الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر أدب الطفل.. خال من الفيروسات !

محمد القصبي

2017 / 11 / 27
الادب والفن


"أدب الأطفال في مصر والعالم العربي عبر العصور "
..هذا عنوان المؤتمر السنوي الثاني لأدب الأطفال ..الذي نظمه مركز توثيق وبحوث أدب الأطفال في دار الكتب بالقاهرة يومي 20و21نوفمبر الحالي
رئيس المؤتمر د.أحمد الشوكي ،والأمينة العامة إيمان عبد العزيز ،والمقرر الكاتب الكبير يعقوب الشاروني في إطار سعيهم لدقة التنظيم التنظيم حرصوا على توزيع الدعوات والإعلام في الميديا قبل انعقاده بأكثر من عشرة أيام..وهذ نهج حسن ..ليدرج كل معني بقضية أدب الطفل أمر المؤتمر في خططه ..وهذا مافعلته ..بالطبع يعنيني حضور ولو جانبا من المناقشات بقدر ماتسمح ظروفي ..لكن المهم الحصول على أبحاث المؤتمر ..هذا ما أحرص عليه في كل مؤتمر ..لأنها ببساطة بلازما المؤتمر..الدم الذي يتدفق من جلساته ليسري في شرايين العقل الجمعي ليمنحه القدرة على استبصار أزماتنا بأبعادها وخلفياتها ،وكيفية مواجهتها .
لكنني توقفت أمام الدعوة كثيرا ..وسؤال يحيرني ..هل يمكن المناقشة العلمية المستفيضة والمكتملة لكل جوانب أدب الطفل في كل انحاء العالم العربي وفي كل العصور عبر ست جلسات تكتظ بثلاثين بحثا على مدار يومين ؟ بل ومن المفارقات أن بحثا للدكتورة عطيات أبو العينين حمل عنوانا شبيها .. " "أدب الأطفال في مصر والعالم العربي عبر العصور " ولاأدري كيف ببحث من عدة صفحات أن يتناول إبداع الطفل في بعده الرأسي وعبر خمسين قرنا ،وبعده الأفقي عبر 14 مليون كيلومتر مربع ؟!!!"
وهذا حالي مع غالبية المؤتمرات ..التأمل الذي يطفح بالإحباط لعناونينها ..وبعضها قد يكون غامضا أو هلاميا أو الهدف منه محاولة إبهار الميديا بتعبيرات براقة مثل الأدب في ظل تحديات العولمة أو الرواية والنظام العالمي الجديد !!..وأحيانا أشعر أن من وضعوا العناوين يفتقرون إلى المرجعية المعرفية التي تؤهلهم لتنظيم مؤتمر عن أي من هذه الأبعاد التي يشي
بها العنوان مثل
الثقافة والعولمة أو النظام العالمي الجديد!
..وحين نتصفح الأبحاث، نفاجا بانشطارها تماما عن العنوان ..كبحث عن شعر العامية في كفر أبو طشت .. أو دراسة تم سحبها من فريجيدير الأدراج عن شعر شوقي وشارك بها صاحبها في عشر مؤتمرات من قبل!
خال من الموبقات
فإن كانت بداية علاقتي بمؤتمر "أدب الأطفال في مصر والعالم العربي" عبر العصور مثيرة للتساؤل ..فما بعد ذلك لايخلو من إحساسي بالكثير من الرضا ،بل وأحيانا الإعجاب .
ذلك أنه تطهر وإلى حد كبير من كوارث غالبية مؤتمراتنا والتي تعد من وجهة نظري إهدارا للمال العام ..حيث تكون بؤرة الاهتمام ..من المنظمين والميديا جلسة الافتتاح ..الوزير وكبار المسئولين ،وكاميرات الفضائيات التي تكتظ بها الممرات ..فماذا بعد ؟ ماذا عن جلسات الحواروالمناقشة؟ ..لاأبالغ ..إن قلت :لاأحد!
فقط بعض من المشاركين بأبحاثهم ..بعض من الإعلاميين ..كثير من موظفي الجهة المنظمة ..!
في مؤتمرنا هذا.. لم تكن جلسة الافتتاح سيدة المؤتمر ،ولم يكن النجم الساطع رئيس الوزراء أو الوزير أو أي مسئول ، بل فريق الباحثين بقيادة يعقوب الشاروني ومحاوريهم ..كلهم كانوا نجوما من المنظور العلمي والإبداعي من خلال طروحاتهم و حواراتهم ..
خاصة وأن من جاءوا من خارج الجغرافية المصرية ..تمت دعوتهم فقط لقدرتهم على الإسهام بطرحهم العلمي على نجاح المؤتمر ، وليس كما نلحظ في العديد من مؤتمراتنا ومهرجاناتنا ..التي تتم المشاركة فيها تحت شعار : "وجه لي الدعوة اليوم ، وسأردها لك غدا ".. ولاأظن أن الشعار في حاجة إلى شرح !!!
شوقي لايقول الحقيقة !
وما أكثر الأبحاث التي جذبت انتباهي بعمقها الرأسي و شموليتها الأفقية ..
ومعلوماتها الصادمة أحيانا.
لكن بداية أتوقف أمام بحث الناقد أ.د. شريف الجيار "أدب الأطفال في مرآة الأنا والآخر –دراسة في نقد النقد –حيث يغوص في ماهية أدب الأطفال بسياقاته المتنوعة فيراه جزءا أصيلا من الأدب بشكل عام غير أنه يتمايز بكونه يستهدف متلقيا نوعيا يتمثل في فئة الأطفال الذين يختصون بمستوى عقلي خاص ،وبإمكانات وقدرات نفسية ووجدانية مغايرة للكبار ،لذا يتسم الخطاب الإبداعي المصدر لهم بشعرية نصية تميل إلى الوضوح والبساطة والتشويق والبعد عن الغموض والترميز.
ويلحظ الجيار أنه رغم تنوع الأشكال الإبداعية في هذا الجنس الأدبي ، فإن الخطاب السردي بأنساقه القصصية والروائية يحتل مكان الصدارة في مكتبة الطفل عالميا ،ويحظى باهتمام كبار المبدعين ، لما له من تأثير كبير على السلوك القيمي للأطفال ،حيث أنه يستثير عواطفهم ويحفز قدراتهم على الإبداع والابتكار..
ويشكو الجيار أنه رغم أهمية هذا الجنس الأدبي غير أنه لم يلق اهتماما نقديا كبيرا في مصر والعالم العربي .
هل قلت أن بعض الأبحاث لا تخلو من رؤى ومعلومات صادمة ؟ تحديدا كنت أعني
بحث أ.د يسري عبد الغني " أدب الأطفال والتواصل بين الشرق والغرب " ، حيث ينبه إلى مايغيب عن الكثيرين عن كتاب "كليلة ودمنة "الذي كان مصدرا ثريا لأدب الطفل في العالم أجمع ،ورغم نفي أمير الشعراء أحمد شوقي تأثره بهذا الكتاب ، إلا أن الباحث يؤكد أن هذا التأثير بدا جليا في ديوانه "الشوقيات " عام 1898 ، ويقول الباحث يعد أمير الشعراء / أحمد شوقي من البارعين في فن الحكاية على لسان الحيوان متبعاً لافونتين في طريقته التي ورثها أثناء دراسته في فرنسا.
ويمكن للقارئ أن يعقد مقارنة بين حكايات لافونتين وحكايات شوقي من ناحية المضمون ، والتي جاءت في ديوان شوقي ، وذلك كالحكاية على لسان الدجاج ، التي تمثل أهل عصره .
والحق يقال- يستطرد الباحث - أنه لا يصح لنا أن نتجاهل أثر حكايات كليلة ودمنة في حكايات شوقي الشعرية ، رغم أن أحمد شوقي لم يعترف بذلك ، فواقع الأمر يقول غير ذلك ، مع الأخذ في الاعتبار أن لافونتين الفرنسي الذي تأثر به شوقي في حكاياته تأثر دون شك بحكايات كليلة ودمنة ..
تطور محوري
ويلقي كاتبنا الكبير يعقوب الشاروني الضوء على تطور بالغ الأهمية طرأ على أدب الطفل خلال النصف الأول من القرن العشرين ، حيث يرى أن كتاب هذا النوع من الأدب كانوا يتجاهلون الشخصية في أعمالهم ،وبدا هذا واضحا خلال عشرينيات و ثلاثينيات القرن الماضي ،
و كان الأطفال يصورون عادة في مجموعات يخوضون مغامرات يشتركون فيها معا ، لكن ليست لديهم القدرة على أن يكونوا أفرادا متفردين ..إلا أنه منذ بداية أربعينيات القرن العشرين – يقول الشاروني – بدا الاهتمام بإبراز شخصية الطفل في أدب الأطفال ،وإظهار طبيعتها من خلال كيانها المادي والاجتماعي والنفسي والبحث عن البواعث التي تدفعها إلى أن تقوم به من أفعال ،وذلك عن طريق علاقاتها بالآخرين ،وكيفية تطورها ،وما يعتريها من تغيرات ،وما تهدف إلى تحقيقه من أهداف .
وأصبح بإمكان الباحث أن يرسم شخصياته إما عن طريق القليل من الوصف المباشر أو عن طريق كشف طبيعة الشخصية وعاداتها من خلال حوارها وتفاعلها مع مختلف شخصيات العمل الأدبي.
ويقول الشاروني : القارئ الصغير ، تهمّه الشخصية ربما أكثر من الحدث نفسه ، بوصفها بطلاً أو صاحبة بطولة ، وهى جزء مما يهيمن على مشاعر الطفل والشباب الصغير فى بعض الفئات العمرية لا سيما المتأخرة ، وتحديدًا بين سن الثالثة عشرة وسن الثامنة عشرة . " إن الذى يُجْمِع عليه معظم علماء السرد ، أن السرود " الحقيقية " هى تلك التى لها أبطال بشر أو شخصيات مؤنسنة " ، " وإن اهتمام الطفل بالشخصية القصصية ، نابع من أنه يبحث دائمًا عن أشياء يقتدى بها ، ويرى فيها نفسه ، ويحقق من خلالها رغباته وطموحاته " . [ 4 ]
وهكذا شاع التركيز على إبراز شخصية الطفل فى أدب الأطفال ، وإظهار طبيعتها من خلال كيانها المادى والاجتماعى والنفسى ، والبحث عن البواعث التى تدفعها إلى ما تقوم به من أفعال ، وذلك عن طريق متابعة علاقاتها بالآخرين ، وكيفية تطورها داخل النص الأدبى ، وما يعتريها من تغيرات ، وما تهدف إلى تحقيقه من أهـداف . وبمجـرد أن يحـدد المؤلـف الدوافع
الأساسية للشخصيات ، تبدأ مظاهر وخواص تلك الشخصية فى الإعلان عن نفسها
أطفالنا لايقرأون
فإن كان المؤتمر معني بأدب الأطفال ..فإن الشاعر سعيد الصاوي يصفعنا جميعا بالحقيقة التي نصر على تجاهلها أن أطفالنا لايقرأون ..ويستند إلى تقرير لمنظمة اليونسكو الذي أظهر أن الطفل العربي لايقرأ سوى سبع دقائق سنويا خارج المنهج الدراسي ، في مقابل ست دقائق يوميا للطفل الأمريكي ..!
ويستشهد الصاوي بما قاله الأديب جارالنبي الحلو حول الأسباب منها قلة الكتاب في هذا الحقل ،بسبب معاملة الساحة الثقافية لهم ، لاسيما النقاد ،حيث يعتبرون كتاب الأطفال هم كتاب درجة من الدرجة الثانية..
وأسأل لو تغيرت المعاملة ..ورأى النقاد والجماعة الثقافية في كتاب الطفل درجة أولى ممتاز ، بل وأظهر النقاد حماسا لأدب الأطفال ..فهل تشهد منافذ توزيع كتب الأطفال زحاما من القراء وتدافعا لشراء هذه النوعية من الكتب ؟
وكل نوعيات الكتب في مصر ، وفي العالم العربي ..تبدو منافذ بيعها شبه مهجورة ..ولاأدري لماذا نصر على الهروب من الواقع المؤلم أن القاريء في العالم العربي على وشك الانقراض ، والسبب أن وزارات التعليم تحولت إلى وزارات تلقين ، كل نشاط مدرسيها يتمحور حول حشر ذاكرة الطفل بالمعلومات ، لاشيء يوجه إلى وجدان يتذوق ولا إلى دماغ يفكر ويحلل ويطرح الأسئلة ويسعى إلى البحث عن إجابات لها ..فهل يمكن لطفل أو شاب هكذا يجري إعداده في المدرسة والجامعة أن يفكر في إدخار شيء من مصروفه لشراء كتاب ؟
حتى لو تم توصيل الكتاب إلى منزله " دليفري" مجانا ومعه هدية ، سيحتفظ بالهدية ويلقي بالكتاب في سلة القمامة !!
وللأسف الرجل الذي يتربع على قمة الهرم الثقافي في مصر ..الكاتب الصحفي حلمي النمنم حين واجهته بهذه الحقيقة خلال حوار منذ مايرقب من عامين فاجأني بأن ثمة قارئا ، والمشكلة في كتاب لايقدمون ما يمكن أن يجذب القراء !!
وأود أن أسأله : ماهو أعلى معدل مبيعات لإصداراته ..ألف ..ألفان ..عشرة ..؟ هل يبدو هذا معدلا مرتفعا في أمة يبلغ عدد متعلميها 300مليونا !!!

أدب ذوي الاحتياجات الخاصة
وأحسنت الباحثة د. هالة الشاروني حين وجهت اهتمامها في المؤتمر إلى الكتابة الموجهة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ،حيث تنبه الباحثة إلى بعد مهم ينبغي مُراعاته عند إعداد الكُتب ومُختلف أنواع المواد المقروءة للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة بمختلف أشكال ودرجات الإعاقة ، ووهو الحرص الشديد على التغلب على إعاقة القراءة ، والتمكن من جعل هؤلاء الأطفال قادرين على القراءة والاستفادة من المواد المقروءة والاستمتاع بها .
فالطفل الكفيف يعتبر طفلاً معوقًا بالنسبة للكُتب المطبوعة وليس كذلك بالنسبة للكتاب المعد بطريقة برايل أو الكُتب الناطقة ، وبنفس الطريقة الطفل الذى يُعانى من مُشكلة فى القراءة يعتبر معاقــًـا بالنسبة للكُتب المطبوعة بالطريقة التقليدية ولكنه يصبح قارئــًـا جيّـدًا للكُتب المُعدّلة المطبوعة بطريقة تــُـناسبه ( مثلاً بحروف حجمها كبير ) .
وتقول د. هالة :حتى الأطفال الذين يعانون من الإعاقة العقلية الذيــن يعتبــرون مُعاقيــن ، عنــد
استخدام الكتاب الذى يتطلّب قدرات عقلية عالية ، يصبحون غير معوقين بالنسبة للكتاب البسيط فى مضمونه وطريقة تقديمه ( المُناسب لعمرهم العقلى وليس لعمرهم الزمنى )
تغييب العقل
ولقد توقفت متأملا أمام ماقاله الباحث المغربي العربي بنجلون حول تأثير الحكايات الشعبية الموجهة لأطفالنا ..حيث يقول إن القيمة التربوية لهذه النتاجات الحكائية تستهدف تهذيب وتأديب الطفل وتخويفه من الكذب ،الخيانة ، السرقة ، ، العقوق ، الظلم ،العقوق ، الظلم ، الكسل .
إلا أن الكاتب ينبه أن ذلك يتم من خلال توظيف القوى الغيبية التي ترانا ولانراها ،وتتعقبنا في حركاتنا وسكناتنا ، بل تسكننا دون أن نشعر بها..
ويشدد الباحث على أن توظيف هذه الغيبيات تنفي سلطة العقل والفكر والقانون والقانون.
وإني أرى ما يراه ، صحيح أن هذا النوع من الأدب يخصب ملكة التخييل عند الطفل ، لكنه في النهاية تستقر القوى الخرافية في رأسه لتصبح منطلقاته الفكرية ..وليس العلم .


أحبطني القاق
كنت تواقا لقراءة بحث الكاتب السوري د. أدهم مسعود القاق ،وحديثه عن آفاق أدب الطفولة في سوريا ،كنت تواقا لمعرفة ماذا جلبت الحرب التي أشعلها مجرمي السياسة والدين على الطفل السوري من دمار فكري ووجداني وعاطفي ، ومدى انعكاس ذلك على أدب الطفل ، لكن للأسف لم أجد ما أتوق له ، إلا أن البحث مع ذلك لايخلو من ملاحظات مهمة مثل ملاحظته حول تقصير جامعة الدول العربية عبر نشاطها الثقافي في مواجهة طغيان النزعة البطريركية ،وقال :لم تخصّص الجامعة العربية بكل نشاطاتها وتصوراتها عن مواضيع ترتبط بالأذى التي تلحقه هذه النزعة بالطفولة، إذ كادت أن تخلو كافة أدبياتها من توضيح الآثار المدمّرة للطفولة وهيمنة الفحولة الذكورية على المجتمع، كما نجد إقصاء لفعالية المرأة وإماتة هذه الروح الأنثوية الضرورية لنهضة المجتمع وتقدمه.وضمن سياق ذكورية المجتمع العربي ذكر الشاروني حقائق مذهلة عن أدب الأطفال وعقدة شهريار ، ومنها أنه لا توجد مجلة أطفال عربية واحدة باسم أنثوي، كلها مذكرة: ميكي، تان تان، سمير، أسامة، ماجد، حسن، سعد، وان من بين 8 شخصيات رئيسية في مجلد يضم 12 عددًا توجد فتاة واحدة، ونسبة شخصيات الفتيات في القصص 13% والذكور 87% ، ومهن الذكور تغطي كل الأنشطة البشرية، بينما مهن الإناث
مسئولية الناشر
وفي بحثه "الشعر يقوي اللغة ويفتح أفاق المعرفة" يلقي الكاتب عبده الزراع بمسئولية انحسار شعر الأطفال على عاتق الناشرين ،حيث يقول :فى ظني أن الشعر ظلم ظلماً بيناً، وخاصة شعر الأطفال، لأنه لم يجد الاهتمام اللائق به من الذيوع والانتشار من خلال الوسائط المختلفة، وخصوصاً الكتاب المطبوع، وهذا راجع ـ فى رأيي ـ لعدم إقبال الناشرين على نشر دواوين الأطفال، بزعم أن الشعر ليس له جمهور من الأطفال يقبلون على قراءته، بل هم يقبلون على قراءة كتب القصص والحكايات المصورة، كما تحرص بعض الأسر على شراء تلك القصص والحكايات لأطفالها، ومن ثم نجد أن الناشرين متحمسين لنشر تلك القصص والاهتمام بها نتيجة هذا الاقبال، فالناشر يهمه –فى المقام الأول- نسبة توزيع الكتاب التى يترتب عليها عامل الربح والخسارة .
وفي بحثه " "أدب الطفل في مصر الفرعونية " يؤكد الباحث د. سلامة عبدالمؤمن تعلب لا أحد ينكر أثر الأدب المصري القديم على الأدب العالمي للأطفال؛ فقد وجدت قصص الحيوان فى مصر القديمة، حيث عرف المصريون الكتابة منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، وتذكر دائرة المعارف البريطانية أن أول الكتب في العالم كانت من صنع المصريين، كما كانت للكتب منزلة عظيمة عند المصريين القدماء؛ حيث كانوا يوصون أبناءهم بأن يحبوا الكتب كما يحبون أمهاتهم.

توصية مواطن

وليس أخيرا ..
لقد انبثق عن المؤتمر توصية .. يرى المشاركون فيه أن تنفيذها سوف تدفع بأدب الطفل نحو أفاق أرحب ..
وليسمحوا لي بتوصية لاتضاف إلى توصياتهم ، بل هي انبثاق وجدان وعقل مواطن موجوع بالتضاريس الدموية لخارطة الوطن الكبير ..ليتكم تسعون من الآن للإعداد لمؤتمركم القادم ..وليكن هذا موضوعه تأثير الحروب والعمليات الإرهابية التي ترتكب في العديد من بقاع الجغرافية العربية على أدب الطفل ..
ورغم إدراكي لأهمية توصيتي هذه إلا أنني أخشى وكالعادة ألا يجد الباحثون مادة ..إبداعا حول تأثير هذه الجرائم ينطلقون منها في أبحاثهم !! وحتى لو عانى أدب الأطفال من أنيميا حادة فيما يتعلق بالإبداعات التي تطفح من ميادين العنف في سوريا واليمن وليبيا والعراق ، فهذه في حد ذاتها قضية في حاجة إلى مؤتمر يخصص لمناقشتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا