الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحول جنوب المتوسط ضروري لأوروبا

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2017 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


شعارنا : حرية – مساواة – أخوة
ليس هناك من شك أن تاريخ أوروبا الحديث لم تعرفه أي منطقة أخرى من العالم بدءا بعصر الأنوار حتى إنتاج المنظومة الدولية لحقوق الإنسان .(اليوم هو اليوم العالمي لحقوق الإنسان) ..
أوروبا العظيمة التي حققت تقدما ملحوظا على الصعيد الفكري و العلمي و التكنولوجي والسياسي و الاقتصادي و المعماري و صارت تُرى كجنة على الأرض و مرجعا فكريا يحتدى به و قبلة للسياحة و الهجرة لم تصل لما وصلت إليه دون تضحيات جسيمة و حروب أليمة و معاناة و فقدان للفرسان و غير ذلك ...
منظومة حقوق الإنسان كمنظومة حقوق غير قابلة للتصرف من لدن أي كان تحقق الحرية والكرامة و الرفعة للبشر هي مصدر قوة للنوع البشري لا يجب باي حال من الاحوال فوق كل ذلك تجاهلها أو التماطل في الاعتراف بها أنها ملك للبشر..
ووحدة الحقوق بالنسبة للعالم اجمع تعني أن أوروبا تعي جيدا ما تعنيه هذه الوحدة خصوصا في عمقها الاستراتيجي جنوب المتوسط الذي يتنفس يوميا علاقات مختلفة مع دول اوروبا خاصة بالنسبة للدول التي توجد قريبة من البحر الابيض المتوسط . هذه الدول هي العتبة بالنسبة لأوروبا حين تتجه هذه الاخيرة جنوبا و هي دول شمال إفريقيا .
فهل من المعقول أن تنظف دول اوروبا عتبات الاخرين في آسيا و تنسى عتبتها ؟
كم من الآلام تحصدها أوروبا من خلال مشاكل الهجرة من دول شمال افريقيا و من افريقيا السمراء و من مشاكل الارهاب و تهريب المخذرات و غير ذلك بالضبط بسبب تجاهلها أن التحول في دول افريقيا و في دول المعبر نحو اروربا ضروري للحد من الهجرة و من الارهاب و غير ذلك ..
و في هذا الاطار يمكن قراءة سياق المجهودات الماراطونية التي قام بها المسؤولون المغاربة خلال العام المنتهي نحو اكثر من 10 دول افريقية منها جنوب السودان و اثيوبيا و مالي و نيجيريا و ساحل العاج و جنوب افريقيا و مدغشقر و غير ذلك من الدول للقيام بمشاريع تنمية هناك و بناء مؤسسات استشفائية و علاقات اقتصادية و غير ذلك في شتى المجالات للحد من الهجرة ...
لكن هل هي كافية ؟ هذا هو السؤال ..
إن إفريقيا شاسعة و مشاكلها كثيرة و كبيرة .... و الهجرة نحو اروربا ها نحن نراها يوميا إلى حدود الساعة تحصد العديد من الارواح في الحدود البرية لمدينتي سبتة ومليلية و في عرض البحر المتوسط من منافذ مختلفة في المغرب و ليبيا و الجزائر و غير ذلك ...
إن التحول على الاقل في دول شمال افريقيا نحو الدولة العلمانية و الديموقراطية الحقيقية لحسم شكل الدولة من حيث الهيكلة بصفة نهائية في هذه الدول شيء ضروري لأمن و استقرار اوروبا من مشاكل الهجرة و الارهاب .
هذا التحول لا يعني تهديد امن و استقرار دول شمال افريقيا طالما ان نفوذ الاتحاد الاوروبي و خاصة فرنسا و اسبانيا لا غبار عليه بالنسبة ليس فقط لهذه الدول بل لكل دول القارة السمراء .. و هو النفوذ الذي من شأنه أن يقود التحول الديموقراطي دون أي إضرار بأمن واستقرار المنطقة على الاطلاق ...
فملاحظة الحياة المتمتعة حقيقة بحقوق الانسان و بالحرية والكرامة دون خوف في أوروبا و مقارنتها مع بلدانهم هي التي تجعل المواطنين في هذه الدول يقررون في اندفاع محموم ودون تردد ركوب الموج و الهجرة نحو اوروبا مهما كانت النتائج ..
لذلك أعتقد أنه آن الأوان ، إن لم يكن قد بدأ بالفعل منذ مدة ، إعادة النظر في علاقة أوروبا بعمقها الاستراتيجي الذي هو دول شمال افريقيا و لم لا بكل افريقيا ....
مع تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة