الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مملكتي ليست في هذا العالم

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2017 / 11 / 30
الادب والفن


هاكم بياني وهاكم تنزيلي أنا ..
أنا الشاعر القتيل المُضيّع هناك .. و أنا الناظر المقتول هنا ..
أنا هو الإنسان الذي جاءكم في غير زمانه ..
أنا من ستبقى كلماته بعدكم جميعاً ..وحيدة تنتظر أوانه ..
نعم ، أنا من سَلبْتَهُ أنتَ البارحة هدأته ووحدته ، دون أدنى إكتراث أو إهتمام ، وها أنت تعود الآن مجدداً ، كي تعيد الكرّةَ ، و تسكنَ روحي اليابسة بكلِ جرأة وهوان ..
أنا هو أنت ، وسأبقى ، في كل حين ووقت وأوان .. أنا من سيكون ومن كان ..
أنا هو ذا الإنسان .. الذي تبحث عنه فيكَ .. قد جاء الآن ليتلو عليك هذا الشعر وهذا البيان ..
إذا أردت أن تفهمني جيداً ، فدعْ لي من عقلك براحاً أستروح له ، ومن قلبك فهماً ألوذ به ، ومن وعيك سعة و صبرأ جميلاً ..
أنا لا أقرضُ الشعر ، ولا أكتب القريض ، إلا لأنفي عن وجودي تُهمة العدم ،
ولستُ ممن يَهمهم إعلاء شأن البيان المُضلل ، أو يعنيهم تبجيل البلاغة اللعوبة ..
أنا لغتي صرخة وجع ، لقلوب لم تصادف آذاناً حقيقية بعد ، وأنينَ روح لألافٍ مُؤلفة من موتى الحياة ، الذين يحتشدون في مدواة تعابيري الصادمة والمُستفزة ، ويُحشرجون صوت شاعريتي المُتمرّدة ، التي لن تسمع منها قطْ لفظةَ : آهٍ ..
بل قولاً سديدأً ، يبتغي الرسم بخطوب الحياة المُتقلبة ..على غير ما نشتهي جميعاً ..
لهذا أرجوك تمهل عليً بالحكم قليلاً ، إن لمستَ في قصائدي جرأةً لا تطاق ، أو رأيتَ فيها شاعريةً لا تأتي سوى بالضيق والنزق ، أو وجدت تراكيباً لغوية لا تذر على الأفهام الرتيبة ، سوى صخباً غير مألوف في مقابر الشعر الحالي الذي تحفظه وتبجله .. أنا إنسان ، لا أسعى إلى لقب شاعر ولا كاتب ، ولست مهتماً بما حفظ الناس من مسكوكات النقد ولا من قوالب التقييم أو الحكم المُسبق ..
أنا إنسان ، إنسان مملوءٌ بكل ما يوحي إليك بالدهشة والإستفهام ،
إنسانٌ يودُّ لو يُهدي العالمين ألف ألفَ خيال ..ويضيف كل هنيهة إلى هذا الوجود المُريب بعض سؤال ..
أنا إنسان ، قتلته التلاوة الممجوجة للحقيقة ، وسحقت هامته أخلاق التاريخ المُزَوّر ، وأربكته نميمة الطهارة ..
فأرجوك ثم أرجوك ، دعْ عنكَ لومي لبرهة ، أو الحكم عليَّ لهنيهة ، وأنصت لي ولو مرة ، ثم فكر معي ..كيف ولماذا نحن هنا الآن .. وتساءل معي علانية .. :
لما تُراني أمتلكُ هذا الحزن منك ومني ، ولما أعيشُ هذا القهر بينكم ..
ولماذا كل أقوالي و أحوالي و قصائدي هروباً مستمراً منكم ، من كل أشكال المَعْرفة الميتة الجاثمة على عقولكم ، ولما أنا أختفي عنكم بهذه المهارة .. ؟!
التي تصرّون أنتم على تسميتها قصيدة أو شبه قصيدة ..
وأنا أسميها أنا .. نعم هي أنا .. أو لنقل ..هذه هي .. حياتي العتيدة ..
----------------------------------------------------------------
نص نثري .. (قدم كورقة بيان عن الشاعر السوري" مزعل المزعل")











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة


.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية




.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي