الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق الإنسان كذبةٌ صبيانيةٌ .

يوسف حمك

2017 / 12 / 9
حقوق الانسان


أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة وثيقةً بتاريخ 10/ كانون الأول عام 1948/ تنص على أنه : ( يحق لكل شخصٍ أن يتمتع بكافة حقوقه الإنسانية . بغض النظر عن اللون أو العرق أو الجنس أو الدين ..... و لجميع الشعوب و الأمم ...)
لتحقيق المساواة و العدالة و الرقي الاجتماعي و إحياء الكرامة .

لم تكتفي الجمعية العامة بهذا القدر ، بل أنشأت المحاكم الجنائية لغرض فرض العقوبات على الدول و الجهات التي تنتهك هذه الحقوق .
إلا أن الواقع مغايرٌ لكل ماسبق . فحدث عن الخروقات ، و أفظع الجرائم و الانتهاكات و لا حرج .

خطبٌ و مواعظٌ رنانةٌ ( بالقول ) تملأ الصدور مسرةً و بهجةً . و ممارساتٌ إجراميةٌ بحق البشرية ( بالفعل ) تكوي القلوب ألماً .
انعدام الحقوق ، و ارتكاب أفظع الشرور ، و إبادة الجنس البشري ، تدمير البنية التحتية ، ترحيل الناس قسراً بقصد التطهير العرقي ، و براميلٌ تفجر الأسواق و المناطق المأهولة .
حتى مخيمات اللاجئين و تجمعات النازحين لم تسلم من شر قذائفهم البغيضة .
كما المستشفيات تقصف ، و توقف عن الخدمة .

جرائم حربٍ ضد المعتقلين حسبما يشير مسؤولو المنظمات الحقوقية .
الدول الراعية لهذه الحقوق هي التي تنتهكها ، و تمنع امتثال مقترفيها أمام المحاكم لمحاسبتهم
تباينٌ في الآراء إزاء القاتل : هناك من يصفه بالبطل ، مقابل من ينظر إليه بازدراءٍ على أنه جزارٌ و سفاحٌ .

ميليشيات مدعومةٌ من حكوماتٍ تمارس حملاتاً وحشيةً تطهر المناطق من مجموعاتٍ إثنيةٍ و دينيةٍ و مذهبيةٍ أصيلةٍ . تمنع الصحفيين بالدخول إليها لإخفاء معالم تلك الجرائم ، و عدم توثيق الأدلة ، و الإفلات من العقاب .

منظماتٌ حقوقيةٌ تكشف وثائق تؤكد انتهاكات تلك الحقوق ، و تدهور الأوضاع الإنسانية في البلدان التي تمارس فيها : ( النفي و التمييز العنصري و الديني ، و الإبادة الجماعية ، و قمع الحريات ، و تجريد الأشخاص من ممتلكاتهم زوراً و بهتاناً ، فاستخدام الأسلحة المحرمة دولياً .... ) دون أن تلقي آذاناً صاغيةً .

استعمارٌ بأشكاله المختلفة يمارس انتهاكاتاً لا ترقى لجرائم الحرب فحسب بل تتجاوزها .
اجتياحٌ عسكريٌ للمدن و قصفها بالقذائف التي تفجر الأجساد قبل تفتيت المباني .
ارتكاب مجازر مروعةٍ لقمع المناوئين ، و كم أفواههم ، و تهجيرهم قسراً ، فتشردٌ و ضياعٌ أو غرقٌ .

بالقصف و القنص و الحرق تسقط الأقنعة عن الوجوه ، و زيف الشعارات .
سقوط القتلى في الشوارع و الأزقة ، كقطعان الخراف في مسالخ الذبح ....
و حروبٌ حبلى لا توشك على الانتهاء إلا لتولد حرباً جديدةً .
حكمةٌ قالها الأقدمون : ( يا حريق يا غريق ، يا شنططة عطريق )

حكوماتٌ تدعي حماية حقوق الإنسان لكنها هي التي تدمر ، و تهيمن على العباد ، و تسلب الثروات ، و تبيع الأسلحة لاستئناف الحروب و بث الفوضى .
ليس بوسعك إحصاء القتلى ، و عدد الفارين و المشردين يفوق طاقة العقل في إحصائهم .
مقابرٌ جماعيةٌ تعج رفاتاً أعدموا رمياً بالرصاص .
أمهاتٌ يعشن مع الألم ، و آباءٌ يبتلعون الوجع خفيةً .
قتل المدنيين و تجنيد الأطفال ، و سبي النساء و اغتصابهن ، فبيعهن في الأسواق ، و حرق القرى و البلدان و تدميرها عن بكرة أبيها .
مرتكبوها هم واضعو القوانين و حماة الأمن .

صمتٌ دوليٌّ إزاء مجرمي الحروب ، و غض الطرف عن منتهكي الحقوق ، و عدم الوفاء بالالتزامات المنصوص عليها في القانون الدولي .
و فشلٌ في تحمل المسؤولية لحماية من يتعرض للظلم ، بل تقصيرٌ و تآمرٌ .

عنادٌ و تعصبٌ لإثارة الفتن ، فإشعال الحروب ، و حرق الأخضر و اليابس من جراء أوهام الماضي ، و الثارات المذهبية و الدينية و الطائفية التي عفى عليها الزمن .
ضرب القوانين عرض الحائط ، و العبث بحقوق الإنسان ، و التصارع على قضايا ليس لهم الحق في خوضها بقلوبٍ محشوةٍ بالكراهية بدلاً من الرأفة و الرحمة .
قتلٌ للأحلام ، و وأدٌ للآمال ، فتدميرٌ بدلاً من التعمير .
انحطاطٌ بدلاً من النهوض ، و إفلاسٌ اقتصاديٌّ و فكريٌّ بدلاً من التنمية المادية و الفكرية و الازدهار و الإبداع .
تسلل الموت إلى البيوت الآمنة ، و تسرب اليأس إلى النفوس بدلاً من الحياة ، و العيش السعيد .
قهرٌ لا تشفيه قوانينهم النظرية ، و مرارةٌ لا تعوضها محاكمهم المزعومة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة


.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا




.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين


.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج




.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب