الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتب اثرت فى حياتى ليوجن يون رب جملة بعشرة الاف جملة

مارينا سوريال

2017 / 12 / 11
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


قرأت للأديب المصري الحاصل على جائزة نوبل نجيب محفوظ الثلاثية الشهيرة له، ورواية "الأيام" للأديب طه حسين، وللروائي عبد الرحمن الشرقاوي قرأت "الأرض" ومع الفوارق في توجهاتهم وأساليبهم في التناول والسرد، كانت هذه الأعمال الروائية مؤثرة جدا، وتعرفت على الأجواء المصرية من خلالها وشعرت بإختلاف حضاري، وتنوع لأبعاد العالم المصري، فكان لكل أديب عالمه الخاص الذي وضع قدمي على أرض لم أعرفها من قبل وشخوص لم أقابلها.

الروائى الصينى"ليو جن يون
وهذا بالفعل ما يحدث ايضا عند قراءه روايته رب جملة بعشر الاف جميلة التى من خلالها تستطيع ان ترى تاريخ الصين الحديث عبر الاجيال كيف عاش البسطاء فيه
يمكنك عبر شخوصه ان تعرف ان حياة البسطاء فى اى مكان متشابه وانها لن تكون سهلة ولن تنصف فى ظل سيطرة اصحاب الاموال على كل شىء فى حياتنا فى لايوجد صديق ولا يمكنك ان تأتمن انسان على حياتك هل يمكن ان تجد شخصا وفيا ربما هى عن معنى الصداقة عن الكائن
الذى يحيا بداخلنا من خلال شخوصه نرى كيف تحول المجتمع الصينى من حال الى اخر ولكن هل تحسن الانسان بداخله؟!
رواية رب جملة بعشرة آلاف جملة تدور حول مسعى الإنسان في دروب الدنيا والحياة بحثا عمن يتحدث إليه، فموضوع الرواية الرئيس عبارة عن رحلة بحث طويلة يخوضها بعض الناس سعيا للعثور على من يتواصلون معه، فالإنسان إن لم يجد إلها يناجيه فسوف يبحث عن رفاق حياة وأصدقاء عيش، بيد أن الله يصون الأسرار والخفايا، في حين أن صدور الناس لا تطيق أن تحفظ ذمة أو تتكتم موثقا، فالعلاقات الاجتماعية المركبة في المجتمع الإنساني المعاصر تعوق قيام مثل هذه الثقة بين الأصدقاء.

الأيام تمضي للأمام، ولا تعود للخلف، ولو لم أُدرك هذا الأمر جيدًا، لما كنت قد عشت إلى اليوم.
مي عاشور: تَخرجت من قسم اللغة الصينية وأدابها في جامعة القاهرة، وبعد تخرجي لم انقطع عن قراءة أعمال أدبية مختلفة ، ولكنني عندما بدأت الترجمة عن الصينية، ترجمت نصوص مختلفة متنوعة، ولم يكن من بينها ترجمات أدبية؛ حتى أن أول كتاب مُترجم صدر لي كان تحت عنوان : “كيف تجعل أبناءك يحبون الدراسة؟”.
استطيع أن أقول، على الرغم من اختلاف النصوص التي ترجمتها ، إلا أن بينها سمات مشتركة، على رأسها :البعد الفلسفي والإنساني ؛ قد تبدو النصوص بسيطة أو عادية، ولكن دائماً تتوارى بين سطورها فكرة عميقة جداُ، أو رسالة يحملها الكاتب للقاريء، ولو بشكل غير مباشر.إن الأدب، هو أنعكاس لحيوات البشر وتجاربهم المتفاوتة، هو المرآة التي تعكس أفكارهم وثقافاتم، وفترات من تواريخ وأزمنة مختلفة عاصروها، فقد نجد فيه شيئاً نتفق أو نخلتف معه. ولكن عندما يكون هذا الأدب آتٍ إلينا من بلاد بعيدة، ومن بلد مثل الصين؛ لا نعرف عنها الكثير، أو مازلنا بصدد اكتشافها، فمن المؤكد أننا سنلمس فيه شيئاً جديداً ومختلفاً.

«ليو جن يون» كاتب صيني ينتمي إلى كتاب «الواقعية الجديدة» وقد اعتمد خصائص الواقعية مستفيداً من الانفتاح على جوانب مميزة من الأدب الغربي، ليشكل نسيجاً فريداً من الكتابة يجمع بين خصائص الاتجاهات المعاصرة والاحتفاء بمزايا كامنة في التقاليد القومية التاريخية، وتيار الواقعية الجديدة الذي اشتهر به لفترة ما «ليو جن يون» ظهر كمصطلح لأول مرة عام 1989، وهو يختلف في الدلالة عما هو مألوف تاريخياً في الكتابة الواقعية، ويختلف كذلك عن الأدب الطليعي في نسخته الحداثية، فهو نمط إبداعي ذو خصائص مميزة يتشكل بها على النحو الذي رسخ وجوده في الكتابات القصصية التي تحمل سمات ذات صلة وثيقة بالأسس الفنية المعروفة في الواقعية.
تم استيعاب أعمال ليو جن يون القصصية ضمن تيار الواقعية الجديدة، باعتبار أن كتاباته توسلت بالموقف الجمالي الموضوعي في الحكي بحثاً عن جاذبية الحياة في براءتها في مواجهة متزنة وشاملة مع الواقع، لتعكسه على أساس استبدال الاتجاه الفكري الذاتي بما هو مضمر موضوعياً في الحياة، بين الناس، تجنباً لإقحام الذاتي في الواقع المعاش. في رواية «رب جملة بعشرة آلاف جملة» لليو جن يون التي ترجمتها إلى العربية مي شاهين، كل شخصية من شخصيات الرواية تبحث عمن تتحدث إليه، وتقول له شيئاً، فأصعب شيء هو أنك بعد أن تجد صديقاً ترتاح إليه وتجلس معه وتحاوره، فإذا كلاكما في واد آخر، دون نقطة اللقاء، ويتنزل الصمت ثقيلاً، وتصير غربة الكلمات أقسى من كل شعور بالوحدة، وإذن فأن يشقى الإنسان بالوحدة أصعب من أن تهيم الكلمة في خلاء من المعاني دون مجيب.
قراءة هذا العمل الروائي - كما يقول محسن فرجاني في تقديمه له - مرهقة ومؤلمة، فهي توزع خطواتنا جيئة وذهاباً بين «الكتاب المقدس» و«كتاب الحوار» لكونفوشيوس وتلقي بنا إلى الحيرة والتردد بين المناجاة مع الإله والحوار مع الإنسان، فالحوار مع السماء، وكما هو معروف في الثقافة العربية - يعود على الإنسان بالسعادة، فالله موجود في كل مكان بينما الحوار مع الناس، في الثقافة الصينية التقليدية - تكتنفه صعوبة استكناه الضمير الإنساني، فمن ثم تأتي العزلة الحقيقية، عزلة مئة عام صينية على حد تعبير الناشر الصيني «آن بوشون» في تعليقه على الرواية.
عندما نشرت هذه الرواية وزعت 600 ألف نسخة، واعتبرها النقاد دعماً لمكانة الروائي ليو جن وجدارته في الساحة القصصية، ويقول هو نفسه عن تجربة كتابتها: «صحيح أنني ظللت أكتب القصة لمدة ثلاثين عاماً لكني استطعت أخيراً أن أنصت جيداً إلى شخصيات روايتي، تحولت عن الاتجاه التقليدي للكاتب في الحكي، وأصبحت بالتالي شاهداً على ما تفضي به إلى شخوص الكتابة، حيث يقصون حكاية بدأت وقائعها في عشرينات القرن الماضي وظلت فصولها متواصلة حتى اللحظة الحالية».
أهم ما يميز ليو جن هو أنه يملك ذاكرة حية جداً لمظاهر الحياة في قريته الجبلية الواقعة بمقاطعة خنان «شمال شرق الصين» وهي نفسها القرية التي شهدت مولده عام 1958 وفي سنوات عمره الأولى راوده الحلم بأن يصبح رئيس طهاة أو ممثلاً في الأوبرا أو مدرساً في إحدى المناطق الريفية النائية، وكان قد التحق بالخدمة العسكرية وتعلم على يدي أحد رفاقه في الخدمة كيفية كتابة القصص القصيرة، ثم عمل لفترة مدرساً، وظهرت أولى محاولاته القصصية عام 1982 وهي رواية «مدينة طابو» التي لفتت إليه الأنظار في الساحة الأدبية، خصوصاً بعد أن أتبعها برواية «أرض مفروشة بريش الإوز»








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آراء الشارع في لندن وباريس حول من يتحمل ألم الأنفلونزا .الرج


.. لوحة المرأة الشابة




.. المشاريع الاقتصادية فرصة لتعزيز دور المرأة في الإنتاج المحلي


.. التشهير بالقيادات النسائية يعكس هيمنة العقلية الذكورية داخل




.. تربسبيه الإيزيديون يرفعون من وتيرة نضالهم