الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غضب أردوغان بسبب القدس

ناجح شاهين

2017 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


"لن نتمكن من مطالبة أردوغان بفتح باب "الجهاد" ضد إسرائيل. لكن هل يستطيع أردوغان أن يفعل أشياء أكثر من الصراخ من أجل القدس وفلسطين؟ بالطبع:
1. يستطيع أن يوقف التعاون العسكري والسياسي والاقتصادي مع إسرائيل.
2. يستطيع أن يقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل والولايات المتحدة.
3. يستطيع الانسحاب من حلف شمال الأطلسي."
قبل وقت قصير من إعلان ترامب عن نقل السفارة ظهر الرئيس "الكاريزمي" رجب طيب أردوغان أمام الجماهير ليصرخ بأعلى صوته رافضاً نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وقد أكد دون لبس أن القدس دونها خطوط حمر راسخة منها الخط الأحمر الإسلامي. لكن أردوغان مضى أبعد من ذلك ليهدد بوضوح تام بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في حال نقلت سفارة أمريكا إلى القدس.
يوم أمس وصف اردوغان اسرائيل بأنها "دولة ارهابية تقتل الاطفال"، مؤكدا انه "سيناضل بكل السبل" الديمقراطية والقانونية ضد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة للدولة العبرية. وقال بطريقته النارية المعتادة: "لن ندع القدس تحت رحمة دولة إرهابية تقتل الأطفال."
ماذا سيفعل أردوغان لانتزاع القدس من براثن الدولة الإرهابية قاتلة الأطفال؟
في العام 2009 على إثر العدوان الاسرائيلي القاسي على قطاع غزة وقف أردوغان في منتدى دافوس الاقتصادي ووجه كلاماً عنيفاً جداً لشمعون بيرس رئيس الكيان الاسرائيلي في ذلك الوقت.
وعند عودته إلى تركيا استقبل اردوغان استقبال الأبطال بسبب عودته قبل الموعد الرسمي لانتهاء أعمال المنتدى، وقد تجمع نحو ثلاثة آلاف شخص، في محيط مطار اتاتورك الدولي في اسطنبول حاملين أعلاما تركية وفلسطينية، ولوحوا بلافتات كتب عليها "مرحبا بعودة المنتصر في دافوس"، مرددين شعارات معادية لإسرائيل.
بعد ذلك وقعت "ميلودراما مرمرة" السفينة التركية التي اقتحمها الجيش الإسرائيلي وهي في طريقها للتضامن مع غزة. واشتغل غضب أردوغان من جديد. شهدنا تصعيد كلامياً كبيراً، لكننا في رام الله لم نستطع أن نتبين تأثر بعض الأساسيات من قبيل وفرة السلع التركية في السوق الاسرائيلية/الفلسطينية المشتركة.
بعد ذلك دخلنا في زمن الربيع العربي. وهنا بدا أردوغان مرة أخرى شجاعاً ونشيطاً في دعم "الثورات" العربية بالتحالف مع قطر. ووجد أردوغان عدو إسرائيل الإعلامي العنيد نفسه في مواجهة أكبر أعداء إسرائيل الميدانيين ألا وهو حزب الله وحلفائه السوريين والإيرانيين.
ليس سراً بالطبع أن أردوغان قد تمكن في حربه من أجل الثورات العربية من فعل الكثير إضافة إلى الصراخ، وقد شمل ذلك تقديم المال والمشورة والتدريب والتسليح وتسهيل مرور المتطوعين تتويجاً بمشاركة الجيش التركي الفعلية في القتال من أجل تحرير سوريا من حكم الطاغية الأسد قاتل الأطفال والنساء والمدنيين. بالطبع هناك مسافة بين ما فعله أردوغان ضد سوريا وما فعله ضد إسرائيل. لكن ما زاد الأمر سوء هو أن تنسيقاً ضرورياً كان لا بد منه من أجل عمل "النصرة" و"الجيش الحر" –وربما داعش- بفعالية. وقد اشترك في ذلك فرق من المخابرات التركية والاسرائيلية والقطرية والسعودية ..الخ بإشراف وكالة المخابرات المركزية.
تكبد حزب الله والجيش السوري خسائر فادحة في الأرواح والماديات على السواء، وقد أدت تركيا أردوغان دوراً مفتاحياً في ذلك كله. ما كان لشيء من ذلك أن يتم لولا الدعم التركي المطلق للأعمال المسلحة في سوريا.
بالطبع لن نتمكن من مطالبة أردوغان بأن يستنسخ ما فعله ضد سوريا ويطبقه على إسرائيل وصولاً إلى فتح باب "الجهاد" المقدس ضد الدولة العبرية. لكن هل يستطيع أردوغان أن يفعل أشياء أكثر من الصراخ من أجل القدس وفلسطين؟ بالطبع:
1. يستطيع أن يوقف التعاون العسكري والسياسي والاقتصادي مع إسرائيل.
2. يستطيع أن يقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل والولايات المتحدة.
3. يستطيع الانسحاب من حلف شمال الأطلسي.
4. يستطيع أن يوصل إلى المقاومة مقداراً مهما كان ضئيلاً من المساعدات العسكرية والمادية المدنية. ونقصد هنا بالطبع حماس وليس حزب الله الشيعي المخالف لأردوغان في العقيدة.
بالطبع أردوغان مثلما كشف لنا التاريخ القريب لن يفعل: في حالة فلسطين، الصراخ من أجل الاستهلاك المحلي هو كل شيء. يذكرنا ذلك بصراخ الانقلابات العسكرية العربية ضد إسرائيل طوال العقود الماضية الذي لم يكن يأخذه أحد بجدية بمن في ذلك المذيع الذي يلقي البيانات من العواصم العربية المختلفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على