الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستواجه الصفعة الفلسطينية صفقة أمريكا ؟

أحمد كعودي

2017 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


هل ستواجه صفعة القرن الفلسطينية صفقة القرن الأمريكية ؟.

أحمد كعودي المغرب.
لم يكن قرار الرئيس الأمريكي ،بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس ،بالنسبة للمتبعين ولا بالنسبة لحلفائه في المنطقة وعلى وجه التحديد الدولة المنتقدة في الخليج ،بدليل ، 1-زيارة ترامب للرياض في 21 أيار/مايو الماضي وعقده لما سماها البيت الأبيض ، بصفقة القرن ، تمخض عنها تشكيل": أ-- تحالف إسلامي عربي إسرائيلي ، لمحاربة التطرف والإرهاب "ب- تعين مسؤول البيت الأبيض ،محمد بن سلمان زعيم على هذا التحالف سلطان على السعودية ، ج – أخذ ترامب ما مجموعه ترليون دولار ،د- تسريع ما تبقى من الدول العربية" المعتدلة حسب ، التوصيف الغربي عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني ،2 –أكيد صحيفة" يديعوت أحرنوت" لهذا السبت بقولها :" أن ترامب وضع محمد بن سلمان في الصورة قبل اتخاذه لقرار" ،الأمر الذي أثبته لقناة الميادين في النشرة "المسائية"، ليوم الجمعة ، السيد عباس زكي ،عضو الجنة المركزية لحركة فتح بقوله : أن ولي ، العهد السعودي أخبر محمود عباس بالقرار، والحال ، أن خطوات " ترامب" وحلفائه باتت مكشوفة وليس سرية ،أما ما لم يتوقعه حلفائه أو على الأصح ما لم يفهمه الزعماء العرب هو توقيت الإعلان وتسريع تنفيذ القرار، ففي نظر كثير من المحلين المتموضعين في التحالف ، المناهض للمشروع ، الصهيوني ألأمريكي وأدواته الرجعية والذين يربطون بين الملفات في مختلف بؤر التوتر والأزمات أن هذا التعجيل في حسابات الرئيس الأمريكي لم يكن اعتباطيا أو غير دقيق وإنما أملته المبررات التالية:
1-أن مشروع الشرق الأوسط هو، قاب قوسين أو أدنى من السقوط في كذا مكان من مجمل جغرافية الدول التي كانت مهددة بالتقسيم والحرب الأثنية والطائفية ،ولكم نماذج من ذاك المشروع المتهاوي ، أ- انتهاء داعش عسكريا في العراق وسوري ولبنان.
ب- انكسار مشروع الدولة الكرية في العراق..
ج- فشل السعودية في جر لبنان إلى حرب أهلية، بعد سيناريو اعتقال الحريري وطلاق سراحه.
د- خسارة الامارات والسعودية في فكهما ، ارتباط تحالف أنصار/الحوتين بحزب المؤتمر الشعبي العام ،بعد مقتل رئيسه علي عبد الله صلح في اليمن.
فشل هذا المخطط في بداية وسطه بعد ما دمر ما دمر في بلدان عربية وبمعاول للأسف الشديد عربية ، لا يعني أن القائمين عليه وأعني بهم الثلاثي المعروف : ( الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية) ،يئسوا واستسلموا ،لمحور النضال والممانعة ، أو ما يطلق عليه " محور المقاومة" الذي بات رقما صعبا في معادلة الشرق الأوسط ، سواء اتفقنا معه أم تناقضنا مع هويته ،محور واضح في مناهضته للعولمة الرأسمالية ومقاوم للمشاريع الصهيونية والرهان عليه على المدى المتوسط بات من اولويات المقتنعين بحركة التحرر العربية و"بلاهوت التحرير" في المنطقة ،رغم أن الإنجازات الميدانية التي حققها هذا المحور إلا أن تأثيره في المنطقة ، بالرغم من مصداقيته وجهوزية مقاتليه لا زال دون المستوى المطلوب للمواجهة المفتوحة مع أمريكا وربيبتها العدوة الإسرائيلية والعرب المتصهينين بسبب التضليل للماكينة الاعلامية الضاربة لمعظم دول الخليجية ودور شيوخهم الواهبين، في التحريض الطائفي ،ولعل من أسباب تسريع ترامب لنقل السفارة حسب تقديري ،هو الحيلولة دون تمدد هذا المحور واختراقه لدول الخليج ذاتها وتوسعه ليشمل مختلف الطيف السياسي التقدمي العربي كالجبهة التقدمية للأحزاب العربية وغيرها من الأحزاب اليسارية و مكونات المجتمع المدني/الأهلي ، ولذا عجل رئيس البيت الأبيض بالقرار ،للضغط على حلفائه دول النفط ،بإخراج عملية التطبيع مع العدو الاسرائيلي وتكتيفهم التعاون العسكري والأمني معه ، للحيلولة دون توسعه ككتلة تاريخية مناطقتيه قادرة على دعم المقاومة الفلسطينية لتحرير الأراضي المغتصبة من طرف الكيان الصهيوني ، لكن هل ستجري الرياح بما تشتهيه رغبات" دونالد ترامب" وناتنياهو" ومن معهما ؟ الجواب في نظري ممكن و رهين بشرطين :
2-إرادة الشعب الفلسطيني باستدامة الانتفاضة وإبداع في صيغ المقاومة وتحديه لما دعا إليه محمود عباس ، ب"المقاومة السلمية "«،وهذا التوصيف يذكرنا بما قاله وزير الخارجي الأمريكي الأسبق منذ سنتين عن ،"جبهة النصرة "التنظيم الارهابي حين غيرت اسمها لتصبح ،" هيأة تحرير الشام" بوصفها بالمعارضة الإسلامية المسلحة المعتدلة >> بدل لأن يصرح السيد محمود عباس بالفم الملان تحلل السلطة الفلسطينية من اتفاقية "أسلو" المشؤومة وقد أعطاه ما يسمى مجازا راعي السلام مبررات للخروج منها ، حيث راح يتشاور مع أشقائه العرب ،ليتوسلوا لمجلس الأمن ، إنقاذ عملية السلام بمراجعة الادارة الأمريكية قرار نقل سفارتها ، إلى القدس والدخول مع الولايات المتحدة في سجال قانوني حول عدم شرعية قرار ترامب ،الكل يعرف أن أمريكا تتعامل مع أعدائها و خصومها وحتى مع أصدقائها بمنطق ميزان القوى العسكري ، والدليل على ذلك تراجع تهديداتها الفعلية لكوريا الشمالية ، كما أم مجلس الأمن قراراته متعلقة بالتوازنات بين الدول المالكة لحق الفيتو، ولهذا وبكل وقاحة مندوبة الولايات المتحدة " نيكي هايلي" أثناء عقد جلسة الأمس للنظر في طلب مندوب " بوليفيا" ومندوب فلسطين والمندوبة الأردنية.... بكل وقاحة وصلافة ، زعمت مُمًثلة البيت الأبيض ، أن مساء السبت أن الجميع يعرف ،أن القدس عاصمة ، إسرائيل وأن رئيس بلادها لم يقم إلا بتفعيل هذا الإقرار ، مضيفة بنوع من المكابرة ،أننا لن نسمح لأحد أن يعطينا دروسا ،أو يتحدث في أمو ر لا تمس الواقع والتاريخ ،والعيب في نظرنا ليس في أمريكا
بل في السلطة الفلسطينية التي وضع كل بيضها في السلة الأمريكية وفوضت لها حق التصرف في قراراتها السيادية فالبيت الأبيض هو الراعي" لعمليات السلام " والمحدد لسقف التفاوض ، بين الجانبين : الفلسطيني والاسرائيلي إذن من قبل بمصادرة قراراته عليه أن يقبل ثمن تماهيه مع الأمريكان وهنا أستدعي أحد الأمثلة المغربية يقول ما معناه :" دخول الحمام ( بمعنى الحمام التركي المخصص لنظافة الجسم) ليس مثل الخروج منه " أي: من تورط في العلاقة غير الندية مع أمريكا ،ليس من السهل الانفصال عنها إلا إذا حدثت المعجزة,
3-في الموقف من القرار الاستفزازي المتتبع لردود الفعل العفوية الجماهيرية أو المستجابة لنداء الفصائل الفلسطينية المصافحة والتي دعت إلى : النفير والغضب ليوم الجمعة يلاحظ المتبع لشأن الفلسطيني ،تعميم المظاهرات والوقفات الاحتجاجات في أغلبية العواصم العالمية ، احتجاجا ، على القرار الأرعن" لدونالد ترامب" وهذا في حد ذاته مؤشر إيجابي ، إن أحسنت الفصائل الفلسطينية بشقيها ، السياسي والمسلح استثمار هذا الحراك والدفع به ليس فقد من أجل التمسك بالقدس عاصمة للبلاد والتنديد بالقرار ألأمريكي ولكن من أجل عودة القضية الفلسطينية إلى ما كأنت عليه قبل ،"اتفاقيتي: كامب دافيد" و"أسلو" ووادي عربة"، وهذا يفرض على الشعب الفلسطيني مهام : أ- التسريع بإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية لترتيب البيت الفلسطيني المختل ، ب- تحين وإغناء الميثاق الوطني الفلسطيني ج -جهر السلطة الفلسطينية بإنهاء التعاون الأمني مع إسرائيل وعلى إنهاء إعمالها باتفاقية أسلو ، والدليل المشجع الممكن، الاشتغال عليه هو مؤشر التعبئة/الهبة التي تظهر أن معظم الشارع العربي ، رغم محاولة بعض الأصوات ، النشاز الداعية إلى التطبيع مع العدو الإسرائيلي والمدفوعة من طرف ا لأنظمة يظهر أنه مازال مقتنعا ( أي الشارع)، بأن القضية الفلسطينية قضية صراع وجودي بين العرب والمحتل وليس قضية حدود بين الفلسطينيين وإسرائيل ، كما يحاول أن يوهمنا الغرب الرأسمالية وأدواته ، ويعتبر أن ما أُخذ بالقوة يُنتزعُ بالقوة وهنا تُطرح على الفصائل الفلسطينية المناضلة مسؤولية ،تحين البند 8 من الميثاق الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطيني ،الذي ينص على الكفاح المسلح لتحرير الأراضي الفلسطينية ، و تعجيل المصالحة الفلسطينية بإعادة صياغة المنظمة على ثوابت المنظمة لعام 4 6 19 التي تدعو إلى ، تحرير كافة الأراضي المحتلة ،ولتدارك الأخطاء المميتة التي ورط فيها الغرب الرأسمالي وأدواته ، السلطة الفلسطينية في عزل القضية عن محيطها العربي وحصرها في خلاف حدودي و الدوران في دائرة مفوضات ، عقيمة بين الطرف الفلسطيني والعدو الاسرائيلي ، فهل يقلب السيد محمود عباس الطاولة على اتفاقية أسلو والمفاوضات العبثية ،ويعود بالقضية الفلسطينية ،إلى حضن الميثاق الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الوطني حيث تنص المادة 9 ،من ذات الميثاق على ما يلي :(الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وهو بذلك استراتيجية وليس تكتيك ويؤكد الشعب العربي الفلسطيني تصميمه المطلق وعزمه الثابت على متابعة الكفاح المسلح والسير قدما نحو الثورة الشعبية المسلحة لتحرير وطنه والعودة إليه...وممارسة حق تقرير مصيره فيه والسيادة عليه ) فهل يفعلها رئيس السلطة ويعلن في وقفة رجل شجاع ، نهاية التفاوض و مراجعة قرار الاعتراف بالكيان الصهيوني وذلك بإعادته القضية إلى المربع الأول حيث وجدت تفاعلا إن على المستوى الشعبي العربي أ وعلى المستوى الدولي التقدمي وهذا مكن إن تخلص الشعب الفلسطيني من قيود الاتفاق المشؤوم الذي يكبل تحركاته ، وفتح المجال له ل لمواجهة مفتوحة مع العدو الاسرائيلي و ذلك بالعودة بمنظمة التحرير إلى بداية " معركة الكرامة" ، وتضع بذلك القيادة الفلسطينية ، الكرة في مجلس الأمن أم ستمر في خيار الاستسلام بتوابل مطبخ البتر ودولار الخليجي ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد