الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأزمة اللبنانية وأبعادها الإقليمية... الشيطان يكمن في آل سعود

هالة محمود محمد

2017 / 12 / 7
السياسة والعلاقات الدولية


رغم صغر حجم لبنان، فإنها تعتبر ذات تأثير ليس فقط في محيطها الإقليمي، ولكن أيضًا على الصعيد الدولي نظرًا لارتباطها الوثيق بفرنسا ذات الإرث الاستعماري.
وتعد لبنان ذات طبيعة خاصة من حيث التقسيم الطائفي للمناصب السيادية؛ فرئيس الدولة مسيحي ماروني، ورئيس الوزراء مسلم سني، ورئيس البرلمان شيعي, ولكل طائفة من يدعمها من القوى الخارجية ذات الأجندات المختلفة. لذلك فإن أزمات لبنان دائمًا تتسم بأنها "خارجية"؛ أي تأتيها من الخارج طبقًا لرؤية كل واحدة من تلك القوى,
وتُعدُّ السعودية من أكثر الأطراف تدخلًا في لبنان، وقد كرست توجهاتها الطائفية في مؤتمر الطائف الذي قسَّم لبنان وفق المحاصصة الطائفية. ويعتبر وجود السعودية في لبنان أحد استراتيجيات الولايات المتحدة في المنطقة؛ حيث إن لبنان في مواجهة دائمة مع الكيان الصهيوني وباعتبار أن حزب الله هو المقاوم العنيد لهذا الكيان.
ولكن الرهان السعودي على نشر الفكر الوهابي في لبنان فشل لأسباب ترجع إلى التركيبة الفكرية والاجتماعية للشعب اللبناني التي رفضت مثل هذا النوع الضيق من الفكر الديني. وبالتالي سعت السعودية إلى الوصول إليها عن طريق تيار المستقبل الذي يعد الممثل الأكبر للسنة في لبنان.
واتخذ السعوديون من حزب الله باعتباره شيعيًّا ذريعة للتدخل في لبنان من أجل تصفية المقاومة اللبنانية؛ فبعدما فشلت السعودية في العراق وسوريا وفشل مخطط التقسيم الذي استهدف في الأصل إعادة رسم المنطقة بما يضمن أمن الكيان الصهيوني، بدأ آل سعود يحاولون التدخل أن يسدلوا الستار على مشروع المقاومة بذريعة التدخل الإيراني في لبنان؛ فيكسبوا ود الأمريكيين ويسدل الستار كذلك على جرائمهم ضد الإنسانية في كافة بقاع المعمورة؛ فكل ما اقترفته التنظيمات الإرهابية كداعش والنصرة والقاعدة والجماعات التكفيرية كافة لهو نتاج الفكر الوهابي وبتمويل من أئمتهم بالسعودية وتخطيط أمريكي ومنهج سياسي لا يمت إلى الدين بصلة.
إن التدخل السعودي في سوريا والعراق العربية هو الذي أعطى مبررًا قويًّا للحشد الشعبي الشيعي لأن يتدخل لوقف تمدد داعش وما تسبب فيه ومن ورائه السعودية من خسائر شاملة بالعراق.
إن مخططات السعودية بالتقسيم الذي أرادته لسوريا والعراق وبتحييد مصر يفشل الواحد تلو الآخر، ولكن دورها مستمر في الأزمة اليمنية بدعمها للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح خصمها اللدود، وهو الدعم الذي استمر حتى مقتله، للقضاء على الحوثيين هو أبلغ تعبير عن سياسة التخريب التي تتبعها؛ فالمعلن هو دعم الشرعية، ولكن... كيف يتسنى دعم الشرعية من خلال دعم أحد المنقلبين عليها؛ وهو علي صالح؟
اختصارًا، إن الفكر الوهابي الذي تتبناه السعودية وتنشره هو أداة لتحقيق أطماع الأمريكيين ودعم أمن الكيان الصهيوني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو