الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الهوية الإسلامية

علي أبو مريم

2017 / 12 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا شك أن المتتبع للأحداث التي يعرفها العالم، غالبا ما يقول أن الإسلام بريء مما تقوم به التيارات الحسوبة على الإسلام السياسي أو الحركات ااحزبية المنظّمة، لكن ينسى نفس الشخص أنه ينعت من ينخرط في هذه الجماعات بالمُلتزِم..
مُلتزِم بماذا؟
سؤال لم يكلّف غالبية من يطلقونه أنفسهم طَرحه، لماذا هذا النعت؟ و ملتزم بماذا؟
الأكيد و المؤكد أن مظاهر الصلاح تبدو على هؤلاء و حاولاتهم تطبيق ما جاء في كتب التراث ما هي إلا زيادة تأكيد على لعبهم دور المصلح الاجتماعي، بتمظهرات دينية ترجع بالمتابع المتحمّس إلى ما رُسم في ذهنه عن القرن الأول و المدينة الفاضلة لما حُكي عنه للعهد الأول في الكتب الصفراء!! و هنا يظهر لنا جليا ما في هذه الكتب من سموم دُسّت، ليس هذا هذا الكلام من باب نظرية المؤامرة التي يقول بها تجار الدين، و إنما هي فعل و صنيع من سبقهم ممن انتسب لهذه الأمة!! و المليئة شريعتها بالتناقضات الجلية لكل ذي لُبّ، و هنا أستحضر حديثا جاء في هذه الكتب يقول:"سألت ربي ثلاث، فأعطاني اثنتين و منعني واحدة: أعطاني أن لا تهلك أمتي بالسنة بعامّة(الجفاف) فأعطانيها و أن لا يُسلّط عليهم عدوا يستبيح بيضتهم (أي الكفار و هذا غير صحيح) فأعطانيها، و أن لا يضرب بعضهم رقاب بعض فمنعنيها.. (رواه مسلم و أبو داوود بروايتين مختلفتين و الحديث صحيح بحسب مقاييس و قواعد علم الحديث)
من هنا نستشفّ أن مؤلفي هذا الحديث بما أنه كُتب بعد أكثر من 200سنة بعد وفاة رسول الإسلام، أن المنتسبين كُتب عليهم الشقاء و إراقة الدماء.. لذلك فالتاريخ الإسلامي منذ عرفناه ملطخ بالدماء و الغدر و القتل و الخيانة.. إلى يومنا هذا، عصر تقنية ال HD التي أصبحت الجماعات الإسلامية التوّاقة إلى ماضي أسلافها تتحفنا بمشاهد مُقرفة، تقشعرّ لها العقول و تستنكرها حتى ممن ينتشون بماضي الأسلاف.. ممن تأثّروا بالمدنية و الحضارة الإنسانية، بينما نرى مجموعة أخرى مع الأسف، تبرر هذه الأفعال، بل و تتمنى تطبيقها على أرض الواقع، و هذا حال مجموعة مهمة من الشباب العربي المسلم المُتحمّس الجاهل الفارغ.
هذا الجيل الجديد من الشباب الضائع بين ماضي و أمجاد حُكيت له، عبر مقررات مدرسية أو عبر برامج تلفزية ظنّ القائمون عليها في أواخر القرن الماضي أنها أهداف نبيلة، بل هي في الواقع أكبر نقمةء، خرّجت لنا أجيالا توّاقة إلى الموت في سبيل أسطورة قيل أنهم سيلقَوْنها جزاء جهادهم لإعلاء كلمة الإسلام، بينما يقول عامة معتدلي المسلمين أن الإسلام من هذا براء.. طيّب هل بقولكم هذا تكونون قد برّأتم أنفسكم و كل من يحمل اسما يَنسِبه لهذه الأمّة؟
لا أظن ذلك! كل من يحمل اسما لم يختره و صار بسببه مُصنّفا في خانة المنبوذين يحاول إيجاد مخرج لنفسه من تلك القوقعة بكل السبل، و صار كل من حاول النهوض بحال الأمة التي يُنتسب إليها بأقبح النعوت، كما حاول جهابذة من رفعوا اسم هذه الأمة و كُفّروا و استبيحت دماؤهم لمجرّد تفكيرهم و دعوتهم خارج القطيع كابن رشد و ابن سينا و القائمة من كل من حملوا مشاريع تنوير.. و ما يحزن في الأمر تساؤل سُذّج الأمة : كيف السبيل للخروج من هذا المأزق؟
العاقل الذي يريد تقويم نفسه، يُعرّض نفسه للنقد أولا ثم يستخرج نقط ضعفه و يحاكمها، ثم بعد ذلك يمضي في إصلاحها، و إن تطلّب منه ذلك التنازل عن مُسلّمات كانت بالأمس القريب مكنونة، و أن يعتقد أن ما اكتسبه من هذه التجارب ما هو إلا انطلاقة جديدة له و لمجتمعه و لمستقبل أفضل يتمنّاه سيعيش بعضا منه.
و على غرار ما قال أحد منظّري الفكر الحركي الإسلامي أقول :
"أقيموا الحضارة في أنفسكم تقُم لكم في أرضكم" (ردا على دعاة العودة..)
و أضيف :
"عليكم بالمدنية حتى تأتيكم المنية، فإنها النجيّة، و إن كانت الحياة فَنِيّة، فستكون لأبنائكم هنيّة"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صباح الخير
احمد الجن ( 2017 / 12 / 9 - 12:55 )
المشكلة انكم تاخذون التاريخ الاسلامي على انه 10 سنوات بش 1400 سنة فلو اخذتموه على مستوى 1400 سنة سيختفي هذا الشر او العنف وبكون قليلا
ايضا هل سمعتي عن الدمشقي
اذا لم تسمعي عنن اقرءي عنه واذا كنت صادقز سيتكون عندك سءال وهو لماذا دواعش ذاك الزمان لم يغتالوه

اخر الافلام

.. بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري


.. رحيل الأب الروحي لأسامة بن لادن وزعيم إخوان اليمن عبد المجيد




.. هل تتواصل الحركة الوطنية الشعبية الليبية مع سيف الإسلام القذ


.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف




.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب