الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوالف حريم - ستي حلوة الحلوة

حلوة زحايكة

2017 / 12 / 5
كتابات ساخرة


حلوة زحايكة
سوالف حريم
ستّي حلوة الحلوة
جدتي لأمي حلوة التي أحمل اسمها، لا أذكر أنها زارتنا غير مرة واحدة، لأنها كبيرة بالسن، وتسكن في الجزء الشرقي من السواحرة التي تبعد ما يقارب 8 كم عن بيتنا، أحضرت لنا علبة "حلقوم" وعددا قليلا من بيض دجاجاتها البلدية التي كانت تحرص على تربيتها، في داخل "صرّة" من قماش تحملها في يدها، تعابير وجهها تدل كم كانت في غاية الجمال في صباها رغم ما عانته من مرارة وألم وشقاء، يصعب علي وصفه أو كتابته، لأنني لن أعطيها حقها، فقد كانت شقراء البشرة عيناها زرقاوتان، ذات وجه مستدير، تلبس ثوبا مطرّزا تقليديّا على طيّتين، وتضع على رأسها "الوقاة" مزيّنة "بالصّفّة" التي تعلو الجبين ، ويتدلى منها الخرز الأزرق وكفوف اليد الفضية، تظهر من تحت "الخرقة البيضاء" التي تغطي رأسها بها، كانت تمضي معظم الوقت بالبكاء، على وحيدتها "أمّي" التي ترمّلت في ريعان شبابها، في منتصف العشرينات من عمرها، وفي رقبتها خمسة أطفال أكبرهم في التاسعة، لا تعرف من تبكي حالها أم حال بنتها أم حال ابنها " محمود آخر العنقود" الذي غادر حضنها في حرب حزيران 1967، ولا تعلم عنه شيئا، كانت أمي عندما تراها غارقة بالبكاء تبدأ بالحديث عن خالي محمود الذي أصبح أديبا معروفا، فمجرد ذكر أسم خالي الأديب محمود شاهين يجعل النور يشع من عيني جدّتي المغروقتين بالدموع، ويبدأ الفرح يغمرهما وتعود الابتسامة الى وجهها ولو للحظات قصيرة. ماتت جدّتي وفي خاطرها بحر شوق لأبنها الغائب، دون أن تراه أو يراها، فرحم الله جدّتي حلوة وأطال عمر خالي محمود.
5-12-2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا