الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تَسَاؤلات مشروعة ..!

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2017 / 12 / 6
الادب والفن


لمّا سألت عن الحقيقة قيل لي.. الحقّ ما اتّفق السواد عليه..
(إيليا ابو ماضي)

بسبب ترّهاتهم المَسْبوكة التي يظنونها حقائق مُنجزة تامّة ، تَرَاهم يَتَصيّدون نهدةَ الكلماتَ منْ فمكَ المُرْهق ، ويَحتَجزونَ طلّة العبارات عند نواصي سَرْدك ، كي يُلبسوها - بكل غباء ووقاحة - ما يَحلو لهم من مَعانٍ هزيلة ، وعباراتٍ ركيكة عليلة ، ليجعلوا منها في آخر المطاف أفكاراً مبتسرة هجينة ، و فهومات هشة منقوصة ومُهينة ، لا علاقة لها البتّة بفكركَ ، أو بفحوى مقصودكَ ، ولا حتى بأيّة معرفة عقلية أو منطقيّة مَنظمة ، حَدَثَ أنْ أومأتَ إليها في لحظة أو مَرّتْ بخاطرك ذات يوم ...
دونَ أيّة مُبالغة ، أحياناً أسائل نفسي .. لماذا يحدث كل هذا ..؟!
وكيف ولماذا يُفكر هؤلاء الناس بهذه الطريقة .. ؟!
بل ، كيف أصبحوا على ما هم عليه من فرادة بين الأذهان وبني الإنسان ..؟!
هل يا تُرى بسبب الخوف المُزمن لديهم من الخوض في الأسئلة الجْدّية ..
أم هو بسببِ الوَجَل من ولوج مَجَاهل الحياة الفكرية الحقيقية ، أمْ لأنّهم لا يُجيدونَ السّيرَ والتفكّر إلا على حافة الوعي لئلا تنكشف هشاشة ثقافتهم وتتجلّى عيوب مداركهم ..!!
أم هو إدراكهم القاصر ، الذي هيئ لهم بأن البحث والتقصّي في مناحي الواقع ، فيهما من العبء الثقيل مما لا يطيقونه ، ومن التفكير او القدرة ما لا يستطيعونه .. !؟
ثم هل هم هكذا فعلاً ..؟! أم أنهم يخاتلون ..ويهربون إلى حبّ الراحة وكَسَل الطُمَأنينة اللذان يُشكلان – في ظنّي - جوهرَ كلّ جَهَالة مُزْمِنَة ..؟!
أم تُراها نتيجة طبيعة لوعي مرهق ، يدفع ضريبة العيش بين مُعوّقي العَقل وسقم الأفهام ، ممّنْ يَعْتاشون على هذر النقل و رغوة الكلام ، وتملّق الضّغث في مستنقع الأوهام المُقَدّسة ..
لماذا لا يُفكرون ؟! لماذا لا يَقرؤون ..؟!
لماذا رغم كل ما مرَّ ويمرُّ بهم لا يفقهون بأن الحياة تحركت والمعارف تَغيّرت ..؟!
لماذا كل ديدنهم أنْ يقرَضَ وعيَهمُ الشعر ، وتقضم عزيمتهم الحكايات المكرورة وتهويمات النثر ..؟!
لماذا يتوقون بكلّ هذه الشدة ، إلى رتابة القصِّ الباهت و الإجترار المُعَفّر بالخزعبلات المُتخيّلة ..؟!
وكيف لهم أنْ يستعذبوا دوماً رميَّ عقولهم هكذا ، في أحابيل البيان المِرْنانة و مجاهيل البلاغة الطنّانة ، ويهشموا كلّ ذاتٍ معرفية مُهمّةٍ بينهم إلى فُتات صغيرة لا قيمة لها ، حتى تهضمها تماماً ثرثرات العجائز وبلادة روّاد التّكايا ، وتلوكُها مُطوّلاً أفواهُ النفاق، أو تدفنها بفخر عبارات المديح والمُجاملات ..؟!
إلى متى سيبقون يقولون ما لا يقصدون ويقصدون ما لا يقولون ..؟!
أوليسَ عَجباً ..أنْ يعيشوا هكذا في خيلاءٍ من المعرفة المزوّرة والمنهوبة ، دون أيّة نيّة لديهم – ولو بسيطة - للسعي إلى ثقافة عميقة صادقة ، أو بحثٍ جادٍ عن ظلال علم أكيد ، أو فكرٍ قصي نافع ، أو فلسفة رصينة .. !؟
الحق .. لا جوابَ عندي الآن ..على كل هذه الأسئلة التي يغصّ بها خلدي ..
لكن أغلب ظني ، لنْ يستقيمَ النضجُ العقلي فينا بغير حرية فكرية ، تأتي بأمراضنا إلى المشهد الحيّ ، وتقذف بنقائصنا المُزْمنة إلى العَلنْ ...
عدا ذلك سنُمْحى .. وسنُصْبحُ – بلا أدنى شك - أثراً بعد عين ..
وللحديث بقية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و