الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البروفيسور جمال شلبي: الأردن والاتحاد الأوروبي: علاقات غير متكافئة

أسعد العزوني

2017 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية بالزرقاء البروفيسور جمال الشلبي أن أنظار الشعوب العربية والإسلامية بعد قرار دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بنقل السفارة الأمريكية من تل ابيب إلى القدس يوم 7 ديسمبر الحاليـة، تتجه للاتحاد الأوروبي وشعوبه وجالياته العربية والاسلامية التي من المنتظر منها ان تعبر عن رفضها بقوة وبفعل واضح ازاء هذا القرار المرفوض قانونيا وسياسيا وانسانيا وحضاريا ، لتحصل على قليل من الأمل ، لعدم غمكانية توجهها نحو قيادتها السياسية أو زعامتها الدينية والفكرية كما تفعل الشعوب الحية في الدول المتقدمة.
وأضاف في محاضرة نظمتها لجنة الشؤون الوطنية والقومية في رابطة الكتاب الأردنيين قدمه فيها وأدارها مقرر اللجنة الكاتب أسعد العزوني ،أن اهمية معرفة ابعاد وعمق علاقة دولة عربية مثل الاردن في علاقتها مع اتحاد اوروبي يمثل عملاقا سياسيا بـ 28 دولة، وعدد سكان يصل إلى 500 مليون نسمة، منها دولتان لهما حق النقض الفيتو.
وقال قبل ان نشير إلى اهم مجالات التعاون بين الطرفين الى نصل اخيرا الى موقف هذا الاتحاد من قضية القدس التي يعتبرها الاردن قضية مصيرية وعلى درجة عالية من الاهمية والخطورة لاسباب سياسية ودينية وتاريخية سنعود لها لاحقاً ، سنعطي مجموعة من الملاحظات المنهجية والعقلية التي قد تسهم في توضيح طبيعة العلاقة بين الطرفين الارني والاروربي بشكل افضل.
وتاليا النص:
1. تدخل العلاقات الاردنية مع الاتحاد الأوروبي ضمن العلاقات الاشمل بين العرب واوروبا ؛ بمعنى لا يمكن ان نعزل العلاقة الاردنية عن بيئها العربية أو تاثيرها على أقل تقدير.
2. تتأثر العلاقات الاردنية ، كما هي حال بقية العلاقات العربية الأخرى، بالتحولات السياسية والصراعات في الشرق الاوسط. ولذلك عندما انطلق " الحوارالعربي – الاوروبي في العام 1973 فقد كان بسبب حرب تشرين المجيدة وتأثيرها على مجال الطاقة. وعندما دخل الرئيس الأسبق للعراق صدام حسين إلى الكويت في العام 1990 وما افرزه من مؤتمر مدريد عام 1991 ومن بعده مؤتمر برشلونه عام 1995؛ كانت معظم المبادرات الاوروبية تجاه الاردن – كبقية الدول العربية- تأتي من الشمال ؛ فمن الحوار العربي الاوروبي عام 1973 مروراُ بمؤتمر برشلونه عام 1995 ومن بعدها " الاتحاد من اجل المتوسط" في العام 2008، الاتحاد الاوروبي والدولة المجاورة عام 2010، ونحن ننتظر مبادرة جديدة بعد ما يسمى " الربيع العربي" لعام 2011 وإلى الآن!
3. العلاقة بين الاردن والاتحاد الاوروبي علاقة غير متكافئة بتاتاً لأنها تتعامل مع شريك اقتصادي وسياسي واجتماعي لا يملك نفس الامكانيات والقدرات المادية والمعنوية ما يجعلها علاقة مركز واطراف ، او كما قال الراحل ناصر الاسد رحمه الله في توصيفه لعلاقة العرب والغرب بالعلاقة بين الذئب في اعلى النهر والشاه في اسفله !!
4. مجمل المفاهيم التي تطرح للتنفيذ على الاردن يكون صاحبها الاتحاد الاوروبي مثل : سيادة القانون، والديموقراطية ، وتحفيز الاقتصاد، وحقوق الانسان، ومساواة المراة والرجل وكأن الاتصال في اتجاه واحد وما على الاردن الا التنفيذ. للاسف الشديد!!
أولاً: تطور العلاقات التاريخية
تاريخياً ، الاردن جزء لا يتجزء من التكل الغربي بقيادة بريطانيا التي كانت دولة انتداب على بلاد الشام ومنها شرق الاردن الذي اصبح كيانا سياسيا في العام 1921 واصبح مملكة اردنية هاشمية في العام 1946. وبعد الحرب العالمية الثانية انتقلت تبعية الاردن الى الولايات المتحدة الامريكية . وقد حاول الاردن في ظل مايسمى " الحرب الباردة ان يكون متوازن ومعتدل في سياسته رغم الظروف السياسية الدولية التي كانت تجتاح تلك الفترة ، ومن هذا المنطلق كانت للاردن علاقات متصاعدة وعميقة مع الدول الاوروبية الغربية فرنسا والمانيا وايطاليا وغيرها ، مع انفتاح محدود على المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي وخاصة رومانيا وبلغاريا.
ومع تغيير اسم دول السوق الاوروبية في العام 1992 بعد معاهدة وسترخت التي ضمت الى الان 28 دولة، اصبح هناك علاقات رسمية اردنية مع الاتحاد الاوروبي .
وفي الواقع ، تعود تاريخ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الأردن والاتحاد الأوروبي إلى عام 1977، حيث شهد ذلك العام توقيع اتفاقية التعاون التي دخلت حيز التنفيذ عام 1978. ويتألف الإطار الذي تنتظم داخله العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف بين الأردن والاتحاد الأوروبي بعدة أمور تبدأ من الشراكة اليورو متوسطية التي تم إطلاقها خلال المؤتمر اليورو متوسطي الذي عقد في برشلونة عام 1995 لإرساء سياسة طموحة ذات أهداف بعيدة المدى بهدف تدعيم التعاون بين الاتحاد الأوروبي من جهة ودول حوض البحر المتوسط من جهة أخرى، على أساس ثلاثة محاور تضمنها إعلان برشلونة وهي:
- الشراكة السياسية والأمنية.
- الاقتصادية والمالية.
- والشراكة في الشؤون الاجتماعية، الثقافية والإنسانية.
بالإضافة إلى ذلك هناك اتفاقية الشراكة الأردنية - الأوروبية، وسياسة الجوار الأوروبي. .
الأولى اتفاقية توفر إطاراً شاملاً للأبعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للتعاون الثنائي بين الأردن والاتحاد الأوروبي التي وقعت بتاريخ 24/11/1997 ودخلت حيز التنفيذ بتاريخ 1/5/2002، لتحل بذلك محل اتفاقية التعاون لعام 1977. وهدف هذه الاتفاقية إقامة منطقة تجارة حرة بين الجانبين، تهيئة إطار شامل للتعاون السياسي والاجتماعي والمالية وزيادةالنمو الاقتصادي.
والثانية (سياسة الجوار الأوروبي) في العام 2010 وهدفها خلق سياسة للشراكة الطموحة مع البلدان المجاورة، حيث تتيح للدول المجاورة للاتحاد الأوروبي فرصة الحصول على حصة في السوق الداخلي للاتحاد وتمهد الطريق للمزيد من التكامل والتحرير الاقتصادي، وذلك مقابل إحداث تقدم فعلي في هذه الدول والتطبيق الفعال للإصلاحات السياسية والاقتصادية والمؤسسية.
ثانياً: مجالات التعاون الاردني الاوروبي
يعد الأردن دولة شريك استراتيجي للاتحاد الأوروبي على المستوى الثنائي، والاقليمي والدولي وذلك بفضل دوره المتعلق باستقرار الشرق الاوسط، واعطاء صورة ايجابية عن الحداثة والعيش المشترك في هذه المنطقة. كما ان الاردن يعد شريك قوي في مجموعة من المجالات التي تم ابرامها عبر العديد من الاتفاقيات منذ العام 2002 اضافة الى موقع متقدم منذ العام 2010؛ خاصة وان الاردن يواجه العديد من التحديات اقتصادية واجتماعية وامنة، لا سيما وان الاردن يستقبل اكثر من 658 الف لاجيء سوري ما يمثل 10 %من عدد السكان قبل الازمة السورية، اضافة الى لاجيئين اخرين من العراق، واليمن، وليبيا،..وغيرهم.
ومع ذلك، تحافظ المملكة الاردنية الهاشمية على استقرارها السياسي والاجتماعي بشكل عام، وربما الانتخابات التي تمت في العام 2016 ممكن ان تشكل دليل على ذلك ، خاصة وان هذه الانتخابات تم تشجعيها ودعمها باتفاقيات مع بنك النقد الدولي FMI والمساعدة المالية من الاتحاد الأوروبي.
وتطيقا لمبدأ سياسة الجوار الاوربية، فان الاردن والاتحاد الأوروبي اتفقوا في ديسميبر 2016 على اولوياتهم وعلى اتفاق الاتحاد الاوروبي والاردن لعام 2016-2018 والقائم على تصور استراتتجي حول 3 مفاهيم هي:
1. الأول يستهدف تقوية التعاون فيما يتعلق باستقرار المنطقة وامنها، بما فهيا مجابهة الارهاب.
2. الثاني يقوم على تقوية القدرات الاقتصادية الكبرى للاردن عبر تعزيز التطور الاجتماعي والاقتصاد
3. الثالث ومرتبط بالثاني يهدف الى تعزيز الجهود الهادفة الى تقوية الحكم الرشيد، وسيادة القانون، وتقوية الديموقراطية، واحترام حقوق الانسان
الهدف من الميثاق بين الاتحاد الاوروبي والاردني الذي يعالج بشكل مباشر الازمة السورية، هو تحسين الشروط الحياة الانسانية للمجتمعات المستقبلة ولللاجيئين المقيمين بشكل مؤقت
ويشمل الميثاق الاردني الاتحاد الاوروي الالتزام المشترك التي من خلالها الطرفان يحترمان التعهدات التي تمت في شهر شباط 2016 في مؤتمر لندن حول دعم سوريا والمنطقة. Ces وقد تعززت هذه الالتزامت في مؤتمر بروكسيل حول دعم مستقبل سورية والمنطقة في 5 ابريل 2017 وخاصة بهدف تعزيز صمود ودعم خلق فرص عمل وتحفيز النمو الاقتصادي الشامل.
من جهة اخرى، من اولويات الشراكة بن الطرفين متاتية من الاستراتيجية الوطنية الاردنية خاصة تلك المتعلقة بـ "الاردن 2025: روية واستراتجية وطنية" وهي خطة اجتاعية اقتصادية مقسمة على 10 سنوات هادفة على تحسن رفاه المواطنين والخدمات الاساسية لاجلهم، بخلق مجتمع متوازن بحيث تكون الفرص متاحة للجميع .
تشمل رؤية 2025:
1. مواجهة المستويات المرتفعة من البطالة، وخاصة للنساء والشباب.
2. الحد من الفقر، وخاصة في المناطق المحرومة
3. زيادة الاستثمار
وتعترف "رؤية عام 2025" بأن تنمية القطاع الخاص ستكون عاملا رئيسيا في كل هذه الأولويات وتحددد سلسلة من القطاعات ذات القيمة العالية مثل الاقتصاد الرقمي وخدمات الأعمال والسياحة الطبية التي لديها القدرة على اجتذاب الاستثمار والوظائف الجيدة وتعزيز النمو الشامل للجميع. وفي هذا الصدد، فإن التعاون بين الاتحاد الأوروبي والأردن يتماشى تماما مع هذه الاستراتيجية.
وعموما، انعكست العلاقات الطيبة بين الاتحاد الأوروبي والأردن في عدد من الاجتماعات الرفيعة المستوى. على سبيل المثال، اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي (رؤساء ومندوبي الاتحاد الأوروبي) مع الملكة رانيا في يناير / كانون الثاني 2016 والملك عبد الله الثاني في مارس / آذار 2016. زار الممثل السامي / نائب الرئيس (هر / ف) موغيريني الأردن في آذار / مارس 2016 وآذار / مارس 2017؛ وشارك في رئاسة الاجتماع الوزاري للاتحاد من أجل المتوسط في الأردن والرئاسة المشتركة للتنمية من 30 يونيو / حزيران إلى 1 يوليو / تموز 2016؛ وشارك المفوض ثيسن في رئاسة الاتحاد الوزاري المعني بالتوظيف والعمل (27 أيلول / سبتمبر 2016). في 19 تموز / یولیو 2016، واعتمدت اللجنة الاتحادیة العشریة علی وجھ الخصوص قرار تبسیط مؤقت قواعد المنشأ في الاتحاد الأوروبي، بهدف خلق فرص عمل للأردنيين وكذلك اللاجئين السوريين. وبالإضافة إلى ذلك، درست لجنة الرابطة الاتحاد الأوروبي الثنائي
. أخيرا، أكد المؤتمر المعني بدعم مستقبل سوريا والمنطقة، الذي نظمه الاتحاد الأوروبي في 5 نيسان / أبريل 2017، الالتزام القوي للاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي مع الأردن بشراكة دائمة، خاصة من أجل الصمود والتنمية المستدامة نظرا لتأثير الأزمة السورية
. واوضح الفاخوري أن الاتحاد التزم ومنذ عام 2007 بحوالي (1.4) مليار يورو كمساعدات منح اعتيادية وإضافية للمملكة في الإطار الثنائي إلى جانب المساعدات المالية الميسرة على المستوى الكلي والتي من شأنها دعم الخزينة لتغطية الفجوة التمويلية المقرة ضمن قانون الموازنة العامة والذي يقره مجلس الأمة حيث تم توفير مساعدة مالية على المستوى الكلي في عام 2015 بقيمة 180 مليون يورو، والتزم الاتحاد بأخرى للعام الحالي 2017 بقيمة 200 مليون يورو صرفت منها أول دفعة بقيمة 100 مليون يورو.
أشار الاتحاد الاوروبي إلى أنه خصص مبلغ 1.63 مليار يورو للاردن منذ بداية الازمة السورية عبر أدواته المختلفة، وبما يشمل المساعدات الثنائية والمساعدات المستهدفة مواجهة آثار الأزمة السورية، والتي استفاد منها كلٌ من اللاجئين والمجتمعات المستضيفة. وتوصل الأردن والاتحاد الأوروبي لاتفاق على المستوى الثنائي حول إبرام مذكرة تفاهم تتعلق ببرنامج المساعدة الكلي/القرض الميسر الثاني بقيمة ٢٠٠ مليون يورو وبعد هذه الخطوة الهامة، فإن دخول هذه المذكرة حيز التنفيذ سيتيح المجال لصرف الدفعة الأولى من القرض والبالغة ١٠٠ مليون يورو.
ثالثاً: السياسة الخارجية والامنية
وقد احتفظ الأردن بشريك رئيسي في الشرق الأوسط للاتحاد الأوروبي من حيث السياسة الخارجية والأمنية. لعب الأردن دورا نشطا في دعم جدول الأعمال المتعدد الأطراف: كان الأردن عضوا نشطا في مجلس الأمن الدولي في الفترة 2014-2015، الأردن (مع أيرلندا)
. وقد شارك الأردن (مع أيرلندا) في اطلاق إعلان نيويورك الصادر عن مؤتمر القمة العالمي للأمم المتحدة المعني بالهجرة في أيلول / سبتمبر 2016؛ الأردن هو جزء من مجموعة الدعم الدولية لسوريا ( ISSG). كما ان الاردن شارك في رئاسة الاتحاد من أجل المتوسط منذ عام 2012 مع الاتحاد الأوروبي.( لا ننسى ان اول امين عام للاتحاد من اجل المتوسط كان اردنيا السيد احمد المساعدة)
ويستمر الأردن بلعب دورا معتدلا في بناء توافق الآراء في السياسة الدولية، والذي يشمل المشاركة في منع ومكافحة الإيديولوجية المتطرفة ومكافحة التطرف العنيف والإرهاب حيث يشارك الملك عبد الله الثاني في مناقشات دولية حول مكافحة العنف والتطرف والتطرف، بما في ذلك من خلال عملية العقبة. وفي مارس 2017، استضاف األردن بنجاح القمة الثامنة والعشرين لجامعة الدول العربية، التي حضرها أيضا السيدة فريدريكا موغيريني.
وعلى الصعيد الإقليمي، اضطلع الأردن بدور نشط أيضا إذ كانت أولويات الأردن على الصراع السوري هي تجنب الصراع المتدفق وهزيمة تنظيم داعش والمنظمات التابعة له (الأردن هو عضوا في التحالف المناهض لداعش) والتخفيف من آثار الأزمة في الأردن.
وفيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، لا يزال الأردن داعما نشطا للحاجة إلى إيجاد حل دائم يستند إلى قرارات مجلس الأمن الدولي التي تؤدي إلى حل الدولتين. وكان دور الأردن الخاص في الحفاظ على الأماكن المقدسة الإسلامية في القدس، وكل هذه المواقف تعد مواقف معتدلة ومهمة وتتماشى مع مواقف الاتحاد الأوروبي
.وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وفي اطار العمل المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والأردن لمكافحة الإرهاب / الأمن المعزز في 15 مارس / آذار 2016، وافق الاتحاد الأوروبي والأردن على المضي قدما في ثلاثة مجالات: مكافحة التطرف العنيف؛ ومكافحة تمويل الإرهاب؛ بما في ذلك من خلال إشراك الوكالات المتخصصة في الاتحاد الأوروبي. كما اتفق الاتحاد الاوربى والاردن على تكثيف التعاون من اجل التعامل مع تحديات الاتجار بالبشر والمقاتلين الارهابيين الاجانب وتهريب الاسلحة النارية.
وقد مول الاتحاد الأوروبي برنامجا للتأکد من الضعف والتعرض للمکافحة مع عنصرين:
- أول تدعم عمل وحدة CVE في وزارة الثقافة وهذا يستتبع تطوير وهيكلة وحدة، وبناء من شبكة انتري الإدارات المناسبة، وتطوير السرد الإيجابي الهوايه بديلة في مواجهة الدعاية الإرهابية، فضلا عن دراسة شاملة حول العوامل الدافعة وراء التطرف العنيف في الأردن. ومن المتوقع أن تكون نتائج هذه الدراسة في صيف عام 2017.
- ويركز العنصر الثاني على تعزيز الوضع الاقتصادي ، وذلك باستخدام نهج من القاعدة إلى القمة. وهو يدعم كل من السلط، الرصيفة، معان، وشرق عمان. كما عزز الاتحاد الأوروبي دعمه من خلال العلاقات الثنائية والإقليمية إلى مختلف الدوائر والوكالات الأمنية، بما في ذلك الأمن العام والدفاع المدني والقوات المسلحة الأردنية. وشملت المشاريع ما يلي: الحد من مخاطر الكوارث، وإدارة الأزمات، والتهديدات الإجرامية، وإدارة الحدود، ومراقبة الأسلحة النارية.
وبسبب التطورات في العراق وسورية، فقد تعرض الأردن لعدة حوادث أمنية وهجمات إرهابية في عام 2016 (روكبان في حزيران / يونيه 2016، وباقة في حزيران / يونيه 2016، والجفر في تشرين الثاني / نوفمبر 2016، والكرك في كانون الأول / ديسمبر 2016). ومن ثم، ومن أجل معالجة هذه القضايا، اتفق الأردن والاتحاد الأوروبي على التركيز على جهود بناء القدرات في مجال الإدارة المتكاملة للحدود ومكافحة الإرهاب.
وتستضيف الأردن أمانة الاتحاد الأوروبي بشأن المنتجات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية
(سبرن) التخفيف من حدة المخاطر المركز الإقليمي للتميز. وبالإضافة إلى ذلك، التزم الاتحاد الأوروبي بدعم تدريب الكوادر الطبية المعنية بالتصدي للوقاية من الأمراض والنباتات والبيولوجية والنووية والنووية (سبرن)، ولإدخال تشريعات جديدة للسيطرة التجارية الاستراتيجية على المواد والتكنولوجيات ذات الاستخدام المزدوج.
رابعاً: انعكاس قرار ترامب على العلاقة الاوروبية – الاردنية
من الصعوبة بمكان قياس انعكاس قرار ترامب على العلاقات الاردنية مع الاتحاد الاوروبي ،خاصة وان القرار لم يمر عليه الا فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز اسبوع ، ومع ذلك في الاطر العامة نلاحظ ما يلي:
1. الاردن يستشغر الخطر القادم اليه عبر هذا القرار لأنه اولا تم بطريقة صادمة خاصة وانه يعتبر حليف للولايات المتحدة الامريكية وصديقا لها, الامر الذي قد يتم على حسابه ومصالح الوطنية بتحقيق مايسمى" الوطن البديل"
2. استبعاد الاردن من اي مشاورات ما يشي باستبعاد الاردن كدولة محورية في الشرق الاوسط لصالح مصر والسعودية
3. اوروبا تتفهم بطيعة الحال المخاوف الاردنية في هذا الشان ولذلك حاوت تهدئة الخواطر عبر التعبير عن موقفها من القرار بشكل سلبي تجاه.
ومن المتوقع ان يكون الاردن سعيدا بالرفض الاوروبي لهذا القرار خاصة وانه يمس امنه الوطني ومصالحه الوطنية ، لا سيما وان هناك شريحة من الشعب الاردني تعود في جذورها الى فلسطين مما سيؤثر على استقرار الدولة والمنقطة برمتها.
بالتأكيد، أوروبا الموسعة المشكلة من 27 دولة تعاني من امتلاك سياسة خارجية واحدة ، على الرغم من وجود منصب منسق السياسة الخارجية ممثلاً الأن بالسيدة فيدريكا مورغيني إذ يلاحظ ذلك على الكثير من القضايا الحالية ومنها قضية القدس التي ، على ما يبدو، قد اسهمت في ابراز الانقسام حول القضايا الدولية العالقة.
وصحيح أن السيدة مورغيني قد أكدت على رغبة الاتحاد الاوروبي باحياء الدور الدبلوماسي مع روسيا والولايات المتحدة والأردن وغيرهم لضمان حصول الفلسطينيين على عاصمة في القدس أيضا، إلا انه
من الواضح بأن قرار ترامب احية من جديد الانقسامات والاختلافات الأوربية إزاء القضايا الدولة يوخاصة الشرق اوسطية، فاذا كان الجميع متفق على ايجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية بشكل عام الا ان هناك تباين في المواقف بين من يؤيد الفلسلطينين والاسرائيليين
فإذ ا كانت مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية السيدة فيدريكا موغيرني أصرت على بقاء الولايات المتحدة الأمريكية " وسيط" في عملية السلام، فإن فرنسا وبلسان رئيسها وزير خارجيتها السيد جان إيف لودريان أشارت" إلى استبعاد أمريكا كوسيط من عملية السلام في الشرق الأوسط باعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقلها من تل أبيب إذ قال:"اسمع البعض، ومنهم السيد تيلرسون (وزير الخارجية الأمريكي)، يقولون إن الأمور ستحدث في وقتها وإن هذا هو وقت المفاوضات. حتى الآن كان بوسعها (الولايات المتحدة) أن تلعب دور الوساطة في هذا الصراع لكنها استبعدت نفسها بعض الشيء".، مضيفاً" الواقع أنهم يقفون بمفردهم ومعزولون في هذه القضية".
الغريب ان بعض دول الشرق الأوربي مثل التشيك والمجر كان لديهم متحفظ على موقف الاتحاد الاوربي حيث قالت وزارة خارجية جمهورية التشيك بإنها ستبدأ التفكير في نقل سفارة التشيك إلى القدس في حين ابدت المجر تحفظها على الموقف الارورب المتاثر بالرؤية الفرنسية والالمانية الممتعض من من القرار الامريكي. وهنا نتذكر موقف دول مثل هولند، اثناء حرب تشرين 1973 وما افرزته من ازمة الطاقة ، وانقسام الدول الاروربي تجاه الحرب في العراق عام 2003 حيث انقسم الامر الى محورين كان جزء منها دول بعيدة مثل الدنمارك وبولوندـ وغرها..وكان الجغرافيا والتاريخ تفرض على الدول الاوروبية المستعمرة ضريبة معرفية على قرارتها!!
باختصار، هناك تاكيد من الاتحاد الاوروبي السعي لحل يقضي لإقامة دولة فلسطينية في أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل منذ 50 عاما" وقال دبلوماسي فرنسي كبير إن من الضروري أن ترسل حكومات الاتحاد رسالة واضحة لنتنياهو.
بكلمة واحدة، تتباين مواقف حكومات الاتحاد الأوروبي بين دعم جمهورية التشيك القوي لإسرائيل، والذي تشاركها فيه ألمانيا، إلى قرار السويد في 2014 بالاعتراف بدولة فلسطينية في المستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جعفر الميرغني يوضح موقف حزبه من الحرب في السودان ودور الجيش


.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة




.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي


.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد




.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟