الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزء التاسع : (من مآثر نضال الحزب الشيوعي العراقي) الرفيق المناضل سلام عادل يستلم تنظيم منطقة البصرة أواخر عام / 1952 ومن ثم سكرتير اللجنة المركزية/ 1955

فلاح أمين الرهيمي

2017 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الرمز المناضل (سلام عادل) بطل الصمود والتحدي والعنفوان الثوري حينما استلم تنظيم منطقة البصرة وكأنه أصبح الرجل المناسب في المكان المناسب فتحققت طموحاته وأمنياته النضالية حينما أصبح بين عمال الميناء وعمال النفط وكادحي وشغيلة مدينة البصرة المناضلة. مدينة ثورة الزنج ومنطقة البصرة وما جاورها ثورة القرامطة.
السيد حسين السيد أحمد الموسوي الملقب باللقب الذي كان رمزاً لشموخ وصمود وتحدي (الحزب الشيوعي العراقي) الذي نشأ وترعرع في مدينة النجف الأشرف المدينة الباسلة التي كانت السباقة في الثورات والوثبات والانتفاضات منذ النداء الأول مدينة الثائر من أجل الحق الإمام علي بن أبي طالب () ومدينة الشهيد علي الشبيبي الذي أعدم مع الشهيد المناضل (فهد). هذا الرجل المناضل الذي كانت حياته ملحمة متألقة في الإقدام والصمود والتحدي والتضحية فمنذ طفولته غرزت في عقله وقلبه روح النضال والإرادة والتصميم حينما كان يرافق أمه إلى مجالس العزاء التي تقام في شهر عاشوراء ويذكر الخطباء نساء ورجال ملحمة صمود الإمام (الحسين بن علي بن أبي طالب) (عليهما السلام) أو مآتم استشهاد الإمام علي () كما يذكرون أحاديث وصمود الإمام الحسين () حينما فقد في الحرب في كربلاء أصحابه وأخوته وأبنائه وبقي وحيداً في ساحة الوغى فقال لأعدائه: (لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد) و (أنا لم أخرج أشراً ولا بطراً وإنما خرجت لإصلاح أمة جدي) ومن أحاديثه () (صرخة مظلوم أمام ظالم تعادل الثقلين). كما كان المناضل الشهيد سلام عادل له شغف كبير وحب كثير في مطالعة الكتب فكان يطالع ويقرأ الكتب في مكتبة والده التي تحتوي الكتب عن عدالة وصمود وعناد أهل البيت (عليهم السلام) في مواقفهم وصمودهم مع الحق ضد الظلم والحكام الطغاة وكذلك عن الصحابة (أبا ذر الغفاري وعمار بن ياسر وسلمان الفارسي وغيرهم) كما تأثر الشهيد البطل سلام عادل بجده الشاعر الثائر (الشريف الرضي). وقد كان الصبي (حسين السيد أحمد الرضي) يصنت ويحدق بعينين ثاقبتين نحو فم ووجه الخطيب حينما كان يرافق والده إلى مجالس العزاء ويسمع نحيب وبكاء المستمعين وهو يقول ويذكر خطب وكلمات الإمام علي بن أبي طالب () : (والله لو علمت أن قشرة حبة قمح اغتصبت من حشرة لذهبت وطالبت بحقها) و (لو كان الفقر رجلاً لقتلته) ووصيته إلى مالك الأشتر عندما ولاه ولاية مصر فقال له : (يا مالك لا تكن سبعاً عليهم – أبناء الشعب المصري – فهؤلاء إما أن يكون أخاً لك في الدين أو شبيه لك في الخلق). كما يلقي الخطيب كلمات عن أبا ذر الغفاري (الصحابي الجليل) فيقول : (أعجب لإنسان يذهب إلى بيته ولم يجد رغيف خبز ولم يخرج شاهراً سيفه) ويقول أيضاً : (أينما ذهب الفقر قال الكفر له خذني معك).
فتأثر الشهيد البطل (سلام عادل) منذ صباه بهذه النخبة المؤمنة والمناضلة والصامدة فوجد ضالته حينما كان في المدارس النجفية في الحزب الشيوعي نصير الفقراء والكادحين والمحرومين والمظلومين فانخرَط معهم يناضل من أجل وطن حر يتمتع بالسيادة والاستقلال تحت سلطة وحكم العراقيين الشرفاء ومن أجل شعب يرفل بالحرية والسعادة والاستقرار والاطمئنان والرفاه يأكل لقمة عيشه بعز وشرف ورفاه إنساني فعاش الشهيد البطل سلام عادل ثائراً ضد الظلم والطغيان مع نخبة من الصداميين الفقراء الذين لا يخافون من شيء يفقدونه من خلال نضالهم سوى قيودهم الاستعبادية وفقرهم وجهلهم وأمراضهم. وقد ذكر (عزيز محمد) السكرتير الأسبق للحزب الشيوعي العراقي : (بأنه زار مدينة النجف الأشرف مع أحد أصدقائه فشاهد مظاهرة يقودها شاب يحمل العلم العراقي ارتسمت على وجهه الإرادة والتصميم والاقتحام وحينما سألت عنه قالوا لي هذا (حسين الرضي).
بعد أن تسلم الشهيد المناضل سلام عادل قيادة التنظيم الحزبي للمنطقة برزت هناك مزاياه التنظيمية والقيادية فتوجه إلى الطبقة العاملة يشحنها ويحفزها للنضال والعمل فبعد شهر من استلامه التنظيم وفي شهر تشرين أول أضرب (300) عامل في مصلحة نقل الركاب في البصرة الاضراب وكان المناضل سلام عادل يعمل على تطوير النضال فبعد ثلاثة أيام من الإضراب ولم تستجب المصلحة لمطاليب العمال حول الإضراب إلى مظاهرات عارمة فاضطرت مديرية مصلحة نقل الركاب إلى الاستجابة لمطاليب العمال وفي منتصف شهر تشرين الثاني أضرب عمال اللاسلكي بميناء البصرة ويقدر عددهم (150 عامل) لمدة تسعة أيام فاستجابت مديرية الميناء لمطاليبهم ولكن موجة الإضرابات بلغت ذروتها في شهر كانون الأول من نفس السنة عندما أضرب عمال النفط في البصرة في يوم 5/ كانون الأول/ 1953 ونظم الحزب الشيوعي عدد من الإضرابات من مختلف نقابات عمال البصرة تأييداً لإضراب عمال نفط البصرة كما شارك معهم عمال الكاير في بغداد تأييداً لهم وقد اكتسب إضراب عمال نفط البصرة أهمية كبرى في سبيل مطاليب اقتصادية وسياسية أهمية كبرى بالغة التأثير عندما أعلنت الحكومة الأحكام العرفية في مدينة البصرة وضواحيها لقمع الحركة الإضرابية الاقتصادية والسياسية لعمال النفط دفاعاً عن شركة النفط الاحتكارية الاستعمارية، فكان هذا الحادث الأول من نوعه بالنسبة لأسلوب الحكومة في قمع الإضرابات الاقتصادية والسياسية في العراق وقد أحال مجلس الوزراء كلا من جريدة صوت الأهالي لسان حال الحزب الوطنية الديمقراطي وجريدة لواء الاستقلال لسان حال حزب الاستقلال إلى المحاكم الجزائية على أساس أن هذه الصحف نشرت أنباء مبالغاً فيها عن حوادث البصرة واستنكرت إعلان الأحكام العرفية فيها ونشرت احتجاجات الأحزاب السياسية التي قدمت إلى الوزارة معتبرة هذه الأعمال إجراءات تصفية لا يصح السكوت عنها.
وقد كان الإضراب إجماعياً اشترك فيه جميع عمال النفط في البصرة ولما كان الإضراب لم يؤدي إلى تلبية مطاليب العمال اتبع الشهيد المناضل أسلوبه الثوري في تطوير عملية التكتيك النضالي فالتجأ العمال المضربين وقد شاركتهم جماهير واسعة من أبناء الشعب في المظاهرات لدعم إضرابهم والتعجيل بتلبية مطاليبهم العادلة. فاستنجدت شركة النفط الاحتكارية الاستعمارية بالشرطة فحدث اصطدام بين المتظاهرين والشرطة وفي اليوم الحادي عشر من بداية تحرك العمال المصادف 15/12/1953 أطلقت الشرطة النار على العمال المتظاهرين فجرح عدد منهم كما شارك بعض موظفي شركة النفط من الانكليز مع الشرطة في إطلاق النار على المتظاهرين العزل من السلاح إلا بقضيتهم العادلة وحقهم ومطالبتهم وإنصافهم بحقوقهم المغتصبة وقد تعاون وزير الداخلية في الحكومة العراقية (سعيد قزاز) مع شركة النفط الانكليزية الاستعمارية الاحتكارية وقدم بالطائرة من بغداد إلى البصرة بعد أن نظم الحزب الشيوعي إضراباً عاماً في البصرة فاجتمع الوزير مع مدير شركة نفط البصرة الانكليزي وتعاون معه تعاوناً وثيقاً على قمع الحركة العمالية وإحباط الإضراب العام في مدينة البصرة مهما كلف من ثمن فقامت الشرطة بالهجوم على أسواق البصرة وكسرت أبواب المحلات المغلقة كما قامت بمساعدة رجال الأمن بحملة اعتقالات واسعة بين العمال والكسبة والطلاب والمثقفين من أبناء البصرة ونقلهم مباشرة إلى سجن نقرة السلمان الصحراوي وقامت الشركة بفصل العمال بالجملة وتحت ضغط هذه الإجراءات وبطش الأحكام العرفية انتهى الإضراب بعد 13 يوماً دون تحقيق مطاليب العمال المضربين ولكن إضراب عمال نفط البصرة كان في الحقيقة محوراً لوثبة العمال وثبة البصرة المناضلة ضد الاحتكار الأجنبي لنفطنا وقد ساهم هذا الإضراب في ترسيخ أمنية تحرير الثروة النفطية في قلب شعبنا المجاهد الوثاب وقد حرك الإضراب جميع القوى الوطنية ودفعها إلى النضال لتأييد طليعة الشعب الطبقة العاملة العراقية وفي أيام إضراب عمال النفط أضرب عمال مصلحة نقل الركاب في البصرة وعددهم (300 عامل) لمدة أربعة أيام وأعلنوا تأييدهم لإضراب عمال نفط البصرة كما قدموا مطاليبهم الخاص وفازوا بها. كما أضرب كذلك أكثر من (200 عامل) من شركة تاجران الهندسية في البصرة تأييداً لعمال نفط البصرة وفازوا بمطاليبهم الخاصة أيضاً وأضرب كذلك عمال الكوكا كولا ليومين تأييداً لعمال نفط البصرة وعمال شركة (هولوآي) لمدة أربعة أيام تأييداً لعمال نفط البضرة وكانت هذه المشاركة التضامنية للطبقة العاملة في البصرة تأثير كبير في الحركة الثورية النضالية وخلقت وعياً وإدراكاً للتضامن الرفاقي لجميع الشيوعيين وقد كان إضراب عمال السكاير في بغداد في يوم 6 كانون الأول/ 1953 إلى يوم 16 منه الإضراب الثاني للتضامن مع عمال نفط البصرة له أهمية كبرى أدى إلى إضراب عمال شركة دخان جعفر واعتصموا في المعمل مطالبين بزيادة أجورهم وإيقاف الاعتداءات عليهم من جانب بعض (الشقاوات) التي يجندهم مدير المعمل لكسر الإضراب وفي اليوم التالي أضرب عمال شركة دخان عبد العزيز لنفس السبب واعتصموا بمعملهم أيضاً وفي اليوم نفسه بدأت إضرابات تضامنية في شركات دخان السكاير في بغداد تأييداً لإضراب عمال السكاير الأخرى فطوقت الشرطة معامل السكاير وقطعت عن العمال الماء والكهرباء والطعام ولكن الحزب الشيوعي العراقي نظم حملة جماهيرية واسعة لمؤازرة المضربين ومدهم بما يحتاجونه من ماء وطعام رغم الحصار ورغم التضحيات وقد اعتقلت الشرطة قسم من المناضلين الذين حاولوا اقتحام الحصار وإيصال الماء والغذاء إلى المضربين المحاصرين. لقد دخل عمال السكاير في إضراباتهم هذه شكلاً جديداً من أساليب النضال في العراق (الاعتصام في المعامل) وفي 16/ كانون الأول (الحادي عشر يوماً من الإضراب) هاجمت الشرطة المعامل بالسلاح وأخرجت العمال المعتصمين بعد أن جرحت عدداً منهم واعتقلت عشرات العمال وأغلقت المعامل كما احتلت مقر عمال السكاير وكان هذا الإضراب لعمال السكاير ذروة إضرابهم في عام/ 1953 فقد نشب الإضراب الأول بين عاملات وعمال شركة الدخان الأهلية وعددهم (600 عامل وعاملة) في شباط ودام يومين اعتصم العمال في معملهم وبالرغم من الأحكام العرفية المعلنة في القطر انتزعوا به الاعتراف بلجنتهم النقابية بالرغم من غلق نقابتهم بعد ذلك من قبل المجلس العرفي العسكري وأضربوا في يوم 16/ آب مطالبين بفتح نقابتهم وعدم فصل اللجنة النقابية ووقف تدخلات الشرطة وزيادة أجورهم اليومية وانتهى الإضراب بعد منتصف الليل بعد تعهد وزير الشؤون الاجتماعية بالاستجابة لمطاليبهم وبعد أن نكث الوزير بوعده عاد العمال إلى الإضراب بعد يومين واعتصموا في معملهم وطوقتهم الشرطة وقطعت عنهم الماء والطعام وبذلت الجماهير جهود مضنية لمساعدة العمال المضربين وتقديم الماء والطعام إليهم وبعد يومين فازوا بمطاليبهم ومن بينها مطلب حيوي ومهم ومشترك وهو وضع حد أدنى للأجور بالنسبة إلى جميع عمال السكاير وقد أعلن عمال شركة الرافدين للدخان تأييداً لإضراب عمال السكاير وفي يوم 14/ أيلول/ 1953 أضرب جميع عمال السكاير إضراباً عاماً واعتصموا في معاملهم ودام الإضراب خمسة أيام طوقتهم خلالها الشرطة وقطعت عنهم الماء والطعام وكان الإضراب احتجاجاً على سلب مكاسب عمال السكاير وفصل 14 عامل منهم بسبب نشاطهم النقابي وقد فاز العمال بمطاليبهم ما عدا فتح مكتب النقابات وبعد 10 أيام أضرب عمال شركة دخان جعفر يوماً واحداً احتجاجاً على تأخير تنفيذ مطاليبهم ثم عادوا إلى الإضراب بعد 4 أيام احتجاجاً على اعتداء عصابة الشقاة على النقابيين وهكذا كان إضراب كانون أول ذروة الإضرابات. إن تطور تكتيك النضال من المظاهرات إلى الإضرابات ومن ثم إلى الاعتصامات في المعامل تكتيك نضالي مارسه الرفيق الخالد الشهيد (سلام عادل) حيث طور وعي الطبقة العاملة وعلمهم أسلوب النضال لأنه جعل أصحاب العمل يستنجدون بالشرطة كما كان يثير الرأي العام الجماهيري وجعلتهم يدركون أن الحكومة بعد أن أوضح الحزب ببياناته ومنشوراته التي تضطهد العمال لا يمكنها أن تتساهل مع جميع أبناء الشعب ولم يمض على احتلال الشرطة لنقابات العمال أشهر قليلة حتى ختمت الشرطة نفسها أبواب الحزب الوطني الديمقراطي بالشمع الأحمر وقد وضح الحزب الشيوعي بأن الحرية لا تتجزأ ولا يمكن أن يتمتع بها جزء من الشعب بالحرية وكادحوها محرومون من أبسط الحريات فأما أن تكون الحرية لجميع أبناء الشعب أو يحرم منها جميع أبناء الشعب.
كان الحزب الشيوعي العراقي ولجنته المركزية بين فترة وأخرى تستعرض إنجازات الحزب لتلك الفترة الزمنية فالإيجابيات يطورها ويتخذها قاعدة لنشاط وعمل الحزب والسلبيات يدرسها ويصححها أو يتجاوزها بعد الاستفادة والاتعاظ بها ونستعرض الآن بعض الملاحظات والدراسات لتلك النشاطات والممارسات السلبية ففي حزيران/ 1955 عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي اجتماعاً موسعاً لدراسة جملة من الأخطاء التي شخصها الحزب وأخذت تعرقل وتؤثر على عمله ونشاطه الجماهيري سببها القيادة الفردية وخرق المبادئ الأساسية للحياة الحزبية المتمثلة بالمركزية الديمقراطية والضبط الحديدي فقد شخصت اللجنة المركزية أن التوجه على أساس إخضاع الحركة والتنظيم النقابي إلى الظروف السرية في العمل هو توجه خاطئ من الأساس ومضر وسيبقى منفذاً لتضييع الجهود المبذولة فليس من المعقول أبداً اعتباره أنه من الممكن الاقتصار على التنظيم السري في حركة تستهدف تنظيم أوسع الجماهير لأن بعض الصلات السرية يمكن أن تكون فقط وسيلة مؤقتة للانتقال رأساً إلى العمل التحركي العلني. وانطلاقاً من المبدأ اللينيني (يجب العمل حيثما تكون الجماهير). قال تقرير اللجنة المركزية (أن بعض الرفاق المناضلين النقابيين يعتبرون أنه من الخطأ إبداء نشاط في نقابات لنا رأي معين في قيادتها وذلك في ظرف ينعدم فيه تماماً وجود نقابات ذات صيغة يسارية أن هذا الاعتبار الانعزالي ضار جداً في توجهنا لتنشيط حركة نقابية فهذه النقابات المعدودة والتي لا يوجد غيرها هي أيضاً من مكاسب طبقتنا العاملة ومن المفيد لجماهير العمال تحشدهم فيها من أجل المطاليب اليومية) ودعا جميع خلايا الحزب الشيوعي وعلى الأخص خلايا المعامل لتكريس جزء هام من نشاطها الرئيسي في سبيل بعض الحيوية في النقابات المجازة وفي سبيل حمله واسعة من أجل نقابات جديدة وبصورة خاصة في التحشدات العمالية الكبيرة في النفط والميناء والسكك الحديد وشخصت اللجنة المركزية في اجتماعها المنعقد في حزيران/ 1955 أن الحلقة الرئيسية في توطيد مواقع الحزب هو بذل جهود خاصة لتطوير وتقديم كوادر فلاحية محلية تأخذ على عاتقها قيادة العمل عن طريق الإشراف والمراقبة والإرشاد الدائم للرفاق الفلاحين واستحداث مدارس حزبية محلية لمدة قصيرة وتعويدهم على تحمل المسؤولية وتنمية الاندفاع الذاتي لديهم. إن العمل الديمقراطي الواسع على أساس الجمعيات الفلاحية هو الأسلوب الأكثر ملائمة لزج أوسع جماهير الفلاحين ضد سيطرة الاحتكارات التي تسيطر على الإنتاج الزراعي وضد الأساليب الإقطاعية. إن الجمعيات الفلاحية ينبغي أن تتوجه لتحقيق المكاسب مهما كانت بسيطة ويجب أن تضع في جدول الأعمال مطاليب مختلف الجماهير الفلاحية الفقيرة والمتوسطة والغنية وعبر الاعمال البسيطة والصغيرة وعبر قيادتها للتعاون الأخوي بين فلاحي القرى ومن خلال ذلك تستطيع أن تقود حركات أوسع من أجل مطاليب أكثر.
وانتقدت اللجنة لمركزية أساليب تنظيم الجمعيات الفلاحية الانعزالية قائلة : (إن الجمعيات الفلاحية تنظم أبسط أشكال التنظيم والروابط. فلا خلايا ولا حلقات وما أشبه بل على أساس احتفالات واسعة وجلسة المضيف والدعوات و (الفزعات) تنظيم قوى بأكملها وتتخذ التقاليد الاجتماعية المحلية وسيلة للتنظيم أيضاً. ولضمان الروابط وإن لجانها القيادية في القرى يتم اختيار عناصرها على أساس الثقة والاحترام الذي كسبوه من خلال الدفاع عن أخوتهم الفلاحين وعلى متانة سجاياهم الاجتماعية).
وفي قرارها حول العمل في المنظمات اللاحزبية وحركة السلم جاء فيها (إن الحركة والمنظمات الديمقراطية الواسعة في هذه المنظمات هو شيء ضروري بالنظر لطبيعتها الجماهيرية إن أمثلة عديدة في السلوك الأوامري والبيروقراطي تجاه المنظمات تتحملها قيادة حزبنا والرفاق العاملين فيها ... إن حزبنا يرغب من الصميم وهو مخلص غاية الإخلاص في أن يرى هذه المنظمات تبني كيانها وتوطد نفوذها بين أوسع الجماهير في مختلف الاتجاهات السياسية وفي الجماهير البعيدة عن مجرى التيارات السياسية .. إن رفاقنا سيتعودون النشاط في هذه المجالات بمنتهى رحابة الصدر ونكران الذات وسيتجنبون كل ما من شأنه أن يسيء إلى الثقة الحبيبة التي تضعها الجماهير في حزبنا الشيوعي العراقي .. إننا واثقون بأن قوى هائلة من جماهير الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين ومختلف الفئات في قطرنا هم الأساس الذي نبني عليه كيانات المنظمات الديمقراطية وحركات السلم وإن كفاءات قيادية لا حزبية متوفرة بين هذه الجماهير الهائلة وهي مؤهلة لأن تلعب دورها في هذا المجال .. إن حزبنا لم يقف في طريق انتظام هذه الجماهير ولا في طريق تقدم هذه الكفاءات القيادية بل على العكس فإنه سيبذل أقصى المساعدات المخلصة التي يتوقف على مجموع رفاقنا استيعابها وتنفيذها).
وفي القرار حول النظام الداخلي انتقد الخرق المستمر للنظام الداخلي فيما يخص المادة (49) والتي على أساسها يبني الخلية على أساس مكان العمل ودعي إلى إعادة النظر في الخلايا المبنية على أساس محل السكنى والالتزام بالمادة (50) التي تقضي بأن الرفيق منظم الخلية هو أحد أعضاء الخلية تقدم بسبب نشاطه وسبقه إلى إنجاز الواجبات الحزبية وتنميته ثقافته ومعلوماته الحزبية ونظراً للأوضاع الاجتماعية السائدة ولضرورات العمل اليومي فإن الاجتماع الأوسع رأى ضرورات فعل الرفيقات وربطهن في خلايا حزبية نسائية خاصة إلا في حالات تنتفي فيها الأسباب الموجبة لغرض توجيه النشاط الحزبي الديمقراطي بين جماهير النساء تؤلف المنظمة المحلية لجنة تعرف باسم (اللجنة النسائية) يختار أعضاؤها من بين أنشط المنظمات النسائية وتبقى مسؤولة مباشرة تجاه اللجنة المحلية كما تقرر لجنة النشاط الديمقراطي تأليف من أبرز منظمي اللجان الحزبية في المنظمات اللاحزبية التي من واجبها ضمان تأثير خطة الحزب بالنسبة للسياسة العليا لتلك المنظمة ولرسم التوجيهات الخاصة للرفاق العاملين فيها ولجنة النشاط الديمقراطي ترتبط بدورها باللجنة المركزية. ومن الواضح أن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي هي الرأس المفكر والقائد للحزب وبعد إعدام قيادته الفذة المجربة (فهد وزكي بسيم وحسين محمد الشبيبي) وبعد الضربات التي مني بها الحزب واعتقال أكثرية كوادره المناضلة والمجربة تولت قيادة الحزب لجنة غير مجربة لم تنتخب من قبل مؤتمر حزبي وتقدم للمراكز العليا عناصر لا تمتلك التجربة وليس لديها مؤهلات حزبية لتولي المراكز القيادية في الحزب وتولى قيادة الحزب عنصر غير كفوء ولا يمتلك المؤهلات والتجربة لقيادة الحزب وساد الحزب فوضى التسيب وعدم الالتزام والضبط الحزبي وجره إلى مواقف انعزالية مستغلاً ظروف الحزب السرية للإيغال في المركزية وتحويلها إلى قيادة فردية بيروقراطية ولجأ إلى مخطط الأساليب الغريبة عن الشيوعيين في سبيل الاحتفاظ بمركزه ولذلك قررت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي تجميد مسؤولياته في حزيران/ 1955 ومن ثم قررت اللجنة المركزية طرده من الحزب في شهر تموز/ 1955 وقرر الحزب وضعه تحت مراقبة وحماية الحزب وتنبيهه بعدم استمراره في سلوكه المخرب في الحزب الذي أدى إلى طرده من الحزب.
وفي حزيران/ 1955 بعد تنحية السكرتير السابق الذي تولى قيادة الحزب بدون انتخابات أجرت اللجنة المركزية انتخابات فانتخب بالإجماع القائد الفذ المناضل الشهيد (سلام عادل) سكرتيراً عاماً للحزب الشيوعي العراقي الذي ساهم مساهمة فعالة بالقضاء على الحركة الانعزالية للحزب الشيوعي وصاحب التجربة الفريدة في الحركة الوطنية وطور سياسة الحزب على أساس القيادة الجماعية وعزز وحدة الحزب الفكرية والتنظيمية وفق المبادئ الماركسية اللينينية. وفي اجتماع تموز/ 1955 للجنة المركزية للحزب الشيوعي بقيادة المناضل الشجاع الشهيد سلام عادل الذي دعا إلى نضال من أجل الدفاع عن الحريات الديمقراطية وضرورة مساهمة الحزب في قيادة المنظمات الديمقراطية لضمان سيرها في الخط الديمقراطي وتطورها ومساهمة الحزب الشيوعي في الحكومة الوطنية والعمل على تنفيذ برنامج الحزب السياسي والاقتصادي والاجتماعي ودعوة جميع خلايا الحزب وبالأخص خلايا المعامل لتكريس نشاطها في سبيل بعث الحيوية والنشاط في النقابات العمالية المجازة وفي سبيل حملة واسعة من أجل نقابات جديدة وبصورة خاصة في التحشدات العمالية الكبيرة في النفط والميناء والسكك وفي اجتماع تموز/ 1955 للجنة المركزية للحزب الشيوعي وبعد تولي المناضل الشجاع الشهيد سلام عادل سكرتارية اللجنة المركزية انتقد خط سير الحزب وقال : (وكان من الضروري أن ندعوا إلى نضالات ممكنة للدفاع عن الحركة الديمقراطية وعن الدستور الذي تعرض للهجوم الرجعي الاستعماري. وفي سبيل لحم القوى المعارضة للأحلاف وللتسلح وتشديد تبعية العراق للدوائر الاستعمارية العالمية. إن النضال في سبيل الحريات الديمقراطية لا يمكن أن يكون مثمراً ما لم نكسب أوسع الجماهير في مجرى هذا النضال وإن الطريق الوحيد لكسب أوسع الجماهير هو النضال في سبيل مصالحها الحيوية المباشرة ومن أجل النضال وإن الطريق الوحيد لكسب أوسع الجماهير هو النضال في سبيل مصالحها الحيوية المباشرة ومن أجل الحقوق القومية والثقافية للأقليات الأخرى ومن الضروري تنشيط حملة النضال البطولي الذي تخوضه الشعوب العربية في شمال أفريقيا والاستفادة من الروابط القومية والتاريخية والدينية في اتجاه تنشيط الكفاح المشترك التي تخوضه الشعوب العربية والإسلامية ضد المستعمرين الانكليز والأمريكان والفرنسيين وفي سبيل الضغط على الحكومة العراقية لاتخاذ مواقف تأييد نشيطة في كتلة الدول الآسيوية والأفريقية.
(إن العمل في سبيل سياسة جماهيرية يصبح بشكل سطحياً دون توجه واضح ومرن غاية المرونة من أجل تطوير حركة نقابية للطبقة العاملة وعلى الأخص في التحشدات العمالية الكبيرة. كما أن منشورات الحزب وصحافته ستساعد على عمل المنظمات في هذا الاتجاه ولن تستمر على أساس الخلط بين مستوى وعي الطبقة وبين مستوى وعي الجماهير).
كما انتقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في اجتماعها في شهر حزيران وتموز/ 1955 تشديد الصراع الداخلي في الحزب وتحويله إلى تطاحن قد فرطت بعناصر حزبية مخلصة وحافظت بعضها على مواقف شيوعية سليمة. أما بالنسبة للعناصر المتكتلة والتي عرفت باسم (راية الشغيلة) الذين قاموا بنشاط تخريبي وتكوين مركز ثان منذ علم بوجود الانحراف (اليساري) فإن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ستبدي غاية المرونة لإرجاعهم إلى صفوف الحزب على شرط نبذ أيديولوجيتهم الانشقاقية المعادية للحزب الشيوعي الاعتراف بالخطأ الذي ارتكبوه وأن يتمسكوا بجرأة المبدأ الشيوعي والمبدأ اللينيني (بالنقد والنقد الذاتي) من أجل مصلحة الحزب الشيوعي ووحدته وعن تحملهم مسؤولية الخروج على وحدة الحزب الشيوعي التي هي أسمى مبدأ في الحزب الشيوعي خصوصاً وقد مضى على حركتهم ما يقرب السنتين والنصف وقد أوضح لهم الرفاق في الحزب الشيوعي أن تجربتهم الخاصة وعملهم والنتائج التخريبية التي ترتبت على خطوتهم الانشقاقية).
لقد امتاز الرفيق المناضل الرمز والنموذج الرائع الذي يجسد ويترجم الفكر الشيوعي بشفافية وواقعية الشهيد البطل (سلام عادل) وقد اعتبره رفاقه وكل من مارس العمل النضالي معه إنه امتداد لعبقرية الرفيق الفذ الخالد (فهد) الذي صمد ورفع رأس الحزب الشيوعي بجرأته وصموده وأفكاره النيرة وإيمانه عالياً والذي لا يتزعزع بعقيدته الشيوعية والمبادئ الماركسية – اللينينية الذي خططها ووضع أفكارها وطبقها بحذافيرها بشكل دقيق وواضح وغير منحرف على ظروف وتقاليد وعادات وطبيعة الشعب العراقي بمختلف طوائفه وقومياته فالمجد والخلود لكل من كان أميناً ومخلصاً للأفكار الماركسية – اللينينية التي وجدت ورسمت لخلاص الشعوب من الظلم والاستغلال والمساواة والعدالة الاجتماعية.
إن الصراع والنضال في التحدث عمن سيقود نضال الحزب الشيوعي يجب أن يتمسك بالمبادئ الماركسية – اللينينية حسب تطور وظروف الحياة وليس من يبقى جامداً وثابتاً لا يواكب تقدم وتطور الحياة ويتحول إلى كفاح لإبداء الكفاءة القيادية الضرورية في قيادة وتطور جماهير الشعب التي هي صاحبة المصلحة الحقيقية والواقعية.
لقد أدرك الرفيق المناضل الشهيد (سلام عادل) بعمق إيمانه بالمبادئ الشيوعية الذي استمدها من عبقرية القائد الفذ مهندس ومنفذ ثورة أكتوبر العظمى الرفيق لينين الذي استمد أفكارها واسترشد بها وآمن فيها بصدق وإدراك بشكل واقعي وموضوعي النظرية الماركسية العملاقة حينما أصبح سكرتير الحزب الشيوعي العراقي بعدم إمكانية قيام دور فعال للحزب إلا من خلال بناء حزب يمتاز بالوحدة الرفاقية وذات أسس فولاذية راسخة وذات جماهير مناضلة تصمد أمام الهزات والعواصف تؤمن إيماناً صادقاً نابعاً من قلوب وأفكار مخلصة ومؤمنة ومضحية وتمتاز بوعي فكري ناضج وثقافة واسعة تدرك من خلالها واقعها المؤلم والمزري السياسي والاقتصادي والاجتماعي لكي تستطيع الصمود والنضال ضد الحكم الرجعي العميل والامبريالية العالمية ومن أجل تغيير ذلك الواقع المؤلم والمزري إلى واقع يعيش به الشعب ويرفل بالسعادة والرفاه والاستقرار والأمان والاطمئنان الذي اختاره الحزب ومؤسسه الرفيق الخالد (فهد) في هدفه الاستراتيجي شعار (وطن حر وشعب سعيد).
فكانت الخطوة الأولى هي وحدة ولملمت رفاق الحزب الشيوعي فدخل ممثلو الحزب وممثلو الكتلتين التي انشقت عن الحزب في عهد السكرتير السابق للحزب هما (راية الشغيلة) و (وحدة الشيوعيين) في مفاوضات سادها جو مبدئي إنشائي تكتلت سابقاً وقد اعترفت منظمة (وحدة الشيوعيين) بخطأ عملها واستمرار نشاطها وتنظيمها المستقل وثقتها وتقديرها بالرفيق المناضل (سلام عادل) سكرتيراً عاماً للحزب الشيوعي وستواصل نضالها تحت قيادته في صفوف الحزب الشيوعي كفاحه بعناد واستبسال وتقدم مناضلوها بالانضمام للحزب الشيوعي وخولت اللجنة المركزية للحزب إصدار بيان بذلك فصدر البيان في يوم 25/ نيسان/ 1956. كما تكللت المفاوضات بإصدار (راية الشغيلة) بيانها في 13/ حزيران/ 1956 الذي اعترفت فيه بأنها سلكت سلوكاً انشقاقياً تخريبياً خاطئاً بتأسيس تنظيمها ومركزها القيادي المستقل وذكرت في بيانها بأن خطوتها التي أسمتها (انتشالاً) كانت مخالفة صريحة لمبادئ الماركسية – اللينينية والآن توصي وتعترف بخطأها بالمحافظة على وحدة الحزب الشيوعي وتقدم المناضلون الذين سبق لهم العمل في (راية الشغيلة) في الانضمام للحزب. وفي ذلك التاريخ أيضاً تقدم مواطنون آخرون للانتماء للحزب الشيوعي مشفعين طلباتهم بالنقد الذاتي.
لقد كانت النتائج انتصاراً باهراً للحزب وللأفكار الماركسية – اللينينية مما استدعى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي إلى إصدار بيانها العتيد في 17/ حزيران/ 1956 الذي رحبت فيه بعودة المناضلين الشيوعيين إلى بيت الحزب الشامخ ودعت فيه إلى تعزيز وتوطيد وحدة الحزب الشيوعي العراقي كما أن البيان فضلاً عن ذلك لم يقتصر على تعرية وتفنيد الأفكار والشعارات الانشقاقية. بل تناول بالنقد الهادف والبناء المقاييس البيروقراطية التي عولجت بالتحليل الماركسي – اللينيني بعض مشاكل رفاق الحزب. وفي الوقت الذي انحلت فيه المنظمات الانشقاقية وتخلى من تخلى من العاملين فيها عن أفكارهم وشعاراتهم الانتهازية ووضعوا أنفسهم تحت تصرف الحزب كان من واجب الحزب الشيوعي أن يؤكد لحياته الداخلية جواً مبدئياً متحرراً من ترسبات الأوضاع التي تؤدي إلى الحساسية والانقسامات وروح الأنانية وحب الذات والتنكر والتخلي عن الأخلاق الشيوعية النبيلة في العلاقة والتعامل مع الرفاق الآخرين ومع كافة أبناء الشعب وبعيداً عن مظاهر التعالي والانتصار والانكسار وإنما النصر للماركسية – اللينينية ومبدأ وحدة الحزب وبعيداً عن الأفكار والمفاهيم والنشاطات الانتهازية والتمسك بالتعبير والشعور بالعلاقية الرفاقية وشعار (من لقب رفيق) الذي أطلقه الرفيق الخالد (فهد). كما قررت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي تبديل اسم (القاعدة) الجريدة المركزية للحزب فنشرت في عددها الأخير في عددها السادس في السنة (14) الصادر في 19/ حزيران/ 1956 نداء دعت فيه الرفاق والأصدقاء إلى المساهمة وإبداء الاقتراحات في اختيار الاسم الجديد المناسب للمهمات النبيلة الملقاة على عاتق جريدة (الحزب) فكان أكثر الاقتراحات تواتراً (اتحاد الشعب) و (صوت الشعب) وكان على اللجنة المركزية للحزب اختيار واحداً من هذين الاسمين اللطيفين فكان اختيار اسم (صوت الشعب) هو أكثر سلاسة وأكثر تعبيراً بالنسبة لاسم جريدة تصدر سراً في عهد انعدمت فيه الصحافة التقدمية العلنية التي تستطيع أن تكون فعلاً صوتاً للشعب. ولكن (اتحاد الشعب) كان أقوى كثيراً بالنسبة لتحديده لمهمة الحزب الرئيسية في المساهمة في توحيد قوى الشعب الوطنية، إلا أن تعزيز وتوطيد وحدة الحزب الشيوعي وإنهاء نشاط المنظمات الانقسامية قد أعطى للحزب ظرفاً أفضل لتكريس جهوده لوحدة الحزب والشعب وقواه الوطنية.
ومنذ ذلك الوقت اختط الحزب الشيوعي العراقي (بقيادة المناضل الفذ سلام عادل) سكرتير اللجنة المركزية منهجاً جماهيرياً واسعاً في العمل السياسي ومنهجاً تنظيمياً عزز فيه كيان الحزب الشيوعي الذي أصبح يلقب بـ (حزب أوسع الجماهير) وجسد وثبت المشروعية الحزبية وفق المبادئ التنظيمية اللينينية التي اتخذت طريقها إلى الحزب الداخلية الرفاقية وجعل من الإنسان الشيوعي نموذجاً للشجاعة والجرأة والإقدام وغرز في عقله وروحه روح التفاني والإخلاص ونكران الذات (فكيف لا يستطيع هذا البطل الذي كانت دموعه تترقرق من عينيه الشريفتين حينما يسمع أهزوجة : يالرايح للحزب خذني وبنار المعركة ذبني بركبتي دين أريد أوفيه عاالأيام المضت مني .... هذا ما كنت أسمعه من رفاقه الذين كانوا معه في السجن وفي النضال الجماهيري .. المجد والخلود لهذا الرجل البطل الذي رفع رأس الحزب الشيوعي العراقي بصموده الأسطوري في أقبية التعذيب بقصر النهاية). لقد جعل من حياته الطاهرة الشيوعية النقية نوراً ساطعاً وضياءً بهياً طريقها إلى حياة الحزب الداخلية والخارجية وقد جعل من الحزب الشيوعي العراقي جبل لا تهزه الرياح والعواصف حيث تتوج هذا النهج السياسي التنظيمي اللينيني بعقد المجلس الحزبي الموسع (الكونفرنس) الثاني في أيلول عام/ 1956 بالرغم من الإرهاب الرجعي الامبريالي.


المصادر : المصادر : لقاءات شخصية وصحف ومجلات وكتب عراقية وعربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام