الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- وعد ترامب - المشؤوم .. الأصداء وردود الفعل !

شاكر فريد حسن

2017 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


سيبقى " وعد ترامب " المشؤوم يلقي بظلاله على الوضع السياسي ، ويطفو على سطح الأحداث لما له من أبعاد على المدى البعيد ، وانعكاسات على مجمل مستقبل المنطقة والقضية الفلسطينية .

والواقع أن الأدارة الامريكية لم تتوقع كل هذا الصدى وردود الفعل العالمية الغاضبة والمنددة بالقرار الأحمق للرئيس الامريكي ترامب بنقل السفارة من تل أبيب الى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ، ناسفاً بذلك عملية السلام والتسوية السياسية وسد الطريق أمام حل الدولتين ، وأثبت بما لا يدع للشك الانحياز الامريكي الواضح للكيان الاسرائيلي .

كذلك فقد أجهض بيديه ما يعرف ب " صفقة القرن " قبل ولادتها ، ولا يجب أن يعيدنا للحديث عنها ، فهي صفقة لتصفية ووأد الحق الفلسطيني الشرعي .

لقد أشعل " وعد ترامب " الجماهير ، وفجر الغضب الشعبي الساطع ، وأثار ردود فعل واسعة ليس في فلسطين وحدها ، بل في العالم بأكمله ، عربياً ودولياً ، وتجلى ذلك في موجة الاحتجاجات المنددة بالقرار الامريكي والمستنكرة للوعد الترامبي ، التي شهدتها العديد من المدن والعواصم والدول العربية والاسلامية والعالمية . ولعل العالم لم يشهد منذ فترة طويلة هذا القدر من الأصداء وردود الغعل وتظاهرات احتجاجية في كل أنحاء العالم ، وسارع المسؤولون الامريكيون الى تخفيف وطأة التوتر وتنفيس الغضب بتصريحاتهم ان نقل السفارة الامريكية لن يكون الا بعد عامين من الآن .

لقد تلقت الادارة الامريكية صفعة قوية ومدوية من حلفائها التاريخيين كفرنسا وبريطانيا والمانيا برفضهم الوعد الامريكي ، وأكدوا جميعاً على حق الفلسطينيين في القدس عاصمة لهم .

والرد الأقوى جاء من فنزويلا ، حيث قام رئيس وزراء استراليا بطبع صورة دونالد ترامب على ممسحة الأحذية وأشهرها في مؤتمر صحفي .

وفي حقيقة الأمر أن القرار الامريكي المجحف ليس وليد الساعة أو ابن يومه كما يقولون ، وانما هو قرار اتخذ قبل ٢٢ عاماً ويتكرر في كل الحملات الانتخابية الامريكي لارضاء اللوبي الصهيوني الامريكي والحصول على تأيديهم وكسب ثقته ، ولكن الرؤساء السابقين لم ينفذوا ذلك والاقدام على هذه الخطوة تفادياً للعواقب ، حتى جاء ترامب الأحمق وأعلن عن ذلك براً بوعده الذي قطعه في جولة الانتخابات الأخيرة في امريكا .

والسؤال هو : هل قرار ترامب قادر على اعادة القضية الفلسطينية الى الواجهة وصدارة الأحداث ؟؟ وهل يعيد العرب الى قبلتهم الأولى ؟

وهل الدول الاورويية قادرة على المبادرة الى عقد مؤتمر دولي وايجاد حل عادل للقضية والاعتراف بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني والدولة المستقلة ، ولعب دور أكثر فاعلية بدلاً من الولايات المتحدة !! أم أن كل هذا هو زوبعة في فنجان ؟!

ما من شك ان امريكا بخطوتها فتحت باباً جديداً لجهنم في المنطقة ، وزادت الاضطرابات فيها ، وقوضت دورها التاريخي كراعي لعملية السلام ، وأدت الى توتر العلاقات مع حلفائها العرب الذين تعول عليهم لمساعدتهم في الوقوف بوجه الخطر الايراني وحزب الله ، وجعلت السلطة الفلسطينية الى التفكير بجدية اعادة النظر في اتفاق اوسلو الذي لم يؤدي الى الحل النهائي المنشود وفشل فشلاً ذريعاً ، واخفق في تحقيق الحلم الفلسطيني ، والعودة الى طريق المقاومة الشعبية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكتاب يقرؤ من عنوانه!!
فهد لعنزي ــ السعودية ( 2017 / 12 / 13 - 06:56 )
اقتباس:
......وأدت الى توتر العلاقات مع حلفائها العرب الذين تعول عليهم لمساعدتهم في الوقوف بوجه الخطر الايراني وحزب الله ، وجعلت السلطة الفلسطينية الى التفكير بجدية اعادة النظر في اتفاق اوسلو .....
هذا يعني ان الخطر القادم على العرب هو من ايران ومن حزب الله وان لا خطر عليهم من اسرآئيل. اخي الكريم ان الاحتجاجات هي زوبعة في فنجان وانا اوؤكد لك ان Trump اخد هذا القرار بمشورة حلفآئه العرب وثق اتم الثقة ليس هناك توتر في العلاقات العربية الامريكية وعندما تهدا الزوبعة ستنقل السفارة وستجد لنقلها فتاوى دينية تجيزها. اصبر فالصبر جميل.
كما عليكم ايها الفاسطينيون اخذ الحيطة والحذر من خطر ايران وحزب الله.
عبيد للاجانب هم ولكن *** على ابناء امتهم اسود

اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف