الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رياحينُهْ تبرعمَتْ على أغصان الحلم

غادة علوه

2017 / 11 / 30
الادب والفن


رياحينُهْ تبرعمَتْ على أغصان الحلم
**********************
فاضت من مآقيها مواعيد صمت تختزن وهج أعاصير، تترقّب شمس أمل تنشلها من عمر تتخبّط فيه بين فجر واعد وليل تنسلّ منه أشواك مرارة متربّصة.
رماد الأمس المتّقد يؤطّرها، يحبسها بين مسافات الغربة في زنزانة زمن تعيش فيه بين شهقة حزن وارتشافة فرح ، تطلّ منه على أحلام سندسية تعالج مساحات ذاكرة الألم...
وحدها زهور الأحلام المنبثقة من تجاويف الصخور تملك زمام قلبها الذي يتنشّق رحيق السكينة، يوقن أسرار الانتشاء بعبير الحياة والارتقاء في محاريبها..
كم ينعشها النور الذي يتجلّى طيفاً ترتّل في ظلّه نشيج خيبات تقاطرت ماءً رقراقاً في بئر أحزانها!
كم ترفض صقيع السّراب..!
لن يكون الوهم وطناً لها؛ تيجان ممالكه لن توقف نزفاً دافقاً من جراحات لوعة سبّبها وخز خطواته..فليتركْ كفوف الليل تهدهدها، لها في كؤوسه مذاق الأنس حين يوقظ السراب مدن ورود رازخة تحت الوعد ثمّ يرحل إلى دفء مخيّلته..
ما عادت الوعود تغريها، ولا نشوة الهمسات.. وحدها تعيش بين سكرة هسهسة وهدير ريح.. تشدّها حضارة وجد يفيض من قلم يعيش سطوة النور في ليالي حياة تعصي وحشة الذبول، تتألّق فيها
زنابق الوله، تغمرها الأحلام الظامئة لقبلات الورد...
لا تريد ممالك ينعق فيها غربان المنافي، تلهث فيها الذئاب.. ولا وعوداً تشبه الهذيان بين عباءات الليل...
فليدعها ذاك السراب.. سوف يُغرّد فيها الشّوق النّابت مع الحسرات.. سيُشرق بعطر زهورها، يطال عمق الحنين الذي تحمله مراكب النعاس، يبعد عنها جَلجَلة الألم التي تعصف بها، يرسمها عاشقة فجر موعود، تتنفّس ذكرياتها مع شوك أنشب أظفاره في بردة عمرها، فانتفضت كعصفورة ألبسها الدهر أجنحة حريريّة مزركشة، تتنفّس ربيعاً تنعم به في ليالي الشتاء الباردة، وعلى نوافذ الصيف الحارقة، وبين صفرة أوراق الخريف المتساقطة...
كم تعشق ذاك الربيع! رياحينه تبرعمت على أغصان حلم يمتطي جناحي نورس، يوغل في عمق زرقة السماء،يحضن سنين العمر المخمورة بالأوجاع، يصفّق للانتصارات ...وهي تغفو على وقع ترتيل ترحل معه إلى سدرة العشق الطيّبة، تزفر أنفاس تعبها، ترفع مناديل الوداع لملاءات الوجع، تمزّق أوهام الضعف، فتعبق في قلبها عطور الفرح....
د. غادة علوه/لبنان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما