الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقاطعات بين الأديان 10 غايات الآلهة من خلق الإنسان

عبد المجيد حمدان

2017 / 12 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تقاطعات بين الأديان
10
غايات الآلهة من خلق الإنسان

ولما كانت أساطير خلق الكون ، كما أساطير خلق الإنسان قد احتلت تلك المساحات الواسعة من معتقدات الأديان ، فإن السؤال : لماذا، لأي غاية ولأي غرض خلقت الآلهة الإنسان ؟ والأساطير التي نشأت للإجابة على هذا السؤال ، احتلت هي الأخرى مساحات ليس بأقل من أساطير خلق الإنسان في تلك المعتقدات . وللوقوف على الكيفية التي أجابت فيها الأديان على السؤال ، تعالوا نعيد قراءة ما ثبتناه من أساطير خلق الإنسان في الحلقة السابقة . ونبدأ :
1
مع ديانات أمريكا الجنوبية ؛ المايا والأنكا .
تقول الأسطورة أن الحيوانات التي سبق وخلقتها الآلهة لم تكن تملك من الوعي ما يوصلها لمعرفة الآلهة ، ومن ثم يؤهلها لعبادة هذه الآلهة . هكذا فكرت في خلق الإنسان الذي يملك درجات أعلى من الوعي ، يوصله ويؤهله لمعرفة الآلهة وعبادتها . إذاً كانت عبادة الآلهة ، في الديانتين ، المايا والأنكا ، هي دافع الآلهة وغايتها من خلق الإنسان .
2
أما ديانة مالي ، كنموذج للديانات الإفريقية البدائية فلا تقول لنا شيئا عن غرض الآلهة من خلق الإنسان ، ولكنها تدفعنا لاستنتاج حين تقول أن الإله أمما خلق الإنسان على صورته . وإذاً ولأنه شبيه الإله فعليه الحفاظ على صورة الإله هذه ، من خلال اتباع تعاليمه ، أو من خلال عبادته .
ومثلها لا تفصح ديانات هنود أمريكا الشمالية ، كما ديانات شمال أوروبا عن غايات الآلهة من خلق الإنسان ، ولتترك المسألة لتقديرنا كما هو الحال مع الديانات الإفريقية .
3
وتنحو أساطير الديانات الصينية منحى آخر مختلفا . فإذ تكتفي إحداها بالقول أن الإله السماوي ، وفي آخر تجاربه في صنع تماثيل الإنسان ، هو من نفخ فيها الحياة ومنحها القدرة على الإنجاب ، تقول أسطورة أخرى أن إلهة اسمها " نيوى وا " خلقت الإنسان شبيها لها . وإذا كانت الأسطورة الأولى قد سكتت عن الغاية التي توخاها الإله السماوي من عملية الخلق هذه ، فقد جاءت الأسطورة الثانية وكشفت لنا هذه الغاية . فالإلهة نيوى وا كانت تشعر بالوحدة والضجر من الفراغ الذي ظلت تواجهه وهي تتحرك وتدور في هذا الكون الفسيح والفارغ . قادتها الوحدة إلى ضفة نهر ، فأخذت تلهو للتغلب على ما تحس به من الضجر . في لهوها أخذت تشكل من طين النهر تماثيل تشبهها . ثم عمدت إلى إحداث بعض التغيير بأن استبدلت ذيل السمكة خاصتها برجلين للتمثال . فرحت بما عملت . نفخت في التماثيل فسرت فيها الحياة . عملت منها ذكورا وإناثا فكان الإنسان . غاية الخلق إذاً في هذه الأسطورة الصينية هو التغلب على إحساس الإلهة بالوحدة واستبدال الضجر بالمتعة ، متعة الخلق ، خلق الإنسان .
4
وتكتفي الأساطير الهندية بالقول ، كما مر في الحلقة السابقة ، أن خلق الإنسان تم بذات الطرق وذات المواد التي خلقت منها الحيوات الأخرى ، دون إبراز لغاية محددة من عملية الخلق هذه تتجاوز غايات الخلق السابقة . وهكذا يمكن للمرء أن يستنتج أن غاية الآلهة الهندية من خلق الإنسان هي ذات الغاية من خلق النبات وأي حيوان آخر ، كالغاية من خلق الحية ، أو الفيل أو النمر أو النمل أو أي حشرة أخرى .
5
ونصل إلى منطقتنا بادئين هذه المرة ، وعلى عكس المرة السابقة ، بالأسطورة الكنعانية التي ثبتناها خاتمة للحلقة السابقة .
تقول الأسطورة أن الإله آدم ، والذي كان الإله إيل قد بعثه لوضع حد لشرور الإله حورون المطرود من مملكة الآلهة ، قد خسر خلوده كإله وتحول إلى بشر فاني جراء لدغة الثعبان السام الذي تحول له الإله حورون . الإله إيل ولتعزية وتعويض آدم على خسارته أوعز لإلهة الشمس فأرسلت له إمرأة طيبة تزوجها ، وليستعيد خلوده المفقود من خلال تواصل نسله . إذاً كانت غاية الإله إيل من خلق الإنسان عزاء آدم وتعويضه فقدان خلوده كإله .
6
وتقول الأسطورة الزرادشتية أن إله الخير أهورا مازدا خلق الإنسان كي يساعده في حربه الأخيرة مع إله الشر أهريمان وذلك من خلال مواجهة مخلوقات أهريمان الشريرة .
وتتفق غاية الإله أهريمان مع غاية الإله المصري في إحدى الأساطير الذي خلق الإنسان لمحاربة إله الشر سيت ومخلوقاته الشريرة .
7
وفي أديان الرافدين تتفق الأساطير السومرية ، وبضمنها ملحمة جلجامش ، والبابلية الأولى – الإينوما إيليش – والبابلية المتأخرة – ملحمة إرا – على أن هدف الآلهة من خلق الإنسان كان لتحميله أعباء العمل فالإنتاج وتوفير طعام الآلهة وشرابها ، التي كانت قد ألقيت على عاتق الآلهة الأرضية المعروفة باسم الإيجيجي . فبعد أربعين سنة من حمل الإيجيجي لهذا العبء بلغ بها التعب حد إعلان الثورة بادئة بالخلاص من أدوات العمل . سمعت آلهة السماء شكواها . وكان بعد التداول أن قررت خلق الإنسان وتحميله مسؤولية إعمار الأرض وتوفير الطعام والشراب للآلهة ، آلهة السماء وآلهة الأرض . وبلغة الإينوما إيليش نقل النير من كتف آلهة الإيجيجي إلى كتف الإنسان . وفي البابلية المتأخرة – ملحمة إرا – أضيفت غاية عبادة الآلهة لغاية توفير طعامهم وشرابهم .
8

وفي أسطورة الخلق في التوراة لا يعثر القارئ على نص يشير بوضوح لغاية الرب من خلق الإنسان ، مما يضطره إلى الوقوف عند بعض الآيات والتفكير في تأويل لها ، يمكن القول منه أن غاية الخلق تكمن فيها . فالآيات 27 ،28 و29 من الإصحاح الأول لسفر التكوين تقول الآتي :" وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا ، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض * فخلق الله الإنسان على صورته ، على صورة الله خلقه ، ذكرا وأنثى خلقهم * وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض " . إذاً هل كانت غاية خلق الإنسان تتمثل في إكمال حلقات الخلق ، بخلق من يملك قدرات أعلى من سائر المخلوقات الأخرى وليتسلط عليها ؟ ربما تكون كذلك .
ولكن وفي الإصحاح الثاني وهو يعدد أحوال الأرض قبل بدء الخلق ، تصدم الجملة التالية عين القارئ " ..........ولا كان إنسان ليعمل الأرض " . وبعدها ينتقل لخلق آدم ووضعه في الجنة ، ومن جديد تصدم عين القارئ الآية 16 والقائلة :" وأخذ الرب الإله آدمَ ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها " . وتأتي بعدها قصة خلق حواء وحظر الأكل من ثمرة شجرتي المعرفة والحياة ، وارتكابهما لجرم مخالفة أمر الرب فطردهما من الجنة . ونتوقف عند الآيات 18 ، 19 و20 من الإصحاح الثالث ونصها :" وقال لآدم لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلا لا تأكل منها ، ملعونة الأرض بسببك ، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك * وشوكا وحسكا تنبت لك وتأكل عشب الحقل * بعرق وجهك تأكل خبزا حتى تعود إلى الأرض التي أُخذت منها ، لأنك تراب وإلى التراب تعود " . ونسأل هل كان إعمار الأرض ، كما كان إعمار الجنة وحفظها ، وتسيده على من فيها من المخلوقات ، هو غاية الله من خلق الإنسان حسب المعتقدات اليهودية والمسيحية ؟ أو هل كان خلق الحلقة الأرقى ، وهو الإنسان ، هي الغاية لاكتمال عملية الخلق كلها ؟
9
وكما جرت العادة نحط رحالنا مع القرآن . لكن وبإعادة قراءة آيات الخلق التي ثبتناها في الحلقة السابقة ، لا نقع على ما ينبئنا بغاية الله من خلق الإنسان . وبإعادة البحث في السور نقع على ما يمكن أن يكون بغيتنا في سورة الذاريات والآيات 56 ، 57 و58 وهذا نصها :{ وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } . إذاً فعبادة الله هي الغاية من خلق الإنسان كما تقولها الآية الأولى بصورة قاطعة . لكن ما الذي تريد الآيتان التاليتان قوله ؟ هل نفهم منها نفيا لغرض الخلق في الديانات الرافدية وهو توفير طعام وشراب الآلهة ؟
وللحصول على جواب تعالوا نطالع الآية 30 من سورة البقرة : { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون } . ويتكرر وصف الخلافة هذا في الآيات 165 الأنعام ، 62 النمل ، 60 الزخرف و59 مريم . وبتجاوز اعتراض الملائكة على نية الله بخلق الإنسان ، وتضارب تفاسير المفسرين لمعنى الخليفة والخلافة ، يطالعنا السؤال : هل كانت غاية الله من خلق الإنسان الوصول إلى الكمال لعملية الخلق بخلق الحلقة الأرقى والتي هي الإنسان ، أم كانت عبادة الله هي الغاية ؟ هذا السؤال يطرح نفسه إذا ما تذكرنا غياب أية إشارة للعبادة والمعتقدات وقت مكوث آدم وحواء في الجنة وقبل طردهما منها . كما ونتذكر أن محاولة جعل آدم خليفة في الجنة ، من خلال أمر الملائكة بالسجود له وعصيان إبليس ، هو ما آلت مجريات الأحداث بعده إلى طرد آدم منها وإنزاله إلى الأرض .
وخاتمة

إذاً وبالعودة لاستقراء ما سبق وعرضناه من غايات الأديان لخلق الإنسان تثير انتباهنا التقاطعات التالية . 1- تتفق ديانات أمريكا الجنوبية مع الإسلام في أن عبادة الآلهة هي الغاية من خلق الإنسان . 2- وتتفق الزرادشتية والديانة المصرية على أن محاربة الشر ومخلوقاته الشريرة هي الغاية من هذا الخلق . 3- كما وتتفق الديانات الرافدية على أن غاية الخلق تمثلت في نقل عبء العمل وإعمار الأرض لتوفير طعام الآلهة وشرابهم ، من أكتاف آلهة الايجيجي إلى أكتاف الإنسان . وإذا ما تذكرنا أن التوراة مليئة بالآيات التي تتحدث عن التقدمات والمذبح وتنسم الإله لرائحة الشواء ، واحتلال الأضاحي والنذور، بما فيها البشرية ، لمساحات واسعة من معتقدات مختلف الأديان ، نقع على تقاطعها مع الديانات الرافدية في هذه الغاية . ومن جديد تلفت انتباهنا الآية 57 من سورة الذاريات :{ وما أريد منهم من رزق ولا أريد أن يطعمون } ، ولنسأل : هل المقصود من هذه الآية التميز عن الديانة اليهودية ومحرقاتها على المذبح ، أم نفي العلاقة مع الديانات الرافدية . 4- وتتقاطع كل الديانات تقريبا بالتأكيد على أن غاية خلق الإنسان ، والتي تقول أكثريتها أنه جاء شبيها للإله الخالق وعلى صورته ، تمثلت في إتمام عملية الخلق بحلقتها الأعلى وهي الإنسان . وإذا كانت ديانات أمريكا الجنوبية قد أشارت إلى أن وعي الإنسان ، ومصدره العقل ، هو ما رفع الإنسان إلى هذه المكانة ، فقد فشلت كل الأديان في تحديد موضع العقل هذا . فهي وإن أشار غالبيتها إلى أن القلب هو مكانه ، لم يشر أي منها إلى الدماغ ؛ حجمه ، وزنه ، تكوينه ، أجزاؤه ووظائفه ، وهو ما يميز الإنسان على سائر الحيوانات . 5- وأخيرا دعونا لا ننسى انفراد الديانتين الكنعانية والصينية بأن التعويض على آدم وعزاءه كانت غاية الإله إيل من خلق البشرية في الأولى ، واللهو والخلاص من حالة الضجر والحصول على أنيس كان غاية الإلهة نيوى وا في الديانة الثانية ، مع ملاحظة أن هذا الخلق أكمل حلقات الخلق الأولى بالوصول لهذه الحلقة الأرقى .
وأخيرا اسمحوا لي بمعاودة طرح السؤال : نحن نعلم أن الديانات البدائية والوثنية بتعدد الآلهة ، بمعتقداتها وطقوسها ..الخ هي نتاج العقل البشري . ومن ثم فإن الإجابة على الغاية من خلق الإنسان كانت من نتاج هذا العقل البشري . ونعرف أن الديانات التوحيدية ، الإبراهيمية أو السماوية ، سمها ما شئت ، تنكر هذا القول وتكفر قائله . وإذاً كيف نفسر أن ما أتت به الديانات التوحيدية ، في هذه الجزئية ، وفي الجزئيات التي سبق وعرضناها في الحلقات السابقة ، لم يضف شيئا إلى ما جاد به العقل البشري حتى يوم أن كان بدائيا ؟ ومع أن الجواب واضح إلا أنني اخترت ان أتركه لكم .















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غاية الخلق تنسف مفهوم الألوهية
مصطفى خروب ( 2017 / 12 / 8 - 22:16 )


تحية وبعد


مهما كانت غاية الألهة من الخلق فسنجد خلفها حاجة تنفي عن الخالق صفة الكائن بذاته الغني عن غيره


وشكراً


2 - رد من الكاتب
عبد المجيد حمدان ( 2017 / 12 / 9 - 11:24 )
تحياتي . صحيح ما تقوله يا عزيزي ، لكن السؤال الأهم يبقى كالتالي : من وضع معتقدات الأديان وحدد للناس منظومات قيمهم على اختلافها ؟ هل هم الآلهة الذين لا يعرف الناس عنهم شيئا أم هم البشر أنفسهم ؟وبما أنه مستقر الآن في الوعي العام أن معتقدات الديانات الوثنية على تنوعها هي من صنع البشر ، فكيف نفسر أن الديانات السماوية لم تفعل غير تكرار ما أتت به تلك الديانات السابقة عليها ؟ لقد كان أتباع الديانات الوثنية على قناعة تامة بأن آلهتم هم من أتوا بتلك المعتقدات ، وتعنت الكهنة كثيرا لإجبار الناس على عدم الخروج عليها ، ثم بادت تلك الديانات هي والجرائم التي تسبب الكهنة والحكام في ارتكابها . والسؤال ماذا عن الحاضر ؟ أليس هو مجرد دوران في نفس الدائرة ؟


3 - زيد ام زيت؟
مارق طريق ( 2017 / 12 / 9 - 21:04 )
الانسان شخصية خارجة من المادة بكينونتها خاضعة لقوانين وبرمجيات المادة باشكالها
سلوكيا ليس هناك ما يظبط هذه الشخصية الا بنصوص وتشريع يحكم وينظم علاقات الافراد بعدالة ومساواة مشكلا لمجتمع هرمي كل واحد فيه مهم وخليفة بدوره وموقعه
وانت اعلم مني بان مشكلة الانسانية منذ نشاتها هي في تشريع غير منحاز لطبقة معينة لانه مهما بلغت النزاهة فلا بد للمشرع ان ينحاز لطبقته وشريحته الاجتماعية
فكان من الواجب على الخالق لتلك المنظومة ان يشرع لها فهو ليس منهم ليكون ذات هوى لاحداهم
هذا عن فحوى موضوعك لنعلم بان التشريع له وجهين اما سماوي عادل او ارضي منحاز
ان توفر الذكاء الايماني لتستنج رياضيا بان هناك خالق ودالاته ودلالاته لا تغيب عن شخص يبصر ويسمع وله عقل يفقه به ويحلل يمكن الحديث عن النظام السلوكي ومقتضياته
وان تعذر ذلك فلا داعي للانتقال من المادية المرئية تحت الضوء الى علم السلوك الذي يحتاج لذكاء اكبر لاستيعابه وتفتيح دماغ
حتى اليوم لم يتفق البشر على وجود سلطة عادلة او مشرع بشري عادل
منهم من قال الطبقة المسحوقة تحكم وتشرع فاذا بهم سرقوا او باعوا مباديء فاغتنوا وصاروا طيقة حاكمة وكانك يا زيت ما غزيت


4 - رد من الكاتب
عبد المجيد حمدان ( 2017 / 12 / 9 - 23:55 )
تحياتي يا مارق الطريق ، ومع أن ردك لا علاقة له بموضوع الحلقة إلا أنني سأجاريك . هل تعتقد أن الإنسان البدائي الذي ابتكر هذا العدد الهائل من الديانات وأنتج معتقداتها وصمم نظمها السلوكية وقوانين علاقات المجتمع المختلفة توفر له الذكاء الإيماني وحسبها رياضيا فاهتدى إلى الخالق ؟ يا سيدي لماذا إذا كانت التشريعات السماوية غير منحازة وعادلة نتج عنها ، في كل دين ، هذا العدد الكبير من الفرق ومن الطوائف ، و هذا الصراع المستمربينها الذي أوقع في كل مرحلة ، ذلك العدد المهول من الضحايا ؟ لماذا في رأيك ظلت الأديان الوثنية أكثر تسامحا وأقل إفرازا للطوائف فالصراعات الدامية ؟ وأنت فسر لي لماذا منذ نشأة الدين المسيحي لم تتوقف فيه الصراعات الطائفية بنتائجها الكارثية ، إلا بعد أن لجأ أتباعها إلى إقرار تشريعاتهم الأرضية والعمل بها ؟ ولماذا أبقت تشريعات الأديان الثلاثة على العبودية وظلامها ؟ وإذا كان التشريع الإسلامي كاملا وغير منحاز فلماذا كل هذه الصراعات التي لم تتوقف منذ أغمض النبي عينيه حتى يومنا هذا ؟ ثم لماذا في رأيك لم يضف الفكر التوحيدي ما يعتد به على أفكار ومعتقدات من سبقوه من الديانات الوثنية ؟


5 - تناقضات
ايدن حسين ( 2017 / 12 / 10 - 08:15 )
مع انني اؤمن بوجود خالق لي و للكون
الا انني لا اؤمن بوجود عناية الهية و تدخل و وحي الهي
حمورابي لديه مسلة محفوظة منذ 5000 سنة
اله الاديان ان كان قليل الخبرة .. فكان على الاقل عليه ان يستفيد من تجربة حمورابي .. فيحفظ كتبه و صحفه .. صحف ابراهيم و موسى و عيسى و محمد
و كما قال الاستاذ عبد المجيد في احدى مقالاته السابقة .. ان الاطفال .. كانوا يشكلون الذبائح و القرابين البشرية .. فهل يعقل ان تسكت العناية الالهية .. ان كانت موجودة .. يوما او بعض يوم .. و ليس قرون و احقاب طويلة عن مثل هذا الظلم الفظيع
و احترامي
..


6 - مجرد مثال
شجاع وبيخاف ( 2017 / 12 / 10 - 09:05 )
يا اخ عبد المجيد طول عمر الانسان يهتدي ويدرك ان له خالق ويرفض الخنوع وانما تتحالف قوى الاستغلال في المجتمع ضد المستضعفين ويسمونهم اراذل القوم اي لا يملكون الا كحهم وجهدهم ليبقوا على الحياة ولتبرير الحالة المستدركة انسانيا انها غير عادلة لا بد للملا والبكوات من احاطة انفسهم بهالة دينية تفصيل على القياس ليخنع لهم اراذل القوم وانت من امعرفة لتدرك كيف يصعد الاقوياء لراس السلطة بالدجل وشراء الذمم بحيث تجد ابناء اصحاب قضية الظلم هم من يجلدون اهلهم بالساحات مقابل ملاليم ولا بد للحاكم حينها من الاستعانة بكذاب يلبس عباءة دينية كذابة يعلم انها لا تخدع الناس وانما تسليكه لمن كانت نفسيته ضعيفة ومبادئه ركيكة وهذا ليس فقط في الاديان بل والايدولوجيات وعندك اليسار الفلسطيني اكبر مثال وهو يلهث خلف اموال اصلها خليجي او امريكي لتامين عواجيزهم بتقاعد وسيارة وشوية بنزين
هي كذلك كانت اما الانشقاقات لفرق فعند المسلمين لا يوجد مخلص انه جاء واتصلح حال الناس وخلاص انما هي حياة مستمرة وصاحب الموقف هو المتمسك بمباديء العدالة ومنهج سوي وليست شعارات في النهار وفي الليل ينتظرون المخصصات من اعداء الامة


7 - رد من الكاتب
عبد المجيد حمدان ( 2017 / 12 / 10 - 17:57 )
تحياتي وشكرا يا أخ ايدن حسين على مرورك


8 - رد من الكاتب
عبد المجيد حمدان ( 2017 / 12 / 10 - 17:58 )
تحياتي وشكرا يا أخ ايدن حسين على مرورك


9 - رد من الكاتب
عبد المجيد حمدان ( 2017 / 12 / 10 - 18:18 )
تحياتي يا أخي الشجاع واللي بيخاف : مع أنني لم أفهم العلاقة بين تعقيبك وموضوع الحلقة إلا أنني أشكرك على تحميل نفسك عناء الكتابة ، وفي نفس الوقت أفهم من هجومك على اليسار الفلسطيني أنك تقر بصحة ما ورد في الحلقة . فالهجوم على الآخر تعبير واضح عن القناعة فالإقرار ليس بصحة الموضوع وإنما أيضا بانعدام امتلاك أي حجة لتبيان خطأه من جهة ودحض ما ورد فيه من معلومات من جهة أخرى . وإذا كان فساد اليسار يقنعك لتبرير سيول الدم على مر كل تاريخ الأديان السماوية ، نتيجة الانقسام لطوائف وفرق وصراع هذه الفرق فأقول : فكرونظريات اليسار نتاج بشري والخطأ البشري وارد ، الأديان نتاج إلهي يفترض أن لا يأتيها الباطل لا من أمام ولا من وراء . فما تقول وهذا الباطل لا يأتيها فقط من أمام ومن وراء وإنما من كل الجهات ومن بين الرجلين ومن تحت الإبطين ؟ وبالمناسبة لا يلهث اليسار فقط وراء أموال أصلها خليجي أو أمريكي ، إن حصل ذلك ، ولكن الشيوخ المقدسين هم أكثر لهثا من أي أحد آخر .فالرشاوى بعمرة وبحجة وضيافة أكثر من الهم عالقلب. ويا أخي ما الذي يزعجك من مساواة اليسار مع المباركين ؟

اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53