الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب يمكّنون -إسرائيل-في الإقليم

أسعد العزوني

2017 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


يمتاز إقليم الشرق الأوسط العربي على الأقل بوجود أنظمة سياسية مستبدة وشعوب خانعة لا حول لها ولا قوة ونخب سياسية تتقمص دور المعارضة نهارا ،وتلتحف بلحاف الحكومات ليلا،وعلاوة على إستبداد الأنظمة فإنها مرتبطة ومدعومة من قبل القوى الكبرى في الغرب تحديدا ،وبمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية،وبعضها سجل عضويته في النادي الصهيوني مذ كانت المستدمرة فكرة صهيونية على الورق مثل الأعور عبد العزيز الذي وقع على صك بيف فلسطين ونصه"أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود لا أمانع في منح فلسطين لليهود المساكين أو لغيرهم حسب ما تراه بريطانيا التي لن أحيد عنها حتى تصبح القيامة".
معروف أن هناك ثلاث قوميات كبيرة ورئيسية يتكون منها إقليم الشرق الأوسط العرب والإيرانيون"الفرس"والأتراك"العثمانيون"،وكان يتوجب على هذه القوميات الثلاث ان تحافظ على كياناتها متحدة او متوافقة على الأقل لحفظ الإقليم وعدم إدخال الغرباء عليه،لكنهم لم يفعلوا ذلك فذهبت هيبتهم جميها .
جاءت مستدمرة إسرائيل ،وتم زرعها في قلب الإقليم فلسطين على شكل عصابات حظيت أولا وقبل كل شيء بالدعم العربي الرسمي بسبب منابت وأصول الحكام العرب الذين جاءت بهم بريطانيا بعد إكتشاف النفط العربي عام 1905،وكان بعضهم ينتمي لقبائل يهودية تائهة في الصحراء ،وتم توظيفهم عن طريق ممثل بريطانيا العظمى السير بيرسي كوكس، بعد تمكينهم للتحكم ببقية الأقطار العربية الضعيفة والفقيرة أصلا ،وهذا ما أوصلنا إلى ما نحن فيه وعليه من ذل وهوان.
كان من الأجدر بالعرب والإيرانيين والأتراك التفاهم فيما بينهم لمصلحتهم ،لكنهم وبسبب الإختراقات الصهيونية تبرعوا لتنفيذ الأجندة الصهيوينة ،فها هم العرب نذروا أنفسهم لحماية ورعاية مستدمرة إسرائيل ،وخنق الثورات الفلسطينية المتعاقبة ،وها هي السعودية التي جعلت من العرب رهائن لها بسبب رشواتها للحكام الفاسدين ،تجهز الظروف المناسبة لتنفيذ صفقة القرن التي تشطب القضية الفلسطينية وتلغي الحقوق الفلسطينية ،وتشطب الدور الأردني لتتربع وحدها في الحضن الإسرائيلي دون التفكير بمصيرها ومصير كل من يطبع مع الصهاينة.
أما الإيرانيين فقد تم تسليم رقابهم ومقدراتهم لعائلةرضا بهلوي الذي كان بمثابة بئر النفط والبنك المركزي لإسرائيل إضافة إلى أنه كان العين الثاقبة على العراق من خلال الأكراد ويتقدمهم البارزاني ،تماما كما كانت السعودية تمثل البنك وبئر النفط وخيط المؤامرة على الدول العربية لإسرائيل،ولا ننسى أن امريكا اعادت الشاه عام 1956 للملك بعد ان اطاحت به ثورة مصدق عام ،ولذلك فقد تحول العرب لعداء إيران بعد إزاحة صديقهم الصدوق العميل الشاه المخلوع والمقبور.
وبالنسبة لتركيا فقد كان عنصر خرابها بإضعافها بعد أن رفض السلطان عبد الحميد الثاني منح القدس وفلسطين لليهود عكس العور عبد العزيز ،وقد تم تحجيمها بمعاهدة لوزان عام 1923،والتي ننتظر حلول ذكراها المئوية بعد ستة اعوام لإلغائها وإنطلاق تركيا الحديثة الحرة من جديد.
الأشد خطورة أن هذه القوميات الثلاث تناصب نفسها العداء لكنها في مجملها ترتبط بعلاقات وثيقة مع مستدمرة إسرائيل وخاصة العرب العاربة والمستعربة ،في حين أن الإيرانيين وبعد إزاحة الشاله قطعوا علاقاتهم بمستدمرة إسرائيل وسلموا سفارتها لمنظمة التحرير الفسطينية ما جعل العرب يناصبونها العداء ويعملون على الضغط على امريكا ومستدمرة إسرائيل على شن حرب عليها.
هذه الوضعية التي يتحمل العرب وحدهم تبعاتها جعلت من مستدمرة إسرائيل هي القوة المهيمنة على الإقليم ،وشطب مكوناته الرئيسية الثلاثة ،وبالتالي فقد دفع الشعب الفلسطيني وحده ثمن هذه السياسات الخرقاء ،خاصة وأن السعودية كشفت نفسها وتستعد لتنفيذ صفقة القرن التي تطوب الإقليم وليس فلسطين فحسب لمستدمرة إسرائيل ،ولا يغيبن عن البال أن امريكا تغادر المنطقة للتمركز في منطقة الهند الصينية لمواجهة الصين والهند .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران بعد الهجوم الإيراني الأخي


.. مصادر : إسرائيل نفذت ضربة محدودة في إيران |#عاجل




.. مسؤول أمريكي للجزيرة : نحن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ض


.. شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية: تعليق الرحلات الجوي




.. التلفزيون الإيراني: الدفاع الجوي يستهدف عدة مسيرات مجهولة في