الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أطفال الفجّ العميق، أبناء الجزء الغير النّافع من الوطن

أحمد عماد

2017 / 12 / 4
التربية والتعليم والبحث العلمي


أمينـــة، اقرئي لهم منّي السّلام وامسحي على روؤسهم بيدك الحنونة، أحضنهم نيابة عنّي، أخبريهم أنّ أحمد يحبّهم واحداً واحداً، أعلميهم كذلك أنّهم يذكرونني بطفولتي الغابرة، حيث كنت على الفطرة الأولى في الهُناك، حيث نفترش الأرض ونتلّحَف بالفضاء.
وبعد ذلك هذه رسالتي إليهم ،اقرئيها على مساميعهم :

هذا الوطن لاغفورٌ ولا رحيم كما قيل، هذا الوطن لا يلتفتُ لحزنكم ولا لفرحكم، لا ينظر عميقاً إلى قلوبكم، والأقسى أنّهُ لا يعترف بكينونتكم.

أبنائي الأعزاء هذا الوطن خذرته عصابة من اللّصوص فانتشلت قلبه، فما عاد يعرف معنى للرحمة والرأفة بأبناءه.
أبنائي الأعزاء، بما أنّكم أحياء تُرزقون، فهذه فرصتكم لتعيدوا لهذا الوطن رُوحه المسلوبة، أنتم الأمل، الأملُ الوحيد المُتبقي لهذه الأرض كي ترتوي وتُنبت زرعاً حسناً ووروداً فيحاء يملاء عبيرها الكون.
أبنائي الأعزاء شُدوا الهمّة، وشمّروا على قلوبكم وعقولكم واصنعوا تاريخكم بأنفسكم فلا منقذ لكم غيركم.
لاتصدقوا خطابات المسؤولين ولا تنتظروا هبات المُحسنين لتُرسَم البسمة على سحنتكم، اقتلعوا البسمة من حُضن اليأس رغم أنف القهر.

أبنائي الأعزاء ، أصيكم بالعلم ثم العلم ثم العلم، أقولها ثلاثاً حتى تنغرس في وعيكم ولا وعيكم، العلم هو وحده الطريق في سبيل الوصول إلى عنان سماء أحلامكم، وحده الملجأ من قسوة العيش وحده المنقذ من جبروت الوطن ووحده المَنفَذ إلى دنيا الفرح.
بالعلم والمعرفة والقراءة تستطعيون تغيير واقعكم، هدم جدار المعاناة الّتي شيدها معذبكم، كسر أغلال سجانكم. بالمعرفة وحدها لاشريك لها تقدرون أن تصرخوا بحرية من أجل الحرية.

أبنائي الأعزاء أعوّل عليكم أن تُعيدوا مياه التّاريخ إلى مجراها، لتروي عصافيركم الصغيرة عطشها. تشبتوا بالدراسة كتشبت الغريق بلوح النّجاة، ففيها خلاصكم الوحيد.

أبنائي الأعزاء، لقد كنت صغيراً مثلكم وفي مثل ظروفكم ولولا تعلّقي بستائرالمعرفة لكنت اليوم عبداً يهتف بحياة الطغاة.
كانت هذه وصيتي إليكم، كتبتها بدمي بعد أن سمعتُ مُناديا من أعماق قلبي ذكرني بكم.أحبكم.





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


اخر الافلام

.. استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا، أي تداعيات لها؟| المسائية


.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات جديدة على إيران




.. لماذا أجلت إسرائيل ردها على الهجوم الإيراني؟ • فرانس 24


.. مواطن يهاجم رئيسة المفوضية الأوروبية: دماء أطفال غزة على يدك



.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا الحربية أغارت على بنى تحتية ومبان