الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القدس عاصمة ل-إسرائيل-؟؟!!

أسعد العزوني

2017 / 12 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تعودنا منذ فترة ليست بالوجيزة على طرح موضوع القدس على انها عاصمة ل"إسرائيل"،وأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتزم نقل سفارتها من تل أبيب إلى المدينة المقدسة تكريسا لإعترافها بها عاصمة لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية النووية،وكان ذلك يرافق كل إنتخابات امريكية كشعار إنتخابي تنافسي بين مرشحي الرئاسة الأمريكيين .
وكذلك الحال كان الأمر بالنسبة للنتن ياهو على وجه الخصوص الذي كان يلجأ لهذا الشعار عند خوضه الإنتخابات أو عندما تعترضه عقبة سياسية داخلية كبيرة ،وفي كلتا الحالتين كان الطرفان الأمريكي والإسرائيلي ينظران إلى الموضوع كشعار إنتخابي ،وهذا ما كان يجعلهم يتراجعون عنه بسرعة بعد إنتفاء الحاجة إليه .
هذه المرة يبدو الأمر مختلفا وغير قابل للمناورة لأن أمورا خطيرة إستجدت على الصراع وهي دخول السعودية على الخط وبكل قوة، حليفا إستراتيجيا لمستدمرة إسرائيل وشريكا قويا للرئيس الأمريكي ترامب ،ولذلك فإننا لا نتوقع إلا تنفيذ القرار بإعتراف أمريكي رسمي بالقدس عاصمة لمستدمرة إسرائيل ،يتبع ذلك فورا نقل السفارة الأمريكية من تل الربيع"تل أبيب"إلى القدس ،وهنا ستكتمل الصورة وتكون السعودية قد بدأت فعلا بتنفيذ صفقة القرن التي تشطب الحق الفلسطيني وتبعد الأردن عن الصراع ،لتتربع هي وحدها في الحضن الإسرائيلي لتكون النهاية كما البداية عندما تم التشبيك بين الملك عبد العزيز وبريطانيا العظمى إبان كانت مستدمرة إسرائيل فكرة صهيوينة على الورق.
هذه الخطوة الجهنمية التي خرجت علينا اليوم برسم التنفيذ ما كانت لتتم لولا الضغط السعودي على الإدارة الأمريكية التي يقودها المتهور ترامب ،والدعم السعودي للنتن ياهو من أجل تسريع تسلم ولي العهد محمد بن سلمان مقاليد الأمور في السعودية بعد مجزرته الشهيرة ضد الأمراء المعارضين الذين إحتجزهم في فندق الريتز ،وكذلك كبار الأثرياء السعوديين .
لن تكون ردة الفعل العربية والإسلامية على إعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لمستدمرة إسرائيل ذات شأن ،ليس لشيء إلا لأن السعودية قامت برشوة الجميع للسكوت عن مخالفاتها الإستراتيجية للثوابت بحجة أن الجميع مكالبون بالوقوف معها صفا واحدا في مواجهة "العدو الغاشم"إيران،وهذا ما يفسر تصريحات النتن ياهو وكبار وزرائه ورجال مخابراته عن اتساع دائرة العلاقات الإسرائيلية العربية والإسلامية.
ولو كنا في وارد محاسبة المسؤولين عن ضياع فلسطين منذ البداية حتى يومنا هذا لقلنا أن السعودية بنظامها الحالي ،الذي فصّله المندوب السامي البريطاني في الخليج السير بيرسي كوك هو المسؤول الأول والوحيد عن ضياع فلسطين والقدس،وقد بدأها الملك عبد العزيز إرضاء لكوك وأنهاها ولي الغهد محمد بن سلمان وأبيه سلمان لضمان إنتقال السلطة إليه .
المتتبع لمراحل الضيع الفلسطيني يجد النظام السعودي يتربع في كل مرحلة منذ تأسيس مستدمرة إسرائيل حتى اليوم مرورا بمبادرة الملك فهد"فاس" وإلغاء الجهاد في مؤتمر داكار الإسلامي منتصف ثمانينيات القرن المنصرم ،ومبادرة الملك عبد الله "السلام العربية"وصفقة القرن التي سينفذها على حساب الشعب الفلسطيني والأردن ولي العهد محمد بن سلمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة