذن فالقوانين الوضعية المدنية بعيدة عن الأخلاق. هي شيء لو كان أحمر، لكان القانون بإزائها أخضر.
(حيث كان القانون كانت حضارة، وحيث كانت الأخلاق كان التجاوز )
ما هي مواد القانون الذي ينشئ الحضارة؟ وأي أخلاق هي هذه التي تؤدي إلى التجاوز؟
(أخلاق المجتمع هي القانون العام لا الأخلاقي الخاص)
إذن فالقانون هو أخلاق.
(القانون المدني يصنع الإنسان الذي سيبني البلد)
والقانون المدني هو منظومة أخلاق. إذن فالأخلاق تبني البلد.
(أما الأخلاق والسجايا المثالية التي لا جنسية له فيعرفها كل العالم: كالصدق والأمانة والنزاهة والإخلاص التعاون)
هل هذه الأخلاق مكتسبة؟
(نحن ندّعي أن أخلاقنا إيجابية، مثلا الختان،)
توجد أخلاق ضارة، وتوجد أخلاق نافعة. الضارة لا تبني البلد، النافعة تبني البلد. وهذا ينقض أساس مقالتك
وأقول: بتحليل أسباب سقوط الاتحاد السوفياتي، يكتشف المحلل أثر الأخلاق الضارة في انهياره.
وبتحليل أسباب الحرب الأهلية في سوريا، يكتشف أثر الأخلاق الضارة في حدوثها.
وبتحليل أسباب النهضة اليابانية الحديثة، يكتشف أثر الأخلاق الإيجابية بصورتها القانونية في نهضتها.


25 - كل ما يحقق إنسانية الإنسان هو أخلاقي
ليندا كبرييل ( 2017 / 12 / 5 - 09:51 )
أستاذي الفاضل نعيم

بناء على ملاحظتك الأولى أقول
إن القانون الذي لا يحقق إنسانية الإنسان ليس أخلاقيا
وعليه أرى أن دساتيرنا العربية التمييزية ليست أخلاقية،عندما تؤكد تفوّق مجموعة دينية على أخرى

وما دامت حالة التداخل بين مؤسستَي السلطة السياسية والدينية قائمة، فإنه لا يحق لنا أن نقول إن الأخلاق والقانون شيء واحد، ما دام القانون مرتبط بأهواء رجال الدين أو السياسة

أما في آسيا الشرقية فإن العلمانية متأصلة كونها نتاج الفلسفة الكونفوشية، فاهتمت قوانينهم بحقوق الشعب وعلاقته بالسلطة الحاكمة

حضرتك تقول
توجد أخلاق ضارة،وتوجد أخلاق نافعة

ما هو ضار بنظرك هو نافع عند آخر، والنافع عندك ضار عند آخر، الأهواء البشرية تتلاعب بالأخلاق
كيف السبيل إلى معرفة النافع والضار لبناء بلد؟

أول أسباب النهضة الآسيوية إغلاق المدارس الدينية وتغيير نظام التعليم وتبنّي المنهج العلمي الغربي
وليس الأخلاق
مع وجود الأخلاق من بدء التاريخ البشري فهناك تجاوزات وانحرافات تقوم بسببها حروب عدمية

أرجو أن أكون قد وضحت موقفي
وشكراً على المساهمة المخلصة
تقديري



26 - كيف نبني بلدا إذا كانت الأخلاق(المتداولة) مهترئة؟
ليندا كبرييل ( 2017 / 12 / 5 - 10:05 )
شكراً عزيزي الأستاذ ناشا على المشاركة الطيبة

الأخلاق المتداولة؟ ما زلت أسأل كيف نميز النافع من الضار
ما هو ضار بنظركم هو نافع عند طرف آخر
ألا ترون دفاع السيدات قبل الرجال عن الختان والحجاب ووزواج الأربعة وووو

عزيزي ناشا
نحن لا نطلب من الأستاذة ناعوت أن تكون كالعقاد الذي وقف بمواجهة الملك وأعلن رأيه بكل جرأة
كل كاتب يساهم حسب قدراته ورؤيته للأمور
ما أطلبه هو ألا نظلم أبناء شعبنا ، حتى الشباب الداعشي المدجَّن الذي غسلوا عقله وأقنعوه أنه يحقق مقاصد سماوية بأفعاله الإجرامية
أتمنى من الكاتب المثقف الذي يتقدم مسيرة التنوير أن يشير بوضوح إلى المشكلة الأساسية
نقطع الذيل ورأس الأفعى ينثر سمومه في جسد المجتمع
فماذا فعلنا؟

شكراً من القلب


27 - الدساتير
nasha ( 2017 / 12 / 5 - 10:44 )
تقولين:
ما هو ضار بنظرك هو نافع عند آخر، والنافع عندك ضار عند آخر، الأهواء البشرية تتلاعب بالأخلاق


هذا الكلام صحيح على مستوى الأفراد لا على مستوى المجتمعات
على مستوى المجتمع الدستور هو أساس القوانين وهو عقد اجتماعي متفق عليه من الجميع ولا يمكن تجاوزه.
انا معك دساتيرنا عنصرية وهذه هي المشكلة الأساسية.
المسلمين مثل بلاع الموس هم في ورطة ثقافية أخلاقية
الثقافة الإسلامية متناقضة وشاذة عن القاعدة الأخلاقية الاساسية ، إنها لا تملك المقومات الأخلاقية الأساسية التي أشرت اليها سابقا.
لأن الثقافة الاسلامية شاذة عن القاعدة العامة للاخلاق فإنها تحتاج إلى حماية والحماية يجب أن نكون قانونية ولذلك تحشر الشريعة الإسلامية في الدساتير للمحافظة على الهوية الثقافيةالإسلامية
اذا خلت الدساتير من الشريعة الإسلامية ستفقد الثقافة الإسلامية الحماية وبالنتيجة ستذوب وتتغير وربما تختفي بعد مدة طويلة وهذه هي ورطتنا
الثقافات الشرقية ليست شاذة عن القاعدة العامة للاخلاق ولا تحتاج حماية لبقائها ولذلك يمكن فصل الثقافة المحلية عن السياسة وعن القوانين
تحياتي


28 - ليندا كبرييل وينك؟
أفنان القاسم ( 2018 / 5 / 26 - 13:52 )
كيفك؟

اخر الافلام

.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في


.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ




.. تاريخ من المطالبات بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في ا


.. فيتو أمريكي ضد منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم الم




.. هاجمه كلب بوليسي.. اعتقال فلسطيني في الضفة الغربية