الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافة هيكل سليمان المزعوم

عمر سلام
(Omar Sallam)

2017 / 12 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خرافة هيكل سليمان المزعوم
من الخرافات اليهودية والتي اعتمدت عليها الحركة الصهيونية في العصر الحديث لسرقة أراضي ومدن وتراث فلسطين، وتشريد جزء كبير من أهلها بعد ارتكابها أفظع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني، واقامت أسوأ نظام عنصري ديني فيها.
من هذه الخرافات هي هيكل سليمان.
فهل احتل اليهود القدس عبر التاريخ؟
ان الكتاب المقدس المكتوب من قبل كهنتهم يعبر عن ذلك.
من سفر يشوع في التوراة الاصحاح 15:
(63 واما اليبوسيون الساكنون في اورشليم فلم يقدر بنو يهوذا على طردهم فسكن اليبوسيون مع بني يهوذا في اورشليم الى هذا اليوم)
هنا يحاول كتبة التوراة تبرير وجود الشعب الأصلي في القدس، بأنهم لم يستطيعوا طردهم، وهذا يدل على ان اليبوسيين وهم أحد القبائل الكنعانية والمتواجدة في القدس منذ أكثر من 4000 عام، وهو بناة مدينة القدس وسكانها الاصليون، قد استقبلوا بعض اليهود بطريقة سلمية ودعوهم يعيشون بين ظهرانيهم، أي ان اليبوسيين هم الذين لم يطردوا بعض اليهود. فلو كان اليهود احتلوا يبوس (القدس) فحكما سيطردوا سكانها، ولكن جملة (لم يقدر ينو يهوذا على طردهم) يدل ان اليهود لم يدخلوا الى يبوس بطريقة عسكرية، بل دخل البعض منهم واختلطوا مع اليبوسيين سكان القدس الذين سمحوا لهم بالعيش معهم. وهذه كانت طبيعة الكنعانيين اذ كانوا قوما متسامحين، وكان همهم الزراعة والتجارة في البحار اذ كان البحر الأبيض المتوسط بحرا فينيقيا بامتياز. وصدروا للعالم حضارة فائقة أهمها الابجدية المكتوبة.
لكن كعادة كتبة الأديان يحاولون الاستعلاء على الاخرين حتى ولو بالكذب. وسرقة تراث الاخرين.
وبالعودة الى هيكل سليمان المزعوم، فتفاصيله موجودة في سفر الملوك الأول، الاصحاح 6. ولن اتعرض له بالتفصيل، فقط سأخذ أبعاده وطريقة بناء جدرانه.
(2 والبيت الذي بناه الملك سليمان للرب طوله ستون ذراعا وعرضه عشرون ذراعا وسمكه ثلاثون ذراعا).
هذه الآية تبين لنا ابعاد البيت الذي بناه سليمان. وبالتحويل الى وحدات القياس الحالية تكون ابعاده كالتالي:
الذراع = 18 بوصة = 43.2 سم.
وبالتالي تصبح ابعاد البيت
الطول = 60 x 43.2 = 2592 سم = 25 متر
العرض = 20 x 43.2 = 864 سم = 8.6 متر
الارتفاع = 30 x 43.2 = 1296 سم = 12.96 متر
ان من يلاحظ هذه الابعاد تدل على انه بيت بدائي لم يبلغ من رقي البنيان في حضارة المنطقة في تلك الفترة. حتى انه ليس فيه أي نوع من أنواع الفن المعماري اذ هو بيت متطاول، ليس فيه أي سمة من سمات الابهة والرقي في بناء المقدسات في تلك الفترة المعروفة في المنطقة.
ما هي الحجارة المستعملة في بناء بيت سليمان؟
(7 والبيت في بنائه بني بحجارة صحيحة مقتلعة ولم يسمع في البيت عند بنائه منحت ولا معول ولا اداة من حديد.)
مادة البناء الأساسية هي حجارة من الأرض لم يجر عليها أي تعديل، أي بقيت بشكلها الاهليلجي الذي لا يصلح لتشييد مباني ضخمة، ويتطلب عرض كبير للجدار حتى يستطيع البناؤون صفها فوق بعضها.
ولم يكن عند اليهود في تلك الفترة نحاتون او عمال بناء مهرة ينحتون الصخور او يستعملون المعاول في تهيئة الحجارة لإعطائها الشكل المناسب حتى تتراكب فوق بعضها. فبقيت حجارة (صحيحة مقتلعة) لم تستخدم في تجهيزها أي أداة حديدية.
هذا يدل على اليهود عندما بنو هذا البيت المتواضع كانوا قوما بدائيين بالنسبة لسكان المنطقة. وهذا ما يقوله كتابهم المقدس.
فعلى أي أساس تبنى الاساطير والاكاذيب على هيكل سليمان الضخم، ومن يسمع ب (هيكل سليمان) يتبادر الى ذهنه مبنى ضخم بني على أساس هندسي ضخم على مجموع من الاعمدة والاقواس التي تميزت بها حضارة المنطقة.
انما هيكل سليمان هو مجرد بيت ريفي متواضع، لا يرتقي حتى لبيوت الكنعانيين في تلك الفترة، لا بل هو اقل من بيت ريفي بني بمجموعة احجار لمت ولم يجر عليها أي تعديل ولم تستخدم أي وسيلة تقنية في البناء.
والبناء بهذه الطريقة لا يمكن ان يكون في قلب المدينة، فمدينة مثل يبوس ( القدس ) كان عمرها اكثر من الفي عام عندما ظهر اليهود ،فهو حكما في منطقة ريفية نائية. وقد لا يكون في ارض فلسطين أصلا.
وهذا ما يفسر حقد كتبة التوراة على الكنعانيين، وشعورهم بالنقص تجاههم، نظرا للفارق الحضاري في تلك الفترة بين حضارة متألقة، ومجموعات من القبائل البدائية، وحقدهم هو محاولة التغلب على هذا الإحساس باختراع البطولات الوهمية والقصص الخيالية التي تشفي غليل رجال الدين واتباعهم.
وعبثا يحاول علماء الاثار والتاريخ البحث عن أثر اركيولوجي يهودي في ارض فلسطين ولكن دون جدوى، فاذا كان أضخم أثر يبحثون عنه قد بني بهذه الطريقة كما وصفه كتابهم المقدس، فهل يمكن ان يكون هناك أثر لغزاة بدائيين غزوا بعض المناطق ثم رحلوا ؟؟
والان المحاولة المستميتة من الحركة الصهيونية بسرقة مدينة القدس وتراثها واستجداء رئيس الامبريالية العالمية ترامب لإصدار قرار بان القدس هي عاصمتهم ما هي الا انعكاس للخيبات التاريخية امام السكان الأصليين لفلسطين.
فالقدس هي لأهلها بنوها قبل أكثر من أربعة الاف عام. وتحاول الأديان سرقتها من أهلها. الا انها ستبقى لأهلها الأصليين، فاذا كان التاريخ يخطئ الان فلن يبقى مخطئا للأبد.
ولن تعيش الإنسانية بسلام على وجه الأرض إذا لم تتخلص من عفن الأديان واكاذيبهم وتطفلهم على تراث المنطقة العريق.






















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خرافات اهون من خرافات
بولس اسحق ( 2017 / 12 / 8 - 10:23 )
(من الخرافات اليهودية والتي اعتمدت عليها الحركة الصهيونية في العصر الحديث لسرقة أراضي ومدن وتراث فلسطين، وتشريد جزء كبير من أهلها بعد ارتكابها أفظع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني)...وماذا عن خرافات القران عن هيكل سليمان وعن سليمان التي انفرد بمزاياه الخارقة والتي لم ترد حتى في الكتاب التي تعترف به الصهيونية، وانا هنا لست بصدد الدفاع عن اليهودية او الصهيونية، وانما عندما تكتب يجب ان تراجع التاريخ المحايد وليس الاسلامي على الاقل وليس حشو كلام وعاطفة، الفلسطينين-والتي تفسيرها بالعبري- الغزاه- والذين كانوا يعيشون على مقربه من الشواطئ للبحر الابيض المتوسط  ليسوا عربا وانما امة كريتيه قادمه من جزيرة من ساحل البحر اسمها- كفتورCaphtor- وكانوا يغيرون على مملكة اسرائيل قبل 3000 عام وانقرضوا، اما الحاليين فهم من مخلفات الغزو العربي{ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ } (البقرة) وارجع للتفاسير..تحياتي


2 - بولس اسحق
عمر سلام ( 2017 / 12 / 8 - 13:30 )
السيد بولس اسحق انصحك انت بمراجعة كتب التاريخ ، فتاريخ المنطقة اصبح مكشوف الستار عنه ومعروف سكان المنطقة ومن هم وما هي اصولهم وكل سكان بلاد الشام والرافدين ومصر هم شعوب اصلية يقطنون المنطقة منذ اكثر من 8000 عام ، اما الكتب التي يقول عنها الناس انها مقدسة في كتب كتبها كهنة مستفيدين من اساطير وحكايات المنطقة ، بما فيها القران . وكل الاديان هم سرقة ولصوص محترفون لتراث المنطقة . ولم يقدموا الى الانسانية الا الفكر العنصري العقيم الذي ادى لحروب ومجازر فاق عدد قتلاها كل المعارك الاخرى على مدى التاريخ .
شكرا لملاحظتك وعد الى التاريخ الفعلي والواقعي وابتعد عن خرافات الاديان لانها لم تعد تليق بالعقل البشري .


3 - تخاريف أولى القبلتين
Amir Baky ( 2017 / 12 / 8 - 21:31 )
تخاريف أولى القبلتين تعطى قبلة الحياة لتخاريف هيكل سليمان. فالمسلمين الاوائل و فى عهد رسول الإسلام كانوا يصلون بإتجاه هيكل سليمان (لعدم وجود مسجد أقصى) أو بالأحرى بإتجاة مكان لا يوجد به هيكل و لا مسجد.
بعد قيام الدولة الأموية في عام 41 هـ الموافق 661 على يد معاوية بن أبي سفيان، قام بتجديد بناء المسجد القبلي داخل المسجد الأقصى الذي بناه عمر بن الخطاب، فجعل من الحجر بدلاً من الخشب، ووسّعه ليسع 3000 مصلٍ.
إذن لم يكن هناك مسجد وقت الإسراء و المعراج. و لا أثناء الصلاة كأولى القبلتين


4 - السيد بولس اسحق
سامى غطاس ( 2017 / 12 / 9 - 10:38 )
بعد إذن الكاتب الفاضل
يا أستاذ بولس جاء فى المقال العبارة التالية:
فالقدس هي لأهلها بنوها قبل أكثر من أربعة الاف عام. وتحاول الأديان سرقتها من أهلها. الا انها ستبقى لأهلها الأصليين، فاذا كان التاريخ يخطئ الان فلن يبقى مخطئا للأبد.
ولن تعيش الإنسانية بسلام على وجه الأرض إذا لم تتخلص من عفن الأديان واكاذيبهم وتطفلهم على تراث المنطقة العريق.

إذا و بعيد عن التعصٌب, الكاتب مٌحق تماماٍ فيما كتب
تحياتى للجميع


5 - السيد بولس اسحق
سامى غطاس ( 2017 / 12 / 9 - 10:53 )

هل تسطيع إنكار إن الشعب الفلسطينى متواجد منذ القدم فى تلك البِقعة من الارض قبل أن يدخلها شعب موسى هروباً من مصر . هذا على فرض ايمانك بما جاء فى العهد القديم.
عليك أن تنضج بأفكارك و تتعدى مرحلة المراهقة الفكرية كما سبق وان
تخطيتها انا شخصياً.