الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خدع أبي يعرب المرزوقي

عادل الحسني

2017 / 12 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خدع أبو يعرب المرزوقي
الرجل متمكن فكريا من أصول معرفته بالفلسلفة؛ لا شك، لكنه متكمن بالفعل من خداع المسلمين بخطاب الانكفاء بالذات القديمة، تمهلتُ في إصدار الحكم حتى أقرأ له وأستمع له مباشرة، ومع كل فرصة اطلاع على أسلوب ومضامين خطاب أبي يعرب تتضح الخدع الفكرية المتكررة التي يمكن أعددها على التوالي :
ـ يضعك هذا المفكر في خطابه داخل الهوية السنية الضيقة، هذا الضيق يخفي حدوده بإثارة نزعة الانتماء الأرعن لديك، فالفرس المنتصرون في إيران لديهم نزعة قومية هي مصدر قوتهم ، كذلك اليهود في دولة إسرائيل وقبلهما نزعة ترامب الدينية في خطابه، سيغضب عليك المرزوقي بشدة إذا قلته أنه إيران دولة رعب على شعبها أولا،وإسرائيل صعدت بالمقومات العلمانية والدين تستثمره براغماتيا وليس لتشتيت مجتمعها بشريعة التلمود، وترامب طيف فاسد وعابر من علمانية فرضت عليه القبول بكل ما يكرهه من تقبل الآخر.
ـ يوحي إليك البروفيسور (التسمية التسويقية التي تشعر إخوانه بالفخر) أنه يتحدث عن مجمل المسلمين، لكن فيما بعد سيقحم عموم المسلمين في جبهة ضيقة ضد أعداء ابن تيمية الذي كان ضد جميع الخلق بمن فيهم الطوائف المسلمة.
ـ يستعدي بخفة وبلاغة عدة أحداث وملاحم تضعك كمسلم سني تفكر بعوم وفخر في العودة بالحضارة القوية للوجود، لكن إسقاطاته موغلة في الدموية، فدولة معاوية يراها مبعث فكرة الحضارة القوية، قد تقول له تمهل، إنا دولة طائفية، دينية أجهزت على المقدسات نفسها ، ما ميزتها غير كونها مسلمة؟ لا تنتظر غضب أبي يعرب فسيعود بك لتقارن نفسك بترامب مجددا وخامنئي! يارجل هل ريد حضارة أم شعوبا مرعوبة مجددا؟
ـ توفق البروفيسور في مواجهة الأسئلة العلمانية الحرجة بكون بن خلدون و الغزالي قد فصلا بين العقيد والتدبير السياسي، هل يستطيع الرجل أن يستمر في الانسجام؟ لايستطيع للأسف، لأنه سيقول أن هذه الفكرة هي الفرق بيننا وبين الشيعة، هنيئا سنكون علمانيين في مقابل الشيعة! وليس في مقابل كتب السياسية الشرعية التي تقود ذهننا السياسي .
ـ يقول المرزوقي أن بن خلدون كتب جملة تغنينا عن كل ما ألفه العلمانيون العرب ، جملة تقر الفصل بين العقيدة والسياسة، هنا سيكون ابن خلدون ملزما إذا عاش بيننا أن يكون إسلاميا كي لا تتكشف الخدعة! ثم إن العنصر الأقوى في الخدعة هو سحبك من نقاش القانون والشرائع إلى مناقشة العقيدة ، كأن العلمانية تناقش شكل الله وخلق القرآن!
ـ يوفق المرزوقي بين التنوير الغربي وإسلام المختارين من فقهائه بعد أن يقدم لك سيرته الرائعة في ترجمة نصوص كانط وهيجل ثم يلزمك بتسعفه عليهما حين يقرن بين نص ما التنوير؟ لكانط مع جملة عن بن خلدون أو الغزالي!
أخيرا، ولن أدرك جميع الخدع طبعا، لكنها الخدعة الأقوى التي يستعملها كل كهنة الفكر في بلادنا وهي جعل الفكر الغربي إنتاجا يمكن أن يقابله إنتاج عربي مسلم منحدر من القرن العاشر الميلادي وما قبله، المشكلة الاخلاقية هنا، إنهم على يقين من أن الفكر المعاصر سواء كان غربيا أو غيره هو إرث إنساني تراكم عن الانتاج الاسلامي نفسه ، هذه الحقيقة يصرحون بها اضطرارا حين يقنعون أتباعهم ونسخهم السلفية حين يقفون في عقبة إقرار المُخرجات الغربية في المغانم الإنتخابية والتسويات السياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد