الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين عربية وستبقى عربية

بدر الدين شنن

2017 / 12 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


من السذاجة السياسية القول ، أن جريمة العصر التي ارتكبها الرئيس الأميركي ، بسلب الشعب الفلسطيني مدينة القدس ومنحها للدولة الصهيونية ، لتصبح عاصمة الصهاينة بدلاً من أصحابها العرب الشرعيين ، هو نتيجة صفقة أميركية إسرائيلية آنية عابرة ، وتجاوز عوامل في غاية الأهمية ، شكلت خلفية هذه الجريمة وهي :
1 - العمل الصهيوني الأميركي على تنفيذ برنامج تهويد " القدس " وفلسطين كلها على مراحل متلاحقة .
2 - تواصل الانقسام الفلسطيني .. سياسياً .. وتنظيمياً .. ومقاومة .
3 - " اتفاق كامب ديفيد " للسلام بين مصر وإسرائيل .
4 - اتفاق " وادي عربة " للسلام بين إسرائيل والمملكة الأردنية .
5 - حرب الإرهاب الدولي على عدد من الدول العربية .. وفي مقدمها .. ليبيا .. وسوريا .. والعراق .. واليمن .
6 - حرب التحالف السعودي الرجعي العربي ، الأميركي على اليمن .
7 - التفكك العربي ، وانحطاط جامعة الدول العربية .
8 - غياب الجهود القومية، لبناء دولة .. أو دول عربية قومية متعددة .
9 - الخواء السياسي الدمقراطي المجتمعي .
10 - طغيان الدول الأقوى في المجتمع الدولي على الدول الأضعف .

بمعنى أن قرار " ترامب " الجريمة الاستعمارية ، ليس بجديد ، وإنما له جذوره ، التي تمتد إلى العوامل العامة والخاصة .منها متطلبات الدعاية في مرحلة الترشيح للرئاسة ، التي تدفع إلى التنسيق مع القوى البصهيونية الأميركية والعالمية ، وكذلك مع القوى الصديقة لإسرائيل ، الموقعة على معاهدات سلام مع إسرائيل برعاية أميركية ... مثل مصر والمملكة الأردنية ، وتلك التي تبرمج مصالحها الاستراتيجية السياسية في المنطقة مع إسرائيل ، مثل المملكة السعودية ، ودول مجلس التعاون الخليجي .

ولذا لم يأت قرار ترامب الجريمة ، في الظروف الحالية من فراغ ، وإنما له علاقات تحالفية ساخنة ، ضد إيران وسوريا ، والمقاومة ، لها دور كبير في الحاضر والمستقبل .
لقد كشف قرار ترامب السيء هذا ، مدى الانحطاط والخواء السياسي العربي . وأسوأ ما يتخلله ويتحاكم به ، هو الإرهاب الدولي بدعم أميركي إسرائيلي عربي رجعي ، يتوازى بالسوء ، مع العدوان المذبحة على اليمن .

إن قرار ترامب الجريمة حول القدس ، ليس خطأ سياسياً أميركياً، وإنما هو عملية فضيحة عربية أيضاً . ما يتطلب انقلاباً سياسياً
عربياً .. إن كل القوة العربية القومية التحررية ، والإسلامية النزيهة ، مدعوة لرفض قرار ترامب .. وحماية عروبة القدس وفلسطين .. وحق تقرير مصير الشعب الفلسطيني .. ودعمه بكل الوسائل . وانتهاج سياسة جديدة مقاومة للصهيونية ، وللتحالف السعودي الأميركي الإسرائيلي ، الذي يقوم بالحرب ضد اليمن ، وقوى التحرر في المنطقة ، وكذلك ضد تحالف الإرهاب الدولي .. وإعادة بناء ما دمره وشوهه الإرهاب

فلسطين عربية .. وستعود كلها عربية . ولتحقيق هذا الهدف المقدس ، لابد من وحدة قوى المقاومة .. وتوسيعها .. وإرتقاء مستواها الفكري والسياسي إلى الأفضل .. فالأفضل . وخاصة فهم وتمايز العلاقات الدولية الصديقة .. وغير الصديقة .

إن قرار ترامب الأخير شدنا إلى ضرورة إحداث نقلة نوعية في المفاهيم القومية .. وأشكال وحدتها .. ووحدة مصيرها . كما شدنا إلى مفاهيم جديدة في الديمقراطية . والميز بين القوى الصادقة والمنافقة في التعامل معها .. ومع بناها التحتية الاقتصادية والسياسية والأخلاقية والقيمية .

وبهذه المناسبة نتوجه باسم الشعب الفلسطيني بالامتنان لكل المقاتلين إلى جانبه دفاعاً عن أرضه وكرامته . والامتنان لكل الذين أشهروا رفضهم وتنديدهم لقرار "" ترامب " الجريمة . ويطالبون بإسقاطه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل