الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الموقف العصابي _ وحاجة الانسان للحب غير المشروط
حسين عجيب
2017 / 12 / 6الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الموقف العصابي ....
تكملة لنص الكبار يحتاجون للحب غير المشروط
الموقف العصابي....
قسري ، ثابت , أحادي , متكرر ومتصلب كما أنه يتصف بالمبالغة الشديدة دوما، ويتمحور حول السعي المستمر واللاشعوري ، للوصول إلى حالة السعادة والرضا عبر اللذة والفرح فقط . يتزامن ذلك مع تجنب المواقف الفعلية _ المركبة والمعقدة بطبيعتها _ في الحياة العاطفية أو الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية ،.....وإنكارها في النهاية .
والمفارقة _ أن الموقف العصابي والسلوك المنحرف عموما ، يبدأ كخيار مؤقت وبشكل شعوري وواعي وتكون النية (غالبا) معقودة لتغييره لاحقا واستبداله بالحل الثابت والمناسب .
السلوك مصدر المشاعر وسببها المباشر أيضا. التفسير العصابي يعكس الحقيقة الواقعية ويعتبر المشاعر هي المصدر والسبب , والغاية بالتزامن.
وفي النتيجة ، يتجسد السلوك العصابي المحوري ، من خلال تحويل الشخصية _ الشخصية الذاتية وشخصية الآخر معا , إلى موضوع خوف ثابت ومصدر للتهديد والقلق .
" الشعور نتيجة ، أو هو خاتمة سيرورة ومحصلتها ، آخر وأهم حلقة فيها التفسير ....كيفية تفسير الشخصية للحوادث الموضوعية في العالم الخارجي أو لحوادث العالم الداخلي والانفعالات التي تصاحبها وتنتج عنها "
بعبارة ثانية _ يمكن تغيير الشعور من جهتين أو عبر طريقين :
1 _ من خلال تغيير كيمياء الجسد يتغير الشعور مباشرة ، ...وفي زمننا لم يعد أحد ، حتى أكثرنا حماقة يجادل ضد هذه الحقيقة العلمية _ التجريبية ، وفي مجال الطب الجراحي على وجه الخصوص صار الفكر العام والسائد هو الفكر العلمي المتجدد .
2_ من خلال تغيير الاعتقاد وطرق التفكير تتغير المشاعر أيضا..." تعديل السلوك المعرفي "
......
الموقف العصابي _ حالة تكافؤ الضدين
يبقى الفرد عالقا بين الأمس والغد ، ويعجز عن المفاضلة بينهما أو الموازنة أيضا .
هي حالة بوذا والمسيح وعموم الموقف العدمي او المساواة الإنسانية المطلقة .
وفي النتيجة ، ينتهي الأمر بالشخصية العصابية إلى الانكار .
إنكار الزمن والموت والقيم والسلطة .... والعودة إلى عماء الرحم ونعيمه
ذلك هو موقف التنوير الروحي النموذجي الفعلي .
.....
الفكرة المحورية في الموقف العصابي ، تتمثل في اعتبار الآخرين مع البيئة مصدر العواطف والمشاعر والأفكار أيضا ، وهي لاشعورية وغير واضحة عادة . كما يتم تمويه السلوك ، أو اهماله وتجنب التفكير النقدي فيه . وتكمل آلة الدعاية الاجتماعية تزييف الأحداث والوقائع _ عبر تسطيحها وعزلها عن سياقها وتحريفها تبعا للرغبة على حساب المصداقية _ وتنجح بذلك في مختلف الثقافات والمجتمعات . وتتكرر المقولة _ الخبرة " العملة الزائفة تطرد العملة الصحيحة من السوق ".
الخوف مع الجهل مصدر الخطأ ، ومختلف أنواع الانحرافات ، وأكثر ما يخافه الانسان بشكل لاشعوري أهله وشركائه .
العدو مسقط أول للمشاعر المكبوتة ، ثابت ويتكرر عبر الأفراد والمجتمعات .
.....
الخوف عدو الحب ونقيضه _ العبارة المحورية في التنوير الروحي .
انتقلت من موضوع جدلي إلى حقيقة ثقافية عامة .
وأضاف إليها التحليل النفسي فكرة الأم ، كرمز إنساني أولي مشترك وعام , وموضوع مزدوج للخوف وللحب بشكل ثابت ومتزامن .
.... ,..
الاسقاط _ لوم النفس أو الآخر ، يحدث بشكل مباشر ولاشعوري , ويتعذر تجنبه .
يتوقف الاسقاط ، من خلال النمو والنضج المتدرج للفرد والمجتمع ، بالتزامن مع اكتساب المقدرة على تحمل المسؤولية الشخصية عن المشاعر وما يحدث لاحقا . أيضا يتم تجاوز الاسقاط عبر الموقف الإبداعي وحلوله المبتكرة بالتزامن مع فهم الطبيعة المركبة والمعقدة للحوادث النفسية أو الاجتماعية والموضوعية .
تجاوز الاسقاط ، مقدمة وعتبة لتجاوز التناقض الأخلاقي الإنساني _ أو لتخفيف صدمته.
....
يعرف الحمقى والسفهاء بأعدائهم ، ويعرف الأصحاء والمبدعون بأحبابهم .
**
الطريق الثالث أو الموقف الثالث _ خرافة أم حقيقة ؟!
....
المنطق الثنائي ( الجدلي ) _ موقف ماركس وفرويد وكل منخرط في الشأن العام !
يعيش الانسان حياته في موقف الحب أو الخوف.
إما او
ذلك هو الموقف الفلسفي والديني _ وخصوصا التنوير الروحي وذروته مع بوذية الزن ... سوى ذلك حذلقة وكلام في الهواء ( ثرثرة نرجسية).
لكن مشكلة المنطق الجدلي والثنائي بالعموم ، العدمية ...واقصد بالتحديد انعدام القيم بالقوة والفعل معا .
المثال المباشر على ذلك ....موقف التنوير الروحي من الحب . يعتبر الحب مرادف لله وللمطلق والحق والخير....الأبيض _ وعكسه تماما الخوف مرادف للشيطان والخطأ والشر....الأسود .
الحل الفعلي والتجاوزي ، من خلال الانتقال إلى المنطق التعددي ، عبر فهم وتفهم المنطق التطوري _ التكاملي .
سوف اشرح ذلك بمثالين
....
1
لفهم الفارق بين حالة الحب وحالة العجز عن الحب , في مختلف العلاقات الإنسانية ، نحتاج إلى مصطلح ثالث على الأقل ، وهو الاحترام في هذه الحالة .
_ مستوى اول ، حالة الحب .
نموذجها علاقة ( أم _ رضيع )
حب مطلق _ مقابل....خوف مطلق
_ الحالة الوسطى والعصابية .
نموذجها ، الأم المريضة باكتئاب ما بعد الولادة .
هي تحب وتكره رضيع_ت_ها بنفس الدرجة وبالتزامن .
....
اغلبنا يعلق في هذا المستوى ولا يتجاوزه أبدا.
على هذا الحال عشت خمسين سنة .
....
ليست حالة وسطى وعصابية فقط ، حالة العجز عن الحب ، بل هي نموذج للموقف المضاد للطبيعي _ فيما لو سارت الأمور بشكل سلس ومتوازن .
وبالعودة لنفس المثال يصير شكل العلاقة وفهمها :
1_ العلاقة الطبيعية ، علاقة الحب والتعاون والاحترام ضمنا .
2_ المرحلة الوسطى والعصابية ، حالة الأم التي لم تبلغ مرحلة النضج العقلي والوجداني أو الم النرجسية _ وعلاقتها مع العالم كله مزيج من الحب والكراهية غير المفصلتين ....بما فيها مع رضيعها واكثر من ذلك علاقتها مع نفسها أولا .
3_ المرحلة الثالثة توسطية بالضرورة ، حتى بلوغ المرحلة لمرحلة النضج والشفاء .
**
2
ما هو المنطق ....في هذا النص وغيره؟!
ما هو اللامنطق!
....
" قواعد قرار من الدرجة العليا " أو " موضع داخلي للتحكم "
مصطلحان أو تسميتان لنفس الفكرة _ التجربة التي ذكرتها سابقا ، وتحتاج وتستحق المزيد من الإضافة ومن التركيز بالتزامن....هي تمثل خلاصة " حكمة الانسان " المزدوجة على الصعيدين الفردي والاجتماعي (المشترك) بالتزامن .
كتاب علم النفس الضمني ، يستخدم مصطلح " قواعد قرار..." وكتاب القيادة مهارة وخلاصة بحوث ، يستخدم مصطلح " موضع داخلي للتحكم " وهما تسميتان أو اصطلاحان لنفس الشيء ....الفكرة _ الخبرة ، التي أسعى لفهمها والتعبير عنها بقية حياتي . وهي الحلقة المشتركة _ المفقودة بين العلم والفلسفة والتنوير الروحي.
للتذكير ، ما أقوم به في هذا المجال ، هو شرح ( وتكملة متواضعة ) لما قام به من قبل اثنان من أعلام التحليل النفسي : ويلهام رايش وإريك فروم ....محاولة إيجاد الصلة الحقيقية بين العلم والدين _ الدين بمعناه الروحي الشامل ( الفلسفة والتنوير الروحي ) ، وليس ذلك المسخ الذي يعبر عنه حمقى الإسلام _ من الشيعة أو السنة أو غيرهم من المذاهب _ في عصرنا ومن قبلهم حمقى المسيحية خلال محاكم التفتيش
....
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ألمانيا تسمح بالحشيش -للترفيه- ودول عربية -طمعانة- في أرباحه
.. بسبب حرب غزة..متظاهرون يقاطعون كلمة بايدن | الأخبار
.. قصف وحصار إسرائيلي على غزة.. الجوع يقتل الغزيين أيضا
.. لماذا قرر نتنياهو إعادة إرسال الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن؟
.. هيئة البث الإسرائيلية: أهالي الجنود المحتجزين في غزة يجتمعون