الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استثمار سياسي للمعارضة في -جنيف 8 -على حساب النظام.

خالد ممدوح العزي

2017 / 12 / 4
السياسة والعلاقات الدولية


استثمار سياسي للمعارضة في "جنيف 8 "على حساب النظام.
محاولة جديدة في كسر جليد الازمة السورية والوصول الى تسوية سلمية بين الافرقاء المتحاربين في سورية لمناقشة سبل الخروج من المستنقع السوري الذي بات مكلفا للجميع .
التسوية السلمية باتت ضرورية بنظر كل القوى المشاركة في الحرب ولكن كل طرف يريد الحصول على مكاسب ونفوذ اقوى واكبر في تفصيل الثوب السوري.
حاولت الاطراف كلها العمل على انعقاد جنيف 8 كونها الخرج الحقيقي من نفق الزمة المظلمة ،لكن كانت سقوف المطالب عالية من الجميع بالرغم من كل الاشارات التي اعطها موسكو للجميع بانها اضحت اللاعب الاساسي في الملف السوري وخاصة بعد زيارة الرئيس الاسد الى روسيا وابلغه بضرورة السير بالتسوية وكذلك اصراها على قمة "سوتشي" الثلاثة التي اعلنت فيها انتهاء الحرب على الارهاب وطي صفحة المرحلة الماضية والبدء في مرحلة جديدة تقوم على التنازل من قبل الجميع للحفاظ على سوريا الموحدة .
لكن تعنت وفد الموالاة وعدم الالتزام بالموعد المحدد وغياب نائب وزير الخارجية الروسي عن افتتاح المؤتمر يشير الى الارتباك الروسي في التعامل مع حل الازمة السورية .
وخاصة بان استمرار الاسد بممارسة القصف على الغوطة وعدم التزامه بالاتفاقية التي وضعت الغوطة ضمن مناطق خفض النزاع فهذا يشير الى ان النظام حاول اعطاء اشارات للجميع بانه يملك قرار نفسه ولايزال مستمر في حربه على الارهاب ،وهذا يعني بان الانظام لايزال ملتزم الاجندة الايرانية التي تنظر الى الحل الوحيد بسوريا هو الحسم العسكري وبالتالي ينظر الايراني والسوري الى روسيا على اساس استخدامها لمصلحة تنفيذ خططهم .
وبالرغم من الضغط الروسي الشديد على النظام واجباره على الالتحاق بالمؤتمر وعقد هدنة في الغوطة الشرقية بتاريخ 28 نوفمبر -تشرين الثاني ،يدل على اصرار روسيا بالدخول في التسوية السلمية التي لاتزال ايران تعرق مفاعيلها .
ايران حاولت التأثير على الرئيس الاسد بتركيبة وفد النظام ورئيسه وعدم الدخول في مفاوضات مباشرة مع المعارضة وعدم نقاش الاولويات المطروحة في الاجندة، بل ذهبت نحو تغير في الاولويات والدخول في بند جديد اسمه اعادة الاعمار مرتكزة على تصورات ايرانية جديدة في عملية الالتفاف على التسوية وافشال روسيا .
وبالطبع هذه الصورة البانورامية السريعة لليومين الاخيرين للمفاوضات تدل على ان جنيف 8 لن يكتب له النجاح وسوف نكون امام جنيف 9 وجنيف 10 لان روسيا لاتزال بعيدة عن تنفيذ دفتر الشروط المتفق عليه مع الولايات المتحدة في المانيا وفيتنام وايران لا تزال داخل الملاعب وتشاكس بقوة في أي تسوية طرح لكونها موجودة في العديد من المفاصل الحيوية في سورية مما يعني بان الهوة الروسية –الايرانية تزداد بالاتساع في الاشهر القادمة . ومن جهة اخرى نرى بان روسيا لا تزال مصرة على توظيف انتصارها في سورية للحصول على نفوذ سياسي ودبلوماسي ليس في سوريا وانما في مناطق اخرى لاتزال قيد النزاع .
فاذا نظرنا جيدا في خريطة الاحداث الاخيرة في سورية ابتداء من جينف 8 الحالي، وجولات "استانا 7" وقمة "سوتشي" الثلاثية وزيارة الرئيس الاسد الاخيرة الى موسكو واستخدام الفيتو ماخر مرتين في اقل من اسبوع حول لجنة التحقيقي بالكيماوي واعلان انتصارها على الارهاب السوري وصولا الى الاصرار الروسي على بقاء الاسد في السلطة ضمانا لأمن اسرائيل .
فالأحدث تسير بشكل سريع حيث بتنا امام مشهد روسي معقد ومرتبك في التعاطي مع الازمة بالرغم من ان التسوية السلمية مطلب روسي منذ سقوط مدينة حلب .
موسكو تعمل جاهدة على ابعاد طهران وجماعتها عن المشهد السوري بحسب واشنطن وتنفيذا للشروط المتفق عليها بين الرئيسين ، لكن واشنطن لا تبادل موسكو أي اشارات تطمينيه تشير لبوادر حلول قادمة من البوابة السورية .
فالإرباك الروسي بات واضحا منذ لحظة الانهيار لتنظيم "داعش" الارهابي الذي ممكن روسيا من طرح نفسها قوة اساسية في سورية تحت عنوان محاربة الارهاب، الروس مصرون على احياء مؤتمر "سوتشي" لكل المكونات السورية والوقف امام تفاصيل مهمة كصياغة الدستور بالرغم من ان المؤتمر لم يلاقي أي ترحيب دولي لكن موسكو لم تعد تستطيع الخروج منه ،ومصممة على عقده حتى لو في الربيع القادم ، لمرة واحدة لكي يوظفها نصرا، كلاعب اساسي في الملاعب السوري.
بالرغم من محاولة مندوب الامم المتحدة دي مستورا من تمديد مدة المؤتمر لأسبوع لكنه فشل بسبب تعنت الموالاة ، وللحقيقة استطاعت المعارضة من تقديم نفسها معارضة حقيقية تعالت فوق كل الخلافات لتعيد لنفسها زخما دوليا افتقدته طويلا مما يساعدها على سحب البساط من تحت اقدام الموالاة المربكة في تعاملها مع الحدث التي لم تكن على مستواه، وخاصة بانها تعرف بان التفاوض مع المعارضة سيكون نهاية النظام الحالي والذهاب نحو المربع الاول لانطلاقة الثورة السورية المطالبة برحيل النظام بكل مكونته الاجتماعية والسياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية .

خالد ممدوح العزي.
كاتب اعلامي مختص بالعلاقات الدولية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلتنا: مقتل شخص في غارة استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأسود ج


.. مشاهد جديدة من مكان الغارة التي استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأ




.. صحفي إسرائيلي يدعو إلى مذبحة في غزة بسبب استمتاع سكانها على


.. هجوم واسع لحزب الله على قاعدة عين زيتيم بالجليل وصفارات الإن




.. شمس الكويتية تسب سياسيي العراق بسبب إشاعة زواجها من أحدهم