الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حاجة الكبار إلى الحب غير المشروط أيضا

حسين عجيب

2017 / 11 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ملاحظة تمهيدية....
حاجة الأطفال الصغار للحب غير المشروط ، أمر طبيعي ومفهوم بصورة عامة ، كما أنه حلقة في سلسلة نمو الفرد ونضجه . والعكس ، غياب هذه الحاجة عند الطفل دلالة مرض عقلي صريح . وهي حاجة دينامية ، فطرية أو بيولوجية ، واجتماعية لاحقا توفرها الأم فقط . ولحسن حظ غالبية الناس تتحقق لهم تلك الحاجة (النعمة) بدون أن يفعلوا شيئا ليستحقوها _ باستثناء سيئي الحظ بيننا وهم يحتاجون (ويستحقون) الاحترام والتعامل المتميز (موقع الأفضلية بسبب الحاجة الخاصة) بصورة مبدئية.
وعلى النقيض من ذلك ، استمرار تلك الحاجة عند البالغ دلالة على نقص في النضج العقلي أو العاطفي أو الاجتماعي , وهي تتدرج بحسب شدتها , من الحافز الإيجابي في الحالات الطفيفة والمحببة _ إلى المرض الشخصي والاجتماعي كما تتجسد في حالات تعاطي المخدرات أو هوس التسلط والتملك,....وغيرها كما هو معروف _ والأكثر ابتذالا وخطرا ، ظاهرة الديكتاتوريات التي انتشرت في القرن العشرين ، وفي العالم المتمدن قبل غيره مع بطانتها وحواضنها الشعبية أو الحاجة إلى الخضوع بدل الحرية...لتتحقق بذلك نبوءة نيتشه المشؤومة _ مع نهاية القرن التاسع عشر ( تفضيل الكثيرين ، من النساء والرجال ، للعبودية والخضوع على الحرية والمسؤولية والنضج المتكامل) .
.....
الحب أنواع ومستويات, والمفارقة أن حالات ، من العجز عن الحب ، أو النقص الكبير في المقدرة على الحب, تعتبر أشكالا من الحب مرغوبة(وسامية) بحسب تعويضاتها الاجتماعية أو الدينية خاصة ، والتي تتخذ العديد من الصيغ ذات المهارة العالية في الخداع والتزييف , من أبرز أمثلتها الأدب الشعبوي والاعلام الجماهيري,...والزعيم المحبوب.
ناقشت قضية الحب ( والعجز عن الحب أيضا) عبر نصوص عديدة ، ولكي لا يحدث التكرار المضجر , أكتفي بالإشارة إلى ما هو ضروري بحسب النص والحالة الخاصة ، وتوجد ملاحظة في هذا السياق ، تبدو غريبة لأول مرة.....يفهم الطفل متوسط الحساسية والذكاء (طبيعة الحب) ومكوناته ودلالاته ، أكثر من الكبار بمعظمهم...خاصة كتاب النصوص الدرامية والأدبية بالعموم _ وفحول الشعراء!
وسأعرض بتكثيف شديد خلاصة أبحاث عديدة نظرية وتطبيقية ، بالتزامن , شخصية وثقافية أيضا قمت بها على مدى سنوات شبابي (المتأخر)....في طبيعة الحب ومكوناته ,
الحب.... عطاء ، ثقة متبادلة ، اهتمام إيجابي ، رعاية , معرفة واحترام كأساس مبدئي وعتبة. كل منها غاية وأداة ، بشكل متزامن ، كما أنها تقاس وتعرف ببعضها أيضا بالتزامن.
والنقيض حالة العجز عن الحب ، وهي تمثل مستوى معرفي _ أخلاقي لشخصية الفرد ( امرأة أو رجل ) منخفض للغاية . طبعا من الضروري التمييز بين المستوى المعرفي ، وبين المعلومات الثقافية المتفرقة أو المعلومات التخصصية ، التي قد يحصلها فرد ما لاعتبارات أو لدوافع أو حوافز لا معرفية وغير أخلاقية كما هو معلوم وشائع .
....
العطاء أكثر من كلمة مفردة ، يشبه خبرات الديمقراطية أو التسامح ، أو بعبارة ثانية ، .....حياة متكاملة على مستوى الفرد والانسان تتضمنها كلمة العطاء....منح النفس لآخر بالفعل , وفتح الشخصية له _ لها بشكل متبادل ومتزامن ، وأكثر من ذلك!
أعتقد أن فكرة_ خبرة العطاء ، تعبر عنها بشكل حقيقي معادلة التعاون أو علاقة التبادل الإنساني الأعلى:
مستوى أعلى بالتكلفة والجهد, مع التوقع والقبول الفعلي بالجودة العادية والمتوسطة. وبعبارة ثانية القبول بالدور الثانوي أولا مع الشريك ، لكن بالاتفاق أن يكون ذلك بشكل دوري وتبادلي.
وقد عرضت موقفي سابقا ، وهو يشبه الانتخابات في الدولة الحديثة , حيث الفارق بين المركزين والموقعين المتبادلين , جزء من المئة إلا في حالات استثنائية ومؤقتة.
عتبة العطاء الثقة ، بدورها الثقة المتبادلة عتبتها الاهتمام الإيجابي المتبادل أيضا ، وعتبة الاهتمام الرعاية والفهم العاطفي لحاجات الشريك ورغباته المختلفة ، كما تقوم الرعاية على المعرفة الفعلية والمتكاملة للشريك_ة والنفس ، ويتأسس كل ذلك على قاعدة الاحترام الموضوعي للعلاقة الاجتماعية _ بمختلف أشكالها ومستوياتها.
بالطبع ، توقع أو المطالبة من الشريك_ة ، تحقيق ذلك بشكل مثالي ودائم نوع من الاستكمالية المرضية وأحد دفاعات عقدة النقص .
والمراد قوله والتعبير عنه بوضوح خلال هذا العرض : أن تجاوز حالة "عدم الكفاية ، مع الغيظ النرجسي " شرط ضروري لنجاح الفرد في أدواره المتنوعة والمختلفة التي يقوم بها خلال حياته , وخاصة خلال العلاقات العاطفية _الاجتماعية.
.....
طرق وأشكال إشباع الحاجات والرغبات ، تتحدد بالمستوى المعرفي والأخلاقي للشخصية _ بالتزامن _ مع نوع الشروط الموضوعية أو البيئة المحيطة بالشخصية ، بصورة عامة.
في هذا النص جرى إهمال الممارسات غير الطبيعية أو المنحرفة ، رغم أنها التي لا تقل أهمية عن السلوك المقبول اجتماعيا وإنسانيا . وأكتفي بنموذجين للسلوك المشترك (نوعين لحلول المشكلات)، الحل التخديري مقابل الحل التحويلي والتغييري، وكلا النوعين يستخدمهما الانسان في حياته اليومية بشكل دائم وثابت , وبشكل لاشعوري غالبا. (من ينتبه لحركة ذراعه خلال تنظيف الأسنان أو الحلاقة أو غسل الوجه , وغيرها...)!!
نموذج الحل التخديري ، يتجسد عبر العادات اليومية مع الطعام والشرب والاطراح وضروب التسلية المتنوعة , وتتضمنها عملية ردة الفعل اللاشعورية _ الاعتيادية, يقابله نموذج الحل التحويلي , الذي يحدث فقط بعد المصائب أو الأحداث الحدية , التي تصيب كل إنسان بشكل مفاجئ وغير متوقع ، وتدفعه إلى الصحو في حالات نادرة , وعادة ما يحدث الإنهيار العقلي _الأخلاقي والاجتماعي بعد الكوارث ، للشخصية ما دون المتوسط بدرجة الحساسية والذكاء .
.....
يرتبط الحل التخديري بعملية الاسقاط ، والحالة بمجملها جزءا من موقف ونظرية المؤامرة...
نظرية المؤامرة _ تفسير اجتماعي وشخصي بالتزامن للعالم الذي نعيش فيه .
نظرية المؤامرة يصيغها بيير داكو المحلل النفسي الفرنسي ، بشكل مختصر وشمولي _ بصفته احد معتنقيها ومستهلكيها معا ، شأن اليسار الفرنسي بغالبيته في النصف الثاني من القرن العشرين " هناك في مكان آخر ( بعيد ومجهول غالبا ) يجتمع الأشرار ويضعون خطة بعيدة المدى ، ومستمرة ، ليس فقط للتحكم بالعالم بل ولإفساده أخلاقيا ومعرفيا " .
تكملة النص...نظرية التوقع كأفق لنظرية المؤامرة كما أنها تتضمنها بالتزامن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة


.. قوات الاحتلال تعتقل شابا خلال اقتحامها مخيم شعفاط في القدس ا




.. تصاعد الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأمريكية ضد حرب إسرائيل


.. واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل وتحذر من عملية




.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را