الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهكذا اسدل الستار على مسرحية ( القدس عروس عروبتكم ).

صادق العلي

2017 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


بين القدس اليهودية والقدس العمرية الاسلامية ( نسبة الى العهدة العمرية ابان دخول الاسلام للمدينة ) , بين القدسين تاريخ من الاكاذيب والجهل والزيف من جهة , وتاريخ من التخطيط الصحيح والعمل الجاد على جميع الاصعدة ووضع الاستراتيجيات الدقيقة من جهة اخرى .
لا احتاج التذكير بأن الاكاذيب والجهل والزيف هي من حصة المجتمعات العربية ولن تتنازل عنها مهما كلفها ذلك , فالمجتمعات العربية سعيدة بهذه الصفات وتنام عليها لهذا اصبحت اضحوكة لباقي المجتمعات , ومع هذا التردي نجد الانفة والكبرياء والخيلاء لا حدود لها ولا يقبل العربي ان يكون اقل من ذلك !, فالعربي لا يحتاج العمل طبعا لان العرب ( خير امة اخرجت للناس ) هذا كفيل بأن يجعل الرب وملائكته في خدمتهم بدليل وجود النفط تحت اقدامهم .
ايضاً لا احتاج التذكير بأن التخطيط الصحيح والعمل الجاد ووضع الاستراتيجيات الدقيقة هي من حصة اليهود ولن يتنازلوا عنها مهما كلفهم ذلك , بل بالعكس هم يعملوا على ان يكونوا في طليعة مجتمعات العالم وكل المؤشرات تؤكد ذلك , وعلى الرغم من قولهم بانهم شعب الله المختار الا أنهم يعملوا ليل مهار من اجل ان يكونوا شعب الله المختار بأعمالهم لا ان يناموا بأنتظار الرب وملائكته .
وعليه فلا اجد حرجاً بالاعتراف بذكاء اليهود وبحسن تخطيط وتعاونهم فيما بينهم للوصول الى اهدافهم الدينية والقومية بشتى الطرق مرة ثانية بشتى الطرق .
تناول مدينة القدس بالكتابة والبحث يجب ان يخضع للمحور المراد تناولها به , بمعنى ان القدس الدينية تختلف عن القدس القومية كذلك تختلف عن القدس التاريخية وهكذا , لاننا لا نستطيع تناولها بذات المعطيات والا سندخل في النفق المظلم ( الصديق او العدو ) ناهيك عن الاغبياء من الطرفين الذي لا يعرفوا غير الشتائم ورفض كل ما هو حقيقي .
العقل العربي الذي خضع لمراحل تجهيل منظمة من قبل المؤسسة الدينية المتمثلة بمجموعة رعاع يصعدون المنابر كل يوم جمعة , ليقدموا لنا نموذجاً ولا اقبح بالكذب والزيف على مدى عقود , فمنذ ثورات العسكر الغبية في بعض الدول العربية واستحواذهم على الحكم وقبل ذلك صناعة ما يسمى اصطلاحاً بالقومية العربية , اصبحت هذه العقلية مشوهة قاصرة عن ادراك مجريات الاحداث !, ولا تريد ان تعرف كيف تجري الاحداث ومن يصنعها او كيف وقعت الحروب والصراعات او كيف تأسست المدن ومن هي الاقوام التي عاشت وكيف اصبحت مدن دينية وكيف تعاقبت عليها الاديان , مدينة كالقدس مثلاً كيف اصبحت اهم ادوات القتل بين اليهود والمسلمين ؟.
دينياً : وجود اليهودية في القدس اقدم بكثير من وجود الاسلام .
تاريخياً: وجود العبرانية والعبرانيين اقدم بكثير من وجود العربية والعرب .
ولكن على ارض الواقع تعرض المسلمون للكثير من المآسي منذ اعلان دولة اسرائيل .
الذي قام به اليهود في فلسطين قام به المسلمين في اماكن اخرى , والذي يقوم به اليهود اليوم في القدس يقوم به المسلمين في العراق وسوريا , وما سيقوم به اليهود غداً في باقي المناطق داخل حدود دولتهم المرتقبة سيقوم به المسلمين في مناطق يعتقدون بضرورتها لنشر دينهم وتقويته , ولان صراع الاديان والمذاهب عابراً للحدود فلا غرابة ان نجد فلسطيني تكفيري انتحاري يفجر جسده في سوق شعبي عراقي لانه سني ويعتقد بضرورة قتل الشيعي .
بعيداً عن العواطف واطلاق الشعارات والهتافات الطنانة هو صراع اديان والغلبة فيه للاقوى وليس لتعاليم السماء وكيف نزلت , بالتأكيد لا نتمنى ان تكون لغة القتل والتعذيب هي السائدة وبالتأكيد نتعاطف مع الخاسر ( الجانب العربي ) الذي يعرف كيفية التعامل مع الهزائم على كثرتها فلقد تعود عليها ويعرف ايضاً كيف يُجندها لصالحه , فبعد كل هزيمة عربية يصعد رئيس جديد لاحدى الحكومات العربية ويُمنح اخر جائزة البطولة , ولكننا في ذات الوقت نُذكر بأن الحياة للاذكياء الذين يعملون ويجتهدون من اجل مستقبلهم ومستقبل اجيالهم بكل تفاني وليست للجهلاء الذين يجيدون الثرثرة والصراخ والشتائم فقط .
صادق العلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن