الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتب اثرت فى حياتى الولادة الثانية سوزان سونتاغ

مارينا سريال

2017 / 12 / 10
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


قراءاتي هي ادّخار ، تراكم ، تخزين للمستقبل ، ردم فجوة الحاضر
الكلمات هي العملة المعدنية للفكر ، لكنها ليست القيمة النقدية للفكر .
اكس هي حين تشعر بنفسك مفعولا به ، لا فاعلا .عندما تريد ان ترضي الناس و تخلف فيهم اثراً قوياً ، إما بقول ما يودون سماعه ، أو بصدمتهم ، أو بالتباهي + الادعاء بصداقتك للأسماء الشهيرة ، أو بأن تكون جريئاً .
صوت المراة المتمردة برغم انها فى مجتمع غربى لكنها عاشت الاضطراب ذاته الذى يمكن ان تحيا فيه لمراة العربية التساؤل من حولها البحث
جعل كل تفصيلة من حياتها مجالا مفتوحا للمباحثة ..انها امراة تحاول الركض واللهاث دائما خلف الحياه ولكن الحياة تعيدها فى احيانا كثيرة مهزومة خائفة مضطرة لتبرير افعالها
عليها ان تتحدث او ان تصمت وتزدرى كل هذا
فى النهاية هى امراة عاشت وتألمت ولكنها عاشت ليست امراة للصموت بلا عقل فتلك امراة ميتة بلاحياة
رسالتها الى بورخيس
3 يونيو/حزيران 1996 نيويورك


عزيزي بورخيس

لأن الأدب الخاص بك كان دائمًا تحت علامة الأبدية، فإنه ليس غريبًا أن أوجه لك تلك الرسالة. (بورخيس، إنها عشر سنوات!) إذا كان هناك واحد معاصر بدا الخلود مقدرًا له، فهو أنت. أنت كنت كثير الإنتاجية والثقافة، كنت حتى تعرف كيف تميز وقتك وثقافتك بطرق تبدو سحرية تمامًا. كان لذلك علاقة بانفتاحك وسعة اطلاعك. كنت الأقل تمحورًا حول الذات، أكثر الكتاب شفافيةً، والأكثر إبداعية أيضًا، كان لذلك أيضًا علاقة بالنقاء الطبيعي للروح.

رغم أنك عشت بيننا وقتًا طويلًا نوعًا ما، أنت استوفيت ممارسات الإجادة والموضوعية، ما جعلك مسافرًا خبيرًا عبر العصور. امتلكت حسّاً بالزمن يختلف عن بقية الناس. الأفكار العادية في الماضي والحاضر والمستقبل، بدت تافهة أمام نظرتك. أنت أردت القول إن كل لحظة تحتوي على الماضي والحاضر والمستقبل، وأستعير – حسبما أتذكر - الشاعر براوننغ كتب شيئًا على شاكلة:" الحاضر هو اللحظة التي ينهار فيها المستقبل في الماضي".

بطبيعة الحال، كان ذلك جزءًا من تواضعك: ذائقتك أن تجد أفكارك في أفكار الكتاب الآخرين.

تواضعنا كان جزءًا من تأكيد حضورك. أنت كنت مكتشف الأفراح الجديدة. تشاؤم عميق، هادئ، لا تحتاج أن تكون ساخطًا، كنت، بدلًا من ذلك، مبتكرًا - وكنت فوق كل ذلك مبتكرًا.

الصفاء وتجاوز الذات التي وجدتها، بالنسبة لي كان مثاليًا. أظهرت أنه ليس ضروريًا ألا تكون سعيدًا حتى لو كان واضحًا للعين وغير قابل للمواربة فظاعة كل شيء. في مكان ما أنت قلت إن الكاتب - بدقة أضفت: كل واحد - عليه التفكير مليًا أن كل ما يحدث له أو لها هو مَوْرِد/ مَنْهَل. (كنت تتحدث عن عماك).


لقد كنت موردًا عظيمًا للكتاب الآخرين. في 1982- أربع سنوات قبل موتك - أنا قلت في مقابلة:" لا يوجد حي الآن أكثر أهمية من بورخيس، البعض ربما يقولون إنه الأعظم. عدد قليل جدًا من الكتاب اليوم لم يتعلموا منه أو يقلدوه". هذا حقيقي، ما زلنا نتعلم منك، ما زلنا نقلدك. لقد أعطيت للناس طرقاً جديدة للتخيل، بتصريحك أننا ندين للماضي، وقبل كل شيء، الأدب. لقد قلت إننا مدينون للأدب تقريبًا بكل ما نحن عليه وما كنا عليه. لو اختفت الكتب، التاريخ سيختفي، والوجود الإنساني أيضًا سيختفي. أنا واثقة من أنك على حق. الكتب ليست مجموعة اعتباطية من أحلامنا وذاكرتنا، إنها توفر لنا نموذجاً للسمو الذاتي. بعض الناس يظنون القراءة نوعاً من الهروب: هروب من العالم الواقعي اليومي إلى عالم متخيل، عالم الكتب. الكتب أكثر من ذلك، هي فرصة الإنسان الكامل.


أنا آسفة لأقول لك إن الكتب الآن تعتبر أنواعاً مهددة بالانقراض. بالكتب، أعني أيضًا، حالات القراءة التي تخلق تصور الأدب وآثاره الروحية.

قريبًا، سيُقال لنا، سوف نأتي بأي كتاب، أي نص، عند الطلب، وسنكون قادرين على تغيير مظهره، نطرح أسئلة منه ونتفاعل معه. وقت تصبح الكتب "نصوصاً" نتفاعل معها وفقًا لمعايير الجودة، الكلمة المكتوبة ستصبح مجرد جانب آخر من واقعنا التلفزيوني الذي يحركه الإعلام. هذا هو المستقبل المجيد الذي يتم إنشاؤه، ونوعد به، كشيء أكثر ديمقراطية. وذلك طبعًا لا يعني شيئاً أقل من موت الجوهر، والكتاب.

هذه المرة لن تكون هناك حاجة لحريق كبير. البرابرة لن يضطروا إلى حرق الكتب. النمر موجود في المكتبة. عزيزي بورخيس، أرجوك تفهم أن الشكوى لا تريحني، لكن لمن قد أشتكي بخصوص مصير الكتب- القراءة نفسها - وأخاطبه أفضل منك؟ (بورخيس، إنها عشر سنوات) كل ما أقصد قوله هو أننا نفتقدك. أنا أفتقدك. تستمر في إحداث الفارق. العصر الذي نحن فيه الآن، القرن الواحد والعشرون، سوف يختبر الروح بطرق عديدة. ولكنْ، كن على يقين، بعض منا لن يهجر المكتبة الكبرى. وأنت، ستبقى راعينا وبطلنا.

المترجم: ترجمة جابر طاحون
نحن الكتاب تقلقنا الكلمات. تحمل الكلمات معاني وتشير إلى أشياء. الكلمات أسهم عالقة في الجلد الخشن للواقع. وكلما كانت الكلمات منمقة و متداولة، أصبحت تمثل فضاءات وأنفاقًا من الممكن أن تتسع أو أن تتداعى. يمكن للكلمات أن تحمل رائحة سيئة وغالبًا سوف تذكرنا بفضاءات أخرى حيث نفضل السكون أو فضاءات نظن فيها أننا بالفعل أحياء. من الممكن أيضًا أن تكون مساحات نخسر فيها فن الاستقرار وجزالته.

فماذا نقصد بكلمة “سلام” مثلًا؟ هل نقصد غياب الاضطراب؟ هل نقصد النسيان؟ هل نقصد الغفران؟ هل نقصد إعياء عظيمًا ومرهقًا أم هل نقصد التجرد من الضغينة؟ يبدو لي أن ما يقصده معظم الناس “بالسلام” هو الانتصار. انتصار جانبهم، هذا ما يعنيه لهم “السلام”، في حين أنه يعني الهزيمة للآخرين، يصبح السلام مساحة لا يعلم الإنسان كيف يستقر فيها.”

تتفكر سونتاغ، متأملة الاسم الكامل للجائزة التي أنتجت خطابها “جائزة القدس لحرية الفرد في المجتمع”، في علاقة الكاتب بالكلمات كأدوات تمثل الكاتب شخصيًا:

“ليس مهماً ما يقوله الكاتب، المهم هو الكاتب نفسه.

الكتاب – وأعني أعضاء الجماعة الأدبية – هم رموز للاجتهاد (وضرورة) للرؤية الفردية.”

ولكن لأن “هناك الكثير مما يبعث التناقضات في كل شيء” كما لاحظت سونتاغ بأسى قبل ربع قرن، هنالك جانب مظلم لمفهوم الرؤية الفردية. في نص يتناسب جدً اوعصرنا، عصر الانتشار الذاتي والهوية، سونتاغ التي عاشت خلال عصر الأنا كتبت:

“تبدو لي الدعاية الترويجية غير المنقطعة في عصرنا “للفرد” مشبوهة جدًا، فيما تصبح “الفردية” مرادفًا للأنانية. يصبح المجتمع الرأسمالي مهتمًا بتمجيد “الفردية” و”الحرية”، وذلك قد يعني أن لهذا المجتمع حق أبدي في تضخيم النفس والحرية في التخزين والاستيلاء والاستغلال والاستنزاف حتى يندثر هذا المجتمع.

أنا لا أؤمن بأن لتهذيب النفس قيمة وراثية وأعتقد أنه ليس هنالك حضارة (أستخدم هذا المصطلح بشكل معياري) لا تملك مقياسًا للإيثار والاهتمام بالغير. أنا أؤمن بأن هنالك قيمة متأصلة في تعميق وعينا بما يمكن أن تكون عليه الحياة الإنسانية. إذا خاطبني الأدب باعتباره مشروعًا، بوصفي قارئة أولًا وكاتبة ثانياً فما هو إلا امتداد لتعاطفي مع أنفس ومجالات وأحلام وكلمات واهتمامات أخرى.”

في رؤية متضادة ثقافيًا اليوم كما نرى، تبنى مهن على أفكار معلقة متراكمة ، تولي سونتاغ اعتبارًا لمهمة الكاتب الحقيقية:

“على الكاتب أن لا يكون آلة آراء.. مهمة الكاتب الأولى هي قول الحقيقة لا امتلاك الآراء. يجب عليه أن يرفض مشاركة الأكاذيب والتضليلات، فالأدب هو بيت التباين والفروق الدقيقة ضد أصوات التبسيط، ومهمة الكاتب أن يجعل تصديق لصوص الفكر صعبًا. إن مهمة الكاتب هي السماح لنا برؤية العالم كما هو مليئًا بالكثير من الادعاءات والأجزاء والتجارب المختلفة.

إن مهمة الكاتب هي تصوير الحقائق: الحقائق المنحلة وحقائق الفرح. هذا هو جوهر الحكمة الأدبية (تعددية الإنجازات الأدبية) مساعدتنا على فهم أن ما يحدث الآن يحمل في طياته حدثًا آخر.

تثير كلمات سونتاغ إدراكًا مؤلمًا لنزعتنا المعاصرة في بناء آراء سريعة وخاطئة؛ آراء مبنية على المعرفة بما هي أساسًا أصداء لردود أفعال أخرى.

تلاحظ سونتاغ: “من الفظاظة إشاعة آراء للعامة لا يملك الشخص فيها معرفة مباشرة عميقة. إذا تحدثت عما لا أعرف أو عما أعرف باستهتار فإن هذا مجرد تسويق للآراء.

مشكلة الآراء هي أن الشخص يعلق فيها. وكلما تصرف الكتاب بوصفهم كتاب فإنهم دائمًا يرون أكثر.”

وتوثيقًا لقوة الأدب في ضبط الفوارق البسيطة للمعنى واحتفالًا بما تسميه الشاعرة إليزابيث ألكسندر “تعددية المعاني والأصوات والمتحدثين”، تضيف سونتاغ:

“إذا كان الأدب، هذا المشروع الضخم الذي نُظم (في مجال اختصاصنا) منذ ما يقارب آلاف السنين يتضمن الحكمة – وأنا أؤمن بأنه يتضمن الحكمة وأنها في الأصل جوهر ضرورة الأدب لدينا – فهو يتضمنها من خلال عرضه لازدواجية طبيعة مصائرنا الشخصية والجماعية. سوف يذكرنا باحتمالية وجود التناقضات وأحيانًا النزاعات التي لا يمكن اختزالها بين القيم التي نعتز بها كثيرًا.”

تنشأ من هذا الإدراك بالتعددية والتكامل أرفع مهة للأدب وأعظم جزاء. تكتب سونتاغ بعد قرون من رحيل واحد من أعظم المؤثرين بها وهو الفيلسوف هيغل، الذي حذر من خطورة الآراء الثابتة:

“الحكمة في الأدب معاكسة لامتلاك الآراء. تَوْرِيد الآراء، حتى الآراء الصحيحة – عندما تطلب – يرخص من قيمة ما يقوم به الشعراء والروائيون على أكمل وجه، وهو مناصرة التفكر واستكشاف الغموض.”

في رؤية مرتبطة ارتباطًا استثنائيًا بالمحرض، فيما يتزايد كفاحنا للعيش مع الحكمة في عصر المعلومات، تردد سونتاغ صدى أفكار بطلها والتر بنجامين الأبدية عن الفرق الجوهري بين المعرفة والتنوي، وتقدر مهمة الروائي المطلقة:

“لن تستبدل المعرفة التنوير أبدًا. دع المشاهير والسياسيين يتحدثون معنا بدونية ويكذبون. لو كان من الممكن أن يرمز أن كونك كاتبًا وصوتًا عامًا إلى ما هو أفضل فإن ذلك سيكون اعتبار عملية تكوين الآراء والأحكام مسؤولية صعبة.

هناك مشكلة أخرى مع الآراء هي أنها من محركات شل الحركة الذاتية. ومن المفترض أن ما يفعله الكتاب باستطاعته أن يحررنا ويهزنا. وأن يسمح لنا بأن نتذكر أنه من الممكن أن نطمح في أن نصبح مختلفين وأفضل مما نحن عليه. أن نتذكر أننا نستطيع أن نتغير.”
ترجمة: أشواق المطيري



سوزان سونتاغ (1933 – 2004) ناقدة ومخرجة وروائية أميركية. في مذكراتها بين عامي 1964-1980، والتي نُشرت باسم (كما يسخر الوعي للجسد)، تكتب وكلها شعور غاضب، فتقول:

لم أتعلّم أبدًا تعبئة غضبي – أنا أظهر سلوكًا مقاتلًا من دون مشاعر مقاتلة.

لم يكن غضبًا أبدًا، بالأحرى أذى -لو كنت أحب- أو كرهًا، نفورًا لو لم أكن أحب.

أنا لا أتلفن لأحد أبدًا؛ أنا لا أطلب من أحد أبدًا أن يذهب إلى مكتب البريد ليضع رسالة لي؛ حتى لو كنت أستطيع ذلك.

أنا لا أثق بأي أحد يقوم بعمل أي شيء لي، أريد أن أفعل كل شيء بنفسي، أو إن تركت أحدًا يتصرف وكيلًا في أي مسألة، عندئذ سأروّض نفسي مقدمًا على أنها لن تنجز بشكل صحيح، أو لن تنجز على الإطلاق.

الصباحات هي الأسوأ.

الناس هم من ورق، أنانيون، لكن لا بأس، يمكنني قبول هذا. هم لا يعنون ذلك بشكل شخصي.

هل أنا أتدهور في هذين العامين الأخيرين؟ أغضب، أشعر بالسخط، أرتد؟

مضطربة مع غيظ. لكني لا أجرؤ على إظهاره. عندما يتفاقم، فأنا أغيّب نفسي فحسب.

لا صورة من المستقبل.

لا أرغب بأحلام يقظة. ماذا؟ ويكون لدي المزيد من الآمال؟

مهنتي هي حياتها بصفتها شيئًا خارجيًا عندي، هكذا أنا أسجلها للآخرين. ماهو في الداخل هو أساي.

لو كنت توقعت أقل ما يمكن، ما كنت تأذيت.


الفن هو نتاج أحداث عقلية في / كشكل حسي متماسك. [١٩٧٩]

الفن هو الشرط النهائي لكل شيء. [١٩٦٨]

الفن هو شكل من أشكال التربية، للوعي وللروح. [١٩٦٤]

ثم تقول عن الكتابة:

الكتابة هي باب ضيق. بعض الخيالات، مثل قطع كبيرة من الأثاث، لن تنفذ منه. [١٩٦٤]

ثم تتطرق إلى صفات الفن العظيم، فتقول بأنه مبنيٌّ على حالة خالصة من التأمل:

كل الفن العظيم يضم في المركز منه تأمل، تأمل ديناميكي. [١٩٦٤]

وتتابع عن وظيفة الكتابة، قائلة:

وظيفة الكتابة هي نَسف موضوع المرء، وتحويله إلى شيء آخر. الكتابة هي سلاسل من تحوّلات.

الكتابة تعني تحويل عوائق وتحديات المرء إلى فوائد. على سبيل المثال، أنا لا أحب ما أكتب. لا بأس، إذن تلك هي أيضًا طريقة للكتابة، طريقة يمكن بها الوصول إلى نتائج مشوقة. [١٩٧٦]

وتتابع عن أهمية الكلمات:

للكلمات رسوخها الخاص. الكلمة على الصفحة قد لا تكتشف (ربما تخفي) ضعف العقل. كل الأفكار تجد نفسها في مستوى أعلى – تصبح أكثر وضوحًا، تحديدًا، نفوذًا، حالما تطبع على الورقة- هذا يعني، أنها تنفصل عن الشخص الذي فكّر فيها.

خداع محتمل -على الأقل محتمل- في كل الكتابات. [١٩٦٤]

كما تقول في موضع آخر:

اللغة العادية هي تراكم من أكاذيب. لغة الأدب، لذلك، يجب أن تكون لغة خَرْق، قطيعة مع أنظمة فردية، تحطم قهر نفسي. الوظيفة الوحيدة للأدب تكمن في تعرية الذات في التاريخ. [١٩٨٠]

وتقول أيضًا بأن الكتابة تساعد في طرد الأفكار السلبية:

التعبير عن شعور، انطباع ،يعني تصغيره، طرده.

لكن المشاعر أحيانًا قوية جدًا: هيام، وسواس. مثل حب رومانسي. أو أسى. عندئذ يحتاج المرء إلى الكلام، وإلا سيتفرقع. [١٩٦٤]

وتتابع:

افترض أن لدي مشاعر كئيبة أريد مقاومتها. مشاعر تسبب في شيء أنا أفعله أو أقوله بتكرار وأتمنى لو لم أفعل.

لو أنّي أقمع السلوك فحسب، إن كان ذلك ممكنًا، لأعدت شحن المشاعر التي تقف وراءه.

وصفة لقتل المشاعر: “عبّر عنها بشكل مبالغ فيه”.

الكدر الذي يشعر به المرء عندئذ، يكون جديرًا بالتذكر، وعلاجيًا أيضًا. [١٩٦٤]

ثم تنتقل بعد ذلك إلى نصائح في الكتابة:

من يريد الكتابة عليه أن يرتدي غمامتين. أنا أضعت غمامتي.

لا تخش أن تكون موجزًا. [١٩٧٩]

وتقول:

أن تكون فنانًا يعني أن تفشل، كما لم يجرؤ أحد آخر على الفشل من قبل .. الفشل هو عالمه. [١٩٦٦]

وتقتبس عن (فيكتور هوغو) مقولته:

حكمة (فيكتور هوغو): “موجزية في الأسلوب، دقة في الفكر، عزم في الحياة”. [١٩٦٨]

وتكمل نصائحها للكتابة الأدبية العظيمة، فتقول:

كي تكون كاتبًا عظيمًا:

اعرف كل شيء حول الصفات والتنقيط.

تملّك ذكاء أخلاقيًا – الذي يخلق سلطة حقيقية في الكاتب. [١٩٧٤]

ثمة موضوعان لرواية نبيلة: القداسة، ومشكلة الحضارة. [١٩٧٥]

وأخيرًا، تكمل نصيحة أخيرة، تبدو متناسقة مع رؤيتها للكتابة بأنها وسيلة علاجية:

القصة الوحيدة التي تبدو جديرة بالكتابة هي بكاء، صياح، صراخ. يجب أن تستحق القصة قلب القارئ. يجب على القصة أن تضرب الوتر الحساس فيّ. قلبي ينبغي أن يبدأ بالخفقان عندما أسمع أول سطر في رأسي. من الإثارة أبدأ بالارتعاش. [١٩٧٣]

أما عن الشهرة فتقول:

كي تكون شهيرًا من أجل أن تصل إلى الناس، لا تكن وحيدًا. [١٩٦٦]

وتقتبس عن (برودسكي) مقولة يقول فيها:

(جوزيف برودسكي): “إن كُنت ترغب في أن يُستشهد بك، لا تستشهد بأحد”. [١٩٧٧]

ننتقل بعد ذلك إلى تساؤلها عما إذا كان من الممكن أن يكون الجميع فنانين:

مقولة أنه في وضع مثالي سيكون “كل” شخص فنانًا، كليشيه يوتوبية خرقاء، هي ليست أكثر من أن الجميع يمكن أن يكونوا علماء.

ماذا سيفعل العالم مع كل تلك الأشياء؟

جعل الفن عامًا سيكون كارثة أيكولوجية. فكرة إنتاجية لا متناهية.

لا أفضل من فكرة اختراعية لا متناهية، تكنولوجية، أو اكتساب معرفة لا متناهية. مفهوم الحدود.

الخوف من الاشتراك بأنشطة “نخبوية” هو ما يجعل الناس يقولون: إن من المثالي أن يكون كل شخص فنانًا. لكن بعض الأنشطة هي ممكنة إذا ما قام بها بعض الأشخاص.

الحالة الوحيدة التي يمكن أن يصبح فيها الجميع فنانين إذا كان الفن مفهومًا بشكل حصري بوصفه “أداء”، أو فن النفاية. هو إذن فن ينتجه الناس، وإذا أفضى إلى شيء لن يكون عليك، أو تكون قادرًا على، الاحتفاظ به، وضعه في متحف. لذلك يمكن كَيْج الحق في القول أنه فيما خصه يجب أن يصبح الجميع فنانين. فكرته عن الفن توفر نتاجات ملموسة قليلة. لا شيء للاحتفاظ به، لجعله مَعْلمًا. إنه يدمر ذاته. [١٩٧٢]

ثم تنتقل للحديث عن الرقابة، ودورها في الفن والأدب:

حين لا يكون ثمة رقابة، لا يكون للكاتب أهمية.

لهذا ليس من السهل أن تكون ضد الرقابة. [١٩٧٧]

أنا ضد الرقابة. بكل أشكالها. لا فقط من أجل أن تكون الأعمال الكبيرة -الفن الراقي- فاضحة. [١٩٦٥]

أما عن النقد الأدبي أو الفني فتقول:

قراءة النقد تعوق القنوات التي يحصل المرء عبرها على أفكار جديدة: كوليسترول ثقافي.

“جهلنا هو كنز، يجب أن لا يُستهلك“. (فاليري) [١٩٦٤]

وأخيرًا، اعتادت (سونتاغ) على الكتابة بشكل سري، في مذكراتها الشخصية، وبشكل مستمر، وذلك بهدف استنطاق كلمات صادقات أكثر، لا تولي الكثير لرأي الآخرين. تقول عن ذلك:

ينبغي أن تكون الكتابة شيئًا سريًا، رذيلة الكلمات أن تصبح فضالة أو مكثفة أكثر. [١٩٦٦]

ربما لهذا السبب أنا أكتب في يوميات. ذلك يبدو مناسبًا. أعرف أنني وحيدة. أنا القارئ الوحيد لما أكتب هنا -لكن المعرفة لا تؤلك بالعكس أشعر بأنني أقوى بها، أقوى كل مرة أكتب فيها شيئًا. لا أستطيع التحدث إلى نفسي، لكنني أستطيع الكتابة. [١٩٦٨]

ثم تقول:

فقدت الشجاعة فيما يتعلق بالكتابة. وما يتعلق بحياتي لكن لا بأس. يجب أن أكتب من دونها.

إن كنت أعجز عن الكتابة لأنني خائفة من أن أكون كاتبة سيئة، إذن ينبغي أن أكون كاتبة سيئة. على الأقل أنا أكتب.

عندئذ شيء آخر سيحدث. هو دائمًا يحدث.

يجب أن أكتب كل يوم. أي شيء. كل شيء. أحمل دفتر ملاحظات معي طوال الوقت، إلخ.

أقرأ كتاباتي النقدية السيئة. أريد التوغل في عمقه، فقد الشجاعة هذا. [١٩٧٩








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادية محمد


.. نازحات سودانيات: قرار الإخلاء يحتاج إلى توفير البديل الآمن




.. تهاني السيد سليمان نازحة من ولاية الجزيرة


.. فاطمة عثمان عبد القادر




.. صباح العربية | هل الرجل الخشن أكثر جاذبية؟.. حقيقة الافتراضا