الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة صحيفة -الى الامام-.. القدس وقرار الادارة الامريكية

صحيفة الى الامام

2017 / 12 / 10
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الظلم القومي الذي تمارسها دولة اسرائيل العنصرية على مدى عقود ضد الشعب الفلسطيني لن يكن بإمكانه الاستمرار لولا الدعم المطلق للإدارات الامريكية المتعاقبة، وهو جزء من سياسة الامبريالية الامريكية لضمان نفوذها وهيمنتها في منطقة الشرق الاوسط.
وعلى مدى سبعة عقود تحولت القضية الفلسطينية الى معضلة كبيرة في منطقة الشرق الاوسط، وتحت يافطتها مارست الانظمة القومية العربية ابشع انواع التنكيل والتعذيب ومصارة الحريات والتجويع لجماهير العالم العربي. ومن الجانب الاخر استغلت المنظمات الاسلامية القضية الفلسطينية لإشاعة ارهابها في كل العالم وتحت عنوان محاربة الاحتلال الاسرائيلي ونصرة القضية الفلسطينية. لقد بات قتل الاطفال والابرياء والذين هم خارج ساحة الحروب والصراعات السياسية هدفا لكل تلك الجماعات المجرمة ليس في فلسطين واسرائيل وحدهما بل في كل بلدان العالم. وفي المقابل ردت وترد دولة اسرائيل العنصرية بأرهاب مماثل لا يقل وحشيته عن وحشية المنظمات الاسلامية والتي تعتبر القاعدة واخواتها نموذجا لتلك الجماعات.
ان دولة اسرائيل الحالية قائمة على سياسة الاستحواذ على اراضي الفلسطينين وعلى طرد سكانها الاصليين منها. وتحاول دولة اسرائيل الاستحواذ على كل الاراضي الفلسطينية وبما فيها مدينة القدس لتوسيع رقعتها الجغرافية على حساب الشعب الفلسطيني، ومنذ اتفاقية اوسلو في بداية عقد التسعينات من القرن المنصرم، تتنصل دولة اسرائيل من الإيفاء بوعودها نحو تأسيس دولة فلسطينية مستقلة قابلة للعيش.
ان قضية القدس وبسبب الصراع الديني حولها بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، تأجل حسم مصيرها من قبل كل القوى الدولية بما فيها الامم المتحدة الى المرحلة الاخيرة للمفاوضات لحل القضية الفلسطينية والاعتراف بتأسيس دولة فلسطين مستقلة. الا ان ادارة ترامب وبالرغم من كل المواثيق الدولية الموقعة حول عدم جواز الاعتراف بالقدس عاصمة ابدية لإسرائيل، ضربت بعرض الحائط كل تلك المواثيق لتضيف الى منطقة الشرق الاوسط وجماهيرها مصيبة جديدة من الارهاب والحروب وانعدام الافق ومصير مجهول.
ان السياسات اليمينية الدولية التي تمارسها ادارة ترامب لا تنحصر بنقل سفارتها الى القدس والاعتراف بها كعاصمة ابدية لإسرائيل، بل سبقها انسحابها من اتفاقية الهجرة للأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو واتفاقية باريس للمناخ. وان هذه السياسات تكشف عن تراجع مكانة امريكا في العالم وخصوصا في منطقة الشرق الاوسط، والتي تعني في النهاية بعدم حاجتها لوضع الرتوش على وجها المنافق والكيل بمكيالين على مدى عقود والتي مارستها الامبريالية الامريكية في العالم وتحت عنوان نشر الديمقراطية. وخلال تلك العقود من تاريخ سياسات الادارات الامريكية المختلفة، لم تدافع عن قضية انسانية واحدة ولم تقف الى جانب اية حركة تحررية وتقدمية، بل ودعمت كل الانظمة الرجعية والفاشية في العالم وساندت وشاركت بشكل مباشر وغير مباشر في كل الانقلابات العسكرية لتنصيب حكومات دكتاتورية واستبدادية. انها صاحبة مشاريع الحصار الاقتصادي على كوبا والحصار الاقتصادي على العراق، وداعمة لدول ارهابية مثل السعودية ومحطات الوقود التي تسمى بدول الخليج. اي بمعنى اخر ان الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة الامريكية ليست بحاجة اليوم الى بوق الديمقراطية وزعامة العالم الحر. ان قرار نقل السفارة الامريكية الى القدس هو من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه من مكانة امريكا في الشرق الاوسط، انه قرار لدعم سياسات دولة اسرائيل العنصرية وتقويتها في منطقة الشرق الاوسط بعد انحسار نفوذها.
ان حل القضية الفلسطينية يتم عن طريق تأسيس دولة فلسطين مستقلة، وان حل مشكلة مدينة القدس يتم عبر المفاوضات بين الطرفين الاسرائيل والفلسطينيين وبأشراف دولي، فأما بتقسيم القدس الى منطقتين شرقية وغربية يكون لكل طرف قسم منها او بوضع المدينة تحت اشراف دولي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل