الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقبات كأداء امام نجاح جولة جنيف الثامنة للتسوية السورية

فالح الحمراني

2017 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


ترصد غالبية القراءات في روسيا ان تصاعد الاتهامات المتبادلة واستخدام خطب التقريع بالاخر ووضع الشروط التعجيزية من قبل الاطراف المعنية، يجعل من الصعب الحديث بانها ستخرج بنتائج ايجابية.
وفيما يصر وفد الحكومة على ان تكون الاولوية لمناقشة مكافحة الارهاب فان المعارضة المدعومة من كافة الدول الغربية وبعض الدول العربية، طالبت مع بدء المباحثات الاعتراف فقط بممثلي المعارضة التي تدعو لترحيل الاسد فورا، ولم يصمد هذا الموقف غير الواقعي لكون ان قرار مجلس الامن يدعو الى ضرورة توحيد كافة فرق المعارضة، بما في ذلك جماعة " موسكو" وجماعة "القاهرة" وجماعة "الرياض" وغيرها.
وقد تعطلت عملية جنيف بسبب ان العناصر المتشدة بين المعارضين امتنعت عن التوحد مع الجماعات الاخرى التي تتخذ مواقف اكثر بناءة وعن اجراء، ورفضت ايضا المباحثات المباشرة مع ممثلي الحكومة السورية. ويعود لحد كبير ومنذ ابريل العام الماضي سبب ادخال عملية جنيف في "غرفة الانعاش" الى انها اكثر كانت "تميل للموت اكثر منه للحياة". وانعش الاعلان عن اجراء مباحثات في "استانا" عاصمة كازاخستان العام الماضي الدعوة لمواصلة مباحثات جنيف، ولكن ورغم تواجد كافة الاطراف وممثلوا الامم المتحدة في جنيف الا ان المباحثات مازالت تتعثر ولم تبدء بشكل جدي.
المنطق الاصح ان تبدا الجولة الثامنة من دون شروط مسبقة وان تكون المعارضة موحدة بكل اطيافها للدخول في جبهة واحد للتفاوض مع وفد الحكومة حول اطلاق العملية السياسية، وان تسفر الاجتماعات عن الاتفاق على تشكيل لجنة لسن الدستور الجديد واجراء انتخابات برلمانية ورئاسية باشراف الامم المتحدة.
الهوة بين الاطراف مازالت واسعة ويسعى كل طرف ان يحصل على اكثر المكاسب من الوضع القائم . فالنظام يريد الاستفادة من ورقة الانتصارات التي احرزاتها قواته على الدولة الاسلامية وسيطرته على مناطق سكنية كثيرة بينما تريد المعارضة ان "تسرق" هذه الانتصارات عن طريق ازاحة الرئيس بشار الاسد من منصبه. والاخطر من ذلك بات من الواضح ان كل جماعة من جماعات المعارضة مرتبط عمليا بقوة دولية او دولة ويسير بركابها اما طوعا كتكيك سياسي او لتحقيق مصالح خاصة طمعا بالسلطة مستقبلا او بالمال حاليا، ولكل طرف دولي اجندته الخاصة على الارض السورية تتناقض واجندة الاطراف الاخرى. وهذا العامل يلعب دورا حاسما في عدم تجاوز الاطراف السورية خلافاتها والعثور على قواسم وطنية مشتركة حقا للاتفاق السياسي ووضع حد للنزاع الدامي والمدمر والانتقال الى مرحلة البناء.
وخلافا لمطلب المعارضة التعجيزي من الناجع ان يكون للرئيس بشار الاسد دورا في العملية الانتقالية، لأن ان رحيلة غير المدروس والفوري سيخلق فراغا سياسيا، قد ينقلب الى فوضي ونزاعات ومجابهات بين مختلف الفرقاء وتستغله المنظمات المسلحة غير النظامية، والاجهاز بالكامل على ما تبقى من كيان الدولة السورية، كما حدث في العراق وليبيا واليمن وجزئيا تونس. والمنطقي ان يشارك الاسد وربما مع قوى المعارضة، التي سينضم ممثلوها في اجهزة السلطة والمراقبة، بادارة العملية السياسية التي يتم خلالها وضع الدستور الذي يكون مقبولا من كافة الاطراف،واجراء في ضوءه انتخابات نزيهة وحرة برعاية الامم المتحدة. وان الناخب السوري هو الذي سيقرر من سيشارك فيها ومن سينتخب في اجواء تتساوى فيها فرص المرشحين بضمانات دولية. ولن يكون بقاء الاسد في السلطة خطا احمرا لايمكن تجاوزه.
ومن اجل بث الروح والحيوية في عملية السورية اطلقت روسيا مبادرة عقد مؤتمر الحوار الوطني واسع التمثيل في مدينة سوتشي قبل الجولة الثامنة من مباحثات جنيف، الا ان الصعوبات التي حالت دون انعقاده، جعلتها تتحدث عن انه سيكون عقب مباحثات جنيف. وتردد في موسكو في انه سينعقد في فبراير/ شباط المقبل. واذا كانت موسكو تتحدث عن مؤتمر الحوار الوطني ليكون ساحة لالتقاء طيف واسع من مثلي كافة شرائح المجتمع السوري واحزابة وقبائله وشخصياته النافذه وعدم عزل اي طرف لاسيما المكون الكردي، فهناك مخاوف لدى البعض من ان مؤتمر الحوار الوطني سيجعل المعارضة التي تتحرك تحت مظلة الرياض" أقلية" ويتبدد صوتها في ذلك التجمع الكبير، لذلك فان هذه المعارضة تماطل في المشاركة فيه .
وتدلل لهجة الخطاب الرسمي الروسي بان موسكو تدعم النظام السوري في طرحة على ان تركز المباحثات مع المعارضة على مناقشة مكافحة الارهاب ومن ثم على مراحل العملية السياسية التي يفهمها كل طرف اي النظام والمعارضة على طريقته الخارصة وكل يريد ان يكتسب منها المنافع لتعزيز مواقعه في سوريا المستقبل. وكان ممثل روسيا في المقر الفرعي للامم المتحدة قداجرى في جنيف مباحثات مع وفد النظام برئاسة بشار الجعفري حال وصوله لجنيف. وقال المسؤول الروسي :" لقد اقتنعنا كالعادة بان موقف دمشق ينطوي على طابع بناء." وعلى حد قوله "انها مفتوحة للحوار ومستعدة لمناقشة الوثيقة التي اُعدت سابقا في مكتب الممثل الخاص للامم المتحدة بشأن سوريا ستافان دي ميتسروا بشان مستقبل بناء الدولة السوية، والتي يطلق عليها ال " 12 نقطة".
وهكذا فان كرة التسوية السلمية تقع اليوم في ساحة الاطراف السورية المتنازعة، ولايمكن التوصل لها الا من خلال تحقيق استقلال كل جماعة بصنع قرارها بعيدا عن التاثيرات الخارجية ووضع أمن واستقلال ومستقبل البلاد في مقدمة الاولويات لا البحث عن مكاسب خاصة او تامين اجندة دول اجنبية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس وإيطاليا توقعان 3 اتفاقيات للدعم المالي والتعليم والبحث


.. #إندونيسيا تطلق أعلى مستوى من الإنذار بسبب ثوران بركان -روان




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار التي خلفها الاحتلال بعد انسحابه من


.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش صفقة التبادل والرد الإسرائيلي عل




.. شبكات تنشط في أوروبا كالأخطبوط تروّج للرواية الروسية