الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لايخدع مؤمن من حاكم مرتين

لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس

(Dr Senan Luay)

2017 / 12 / 13
القضية الفلسطينية


اسرائيل تعرف جيداً ان الشعوب العربية مخدوعة او تخدع نفسها وتُخضع نفسها وتسلم قيادها ورقبتها للحاكم وللمسؤول ولشيخ العشيرة بمحض ارادتها حتى لو كانوا يخدعوهم ويسرقوا خيراتهم , ولهذا فهي لاتحسب حساب كبير لردة فعل الشعوب العربية بالتحديد عند اقتراف اي جريمة او اتخاذ اي اجراء ونرى هذا جلي في افعالهم وخصوصاً انهم في وسط معاد لكنهم يتصرفون وكأنهم دولة عظمى , وهذا لايعود لكونهم يملكون اسلحة اكثر مما لدينا او جيش اقوى منا , لكننا نخدع انفسنا فلاعجب ان يخدعنا حكامنا , خدعونا حين تحدثوا بالقومية واسقطوا الدولة العثمانية ليجلبوا الانكليز والفرنسيين بدلاً عنهم خدعونا باسم العروبة فعادينا جيراننا من غير العرب فخسرنا علاقتنا وخدعونا باسم الاسلام فخسرنا نظرائنا في الانسانية , خدعونا باننا قوة وموحدين وباننا سنسحق اسرائيل وبعد كل معركة تكسب اسرائيل ويخسر العرب ونعود لننخدع مرة اخرى وبنفس الشعارات وكأننا لم نسمع "لايلدغ مؤمن من جحر مرتين" فلايجب ان نلوم احداً الا انفسنا فنحن نحصد ما اقترفناه وما زرعناه .
أثناء فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر قامت القوات المسلحة بتصنيع صاروخين باسم القاهر و الظافر، وكان عبد الناصر يقول فى كل خطبه الجماهيرية إن مدى صاروخنا القاهر يصل إلى 600 كيلو متر ،أما الظافر فيصل مداه يصل إلى 350 كيلو مترا، ويستطيعان بكل سهولة قصف اسرائيل .
شارك الصاروخان في العروض العسكرية التي كانت تجرى كثيرا في شوارع العاصمة في ذلك الوقت،وأخذت الصحافة و الاذاعة تتحدث ليل نهار عن هذا الانجاز الضخم و قامت الحكومة بوضع نسخ معدنية من الصاروخ في العديد من الميادين الرئيسية بكثير من مدن الجمهورية وهللت الجماهير حينما شاهدتهما،و أيقنت بأن زوال إسرائيل صار أمرا محتوما و قد أصبح مسألة وقت،وكان الصاروخان دفعة معنوية هائلة للشعب المصري .
يقول الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس اركان حرب القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر 1973 "بعد هزيمة سنة 67 أخذ المصريون يتهامسون أين الصاروخان ؟ ولماذا لم يستخدمهما عبد الناصر فى ضرب تل أبيب كما وعدنا ؟
و لم تكن هناك اية اجابات عن هذه التساؤلات الا الصمت الرهيب من السلطات المختصة جميعها،وعندما استلمت مهمات رئاسة اركان الجيش لم يتطوع أحد ليخبرني بشي عن القاهر أو الظافر لكنني تذكرتهما فجأة و أخذت أتقصي أخبارهما الي أن عرفت القصة بأكملها، لن أقص كيف بدأت الحكاية، و كيف أنفقت ملايين الجنيهات على هذا المشروع وكيف ساهم الاعلام في تزوير الحقائق وخداع شعب مصر اني اترك ذلك كله للتاريخ، ولكنني سأتكلم فقط عن الحالة التي وجدت فيها هذا السلاح و كيف حاولت أن أستفيد بقدر ما أستطيع من المجهود و المال اللذان أنفقا فيه.
لقد وجدت أن المشروع قد شطب نهائيا و تم توزيع الأفراد الذين يعملون فيه على وظائف الدولة المختلفة، أما القاهر والظافر فكانت هناك عدة نسخ منهما ترقد في المخازن، لقد كانت عيوبهما كثيرة و فوائدهما قليله، لكنني قررت ان استفيد منهما بقدر ما تسمح به خصائصهما، و لقد حضرت بنفسي بيانا عمليا لاطلاق القاهر و وجدت أن هذا السلاح اقرب ما يكون الي منجنيق العصور الوسطي، لقد كان كبير الحجم و الوزن اذا تحرك فان المركبة الحاملة له تسير بسرعة من 8-10 كيلو مترات في الساعة و لابد أن تكون الارض صلبة و ممهدة واذا اطلق فانه يطلق بالتوجية العام حيث أنه ليست لدية أية وسيلة لتحديد الاتجاه سوى توجيه القاذف في اتجاه الهدف و اقصي مدي يمكن ان يصل اليه المقذوف هو ثمانية كيلو مترات و في اثناء التجربة اطلقنا 4 قذائف على نفس الهدف بنفس الاتجاه و نفس الزاوية فكانت نسبة الخطأ 800 متر وهذا يعني اننا اذا قمنا باستخـــــــدام هذا السلاح خلال الحرب فأن الرابح الوحيد هو العدو لاننا حينها سنقصف أنفسنا.
بالطبع كانت المخابرات الإسرائيلية تعلم الحقيقة جيدا،أما الوحيد الذى لم يكن يعلم فهو الشعب المصري و هو الوحيد أيضا الذي دفع الثمن"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قلت الحقبقة التي لا مراء فيها!!
سمير آل طوق البحرأني ( 2017 / 12 / 13 - 04:55 )
نعم اخي الكريم بعد التحية لقد نطق على لسانك ملك الحقيقة: لا يلدغ مؤمن من حاكم مرتين:ولقد ذكرني مقالك هذا بطيب الذكر (عبد الله القصيمي وحكمته البالغة وهي العرب ضاهرة صوتية) وانا اقول ليس العرب وحدهم ضاهرة صوتية بل المسلمون كلهم ضاهرة صوتية لانهم محكومون بايديولجيات دينية بعيدة كل البعد عن العقل والمنطق ولا يستطيع اي مسلم ان يتخطاها ان كان مسلما حقا. واليكها:
الضرورات تبيح المحظورات ـ لا يجوز الخروج على الحاكم وان كان ظالم ما لم يامر بترك واجب كـ الصلاة ـ اطع الحاكم وان جلد ظهرك وهتك عرضك ـ الحاكم ظل الله في الارض وهو ادرى بمصالح رعاياه ـ حاكم ظالم غشوم خير من فتنة تدوم ـ الذي لا يقوم الواجب الا به فهو واجب. هذه الاسس الذي بني عليه الحكم في الاسلام والمقيم الوحيد لهذه الامور هم فقهاء السلطان مع ارباب الصولجانات. الدليل!!. اليس العلم الاسرائيلي يرفرف في سماء القاهرة (ام الدنيا) وسماء عمان وسماء انقرة ومعظم الدول الاسلامية تربطها مصالح باسرآئيل وعلى راس تلك الدول المملكة العربية السعودية ودول الخليج. ان احتجاجات العالم الاسلامي هي :
ارآئيك فليغفر لي الله زلتي * فديني ودين العامين رياء

اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء