الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا ما قاله أوليفر رُويْ عن الإسلام

علجية عيش
(aldjia aiche)

2017 / 11 / 30
حقوق الانسان


إن بناء مجتمع لا يحمل سوى معايير دينية، يقتضي حتما إلغاء كل الثقافات و العرقيات..، تلك كانت دعوة القادة المتدينين من الحكام و رجال الكنيسة، و سار على هذا النهج جمهور العلماء المسلمين الذين يمثلون الجالية المسلمة في الخارج ( الولايات المتحدة الأمريكية)، و من أجل قبول المسلمين السُّود رأوا أن الإسلام هو دعوة للجنس الأبيض غير المسلم للانضمام إليه، و قد أسس القادة الإسلاميون الجدد في أوطان الهجرة دعوتاهم على فكرة التجديد الإسلامي و أحيانا على فكرة التعصب الإسلامي، و لنلاحظ هنا أن فكرة "التَعَصُّبِ" مطروحة في كل قضايا الإنسان، و بخاصة في المجال الديني، حيث أصبح التعصب الإسلامي جزءًا من عملية التبادل الثقافي و إن قدّم هوية بديلة..، يقول أوليفر رُويْ بحاث فرنسي مختص في الدراسات الإسلامية و التاريخ الإسلامي، أن الإسلام و لو أنه محاط ببعض الثقافة المحددة لكنه ليس ثقافة في ذاته، و هو هنا يعترف بالثقافة الفرنسية فقط، و يتنكر للثقافات الأخرى حتى لو كانت غير إسلامية ..
ويقول أن الإسلام مجموعة من المعتقدات و الطقوس التي تحدد رمزا معينا، و لا يعترف بالإسلام أيضا كدين مثل بقية الأديان السماوية فليس ثمة ثقافة إسلامية بل ما لدينا هو ثقافة المسلمين، و يقدم أوليفر روي بعض الأمثلة عن رقصات سكان البنجاب، إذ يقول أنها رقصات بنجابية و ليست ثقافة إسلامية، كما لا توجد رواية إسلامية و لا رياضة إسلامية ، و لا أماكن تسلية إسلامية، و هو هنا يجهل أو يتجاهل تطور العرف و المسلمون في الفروسية من خلال ما تحدثت عنه بطون الكتب و حوادث التاريخ، حيث كانت تمثل مظهرا من مظاهر حياة العربي منذ جاهليته، كمنا راتبطت بالحرب منذ أن وعى الإنسان دور الخيل فيها..، و يؤكد أوليفر روي أن الأنشطة التي يقوم بها المجددون الإسلاميون غير إسلامية، و من هنا فقد كان أمام المؤمن الحقيقي خيارين، إما أن يسلم بالثقافة السائدة و هي الثقافة الغربية ( الأوروبية) أو أن يترك كل ما هو غير إسلامي.
و في اعتقاده هو أن الصحوة الإسلامية بين أبناء المهاجرين ليست نداءٌ للأصالة و العودة إلى الثقافة الأصلية المفقودة، بل هي اكتشاف لهوية جديدة، عندما تحدث عن الإسلام التقليدي و الإسلام الحداثي، و قال عن الأول أي الإسلام التقليدي، ليس لديه الكثير ليضيف في تشكيل الهوية الجديدة، لأنه إسلام جماعة أقلية يتطلب تعديلات معينة على مدار أربعة عشر قرنا من التاريخ، و يضرب مثلا بقضية الحجاب في فرنسا و في بريطانيا باعتباره سمة للهوية الإسلامية، مهما كانت جنسية المرأة التي ترتديه و المجتمع التي تعيش فيه ( مجتمع غير مسلم) ، و يتضح مما كتبه أوليفر روي أن الدّين عنده رمزٌ و ليس ثقافةً، و يسمح الدين للفرد أن يبدأ من الصفر، فالمجتمع الغربي ينظر إلى الإسلام على أنه سمة عرقية، و كأن المسلمين أعضاء في جمعية أو حزب عرقي ، فالتناقض هنا يظهر في الخلط بين الدين و العرق، فالدين يشمل كل الأعراق، تبقى الطريقة التي تؤثر على حرية الفرد في اختيار الدين الذي يتبعه، و الثقافة التي يتبناها، و الحياة التي يريد أن يعيشها..، خاصة و أن أوليفر روي لا يؤمن بتعددية الحضارات و حقوق الأقليات، بل يؤمن بوجود مجموعة أفراد لهم الاستعداد للالتحاق بالمجتمع الذي يرغبون العيش فيه و تطبيق قوانينه.
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف قارب أبو عبيدة بين عملية رفح وملف الأسرى وصفقة التبادل؟


.. الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد




.. حريق يلتهم خياما للاجئين السوريين في لبنان


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية في أ




.. السعودية تدين استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب ال