الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(تعزية..) للشاعرة النمساوية الملكة ماريا فون هنغاريا

وديع العبيدي

2017 / 12 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ماريا فون هنغاريا
(تعزية..)
ت عن الالمانية: وديع العبيدي

لا اعترض على سوء حظي
ولا اطلب شفقة
انظر للعالم بحسب عقيدتي
افهمه.. انها ملكتي الفنية
ينبغي للمرء السماح لي بذلك

الربّ غير بعيد
مرات يغيب بعض الوقت
ليمكنني من استراق كلامه

ابدو كأني في أفضل حال
أنا وكلّ ما يعود لي
رغم أنني ضعيفة
والربّ ليس بجانبي.

هذا أفضل حال ممكن
لابد لهاذا الطارئ ان يزول
الدائم هو الصالح

يمنح شجاعة حقيقية
وبواسطته يمكنني البقاء
بالروح والجسد
ربّي.. ساعدني أن أتغير..

لكلّ شيء وقت –مقولة شائعة-
يا سيدي يسوع المسيح
أنت ستكون الى جانبي
ستلاحظ سوء حظي
كما لو انه لك

وإذا لم تتعطف بي
سوف أترقب ذلك
على هذه السكة

كل شيء بحسب مشيئتك
الهي هو ترسي
وهو يرشدني بالتمام.

ــــــــــــــــ
ماريا فون هنغاريا [1505- 1558م]: نمساوية من عائلة الهابسبورغ الحاكمة، اميرة كاستليا النمساوية منذ ولادتها. تزوج شقيقها فرديناند/(القيصر فرديناند الاول لاحقا) من الاميرة انا بنت فلادسلاف الثاني ملك بوهيميا وهنغاريا، وخطبت ماريا للودفيج شقيق انا. وفي عمر العاشرة اصبح لودفيج الثاني ملكا على بوهيميا وهنغاريا عقب والده. وبقيت ماريا في عهدة عمتها تتلقى التعليم، كاشفة عن اهتمام مائز في الفنون والتاريخ. في عام (1521م) التحقت بزوجها الشاب لتصبح ملكة في هنغاريا، وفي يونيو اللاحق توجت ملكة في بوهيميا. في تلك السنين كانت الدولة العثمانية تدفع جيوشها على حدود امبراطورية النمسا والمجر. وفي (1526م) اصيب الملك الشاب لودفيج الثاني في المعركة مع جيش سليمان الاول، وتوفي عند اخلائه، تاركا ماريا الملكة ارملة في شبابها.
في خلال سنوات الازمة تلك، لجأت ماريا للاتصال بالمصلح اللاهوتي مارتن لوثر وجرت بينهما مراسلات، كانت في بعضها وسيطة، بينه وبين شقيقها القيصر فرديناند الاول. وكانت ماريا متحمسة لحركة الاصلاح اللاهوتي والكنسي، وربما أخوها ايضا. ولكن كونه وريث تاج الامبراطورية الرومانية وعقيدتها الكاثوليكية، جعله يوقر تلك الثقة ولا يفرط بها، مهما كانت قناعته. مما جعله يطالب شقيقته ماريا ان تعده بعدم تغيير عقيدتها، فاحترمت وعدها له حتى موتها.
كان القيصر فرديناند الأول ارتبط بصفقة زواج مع ياكوب الخامس ملك شوتلاند، فعين شقيقته ماريا الوصيّة على هنغاريا وصيّة على هولنده، ومشرفة على وحدتها وادارتها لمقاطعاتها التسعة عشر يومذاك. وفي عام (1556م) عادت مع شقيقتها اليانور الى اسبانيا، حيث عاشت طفولتها مع عمتها، حيث توفيت عامين.
ليس لماريا الملكة من اسمها غير العنوان، وكثير من الايتام واليتيمات، هم اسعد منها في كل شيء. عانت اليتم والتشرد والترمل، واحاطت بها مسؤوليات ومواقف مفروضة عليها بحكم وضعها العائلي. فلا غرابة ان تصف نفسها بسوء الحظ، وتحلم بقوة خارقة تساعدها في تغيير حياتها او قدرها. وإذ لا تجد عزاء غير العودة للدين، تطلب من السيد المسيح – بفعل تأثرها بالبروتستانتية اللوثرية- ان يقف الى جانبها ويأخذ بيدها للعبور من جادة سوء الحظ المهيمن عليها. فالاميرة بالولادة والملكة المتصرفة في عدة بلدان لا تشعر بلحظة من سعادة او استقرار، او حياة امرأة عادية، ذلك كان حلمها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س