الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهور السلام

جهاد علاونه

2017 / 12 / 11
الارهاب, الحرب والسلام


كان للعرب الوثنيين قبل الإسلام في السنة أربعة أشهُرٍ حُرم, لا يقاتلون ولا يقتلون وكانت تُعظم أي تضاعف فيها الدية على القاتل في الأشهر الحُرم, ولما جاء الإسلام تصالح على الأشهر الحرم مع العرب غير أنه استثنى رمضان منها, فكانت قبائل ربيعة من وائل وبكر وتغلب تعتبر رمضان من الأشهر الحرم بخلاف مُضر, فجاء الإسلام وشدد على الشهر الذي بين رجب وشعبان على عادة مضر.

وهذا ليس موضوعنا وإنما موضوعنا هو أن نعود لأيام الجاهلية وإلى ما قبل 1500عام, حيث كان هنالك في السنة فصلٌ واحدٌ للسلام , فصل تنتشر فيه المحبة فلا نقتل ولا نقاتل ولا نعتدي ولا يعتدا فيهن علينا, فصل نحب فيه أنفسنا قبل أعدائنا, نحب أبناء عمنا من يهود ومسيحيين , نحب فيه كل سكان الأرض من هنود وصينيين وروس, أعرف أن دعوتي مستحيلة في زمن الكراهية, أرأيتم كم هي المحبة صعبة علينا رغم أنها جميلة؟ أرأيتم كم هو صعب أن نصنع الجمال والمحبة رغم أنه لا يكلفنا شيئا؟ هل رأيتم كم نحن يائسون لدرجة أنني أطالب بالعودة إلى الجاهلية, صدقوني أيام الجاهلية كانت أجمل من هذه الأيام التي قلنا عنها أنها نور, أي أننا خرجنا من الظلام إلى النور, وأنا هنا أطالب بالعودة إلى أيام الظلام, حيث لم يكن هنالك احد يقتلك كونك كافر أو مرتد أو ملحد أو مخالف لملته أو للشريعة التي يتبعها, كان هنالك أشهر حُرم ممنوع فيها القتال, اربعة أشهر دون قتال, ونحن هنا نقاتل ونقتل ونزني ونسرق في الأشهر الحرم, وكل هذا بسبب خلافاتنا المذهبية والفكرية والدينية والعقائدية, رغم أن الذي سن الأشهر الحرم لم يسننها لأنهم كانوا يقتلون بعضهم بسبب الخلافات الدينية, كانت الحرية الدينية متاحة للجميع, ونحن الذين نسمي أنفسنا عصر العلم والتنوير نقتل بعضنا بسبب تغيير الدين أو الفكر أو الطائفة والمذهبية.



دعونا نترك الاستماع لخطاب ترامب هذا الشهر, ولنحاول العودة للوثنية ..لنحاول أن نكون رسلا نطوي المسافات بين العشاق, دعونا نقوم بتقسيم القمر الوثني إلى أجزاء مثل قشر البطيخ أو مثل الأهلة, ليكن هذا الشهر شهر قتال الأحزان ولملمت الجراح والحفاظ على آخر ما تبقى لدينا من إنسانية : دعونا نتخلى عن الاستماع لتصريحات ترامب حول المدن الأثرية, لنترك السؤال المهم : من بنا الأحجار؟, إلى السؤال الأهم, وهو: كيف نسعد الإنسان؟.

أليست السنة مقسمة إلى فصول؟ صيف,خريف,شتاء,ربيع!!, لماذا لا نأخذ من كل فصل شهرا واحدا لنصنع لنا فصلا جديدا أسمه: فصل المحبة وصناعة السلام؟ أو نسميه فصل العودة لأيام الجاهلية والوثنية, نصنع لنا كل يوم من التمر إلها نعبده وحين نشعر بالجوع نأكله أو ننحته من الأخشاب وحين نشعر بالبرد نحرقه لكي نستدفء عليه, هل تعلموا أنه لم تكن تسجل في أيام الوثنية أي حادثة قتل رجل لرجل آخر بسبب أكله لإلهه الذي صنعه من التمر؟ لم تكن هنالك فكرة التكفير, أو الحلم بطرد اليهود المساكين من مدينتهم مدينة أورشاليم!!!!!!!!!!!!!!.

لماذا لا نعيش في السنة فصلا واحدا من المحبة والطمأنينة والسلام,هنالك أشياء يجب أو نوليها اهتماماتنا أكثر من أي وقت مضى , مشكلة الانحباس الحراري وتعاظم البطالة وازدياد شعارات الكراهية وحماية نظامنا البيئي من عبث أصحاب مشاريع النمو الكريه للرأسمالية,هذه المشكلة هي التي تقلق العالم, من يهتم بهذه المشاكل هو بطل السلام, وليس من يُكفر الآخرين أو يطردهم من أرضهم.

دعونا نهتم بإسعاد البشرية, دعونا نهتم بحرث الأرض وصناعة رغيف الخبز وصناعة أربعة أشهر حرم أو شهر واحد مُحرم..نصنع لكل جائع ولكل الأفواه غير القادرة على إنتاج الخبز رغيفا من الخبز, دعونا نهتم بجعل الإنسانية أكثر تقاربا مع بعضها, لنقارب بين الصين وبين أمريكيا, بين الروس وبين الأمريكان, دعونا نهتم بمحاولة شحذ الهمم من أجل تعميم مصطلح الإنسانية والإنسان والعقل والمحبة, لنكن متقاربين أكثر مع بعضنا.

ليكن هذا الشهر كله شهر وداع الحروب والكراهية واستقبال الرومنسية والحب والمحبة, شهر نصاب به بداء المحبة ولنصلي بأن لا نجد لنا علاجا وبأن لا يرسل لنا الله منقذا ينقذنا من محبتنا لبعضنا, لنطوي الزهور ونجففها في باطن اليدين ونرسل بها عبر أضواء القمر وخيوط الشمس إلى أولئك الذين يسألون عنا, لنحب بعضنا ولنهتم أكثر بمحاولة إسعاد البشرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا الكفر يا بو علي
مروان سعيد ( 2017 / 12 / 11 - 23:00 )
تحية للاستاذ جهاد علاونة وتحية محبة للجميع
سئلت احد الكتاب المحترمين من المسلمين اذا كان البيت المجاور لك سيباع واتى مشتريان احدهم وديع وحكيم ومحب يساعد الجميع ويشفيهم من امراضهم النفسية والجسدية ويطعم الجياع وينصر المظلوم
واخر قتال قطاع طرق عينه زايغة يسبي النساء وهو القائل جعل رزقي تحت ظل رمحي
من تختار فقال اختار الثاني
اكيد مثل هذه الاصناف سيعد موضوعك كفر وسيقول عنك جبان تخاف من الحروب والتهاون بالشرع والجهاد مع انه اسمك جهاد
الحب يا استاذ الله يرحمه حب ايه الي انت تقول عليه هذه من الماضي البعيد
انظر ما قاله السيد المسيح عن اخر الايام في متى 24
حينئذ يسلمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الامم لاجل اسمي. 10 وحينئذ يعثر كثيرون ويسلمون بعضهم بعضا ويبغضون بعضهم بعضا. 11 ويقوم انبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين. 12 ولكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين. 13 ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص. 14 ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم ياتي المنتهى.
لاحظ لكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين
ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. بعد -الإساءة لدورها-.. هل يتم استبدال دور قطر بتركيا في الوس


.. «مستعدون لإطلاق الصواريخ».. إيران تهدد إسرائيل بـ«النووي» إل




.. مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاعتراف بفل


.. ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات




.. شبكات | بالفيديو.. سيول جارفة في اليمن غمرت الشوارع وسحبت مر