الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرار مجنون وسياق اشد جنونا

عدلي محمد احمد

2017 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


ان الهدف الواضح للقرار الامريكي الصهيوني المجنون , هوالعصف النهائي باي تصورات لدي الانظمه العربيه الخائنه عن ما اسموه بدوله فلسطينيه عاصمتها القدس.
فهو لا يسمح سوي بدويله عميله مثلهم , بدون اي قدس , وعلي ارض غزه بالاضافه الي شمال سيناء , الذي يأمل في انتزاعه من مصر حكم السيسي , من خلال ما صار يعرف بصفقة القرن , اي توسيع ما جري احتلاله من مصر( غزه ) في حرب سبعه وستين دون حرب , اعتمادا علي حالة الضعف الاستثنائي التي صارت عليها مصر في ظل حكم السيسي , والذي صار مهددا بقوه بقطع مياه النيل من جانب اثيوبيا الصديقه الصهيونيه بعد ان هادن اثيوبيا وفرط في النهر وافق علي بناء سد النهضه , كما اصبح في امس الحاجه للغاز الصهيوني بعد ان فرط في غاز المتوسط المصريه , ناهيك عن اعتماده العام علي صداقته للصهاينه , للتوسع في التطبيع الذي اطلق عليه السلام الدافئ مع الاعداء التاريخيين لشعبنا وشعوبنا العربيه.
وهكذا يتضح ان القرار الامريكي العدواني المجنون, الذي يأتي الان في اطار صفقة القرن الاستعماريه , يأتي مستكملا لاختطاف تيران وصنافير , اي انتزاع المضيق البحري العسكري الاستراتيجي المصري , الذي كان مقدمه ضروريه في هذا السياق العدواني من اجل احاطة ما يمكن فرضه علي حكم السيسي من تنازلات خطيره , بالتأمين الواجب الذي يعجز اي عسكريه مصريه لاحقه عن الحاق اي ضرر بهذا المشروع المعتمد علي احتلال اراضي مصريه ( شمال سيناء ) .
فهو خطوه صارمه في ذات السياق العدواني الذي يستهدف الان بالحاح تهجير اهالي سيناء , ولو استدعي الامر مذابح من نوع مذبحة الروضه التي جرت مؤخرا بالعريش.
اما عن توقيته فيبدو ان الهدؤ السريع الذي اعقب غضبة الفلسطينين التي زمجرت ضد محاولة الصهاينه تركيب بوابات الكترونيه علي مداخل الاقصي , قد خدع هؤلاءالصهاينه وداعب غرورهم وتبجحهم , فتصوروا مع المعتوه ترامب ان الآوان قد حان لتحقيق ما اسموه بصفقة القرن التي كانوا مع عملاؤهم في الرياض والقاهره يتحسسون نحوها الخطي منذ اختطفوا تيران وصنافير , وخطفوا معهما المضيق البحري الاسترتيجي المصري باعتباره اهم ما لدي العسكريه المصريه لوجستيا , فمن يضمن ما الذي يمكن ان يعقب حكم الجنرال في القاهره.
ومن زاوية هذه الخدعه الفلسطينيه غير المقصوده بالطبع , تكتسب الانتفاضه الفلسطينيه المفاجئه الجاريه خطورتها واهميتها البعيدة المدي.
كما انها تكتسب خطورة اشد , بما صار يواكبها , وتلهمه ويلهمها من انتفاضه عربيه بل واسلاميه واسعه
كما انها تكتسب خطورة اخطر , بما صارت تتجه اليه بروية , من محاولة المزاوجه بين العمل الانتفاضي الجماهيري , وبين استخدام صواريخ الانفاق , ومن هنا جاءت الضربات الصهيونيه المباغته لشمال غزه , رغم ان المقاومه الباسله من شبابها جرت في جنوبها .
في هذا السياق فان دعوة المقاومه اللبنانيه للتظاهر الواسع في جنوب لبنان وما ادراك ؟ تضيف ملحها الخصوصي علي هذه المخاوف الصهيونيه الحارقه!.
امريكا الدوله العظمي لا امريكا الترامبيه العابره , والتي تدرك اصلا مدي ضعفها , خصوصا وان آثار قفا مقتل صالح في اليمن ما زالت ساخنه, وتوابع هزيمة سوريا تجعل الصين تفكر في ارسال قوات الي هناك , يفرض عليها الشعور انها قد "تكعبلت" في مطب المعتوه ترامب , والمرتبك نتنياهو!
فكما اجبر الاخير علي ازالة بوابات الحرم المقدسي , الارجح ان شعب الجبارين سيفرض علي ترامب مسح نفايته بيده!.
ومهما يكن من شئ , فان الهزائم القاسيه للمخططات الامريكيه في سوريا والعراق واليمن , والفشل الواضح الذي صارت عليه "افتكاسة" داعش ,يصيبان الان الامبرياليه الامريكيه وكيانها الصهيوني برعب قاتل , يحاولون في ظله تحصين الاخير الي ابعد مدي فلقد اتضح لهما تماما حجم الخطر الذي سيتضاعف مع الاحتمال المرجح لسقوط السيسي , ومع تفكك السعوديه , بينما - كما ترآي لهما - ان الاستفاده من الضعف المزري للبلدين العربيين الاكبر , يمكن له ان يشكل ترياق واقي ضد تفاقم الخطرواستفحاله, وفي ظل الاستقواء المتواصل للمقاومه اللبنانيه وحزب الله وما تشكله مغامرة مناوشته في هذه الظروف علي الاقل من خطوره قد تقلب السحر علي الساحر اكثر مما هو مقلوب اصلا, وفي ظل الصواريخ التي صارت محصنه لدي المقاومه الفلسطينيه وحماس , فان الدفاع الاستراتيجي قد يشكل الملاذ الآمن , وذلك عبر التخلص من الشعب الفلسطيني ذاته باعتباره اصل كل الخطر ,عبر هجمه شامله تتجاوز سياسة الاستيطان عبر القضم والهضم التدريجيين الي الطرد بالجمله بكل ما يستلزمه ذلك من اقصي استخدام للعصا التي قد تصل الي وجبه جديده من المذابح , والجزره التي سيدفع في سياق اعدادها رأس المال السعودي والخليجي واستثماراته في مشروع نيوم والاستثمار السعودي الجاري منذ الان في سيناء خصوصا شمالها.
باعتبار ان صمود الشعب الفلسطيني واشتداد مقاومته ورسوخها في وجدان وعقول اجياله الشابه قبل شيوخه , قد حوله الي اخطر نقطة ضعف لدي الكيان المغتصب , حال اي مواجهه حاميه في غزه او جنوب لبنان , بينما يمكن تحقيق طرده بالتعاون مع حكم السيسي وحكم سلمان وولده , وكذا ال نهيان , ومواصلة الحرب ضده عبر دحلان وغيره من اجل تركيعه , وتصفية روحه المقاومه الي الابد , حيث يصعب حتي ان تتجاور الدوله العبريه النقيه المستهدفه , مع هذا اللغم.
وهكذا صارت قضية الصراع العربي الصهيوني امام مفترق طرق , بكل ما تشكله هذه التطورات في الحقيقه من فصل جديد في هذا الصراع الضاري, فصل يتراجع بدور التسويه الاستسلاميه والتفاوض المباشر بكل اتفاقياتها وقراراتها , لصالح العمل العدواني المكشوف المباشر , الامر الذي يضع اليمين الفلسطيني بكامل اطيافه امام نهاية واضحه وسافره , فلقد قام بدوره في خداع جماهير فلسطينيه وعربيه واسعه ,وآخر خدمة الغز علقه!.
فالفصل الجديد لا يحتاج وفي اضيق نطاق , الا لبعض العملاء المفضوحين تماما.
ولقد صارت اي سبل للتهادن امام من ما زالوا يحملون السلاح مسدوده بالضبه والمفتاح , فكما صرح هنيه نفسه بان قرارترامب المجنون هو اعلان حرب.
وعلي اي حال فان ذلك يحتاج الي معالجه خاصه في ظل هذه الزوابع الجديده العاصفه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص