الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التشوه الإنساني في العالم الثالث

داليا عبد الحميد أحمد

2017 / 12 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


‎الطير تهرب من سماء فسد فضاؤه، والحرية تهرب من بلد اختلّ قضاؤه. - أحمد شوقي
إنسان العالم الثالث مشوه يولد فاقد لأمان ويوهمه نخبة النظام بأن الأمن يكفي كنظام لكي يعيش الإنسان الطبيعي ويتطور، ويوهمنا آخرون أن الإنسان يجب أن يعيش غير مطمئن لغده حتي يتحرك من السكون بدون الحد الآدمي لحقوقه وخاصة الأضعف
وما هو هذا التحرك ! ليس طموحا لإنعدام الحقوق وعدم تساوي الفرص ولكن تسلق فاسد أو تسلق سُخرة
ولا يسع الإنسان المستسلم للتشوه إلي أن يتجاوز ويتخطي كل ما يعترضه لنيل (نهب) أشياء هي بالأساس حقه ولكن لا يستطيع نيلها أو المطالبة بها

إستمرار إتساع الفجوة بين الغني والفقير هي أكبر دليل علي إنهيار التعليم وفشل الإقتصاد وتخلف النظام السياسي هي إنهيار متعمد للطبقة المتوسطة وللعدالة هي استباحة الغني للفقير واستباحة الفقير للغني فلا يوجد تشوه أكثر من ذلك فالفقير يعيش خائف كخادم لا يشبع ولا يجوع والغني يعيش قلق علي مكتسباته من الزوال حيث حماية علاقاته وممتلكاته وليس نظام للجميع يحقق السلام الإجتماعي وتساوي الكرامة والحقوق قبل الواجبات ووجود الحماية للضعيف من القوي وللفقير من الغني للأقليات من الأغلبية وللطفل والمريض والمعاق والمسن

إنقلاب الموازين يعني ما نراه وهو التمييز والسماح للأعلي يخلق مجتمع فاسد من الأسياد والعبيد يشكر فيه العبد سيده ويتطلع الي التسيد ليضغط علي الضعيف ويفرغ كل شحناته المريضة من التشوه من جراء تحمل الأقوي منه ويحمل الأقل منه كل أخطاءه

حيث يعيش الإنسان بلا مواطنة يفقد بميلاده كل يوم جزء من كرامته ليتشوه ويجد نفسه في سلم العبيد متطلع لسلم الأسياد المستباح له بقدراته ودوائره المقربة أو يعيش رافض التشوه ليحمي ذاته من الأذي باحثا عن أبسط حقوقه وقد يسحق أو يهمش وينعزل ويصدأ أو يهرب باحثا عن عالم وواقع أفضل يحترمه ويقدره خارج حدود العالم الثالث


السمكة تفسد من رأسها وهكذا الدول بفساد الكبار وتبدأ بتبرأة حكم الفرد حيث يبدأ كل حاكم في كل الملفات من الصفر ولا يحاسب طوال فترة حكمه بل يمجد ويشكر ويهاب
ويدعي أننا دولة مؤسسات ويدعي نخبته أنه الوحيد الذي يعمل والمؤسسات بدورها تدعي ان الشعب لا يعمل بل ومعطل
دائرة مفرغة من إزاحة المسئولية
يدعي البناء والمستقبل بذات عقلية المدح والذم ورفض المنطق والنقد


-الكرامة تنتزع في الخدمات وترد لأصحاب المال ليعيشوا في عزلة يلعنوا الأقل منهم إذن النظام السياسي فاسد وينصر الغني علي الفقير
-القانون لا يحمي المغفلين من هم ؟ من صدقوا أنهم في نظام عادل ومن صدقوا أن الفساد سببه القوي الظالم وليس النظام المتخلف ذاته هو المنتج للظلم المتروك فيه الأمور للدعاء والحظ والإيمان بخرافة الدكتاتور العادل

الوهم مُسكن إضعاف للشخصية وتزييف للوعي وتهيأة لأي مرض قادم ينتشر بسهولة ديني عسكري أيدلوجي أعراف أمراض الحكام لذلك نجد العالم الثالث ساحة تخزين رواسب وميراث كل الأنظمة التي ثبت فشلها في تجارب الشعوب

غياب النظام الحديث و وجود نظام فاسد هو ما يجعلنا متمركزين في العالم الثالث فالنظام الحديث هو تنمية الموارد الثلاث وأولها وأهمها في الترتيب المورد البشري فالدول الفقيرة هي الأولي في صرف أغلب دخلها وطاقتها علي التعليم الأحدث والقانون العادل الحديث لصالح الانسان المواطن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي