الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحرير وطن

سيف عطية
(Saif Ataya)

2017 / 12 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقولة المناضل إرنستو "تشي" جيفارا تلخص دور الغدر والخيانة وطريق انتصار الشعوب. "تشي" هو طبيب ماركسي أرجينتيني المولد وزعيم حرب العصابات في الثورة الكوبية قال:
"إذا أردت تحرير وطن ... ضع في مسدسك عشر رصاصات .. تسعة للخونة ... و واحدة للعدو ... فالولا خونة الداخل ما تجرأ عليك عدو الخارج".
القدس لا تتحرر و لن تتحرر ابدا الا اذا ما عملنا التالي:

اشتثاث الخونة اولا
توحد قوتنا ثانيا
اذا ما تخلينا عن ثقافة الأنا ثالثا. ثقافة التعالي العنصري والديني والطائفي.

وهؤلاء هم معظم رجال الدين المتأسلمين ومنظمات الأرهاب وكتّاب وأعلاميّ السلاطين وقنوات السلاطين وملوك وسياسي الأنبطاح ومزوري التاريخ و رسل الفتنة والتفرقة يحشدون ويصرخون عواء ونحيب وهم من لا يحرك ساكنا وقبض سالفا. فلا تنجرف عزيزي العربي والمسلم وراء صراخ هؤلاء ولا تتبع عاطفتك وتنتحر .. فأندفاعك الغير مخطط والامسؤول ممكن أن يدمرنا جميعا مازال خونة الداخل ودمى السلاطين يتحكمون بشؤوننا و مقدراتنا. أذا اردت ان تنتقد وتصحح الاخرين عليك ان تعرف قيمة نفسك وحجمك الطبيعي. "لا تدع إصرارك و حماسك ينقلبان إلى عناد وجهل" انطوني دانجيلو.. فصحح ما في نفسك و ماحولك وابحث عن اسباب ضعفك ونظف ساحتك من السلاطين والخونة أولا فلولا ضعفك وجهلك وقلة حيلتك لما تجرأ أحد عليك.
لقد شهد التاريخ القديم والمعاصرالعديد من الخونة والخيانات التي غيّرت مجرى التأريخ، فخيانة يهوذا الحواري لنبي الله عيسى عليه السلام حيث سلمه الى السلطات الرومانية مقابل ثلاثين قطعة فضيّة. فما خيانة بروتس لعمه يوليوس قيصر الروماني و قتله، وخيانة مير جعفر الأمير الهندي لصالح الإنجليز ضد الإمبراطورية المغولية المسلمة لأحتلال الهند بسبب خيانته. وما بالك سقوط الاندلس الا بالخيانة والتشرذم. ولا تنسى الحرب الباردة وحرب الجواسيس بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. ناهيك عن تاريخنا الاسلامي الملئ بالخيانة والغدر كما حصل مع غدر أبو بكر و عمر و الإمام علي والقائمة طويلة عريضة.

بالأمس أعلنها ترامب عاصمة اسرائيل ووهب ما لايملك رغما عن انوف الجميع ضاربا عرض الحائط كل المبادئ والقيم والأعراف والمشاعر ولم يفعلها الا بمن اعطاه فرصة من زعماء الاعراب و ضعفهم و تناحرهم و خيانتهم. فمظاهراتكم و احتجاجاتكم لا تنفع بل تدمركم فهي محسوبة مقدما عند اعدائكم و هم يتمنوا هذا السيناريو. بدأ يوم أمس الرصاص يتساقط دون رحمة و دون تمييز يخترق أجساد الفلسطينيين رحمة الله عليهم لا لشئ الا ان يعترضوا على قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لأسرائيل. وتعالت صرخات الغضب ارجاء المعمورة ولم يحسبوها ان العرض والطلب والبيع والشراء قد تم بمصافحة البائع والمشتري ودفع من دفع و قبض من قبض. فلا صراخ ينفع ولا تغريدات تضر وانتم الضعفاء لا حول لكم ولا قوة عير الصراخ كما قالها أبو تمّام: "والسيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجِد واللعب". ليس هناك اي لوم على ترامب. ماهو الا رجل اعمال وقع صفقة. لقد وجد ترامب فينا ضعفنا و تفرقنا و طائفيتنا وتصنعنا و جهلنا و تبجحنا وانبطاحنا وخيانتنا وبأتفه الأثمان. بيع القدس لم يكن بقرار من ترامب بل كانت معروضة بالمزاد العلني لمن يدفع أكثر و حجة الظالمين والجبابرة للتخلص من معارضيهم باسم القضية الفلسطينية. و داعا قدسنا وداعا أرضنا وداعا.فما القدس الا البداية. اليوم القدس وغدا بغداد والقاهرة والحجاز ونجد وصنعاء ودمشق وما انتم سوى نزلاء مستهلكين علة على البشر.

رحم الله شاعر العراق مظفّر النواب حين قال:
القدس عروس عروبتكم
من باع فلسطين وأثرى بالله
سوى قائمة الشحاذين على عتبات الحكام
ومائدة الدول الكبرى ؟
فإذا أجن الليل
تطق الأكواب بان القدس عروس عروبتنا
أهلا أهلا أهلا
من باع فلسطين سوى الثوار الكتبة ؟
.......
القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها ؟؟
ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم
وتنافختم شرفا
وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض
فما أشرفكم
أولاد القحبة هل تسكت مغتصبة ؟
أولاد القحبة
لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم
إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
تتحرك دكة غسل الموتى أما أنتم
لا تهتز لكم قصبة

ممكن ان تجد القصيدة كاملة على الرابط التالي: http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=64136

12/09/2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي