الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيتداعى استغلال الدين الإسلامي !! .....

عماد الطائي
فنان تشكيلي

2006 / 2 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


القسم الاول
ليس من السهل القضاء على المعتقد الديني ولكن من السهل ان يسخر للأهداف ويستغل كوسيلة فالمعتقد ينمومع الانسان ويستمر معه حتى يودعه القبر. وسواء تباهى برفضه او تفاخر باعتناقه فسر مثل هذه العقيدة يبقى مكبوت عند كل انسان فهو في جدل طويل بين عقله من جهة وسلوكه من جهة ثانية وبما ان الموت حتمي لا محال منه فستبقى العقيدة ماثلة ما زال للإنسان عقل ولكن التعبيرعن المعتقد سيختلف بين البشر ويتغير من زمن الى آخر بدليل إننا نبشنا قبور الفراعنة وأخرجنا رفاتهم لكي نتفرج عليها في المتاحف مع انهم من اكبر رموز التقديس في الزمن الفائت وهوعمل مشين وخارق لو انه تم في ذلك العهد وعبدة آلهة تلك العصور لم يكن لهم تصور بان يكون رمزهم المقدس في يوم من الايام فرجة الى كل من هب ودب والسبب هو ان التعبير عن المعتقد يتطور وفق قوانين تتحكم بعقل الإنسان فهو في صراع شاق مع الطبيعة اولا ومع التطورات الاقتصادية- الاجتماعية ثانيا انه صراع من اجل البقاء او الهيمنة
وعلى الرغم من سيطرة الانسان على العديد من مفاصل البيئة الا انها ما زالت أقوى منه وتستطيع الكوارث الطبيعية مسح دول بكاملها دون النظر الى أي عقيدة او قومية يحملها أناس تلك البقعة الصغيرة من هذا العالم الرحب.
غير ان العقيدة الدينية باقية على الرغم من اختلاف اشكالها وطرق ترجمتها وربما سيأتي يوم يهزأ به بشر العصور المقبلة من الأساليب التي تعبر بها اليوم بعض المذاهب عن معتقداتها الدينية وطقوسها المذهبية.
اما الذي لم يتغير كثيرا فهو استغلال القوى الرأسمالية للدين من اجل تسخيره لخدمة الاهداف السياسية والاقتصادية وحتى هذا الاستغلال خاضع للتدهور ولا يستطيع ان يستمر الى الابد وستحدث تغيرات على الساحة السياسية في الأطوار القريبة فالانهيار واضح والتآكل بدأ ينهش بجسد من استغلوا العقيدة الدينية أو المنتصرون الذين جمعهم الزمن الماضي عد و واحد فتقاسموا الغنائم حتى نفذ ما بجعتهم ونفذت معه نشوة الفوز الذي غالبا ما ينتهي بمتغيرات مليئة بالمآسي وما تلبث العلاقة الطويلة بين المنتصرين وان تنفرط ويتلاشى دور حلفاء البارحة
فلم تعد اليوم مثلا الادارة الأمريكية بحاجة لان تتدخل باختيار احد قساوسة بولونيا الاشتراكية لان ينتقل الى الفاتيكان ليصبح الشخصية المقدسة الاولى لدى اكبر الطوائف المسيحية هذه الالتفاتة الذكية التي شكلت يومها مع اسباب اخرى اللبنة الاولى في هرم سياسة الاختراق والانقضاض على النظم المعادية للرأسمالية في شرق اوربا وجنوبها ومن ثم تحطيمها الواحدة تلوالاخرى ولم تعد بحاجة الى ملوك الطوائف الاسلامية ولا لأموالهم فقد انتفت الحاجة الى الحركة الوهابية واموالها التي امطرت اعداء الشيوعية والاشتراكية بوابل من الدولارات طيلة عشرات السنين فقد بدأ اليمين بفسخ العهد مع حلفائه وصار يجرأ على ان يتناول حتى الامور الشخصية للعوائل ذات الانتماءات الاسلامية المرموقة وما التطاولات هذه إلا دليل ضعف الحاجة لهم وخطوة متممة للمسلسل الذي بدأ بعد 11 سبتمبر فهاهو اليمين الاوربي المتطرف يندد بالقوى التي تدعم تواجد المسلمين في اوربا ويطالب بطردهم او منع هجرتهم الى الغرب مستغلا السلوك المشين لأقلية من المسلمين المتطرفين مما اتاح الفرصة لان تزداد حمم نشر الوثائق التي يراد منها كشف التخلف والوحشية التي تعم المجتمع الاسلامي كذلك التخويف من مثال العراق بعد الاحتلال كصورة للصراع الطائفي الدموي الذي ما سيلبث وينتقل الى اوربا على اعتبارها المحطات المستقبلية للتيارات الاسلامية التي تتناقض مع طبيعة المجتمعات الاوربية وتنشط فيها جماعات اسلامية تدعو لان تختبر أوربا الطريق الصحيح وتزاول العرف والتقاليد الاسلامية وهنا استغلت الموقف الاحزاب اليمينية المتطرفة وخاصة أعداء المهاجرين وراحت تضرب على الوتر الحساس وتجذب انتباه المجتمع الى ما ينتظره متناولة كل تصرف سلبي خارق للقانون أو للعرف الاجتماعي السائد للاثارة ولتأجيج الوضع مثل نشر الاخبار في الصحف وعلى شاشات المواقع الالكترونية عن الغش والتهريب والتلاعب بدفع الضرائب والاختلاس من اموال الدول الغربية وكل تصرف سلبي يمارسه (المسلم) على الرغم من ان أضعاف هذه الجرائم يقوم بها اللاجئون من شتى الطوائف والقوميات من بوذييها وحتى اخر مؤمن كاثوليكي او بروتستانتي هاجر للغرب هربا من الفقر او الظلم سواء كان روسيا او بولونيا, هنديا او يوغسلافيا وعشرات من الملل التي حطت رحالها في هذه البلاد الغنية بالمال والديمقراطية فلم يمر يوم بدون الجرائم التي تقوم بها عصابات من هذه الفئات المهاجرة ولكن من دون ان يمس معتقدها الديني والسبب هو ان الدور اليوم يتعلق فقط بالإسلاميين وتذكرت اوربا وامريكا الآن خطورة التخلف (الاسلامي!!) الذي صار يهدد المجتمعات الحرة بالانهيار وراحوا يكيلون الهجمات على الإسلاميين وكأن هذه العقيدة هي الوحيدة في العالم التي يجب ان يراقب سلوك كل فرد انتمى لها بالوراثة ليصبح بليلة وضحاها أنموذجا في الاخلاق والمثل الانسانية السامية على الرغم من ان كل الأديان وبدون استثناء لم تستطع وقف التطرف ولا الرذيلة ولا منع الفساد طيلة آلاف السنوات سواء اليهودية, المسيحية , المسلمة او الهندوسية او أي دين او مذهب في عالمنا هذا لا بواسطة النصائح الدينية ولا التخويف من عاقبة الله او عاقبة من سمح لنفسه بان يمثله على الارض قبل وقوع يوم القيامة!
فالسرقات لا حد لها ولا حصر وانواع الجرائم المنظمة من قبل عصابات مهجري بلدان اوربا الاشتراكية سابقا هي التي تنخر اكثر من غيرها بالاقتصاد الغربي وحولت اوربا الى ترسانات للاسلحة المهربة والسرقات اضافة الى المخدرات والمجرمين المحنكين والتي عبر عنها سياسي أمريكي بقوله ان هذه المافيات هي اعظم خطر اقتصادي واجتماعي يهدد العالم الغربي بعد انهيار المنظومة الاشتراكية!!
لقد بدأت مرحلة جديدة في تعرية الاستغلال البشع للدين ولايمكن طمس دور السياسيين والكتاب الغربيين خاصة بعد احتلال العراق الذين تناولوا سلبية الاستمرارعلى نفس الأسلوب السيئ الصيت لاستغلال الدين مؤكدين ان المبالغة بهذه الحيل السياسية أدت الى ان أصبحت بمتناول رهط من الاحزاب وشبكات التخريب والمجرمين.
فقد وصلت في العراق وحده التنظيمات التي اتبعت نفس الاسلوب الى المئات مما دفع العراقيين لان يشكوا بنوايا كل من اخذ من الدين ستارا له مؤكدين سوء هذا الاسلوب ومذكرين العالم بخبث من مارسه سابقا منذ الاحتلال البريطاني مرورا بالحملة الإيمانية وانتهاء باعترافات اخر عصابات السرقة والقتل سواء الاجنبية منها اوالعراقية
عماد الطائي شباط 2006

*******************
هل سيتداعى استغلال الدين الإسلامي --- القسم الثاني

بدا جليا ان اليمين الاوربي مستعجلا للتخلص من حلفائه ايام الحرب الباردة من خلال العملية الوسخة والمدبرة للتعرض الى رسول الملايين من المسلمين ليفتح الافاق على مصراعيها للجبهة الجديدة في أوربا بعد انتفاء الحاجة إلى الإسلاميين وصاروا يتعاملون مع الاسلام على انه التخلف والارهاب مع ان الآلاف من الحقائق تثبت ان الاستعمار الغربي هو الذي شجع ويشجع على التخلف عبر سياسته الطويلة في المنطقة وهو ما أثبتته مستجدات العملية السياسية في العراق خاصة بعد الاحتلال حين ساندوا عصابات التخلف السلفية وغضوا الطرف عن تصرفاتها بحجة انها تشكل الاغلبية مما ادى الى الاساءة الى سمعة الاسلام وصارت هذه الظواهر مادة دسمة للاعلام الاوربي استعملها بسخاء للإساءة الى الدين الإسلامي ولم يتوانوا عن تخويف الشعوب الأوربية بان هذه الطقوس بما فيها ذبح من يعتاش على بيع الخمور وظاهرة التطبير وتغطية وجه المرأة بالسواد ومنع الحلاقة والغناء والفرح ما ستلبث وان تنتقل الى الغرب لكي تفرض على كل مواطن مما اثار حفيظة الكثيرين وأحدث ضجة نفسية بين الشباب خاصة وهي سياسة منافقة تشبه ما يسمى( باللعب على الحبلين) فالمحتل يشجع الطرف الاول لكي يمارس تخلفه بحرية وباسم الديمقراطية بينما يثيرون الطرف الثاني من مغبة هذه التقاليد النازحة نحوهم فقد اغرقوا اوربا بالصور المخيفة لما يسمى بالتقاليد (الاسلامية!!) وبالذات بعد احتلال العراق حيث اصبح من السهل على الضباط والجنود الاجانب ومن حولهم ان يبعثوا بالآلاف من الصورعبر كاميراتهم أو هواتفهم النقالة لكي تنتشر فيما بعد عبر الانترنيت الى الملايين مرفوقة بالتعليقات المثيرة للتخويف من مغبة افساح المجال للاسلام الذي سيهاجم اوربا ليمارس طقوس الذبح والتطبير واضطهاد النساء
ولم ينفع ما قامت به المنظمات المعادية لاحتلال العراق وخاصة اليسارية منها حين قاموا بحملات اعلامية وتعبوية لمناهضة وفضح هذا النفاق السياسي العارم مشيرين الى ان الاعلام الرأسمالي كان روج الى صورة ايجابية عن المسلمين ايام استغلالهم في الحرب على الاشتراكية سواء في اوربا أو آسيا أو اثناء الحرب في أفغانستان لكنهم تذكروا اليوم بان مجتمعهم غير قادر على تحمل مناهج الاسلام التي تريد نقل الجهل والتخلف اليه او حتى نقل الصراعات الدينية تمهيدا لحرب داخلية في المجتمع الاوربي يجري التخويف منها. فاعلامهم مثلا يبث اشاعات مفادها ان الاوضاع الان اصبحت اكثر خطورة بعد سيطرة الاسلاميين على المجتمع في العراق لان ذلك أدى في النتيجة الى تسهيل عملية نقل المؤيدين للثورة الايرانية الى الغرب عن طريق شيعة العراق مما ادى الى انتشار التعصب والطقوس الايرانية ودللوا على ذلك بوقائع عن حدوث حملات شغب بين الجاليات المسلمة نفسها وما لبث هذا التحريض وانتشر عبر وسائل الاعلام المختلفة مما سهل على المعادين للاجانب وخاصة المراهقين والشباب المتطرف للقيام بحملات تحريض شاسعة عمموا اثناءها صور النساء المسلمات اللواتي يعشن في الاحياء الغربية حيث يظهر في الصور نساء وهن مرتديات العباءة السوداء والبوشية وكل ما هو مثير ويتناقض مع المجتمعات الغربية وقد لعبت الهواتف الحديثة التقنية دورا في تعميم هذه أللقطات والتي على إثرها بدأت حملات على الجوامع الاسلامية لحرقها او تخريبها لم يؤثر في إخمادها التثقيف المركز الذي بدأت به التنظيمات المناوئة لمعاداة الاجانب ففي الكثير من المدارس والكنائس والبرامج التلفزيونية عقدت الندوات وطلب من المقتدرين من لغة البلد المضيف شرح التسامح في الاسلام وتحريم التطرف فيه وان المبالغة بالملابس والحشمة هي تقاليد تختلف من فئة الى اخرى ويجب عدم فرضها على المسلم لان مراقبة المسلم وعفته يجب ان لا تأخذ الشكل وتهمل ما هو اهم ويجب احترام تقاليد اهل البلد المضيف الا ان الصورة السلبية بقيت هي السائدة وبدأ الكثير من سكنة المناطق المزدحمة بالمسلمين بالانتقال منها ناقلين معهم الانطباعات السيئة وليس العكس وبدلا من الاخذ بآراء وجوه دينية رفيعة المستوى طلبت عدم استفزاز الاهالي وأكدت على ان الايمان في الاسلام هو في روح المؤمن وعقـله ولاداع للمبالغة واهمية احترام القوانين والابتعاد عن الرذائل الا ان الامور جرت على خلاف لما تمناه المعتدلون وراحت المنافسة بين التطرف الشيعي والسني تشتد في التباهي بمن هواشرف او اشجع بفرض الجهل والسلفية والتطرف مما ادى الى مهاترات مخزية لا بد ان لاحظها القاريء العربي خاصة عبر الانترنيت وانفرطت الصداقة بين التيارات التي كانت لفترة قريبة متوحدة ومتحمسة لان تلعب الولايات المتحدة الامريكية دورها المميز في ترتيب البيت الاسلامي لابعاد شبح العلمانيين عنه ولكن الادارة الأمريكية خيبت ضنهم ولمرات عديدة فقد تركتهم لتلعب بهم اسرائيل ما تشاء خاصة اثناء وبعد حرب 1967 وتجاهلت ما حل بمقدساتهم الاسلامية وصار الاوربيون يتندرون بقدرات المسلمين القتالية واحتفظوا عمدا بالصور السلبية لتستمر سياسة الكراهية والازدراء وبدلا من ان يعي المسلمون الى أهمية ردء الصدع وتصحيح الاخطاء لجأوا الى المبالغة بالحملات الايمانية والسلفية التي انتقلت بدورها الى الجاليات في اوربا وتحول جزءا كبيرا منها الى قوة متطرفة وسلبية تدفع بالغربي لان يشعر بخطرها والى انها ستؤدي الى إحداث صراعات اجتماعية وموازنات متخلخلة في الغرب فصار يحذر من القدرات المالية للجالية (المسلمة) وعلى حسن التعبئة والكسب وحاول فرض قوانين تدعـو الى مقاومة المد الإسلامي وتطلب من الحكومات ان تمنع المسلم المهجر من استثمار الدعم المالي والمساعدات الخيرية من الخارج واعتبرتها غير شرعية ولا يحق التعامل بها تحت أي طائلة وبدأ إعلامهم ( اليوم) يضرب على الوتر الحساس وهو التمويل المالي الذي يصل الجوامع والمؤسسات الاسلامية معتبرها غير قانونية وتستغل لكسب المزيد من ابناء الجاليات الى التطرف الاسلامي وطالب البعض الاخر باعادة المبالغ التي تحملها المجتمع الغربي لتلبية متطلبات المسلمين المهاجرين واثمان تأهيلهم مدعيا بان مليارات من الاموال دفعها المجتمع الغربي على حساب العاطلين عن العمل والفقراء والمرضى من اهل البلد وما لبثت هذه القنبلة وتحولت الى هجوم ومضايقات يومية ومنظمة حيث طلب البعض من المسلمين الذين لا تعجبهم الحياة في الدولة الغربية ان يغادروها فورا أو يرحلوا الى البلد الذي يتلاءم وعاداتهم مثل ايران او السعودية ووجدت هذه السياسة اذنا صاغية في المجتمع وانعكست بسرعة بين الشباب وطلبة المدارس مما ادى احيانا ان تمنع بعض العوائل المسلمة طلبتها من الذهاب الى مدارسهم بسبب المضايقات والاستفزاز وتوسع يوما بعد يوم عدد الراغبين في الانضمام الى حلقات المعادين للاسلاميين الذين تلقوا الدعم من القوى المحافظة أو اليمينية المتطرفة التي استغلت سلبية انتقال الحملة الايمانية الى اوربا وصارت المدارس ومراكز الشرطة تستقبل مئات الشكاوى والمضايقات وتعرض رجال ونسوة كثيرون الى السب والاهانة ثم تطورت هذه الحملات لكي تتحول الى حلقات ومن ثم الى احزاب كسبت وبسرعة فائقة الآلاف واصبح لها ثقل سياسي لا يمكن الاستهانة به ولم تعد تخفي مطالبها بانتفاء الحاجة الى الاسلاميين بعد ان تم انهيار الاتحاد السوفيتي واحتلال أفغانستان والعراق ووجوب منع انتشار طقوسهم وتأثيراتهم في المجتمع مؤكدين على ان الاسلاميين لا يستطيعون (اليوم) التعايش مع الديمقراطية وثقافتها الغربية لأنهم أصبحوا (الآن واليوم فقط) يهددون الغرب وحضارته بالانقراض؟؟؟
شباط 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر | الأقلية الشيعية.. تحديات كثيرة يفرضها المجتمع


.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف




.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية


.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في




.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو