الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقارنة العلاقة الجنسية ما بين المجتمع الغربي والشرقي.!!

وفي نوري جعفر
كاتب

(Wafi Nori Jaafar)

2017 / 12 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


باديء ذي بدء انا مدرك تماما صعوبة الحديث في هذا الموضوع، اضافة الى صعوبة تقبل هذا الامر من قبل البعض او الكثيرين، وخصوصا في مجتمعاتنا الشرقية والعربية (ذات الاغلبية الاسلامية) وهنا بالذات اتكلم عن العراق وايضا بقية البلدان العربية. ولكن لا باس من فتح باب الحوار وطرح الموضوع بشكل صريح وشفًاف.!!

وبما اننا ابناء القرن الحادي والعشرون، قرن العولمة والانفتاح والتكنولوجيا والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات والكاميرات، حيث لا دين ولا اكراه ينفع، ولا عشيرة او قبيلة ولا ذكورة أوفحولة وقفت او تقف بالضد عند ارتفاع ضغط الغريزة الفطري عند كلا الجنسين الذكر والانثى.!!

في البداية ما الذي يجعل هذا الفعل او التصرف حرام او حلال؟ قبيح او حسن؟ مقبول او غير مقبول في هذا العالم الكبير؟؟ واين ومتى يعاقب او لا يعاقب على فعل ما او تصرف ما؟؟ الجواب على ذلك، هو إما الدين يكون قد حدد هذا الفعل حرام أو حلال، واما البيئة او المجتمع (بتقاليده وعاداته واعرافه السائدة) هي التي تحدد او حددت ذلك، فتجد ان هذا الفعل عند هذا الدين او هذا المجتمع يكون حلال ومقبول ولا يعاقب عليه، وعند ذاك الدين أو ذاك المجتمع يكون حرام وغير مقبول وبالتالي يعاقب عليه، ولكن العقل المنصف المتجرد من احكام الدين واعراف المجتمع ربما لا يتفق لا مع حكم الدين ولا مع تقاليد المجتمع في هذا الفعل او ذاك.!!

دعونا نلقي نظرة ومقارنة في العلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمع الغربي والمجتمع الشرقي:

*** في البلدان الغربية:
في المجتمع الغربي حيث الحرية والانفتاح، الدين في الغالب لا يتدخل، ولا توجد عشائر اوقبائل، يولد الاطفال ويذهبون للمدارس المختلطة من اول المراحل الى آخرها حيث لا حاجز بين كلا الجنسين، وعندما يصل عمر الاولاد والبنات تقريبا 13 او 14 سنة، ويبدأ الشعور والاحساس الغريزي والفطري بالميل الى الجنس الاخر، فيبدأ التقارب ما بين الولد والبنت وتبدأ العلاقات وفي الغالب تكون علاقات بريئة تناسب اعمارهم وصغر سنهم، ولكنها في نفس الوقت تعتبر جريئة وغريبة عند بعض المجتمعات الاخرى، فتبدأ اما بتبادل القبل او الملامسة وكل حسب ادراكه وفهمه فهي سنين المراهقة، وهكذا يكبرون وتكبر معهم العلاقة او تتجدد حسب قبول الطرفين واقتناعهما او حسب رفض احدهما للاخر فينفصلا، وهكذا تستمر عملية البحث وتكوين العلاقات، وخلال هذه العلاقات يكون كل من الولد والبنت قد اكتسبا خبرة جنسية وعاطفية ومعرفة متجددة عن طبيعة كل جنس للجنس الاخر، ولكن خلال هذه العلاقات وهذا البحث يطمح كل جنس في اللقاء بالشريك الذي ينسجم معه ليستمر معه مدى الحياة، وخلال كل هذه العلاقات فان الاهل يعرفون بذلك، حيث لا مانع ولا حرام ولا عفة او شرف هناك فالامر طبيعي جداً ومقبول، واهم شيء عندهم هو احترام العلاقة ما بين الشريكين، فالبنت تاتي مع صديقها الى بيت اهلها يُقبًلها ويمارس العلاقة معها في بيت اهلها (طبعا ممارسة العلاقة الجنسية لا تكون امام الابوين اكيد). وكذلك نفس الحال يفعل الولد في بيت اهله ايضاً.!!

ويمضي الحال هكذا الى ان يستقر الحال بالبنت او الولد حيث ان كل منهما قد وجد الشريك المناسب له، فيقرران الزواج رسميا، ويتم تسجبل زواجهم في البلدية او الكنيسة، وبعضهم من يتفق على ان يبقيا علاقتهما بدون زواج رسمي وتسمى (العيش معاً او سوية)، وهذه العلاقة ايضا يتم تسجيلها في البلدية (المحافظة)، وتكون الحقوق مكفولة لكلا الطرفين عند الدولة ومنظمة بقوانين، واذا ما انجبوا اولاد فيتم تسجيلهم في البلدية بشكل رسمي، وفي احيان كثيرة ايضا لا يوجد زواج ولا (علاقة العيش معا)، ولكنهم يبقون مجرد اصدقاء، يمارسون العلاقة وينجبون اطفال وهم ليسوا متزوجين، ولكن الطفل المولود ايضا يسجل في البلدية سواء على اسم الاب او اسم الام وحسب اتفاق الابوين وفي الغالب يكون باسم الاب، وللطفل او الطفلة كافة الحقوق من تامين صحي ورعاية اجتماعية ومدارس والى غيرها من الحقوق.!!

ففي الغرب هذه العلاقات طبيعية جداً، حيث لا يتدخًل الدين ان كانوا لادينيين، ولا توجد اعراف أو قبائل وليس هناك مفاهيم ذكورية وفحولة وعفة وشرف، لأنهم يعتبرون هذه الافعال والتصرفات تندرج تحت مفهوم الحرية الشخصية، فكما للرجل او الولد حريته الشخصية فكذلك المرأة او البنت ايضا لها حريتها الشخصية، ولا ينبغي فهم الحرية الشخصية على انها ابتذال ودعارة، فالحرية الشخصية تعني ان الجسد هو ملك للمرأة وللرجل، فلكل له الحرية في جسده يعطيه لمن يحب ويشاء، لأن فهمهم هذا مبني على انه لا يوجد ايذاء لأحد آخر حينما تمارس البنت او الرجل العلاقة مع من تحب ويحب، وفي الغالب فان الاهل او الاصدقاء يتدخلون فقط في ابداء النصائح والارشادات لكل من الولد او البنت.!!

واي علاقة تكون بين الطرفين سواء كانت زواج او صداقة، فانهم يحترمون تلك العلاقة فيما بينهما، ويحافظ كل منهما على احترام الشريك الاخر، فلا خيانة مسموحة اثتاء العلاقة، وبالنتيجة فانهم بشر وهم ليسوا ملائكة في علاقاتهم ولا معصومون من ارتكاب الاخطاء، فأكيد تحصل بعض الاحيان خيانات او حالات اغتصاب او مشاكل من هذا النوع.!!

والامر الجميل في كل هذه العلاقات منذ ايام المراهقة والى البلوغ، هو ان الحياة مستمرة وبشكل طبيعي، دراسة وعمل ورياضة وابداع وفن وموسيقى واختراعات وعلم وبحوث، لأنهم ونتيجة لتفريغ الشهوة واشباع الغريزة فحالتهم النفسية تكون دائما مستقرة، ولا اقول ان حياتهم وردية ولا اقول لا توجد رغبة جنسية زائدة عند هذا الطرف او ذاك، ولكن وبالاجمال فان الجنس لا يبقى عائقاً وهاجسا يشغل تفكير كلا الطرفين، فالحاجة الغريزية الملحة عند الطرفين امتلأت وأشبعت فلا حاجة للتفكير بها، لا يوجد حرمان وكبت، ولا يوجد قتل وغسل عار، ولا قتل او قتال لمن مارس مع البنت، وايضا لا تجد اطفال ترمى في الشارع او المزابل والانهر، وغالبا لا تحصل حالات اغتصاب في هذه المجتمعات، والحق يقال، ان الذي لمستهُ خلال معيشتي في البلدان الغربية، عندما امشي في الشارع فغالباً لا تجد الرجل الغربي يتحارش او ينظر الى المرأة بتلك النظرة الشهوانية والمريبة وان كانت عارية او لابسة لباس مغري، لماذا ؟؟ لانه تشبًع واكتفى من الحاجة الجنسية.!!

*** في البلدان العربية:
وفي المجتمع العربي والشرقي، فكل شيء تقريبا هو عكس ما موجود في المجتمع الغربي، يولد الاطفال ويذهبون للمدارس وفي الغالب يفصل الاولاد عن البنات من اول المراحل والى اخرها، وستجد دائماً ان هناك حاجز بينهما، وفي بعض المجتمعات المسلمة والمحافظة تحجًب البنت وهي في عمر التاسعة، فيبدأ الاهل بتعليم وتلقين البنت على الانتباه في الكلام وعدم الحديث والاختلاط مع الاولاد، هذا اضافة الى ان عليها ان تتحفظ في ضحكتها ومشيها وحركاتها، وان عفتها وشرفها هو شرف العائلة، كما ويلقنوها على انً شرفها في بقاء عذريتها وان حدث وفقدت عذريتها فانها تقتل، واذا لم تقتل فانها لا تتزوج والى غيرها من المنبهات والتحذيرات بحيث عليها ان لا تجلب لاهلها العار ولا تنكس رؤوسهما، فمفهوم الشرف والعفة ارفعُ من كل شيء.!!

ولهذا تجد انه لا الولد قادر على ان يحتك ويختلط بالبنت ولا البنت قادرة على ان تحتك وتختلط بالولد، يكبران ويبدأن سن المراهقة وتبدأ الغريزة القاتلة تجري في عروقهما حيث لا متنفس ولا سبيل الى ذلك لان الاحتكاك والاختلاط ممنوع ومحرم، اضافة الى المهيج الحراري وخصوصا في بلادنا العربية فان درجة الحرارة تكون فيها دائما عالية مما تسبب حالة من الهيجان، ولكن لا سبيل للاختلاط والتعارف الا ما ندر.!!

تخيلوا معي احبتي احاسيس وشعور كل من الولد والبنت في مجتمعاتنا العربية، فالكبت والحرمان وعدم الاختلاط يقتلهما، وغريزة الجنس الملحة هي كغريزة الجوع وكغريزة احتياجك للذهاب الى الحمام عندما تريد ان تقضي حاجتك، هذه الغريزة تطالب كلا الجنسين من ان يشبعاها ولكن لا سبيل لاشباعها، ونتيجة للخوف والرعب والكبت والحرمان، فتجد ان البنت والولد قد احترق شبابهم واحترقت غريزتهم، وتجد ان كلاهما عينهُ وغريزتهُ مفتوحة ومشتاقة ألى الاخر.!!

ثم أنه في اغلب الاحيان لا تكون هناك فرصة للزواج المبكر ولاسباب كثيرة (على الرغم من وجود عدة مشاكل ومؤاخذات على الزواج المبكر ورفضي لهُ)، مع هذا لا يحصل الزواج، وهكذا تبقى البنت البالغة المراهقة تحس وتشعر بالشهوة الجنسية، كما هو حال الولد البالغ المراهق، وفوق كل هذا القهر والحرمان، يأتى الدين ويزيد الطين بلًة، فحتى العادة السرية يحرٌمها ويمنعها على الولد و البنت.!!

طبعا ناهيك عن تأخر الزواج، ففي مجتمعاتنا الذكورية والمزاجية، فالمرأة كلما اقترب عمرها من سن الثلاثين، فقد حُكمَ عليها بالعنوسة المؤبدة وربما تقضي عمرها كلهُ بدون زواج، او ربما يأتيها رجل خمسيني كبير متزوج ويطلب يدها (عادي لانها اصبحت كبيرة في السن) ؟؟ وهكذا تعيش المرأة في مجتمعاتنا.!!

ربما سيقول البعض وما هي المشكلة، فالامور طبيعية والرجال والنساء اعتادوا على هذا الامر!!، ولكن هل هذا صحيح؟؟ هل فعلاً المشاكل غير موجودة أو انتهت ؟؟ ام هل وجدوا لها حلاً ؟؟

في الحقيقة هناك مشاكل كثيرة وكبيرة، وهي لم ولن تنتهي بعد، لان الكبت والحرمان والخوف من القتل وغسل العار، والدين والعادات كلها مجتمعةً وتلعب دوراً كبيراً في ذلك، ومن هذه المشاكل هي:

- اولا: الحالة النفسية والقلق واشعور بالاحباط واليأس وغيرها من الامور التي يعاني كلا الجنسين منها.
- الثاني: هو شرود ذهن وتفكير كل من البنت والولد عن الدراسة، مما يسبب تخلفهم وعدم تطوير أنفسهم، اضافة ان القيام بأي عمل يكون بدون انتاج مثمر وصحيح لان عقلهما وقلبهما منشغل اكثر في التفكير بالغريزة وبالجنس الاخر.
- ثالثاً: انتهاج سلوك الكذب والخداع، فالبنت تقول لاهلها بانها ذاهبة لبيت صديقتها ولكنها في الحقيقة تذهب لتقضي حاجتها وتشبع غريزتها الفطرية، والولد في احيان كثيرة ايضا يكذب ويخدع اهله (وان كان بنسبة كثيرة لا يحتاج ان يكذب او يخدع اهلهُ فهو ليس بنت).
- رابعاً: انتشار حالات التحرش والاعتداء الجنسي والاغتصاب.
- خامسا: نشوء علاقات سرية ومخفية، بحذر وكتمان، الرعب يلفُ هذه العلاقات، ونتيجة للسرية والخوف والكتمان، فعندما تحصل ممارسة جنسية ولخطأ ما يحصل في كثير من الاحيان حمل.
- سادساً: اذا حصل الحمل واحسً الاهل بالامر، ستكون النتائج على البنت وخيمة جداً، فربما يحصل قتل للبنت وقتال مع اهل الولد الذي مارس العلاقة معها، وربما تضطر البنت للهروب من اهلها، او تضطر الى الاجهاض، .. الخ، واذا لم تتمكن الاجهاض فغالبا ما ينتهي الحمل بولادة الطفل ورميه في اقرب فرصة وفي اي مكان.

اعرف تماما ان مسألة الجنس هي من اخطر واصعب المسائل في المجتمع العربي والشرقي والاسلامي، وتكاد تكون هي الخط الاحمر الوحيد الذي لا يفوقهُ خط، فأنت يمكنك ان (تكذب، تغش، تخدع، تسرق، تشرب خمر، وحتى بإمكانك ان تقتل، افعل ما شئت، الا الجنس وخصوصا للمرأة)، ولكني أطلب من الانسان العربي المسلم ان ينسى التفكير في الدين وفي المجتمع وقيمه وعاداته، واريد منهُ فقط ان يفكر بعقلهِ وضميرهِ ونفسهِ، واريد اوجه سؤالي لهُ:

أي الحياتين لكلا الجنسين وللمجتمع افضل واكرم، حياة الغرب أم حياة الشرق؟؟

تنبيه: ارجو من اصحاب الغيرة والشرف قبل ان يستعجلوا الجواب عليهم ان يفكروا في نفسهم اولاً وفي نصفهم الثاني من النساء ثانياً، فاذا كانت المشكلة تواجههم فليقولوا الحقيقة، ولا حاجة للحديث المندفع والمتكرر (هل تقبل على اختك او بنتك ان تنام مع أحد ، والخ)، انا هنا عرضت المشاكل التي تواجه الرجل والمرأة، ووضعت مقارنة وأسال من يفهم ويتدبر ايهما افضل واحسن ولماذا؟؟

********************************

ملاحظة: كل الاديان على الارض هي من صنع البشر.!!

محبتي واحترامي للجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مليون مومس ومومس
محمد الربيعي ( 2017 / 12 / 11 - 17:37 )
ومما يبعث على المرارة والاسى ان المجتمعات الأسلاميه التي تحيط نفسها بستار العفة والشرف والأخلاق هي الأكثر انحلالا ودعارة وشذوذا .... هذه المجتمعات يترائى للناظر لاول وهله انها مجتمعات محافظه ولكنه سيصطدم دون ان يكلف نفسه سبر اغوارها والبحث عن الغاطس فيها فكل شيئ صار مكشوفا والمعلومات باتت متاحه ومعروفه ... طهران الاسلاميه جدا وعلى لسان احد مسؤوليها تضم مليون مومس ... مليون مومس بالتمام والكمال اما بقية عواصم المسلمين فالامر ليس بحاجة الى جهد عناء