الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آن الأوان لتحرير القدس يا أبطال الأمة

فوزي بن يونس بن حديد

2017 / 12 / 10
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليصدر القرار الخاص بإعلان القدس عاصمة لليهود المجرمين إلا بعد أن رأى العرب والمسلمين منشغلين في قضاياهم الداخلية، وظنّ المعتوه أنه بقراره ذاك قد استطاع أن يفي بوعده وعهده كما يزعم ويقول، فهو قد أصدر القرار بعد أن اتفق مع بعض الزعماء العرب واستشار آخرين في بعض دول العالم وأراد أن يستبق الحدث وأن يكتب في التاريخ وعدٌ مشؤومٌ آخر أشبه بوعد بلفور، وسيظل يلعنه التاريخ وستظل الأجيال جيلا بعد جيل تلعنه وتسبّه وتشتمه حتى بعد رحيله من البيت الأبيض بل حتى بعد رحيله من الدنيا، بل إنه لم يعتبر ما أصاب شارون قبله حينما دنّس بيت القدس بنجسه، والله عز وجل يقول في كتابه العزيز: "إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا"، والقدس الشريف بيت الله الحرام أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الثقلين ومعرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السموات العلا ولقاء ربّه المولى.

مهما فعل ترامب فإنه لن يستطيع أن ينقل سفارته إلى القدس الشريف بإذن الله، سيصيبه مثل ما أصاب أبرهة الحبشي حين أقدم على هدم بيت الله الحرام في مكة المكرمة، محاولةٌ عبثيةٌ لم يدرِ عواقبها السيئة رغم تحذير من حوله من الناس والمستشارين، إلا أنه أصرّ كما أصرّ ترامب اليوم على نقل السفارة النجسة إلى مكان مقدّس طاهر، فماذا كانت نهاية أبرهة؟، إنها النهاية التي نستشرفها لترامب في القريب العاجل بإذن الله، فإن لله جنودا خفية يعلمونه الدرس القاسي وهو يعيشه، لا يدري ترامب أن الله قوي، وقادر على أن يقول لأي شيء كن فيكون، وهو الحامي بيته ولا يسمح بأن يدنّسه أحد مهما كانت قوّته وجبروته، وأتوقع شخصيا أن تكون نهاية ترامب قريبة وقاسية كما حدث بالضبط لأبرهة وشارون وقارون وهامان، فكل هؤلاء نهايتهم مأساوية، هم الآن يزهون ويفتخرون بقرارهم الجريء، وتجرأوا على الله عز وجل كما تجرأوا عليه من قبل وجحدوا نعمه فكانت نهايتهم المشؤومة.

ما يحدث بعد قرار ترامب انتفاضات شعبية هناك وهناك، فالشعوب الإسلامية لا تسكت لأن ترامب قد تعدى الخطوط الحمراء بقراره المشؤوم المزعوم، وسيكون لها اعتبار، وستُدوَّي في كامل العواصم العربية والإسلامية كلها تصدح بقول واحد القدس عاصمة لفلسطين، القدس عربية إسلامية، ارحلوا يا يهود يا خنازير، كلها شعارات قوية في وجه العدو الصهيوني الإسرائيلي والأمريكي على السواء، حينما تنتفض الشعوب سيعلم ترامب أن قراره كان خطأ استراتيجيا، وما كان ينبغي أن يصدره وما كان ينبغي أن يوقّعه، وسيعترف بخطئه عاجلا أم آجلا، حينما تنتفض الشعوب الإسلامية لا بد أن أمرا جللا قد حدث وأيّ أمر أقوى من احتلال القدس الشريف وسلبه وتدنيسه، وعندما تنتفض الشعوب سيعلم  ترامب أنها لا تعبث يمقدّساتها وأنها مستعدة للتضحية بمالها وأرواحها من أجل القدس الشريف ومن أجل بيت المقدس ولا تخاف لومة لائم مهما أحدثت بها الخطوبُ من آلام ومآسٍ.

ومن المعلوم تاريخيا ان اليهود والصهاينة ليس لهم عهد ولا ميثاق، وقد خانوا العهود من قديم الزمان، ومازالوا وسيبقون على هذا النمط لا يحيدون عنه أبدا، فكلما وجدوا الفرصة للخيانة ينقضّون عليها ولا يبالون بحقوق الإنسان ولا الحيوان، ومع ذلك فهم جبناء إلى حدّ الخوف من ظلهم، يخافون من طفل يحمل حجارة، ومن امرأة تشخّص بصرها في وجوههم، ومن رجل يكشّر أنيابه في صدورهم، فنحن بالإيمان أقوى نتشبث بقوة الله والثقة الكبيرة بالله العظيم، وهم يتشبثون بالدنيا وبالبقاء الزائف فلا يحصلون إلا على الوهم والذلّة والمسكنة، ضُربت عليهم الذلة تاريخيا، فقد أذلّهم بنوخذ نصر وأذلّهم هتلر وأذلّهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وأذلّهم صلاح الدين الأيوبي وسيذلّهم من يأتي بعدهم بإذن الله تعالى.

الحقيقة التي يغفل عنها كثير من الناس أن الصهاينة المجرمين واليهود المتعجرفين ملعونون أينما وجدوا، لعنهم الله وأصمّهم وأعمى أبصارهم، وباتوا ينتظرون اليوم الذي يخرجون فيه أذلّاء منكّسي رؤوسهم من القدس الشريف وبيت المقدس وكل فلسطين، فالشباب المسلم اليوم هو أكثر استعدادا من أي وقت مضى لتحرير القدس الشريف من اليهود المجرمين بل وتحرير كل فلسطين ولا تهابهم القنابل النووية والسلاح الذي يملكه العدو الصهيوني، فكل ذلك لا يقف في وجوههم ولا يؤخّرهم عن أداء مهمتهم الغالية، وليعلم الجميع أن الشعوب عليها مسؤولية مواصلة الانتفاضات في كامل بقاع العالم حتى يجبروا ترامب على إلغاء القرار تماما بكل الوسائل السياسية والجماهيرية والانتفاضات الشعبية والعسكرية، فقد آن الأوان لتحرير القدس يا أبطال الأمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري